"خنجر خيانة".. هكذا استقبلت شخصيات بحرينية أول زيارة لرئيس وزراء إسرائيلي إلى بلادهم

12

طباعة

مشاركة

تزامنا مع تصعيد الاحتلال الإسرائيلي جرائمه بحق الفلسطينيين، فتحت البحرين أراضيها لرئيس وزراء الكيان نقتالي بينيت، ورحبت بزيارته الرسمية الأولى (14-16 فبراير/شباط 2022).

وتأتي الزيارة في وقت يصعد الاحتلال ومستوطنوه سياسات العقاب الجماعي للفلسطينيين وتهجيرهم قسريا والإجراءات العنصرية بحقهم في القدس المحتلة وحي الشيخ جراح، ونابلس، وجنين، وغزة، الأمر الذي زاد من حدة الرفض الشعبي البحريني للزيارة.

نفتالي بينيت بعدما أصبح أول رئيس وزراء إسرائيلي يزور البحرين، دعا من المنامة إلى تشكيل تحالف، قائلا للصحفيين: "نحاول تشكيل هيكل إقليمي جديد للدول المعتدلة لتحقيق الاستقرار والرخاء الاقتصادي، ولنكون قادرين على الوقوف بقوة في وجه الأعداء الذين يثيرون الفوضى والذعر".

وكانت البحرين والإمارات وقعتا اتفاقا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في سبتمبر/أيلول 2020، بوساطة أميركية، تبعتهما بنفس الخطوة المغرب والسودان.

الناشطون عبر مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #البحرين_ترفض_الصهاينة #بحرينيون_ضد_التطبيع #التطبيع_خيانة، وغيرها، عدوا إعلان بينيت بمثابة وفاة لجامعة الدول العربية، متبرئين من السلطات البحرينية، ومؤكدين أنها لا تمثلهم. 

وأعربوا عن رفضهم زيارة بينيت وأشكال التطبيع كافة مع الكيان المحتل، ورددوا عبارة "لا أهلا ولا سهلا"، مستنكرين تصريحه خلال زيارته عن سعيه إلى إقامة هيكل إقليمي جديد مع شركاء عرب للوقوف في وجه "الأعداء الذين يثيرون الفوضى والإرهاب".

وعد ناشطون الوقوف على الحياد في القضية الفلسطينية "خيانة" للشعب الفلسطيني وإهانة للبحرينيين الرافضين للتطبيع مع الكيان، محذرين من تبعات استقبال سلطات بلادهم لمجرم يجاهر بالقتل. 

بدورها، قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس، على لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم، إن "زيارات قادة الاحتلال بعض العواصم مرفوضة ولن تعطيهم الشرعية ولن تجلب الخير للمنطقة"، معربة عن أسفها الشديد لاستقبال البحرين لبينيت.

وأثنت الحركة على مواقف الشعب البحريني الرافضة للتطبيع مع الاحتلال والداعمة والمؤيدة لحقوق شعبنا وعدالة قضيته الوطنية، داعية الدول العربية المطبعة إلى التراجع عن هذا المسار الخاطئ.

وبدورها، انتقدت جمعية الوفاق الإسلامية في البحرين زيارة بينيت إلى المنامة، معتبرة إياها خيانة للبلاد، وإعلانا لانتهاء صلاحية الدستور وفقدانا لأهلية مستقبليه، وتمثل تجاوزا لكل الأعراف والعهود، في خطوة لا تمت بصلة للبحرين شعبا ودستورا وأخلاقا.

وأضافت أن شعب البحرين -الذي قالت إنه يُحكم بالحديد والنار- لو سُمح له لملأ الشوارع ضد الزيارة. كما اعتبرت الجمعية الزيارة تجاوزا لكل الخطوط الحمراء، وخرقا للقيم والمواثيق، واستفزازا للبحرينيين وللشعوب العربية والإسلامية، على حد قولها.

جريمة وخيانة

رأى رئيس منظمة سلام للديمقراطية وحقوق الإنسان جواد فيروز، أن أكبر وأفظع جريمة ارتكبتها السلطة الحاكمة في البحرين بحق الشعب والوطن والسيادة الوطنية والأمتين العربية والاسلامية والشعب الفلسطيني المضطهد خاصة هي التطبيع مع الكيان المتورط بجرائم ضد الإنسانية. 

وأكد رئيس منتدى البحرين لحقوق الإنسان باقر درويش، أن زيارة رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى البحرين هي خنجر جديد من خناجر الخيانة الرسمية في ظهر القضية الفلسطينية.  

واعتبر رئيس اللجنة المركزية بجمعية العمل الوطني الديمقراطي يوسف الحاجة، زيارة بينيت للبحرين تدنيسا لأرضها الطاهرة بأقدام القتلة الأنجاس، وإهانة لشعبها الأبي الملتزم بحق الشعب الفلسطيني، قائلا: "لا لزيارة المجرم رئيس وزراء العدو".

كما شدد ناشطون على دعمهم للقضية الفلسطينية ومناصرتهم للفلسطينيين، وتقديرهم لصمودهم ودفاعهم عن أرضهم ضد الغاصب المحتل، مذكرين بجرائم الاحتلال.

وأكد أمير الغفيلة، أن شعب البحرين كان وسيبقى داعما لقضية الشعب الفلسطيني وتحرير فلسطين من لوث الصهاينة الغاصبين، وترفض أي تطبيع وتقارب مع الكيان الصهيوني اللقيط.

ورصد الناشط السياسي والحقوقي إبراهيم شريف، بعضا من أقوال بينيت للتعرف عليه من خلالها، ومنها "قتلت عديدا من العرب ولا مشكلة لدي في ذلك.. يجب أن نضحي بحياتنا لضم الضفة الغربية.. لن يكون هناك سلام مع الفلسطينيين وسأفعل كل ما يمكنني لمنع قيام دولة فلسطينية".

تدخل أجنبي

وحذر ناشطون من خطورة تماهي السلطات البحرينية مع الاحتلال الإسرائيلي، مستنكرين ما وصلت إليه السياسة البحرينية من تقارب مع الكيان بعدما كان عدوا.

الأمين العام السابق لجمعية وعد راضي الموسوي، حذر من أن أخطر تدخل أجنبي يواجه البحرين هو الاختراق الصهيوني الذي بدأ وسيقود لأزمات وكوارث وتهديد للأمن والسلم الأهلي.

وشدد على أن "الصهاينة لا يمزحون، ومن يستقوي بهم يضعونه في عبائتهم، وهذا هو التدخل الأجنبي السافر".

وقالت الناشطة الحقوقية ابتسام الصايغ، إن صديق اليوم هو عدو بالأمس وقد سجل التاريخ نجاسة وحشيته، وحقده #متعطش_للدماء عدو للإنسانية، عنصري حتى النخاع، وأهم حتى الحلم في اليقظة، متسائلة: "أي مصلحة تحوله لصديق؟".

وأوضحت فاطيما بوك، أن التدخل الأجنبي السافر هو التطبيع وتمكين المحتل الصهيوني من الهيمنة الاقتصادية والعسكرية على البحرين.

وقالت: "لو كانوا مؤمنين ولا يلدغون مرتين.. لما استبدلوا الحامية الأميركية بحامية صهيونية أحقر منها!".

رفض واسع

وبرزت تغريدات الناشطين الرافضة لزيارة بينيت، إذ أكدت الناشطة في حقوق المرأة والشأن العام بالبحرين فريدة غلام، أن زيارة رموز الكيان الصهيوني العنصري المحتل لأرض فلسطين مرفوضة شعبيا، واصفة الزيارة بأنها "قرف واشمئزاز".

وأعلن الناشط البحريني علي مهنا، رفضه الاستقبال الرسمي لقيادات الاحتلال في وطنه، قائلا: "نحن كنا وسنبقى مع فلسطين ونرفض التطبيع".

وكتب مغرد آخر: "أنا كمواطن بحريني أُعبر عن رأيي ورفضي القاطع واستنكاري الشديد لزيارة رئيس وزراء الكيان الصهيوني النجس القاتل إلى أرضي البحرين وهذه الزيارة القذرة لا تُمثل الشعب البحراني الغيور على القضية الفلسطينية".

صاحب حساب شهداء وأسرى البحرين، أكد أن شعبها يرفض زيارة أي صهيوني أو التطبيع مع الكيان الغاصب، مؤكدا أن النظام لا يمثل المواطنين الأصليين الرافضين لهذا الخيانة وخيانة الأمة والشعب الفلسطيني.

وفاة الجامعة العربية

وندد ناشطون بتصريحات رئيس وزراء الاحتلال التي أعلن فيها عن مساعي إقامة "تحالفات" مع الدول العربية عقب محادثات مع العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وولي العهد ورئيس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، متسائلين عن مو

الكاتب الفلسطيني ماهر اليوسف، عقب على تصريح بينيت قائلا إن "للوقاحة عنوان".

فيما قال الصحفي أحمد حسن الشرقاوى إن تصريح بينيت بمثابة إصدار شهادة وفاة #الجامعة_العربية من العاصمة البحرينية #المنامة!!، ساخرا: إكرام الميت دفنه.

وتساءل الصحفي أحمد حفصي: "جامعة الدول العربية هيكل دون روح.. محلها من الإعراب الآن؟".