"غزة مونامور".. فيلم سينمائي عن حقيقة الحياة في القطاع المحاصر
.jpg)
وصفت صحيفة إسبانية قطاع غزة بأنه "نقطة صغيرة على الكوكب، يعيش فيه مليونا شخص، محاصرين منذ 15 عاما".
وتقول صحيفة "بوبليكو" إنه رغم شن إسرائيل 4 حروب على غزة، فإن سكانها لا يزالون متمسكين بالحياة.
وفي العدوان الأخير (11-21 مايو/أيار)، قتلت قوات الاحتلال أكثر من 230 فلسطينيا، بينهم 69 طفلا و40 سيدة و17 مسنا، وأكثر من 8900 مصاب، مقابل مقتل 13 إسرائيليا وإصابة مئات، خلال رد الفصائل في غزة بإطلاق صواريخ على الأراضي المحتلة.
وأضافت الصحيفة أن التوأم طرزان وعرب ناصر -وهما فلسطينيان من مواليد 1988 أي بعد أربعين عاما من بداية الاحتلال وبعد أن أغلقت دور السينما في غزة لمدة عام- استخدما السينما كسلاح، ويصران على تصوير الحياة اليومية للمدينة في أفلامهما.
وأشارت الصحيفة إلى أن المخرجين ظهرا لأول مرة مع فيلم ديجراديه خلال سنة 2015، الذي شارك في فعاليات مهرجان كان، حيث أحدثت الكوميديا السوداء لتلك القصة مفاجأة.
وتحدث الفيلم عن 13 امرأة عالقة في صالون تجميل وسط صراع.
غزة مونامور
الآن، ظهر طرزان وعرب ناصر من جديد مع فيلم غزة مونامور، الذي يحكي قصة حب في غزة المحاصرة.
يروي الفيلم قصة عيسى، وهو صياد سمك يبلغ من العمر 60 عاما، الذي أعجب بسهام، التي تلعب دورها الممثلة، هيام عباس، والتي تعمل خياطة في السوق المحلي.
عندما قرر عيسى الاعتراف بحبها لها، وجد تمثالا يونانيا قديما، للإله أبولو، في إحدى شباك الصيد الخاصة به ونقله سرا إلى منزله، لكن هذا الكنز يعقد حياته وخططه قليلا.
صور الفيلم قبل العدوان الرابع على غزة، هل تعتقدون أن تصوير الفيلم كان سيكون مختلفا بعد هذه الأحداث؟
في هذا المعنى، نقلت الصحيفة عن المخرجين أن "غزة تعاني اليوم من الحرب الرابعة، وقد تغيرت نظرة العالم للقضية الفلسطينية، أما ما لم يتغير، فهو الحياة هناك وهذا ما يظهره الفيلم".
وتابعت الصحيفة نقلا عنهما: "لقد أخرجنا الفيلم بعد الحروب الثلاث الأولى، ويصل اليوم إلى دور العرض، أي بعد الحرب الرابعة. في الأثناء، يواصل سكان غزة التطلع إلى حياة عادلة".
واستدرك التوأم قائلا: "ألا يزال هناك فرد واحد في العالم يعتقد حقا أن كل هؤلاء الناس يستحقون ما يحدث ضدهم؟ هل احتاج العالم إلى حرب رابعة ليدرك أنه في غزة يعيش الناس في ظل القمع والمعاملة غير العادلة؟".
وأفاد المخرجان بأن "الحرب الأخيرة لفتت الأنظار إلى الفلسطينيين". وعلى الرغم من أنه في الحروب الأخرى نما التضامن أيضا مع فلسطين، لكن هذه المرة كان الأمر مختلفا وبحجم أكبر.
وتابعا: "إنه أمر طبيعي، لأن حقوق الإنسان تنتهك في غزة. وعلى الجميع أن يعرف ما يحدث هناك".
وصرح الأخوان ناصر، لصحيفة بوبليكو، أنه "في غزة، يحاول الناس عيش حياة طبيعية. ومنذ الأزل، تمسك الفلسطينيون بوجودهم، وأراد جميعهم البقاء على قيد الحياة".
جميع الشخصيات في الفيلم تشبه الأشخاص الموجودة في الواقع؛ حيث إنه ليس لديهم أسلحة أو صواريخ في منازلهم، أو أي شيء من هذا القبيل، هم أناس يبحثون عن الحياة قدر استطاعتهم.
وفي سؤال الصحيفة عن مدى إمكانية العيش في غزة، أشار ناصر إلى أن "الحياة هناك ليست مثل بقية العالم، لكن الناس متساوون".وتابع: "إنهم يحاولون المضي قدما، كما يفعل أي إنسان، لكن لا توجد نفس الظروف في غزة. إنها حقيقة دقيقة ومعقدة للغاية، في الآن ذاته، تظهر نتائج الحروب في حياة الناس".
هل تراهن على الحب، مع أو دون حرب، من أجل البقاء على قيد الحياة؟ إجابة عن هذا السؤال، أورد ناصر أنه "يؤيد هذه الفرضية؛ حيث يعتبر أن التشبث بالحياة هو انعكاس للحب".
ويوضح أن "الناس هناك يريدون البقاء على قيد الحياة من خلال الحب، كلهم يعيشون في غزة محبوسين بلا آفاق".
سنوات من الحصار
نقلت الصحيفة عن الأخوين ناصر أن "الفلسطينيين عانوا من خمسة عشر عاما من الحصار".
ويعيش في هذا السياج مليونا شخص، وهو عبارة عن معزل، لا تتجاوز مساحته بضعة كيلومترات مربعة.
وعلى الرغم من ذلك، شنت إسرائيل بالفعل على هذا المعزل أربع حروب ضد هؤلاء الناس.
ويواصل المخرجان: يمكن أن نعتبر أن عائلاتنا قد وافقت على الحرب الرابعة وكأنها "تتويج لمسيرة نضالها". لقد كانت بمثابة هجوم قوي للغاية على مساحة صغيرة جدا.
وعلى الرغم من عدد القنابل التي أسقطوها الآن، والتي كانت مثل هيروشيما (في اليابان)، إلا أن الناس تغلبوا على الحرب، لم يكن أمامهم سوى الانتصار، وفق قولهما.
وتحدث المخرجان عن وضع المرأة في فلسطين بالقول إن "البطلة في الفيلم تمثل المرأة في هذا البلد؛ أي المرأة المستقلة، ذات الشخصية، وعليها العديد من المسؤوليات.
كما أن عشرة رجال لا يتمكنون من تحمل مسؤوليات هذه المرأة، التي تعتبر رمزا للثورة.
في تاريخ فلسطين، هناك شخصيات نسائية مؤثرة ومهمة للغاية، لكن مع الاحتلال أخذ كل شيء في التراجع، أصبح من الطبيعي العودة إلى الوراء مرة أخرى.
ومن الواضح في ظل هذا الوضع أنه لا توجد آفاق هناك، كما أن الحياة لا تتجدد في ظل الاحتلال.
أشار المخرجان إلى أنه "لا يمكن لوم الشباب على رغبتهم في المغادرة، شقيقنا الأصغر من مواليد عام 2000، سنة الانتفاضة الثانية".
ويقول: "هو ضائع يبحث عن فرصة لإنقاذ نفسه، إنه تماما مثل ابنة البطلة في الفيلم. هناك يعيش على ثلاث أو أربع ساعات من الكهرباء، إنه في معزل".
أورد الأخوان أن "رحيل الشباب الفلسطيني خطر كبير للغاية ونأمل ألا نصل إلى هذا الوضع، رغم أنه من المرجح أن يرحلوا جميعا. إنها نتيجة الاحتلال، وهو أمر جيد لإسرائيل بالطبع".