رغم تضرر الاقتصاد العالمي بشدة.. هؤلاء أبرز الرابحين من جائحة كورونا

واشنطن - الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

حذر الخبراء من أن ما يصل إلى ثلث الشركات الأميركية الصغيرة يمكن إغلاقها نهائيا خلال تفشي "فيروس كورونا"، بينما شهدت بعض الشركات الكبرى بالفعل مكاسب ضخمة في فترة الوباء.

ربما وجدت هذه الشركات نفسها في المكان والوقت المناسبين، خصوصا شركات التكنولوجيا، حيث تحول العالم إلى افتراضي بين عشية وضحاها.

وقد شهد عمالقة التكنولوجيا، مثل: أمازون وآبل وفيسبوك وجوجل ومايكروسوفت ونتفليكس، مكاسب بعد أن أصبح العالم متصلا بالإنترنت للعمل والتعليم وحتى الترفيه والتواصل الاجتماعي.

أكبر الرابحين

زاد صافي المبيعات لشركة "أمازون"، بنسبة هائلة بلغت 40 بالمئة في الربع الثاني من السنة المالية، مقارنة بالفترة نفسها من العام 2019، وبلغ مجموعها 88.9 مليار دولار، منذ أن وصل السوق إلى أدنى مستوياته. وفي مارس/آذار 2020، ارتفع سهم "أمازون" بنحو 97 بالمئة، مما أضاف مليارات الدولارات في القيمة إلى الشركة.

وتصدرت شركة "آبل" في 2020، عناوين الصحف لتصل قيمتها السوقية إلى تريليوني دولار، ما جعلها أول شركة أميركية يتم طرحها للتداول العام تصل إلى هذه القيمة، وفي الربع الثالث من السنة المالية للشركة، أعلنت "آبل" عن إيرادات 59.7 مليار دولار، وارتفعت أسهم الشركة بنسبة 124 بالمئة منذ أن سجلت أدنى مستوى لها في مارس/آذار.

شهد عملاق التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ارتفاعا في عدد المستخدمين النشطين يوميا في الربع الثاني من عام 2020، والذي قالت الشركة في بيان: إنه يعكس "زيادة المشاركة حيث يحتمي الناس في جميع أنحاء العالم في أماكنهم ويستخدمون منتجاتنا للتواصل مع الأشخاص والمنظمات التي يهتمون بها".

كما سجلت الشركة إيرادات أعلى من المتوقع، بلغت 18.7 مليار دولار في الربع الأول من السنة، وارتفع سهم الشركة بنحو 85 بالمئة منذ انهيار منتصف مارس/آذار.

وأعلنت شركة (Alphabet Inc)، الشركة الأم لشركة جوجل، عن تحقيق عائدات بلغت 38.3 مليار دولار في الربع الثاني من 2020، مدفوعة إلى حد كبير بنموها في الحوسبة السحابية، وفقا لبيان الشركة، وارتفع سهم (Alphabet) بنسبة 50 بالمئة منذ منتصف مارس/آذار.

أما شركة "مايكروسوفت"، فأعلنت عن إيرادات قدرها 38 مليار دولار للربع المنتهي في 30 يونيو/حزيران 2020، بزيادة قدرها 13 بالمئة مقارنة بنفس الفترة من العام 2019.

وفي بيان أعلن فيه عن الأرباح الفصلية، قال الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا: "لقد أوضحت الأشهر الخمسة الماضية أن كثافة التكنولوجيا هي المفتاح لمرونة الأعمال"، وارتفعت أسهمها بنحو 57 بالمئة منذ أدنى مستوى للسوق في مارس/ آذار.

وأعلنت "نتفليكس" عن عائدات بقيمة 6.15 مليار دولار في أحدث إفصاح ربع سنوي لها، وأبلغت عن زيادة في عدد المستخدمين، ما أدى تفاؤل المستثمرين إلى ارتفاع أسهم الشركة بنحو 63 بالمئة منذ منتصف مارس/آذار 2020.

أسباب الربح

أرجع الخبراء، أسباب هذه المكاسب في قطاع التكنولوجيا، إلى أن هذه الشركات لم تثبت فقط ضرورتها في عالم مغلق، ولكن في بعض الحالات كانت أيضا من المستفيدين الرئيسين من بعض مبادرات الاحتياطي الفيدرالي ومساعدات الأوبئة الحكومية.

حاول قطاع التكنولوجيا، إقناع الجميع على مدار العقد أو العقدين الماضيين بأنه لا غنى عنه، لكنه خلال الجائحة أثبت أنه أنشأ الآليات والتكنولوجيات التي يحتاجها للقيام بذلك.

من جهة أخرى، ساهم الاقتصاد وأسعار الفائدة المنخفضة للغاية، والتحفيز الحكومي، على نجاح القطاع. وتتمتع شركات التكنولوجيا العملاقة بالقدرة على اقتراض الأموال بأدنى معدل في الأساس.

وسط الوباء، تصدرت "أمازون" عناوين الصحف لحصولها على بعض من أقل تكاليف الاقتراض، التي تم تأمينها على الإطلاق في سوق سندات الشركات الأميركية، حسبما ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" الأميركية، في يونيو/حزيران.

نظرا لأن بنيتهم ​​التحتية متصلة بالإنترنت إلى حد كبير، فإن هذه الشركات العملاقة لم تتأثر بشدة بأوامر الإغلاق التي فرضتها الحكومات على باقي الشركات والمطاعم.

وكانت ثروة مؤسس ومدير شركة "أمازون"، أغنى رجل في العالم، "جيف بيزوس"، قد شهدت زيادة 74 مليار دولار في عام 2020، لتصل إلى 189.3 مليار دولار، على الرغم من دخول الولايات المتحدة في أسوأ تراجع اقتصادي منذ الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي.

"بيزوس" الآن يمتلك ثروة أكبر من القيمة السوقية لشركات عملاقة من أمثال "ماكدونالدز كورب"، و"نايكي"، و"إكسون موبايل كورب"، إذ شهدت ثروته قفزة كبيرة، بعد أزمة تفشي وباء كورونا، وبلغت بداية شهر يوليو/تموز، 171.6 مليار دولار، وهو مستوى قياسي، وفقا لوكالة "بلومبرغ" الأميركية.

وجاء ارتفاع ثروة "بيزوس" على خلفية صعود أسهم "أمازون" في البورصة، حيث أنهى سهم أكبر شركة تجزئة عبر الإنترنت في العالم تعاملات، 23 ديسمبر/كانون الأول، على ارتفاع نسبته 4.4%، وبلغ مستوى قياسيا عند 2878.7 دولارا للسهم.

وفقا لبيانات "بلومبرغ" الاقتصادية، فقد زادت ثروة "بيزوس" خلال النصف الأول من العام 2020 بنحو 56.7 مليار دولار، وذلك في ظل قفزة في أعمال الشركة مع إقبال الكثيرين على الشراء عبر الإنترنت بسبب "جائحة كورونا".

ثروة اللقاح

بسبب الحاجة الملحة للقاح، ضخت الحكومات والجهات المانحة مليارات الدولار في مشروعات لتطويره واختباره، ودعمت عمليات البحث منظمات خيرية كمؤسسة "بيل غيتس" إلى جانب أفراد من بينهم؛ مؤسس موقع "علي بابا" للتسوق الإلكتروني.

ويتوقع خبراء الاقتصاد، أن تجني اثنتان منهما على الأقل مليارات الدولارات خلال العام المقبل، وهما شركتا، التكنولوجيا الحيوية الأميركية "موديرنا" والألمانية "بيونتيك"، مع شريكتها الأميركية العملاقة "فايزر".

ووفقا لشركة "إير إنفنيتي" لتحليل بيانات العلوم، قدمت الحكومات 6.5 مليارات جنيه إسترليني، وقدمت المنظمات غير الهادفة للربح "الخيرية" نحو 1.5 مليار جنيه إسترليني، بينما لم تتجاوز الاستثمارات الخاصة بالشركات 2.6 مليار جنيه إسترليني، إذ يعتمد الكثير منها بشدة على الاستثمارات الخارجية.

ويوجد سبب وجيه وراء عدم إسراع الشركات الكبرى إلى تمويل مشروعات تطوير لقاح، إذ إن تطوير اللقاحات لا سيما تحت ضغط الطوارئ الصحية الحادة، لم يثبت أنه مربح للغاية في الماضي.

وعلى الجانب الآخر، يشير حجم سوق لقاحات الإنفلونزا الذي يقدر بعدة مليارات دولارات سنويا، إلى أنه في حال استمر "كوفيد-19" مثل الإنفلونزا وتطلب جرعات سنوية منشطة، فيمكن أن يكون ذلك مُربحا بالنسبة للشركات التي تقدم المنتجات الأكثر نجاحا والأكثر فعالية من حيث التكلفة.

بعض الشركات لا تريد أن تظهر وكأنها تحقق مكاسب من أزمة عالمية، خاصة بعد حصولها على قدر كبير من التمويل الخارجي.

فشركة الأدوية الأميركية العملاقة "جونسون آند جونسون"، وشركة "أسترازينيكا" البريطانية، اللتان تعملان مع شركة تكنولوجيا حيوية مقرها جامعة أوكسفورد، تعهدتا ببيع اللقاح بسعر التكلفة، ويبدو أن سعر لقاح "أسترازينيكا" سيكون الأرخص بقيمة 4 دولارات للجرعة الواحدة.

أما "موديرنا" وهي شركة تكنولوجيا حيوية صغيرة تعمل منذ سنوات على لقاح يستخدم تقنية الحمض النووي الريبوزي، يصل سعر لقاحها إلى 37 دولارا للجرعة الواحدة.

خدمات التوصيل

نشر مركز الأبحاث "كورسايت" استطلاع رأي، قال فيه: إن نمو المبيعات عبر الإنترنت يعوض، بعض الشيء ضعفها، إذ ارتفعت المبيعات عبر الإنترنت بنسبة 50 بالمئة مقارنة مع الربع الأول من السنة، وارتفعت بنسبة 95 بالمئة مقارنة بأبريل/نيسان 2019.

وصرحت الشركات، بأنها تعمل على إعادة تعيين الموظفين في وظائف أخرى مثل إرسال المشتريات عبر الإنترنت، لتجنب تسريح العمال، وبحسب خطة شركة الملابس الإسبانية "إنديتكس" الجديدة، ستمثل المبيعات عبر الإنترنت أكثر من 25 بالمئة من إجمالي المبيعات بحلول عام 2022، أي ارتفاعا بـ14 بالمئة مقارنة بالسنة المالية 2019.

وأعلنت الشركة خطتها لإنفاق أكثر من مليار دولار على عروضها عبر الإنترنت بحلول عام 2022، وإنفاق 1.9 مليار دولار إضافية على المتاجر لتسهيل اندماجها مع المواقع الإلكترونية، وتسليم المنتجات بشكل أسرع حيث ستعمل المتاجر الكبيرة كنقاط توزيع المبيعات عبر الإنترنت.

من جهتها، قالت شركة أمازون: "إن تفشي فيروس كورونا تسبب في زيادة كبيرة في عمليات التسوق عبر الإنترنت، ما أثر على إمكانية الشركة العملاقة لمواكبة الطلب، ودفعها لإضافة 100 ألف وظيفة جديدة بدوام كامل وجزئي في الولايات المتحدة".

وبالإضافة إلى توظيف الآلاف من العمال الجدد، قالت أمازون: إنها تستثمر أكثر من 350 مليون دولار لزيادة أجور العاملين بالساعة في وظائف المستودعات والتوزيع.

وستدفع "أمازون" دولارين إضافيين في الساعة، على سعر الساعة الأساسي البالغ 15 دولارا أو أكثر، بحسب المنطقة.