واشنطن تتنصل.. من يتحمل مسؤولية فشل منظومة باتريوت بالسعودية؟

شدوى الصلاح | منذ ٥ أعوام

12

طباعة

مشاركة

في محاولة من الولايات المتحدة الأمريكية لتغطية عجز منظومتها الدفاعية "باتريوت"، التي تمد بها السعودية، والمسؤولة عن حماية المنشآت النفطية، ألقت واشنطن باللوم على السلطة الحاكمة بالمملكة، واتهمتها بالفشل في إدارة النظام التسليحي من ناحية، وتخصيصه لحماية القصر الملكي من ناحية أخرى.

تصريحات الجانب الأمريكي تأتي بالرغم من التقارير التي تؤكد فشل قدرات "باتريوت" في صد الهجمات على مدار السنوات الماضية، كما تأتي بعدما استغلت روسيا واقعة استهداف المنشآت النفطية التابعة لأرامكو في 14 سبتمبر/أيلول الماضي، للتدليل على ضعف وسائل الدفاع الأمريكية التي تحمي أجواء المملكة، والدعوة لاستبدالها بأسلحة روسية.

موقف أمريكا يعد بمثابة اتهام ضمني للسلطة السعودية بالمسؤولية المباشرة عن النتائج المترتبة على هجوم "أرامكو" الذي مثل ضربة إستراتيجية "خطيرة" عصفت بالمملكة، ووصل أثرها حد إحداث خلل في إمدادات النفط العالمية.

وبالرغم من أن استهداف أرامكو كشف أن الدفاعات الجوية السعودية المدعومة بأسلحة أمريكية تعاني خللا كبيرا، كونها لم تتمكن من اعتراض الطائرات المسيرة التي أطلقها الحوثي نحو منشآتها الإستراتيجية، إلا أن الجانب الأمريكي مرتبك حيال الأمر فالروايات الرسمية تعترف بعجز المنظومة عن التصدي للهجمات بينما المسؤولون الأمريكيون يخالفون الروايات الرسمية.

فما زال المسؤولون يكابرون ويرفضون الاعتراف بفشل أنظمة الدفاع الجوي الأمريكي في صد العدوان الخارجي عن حلفائهم الخليجيين، وهروبا من الضعف والعجز قرروا البحث عن نقاط الضعف في الطرف الآخر لتحميله نتيجة فشل منظومتهم الدفاعية.

حماية القصور

صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلت في تقرير لها 17 أكتوبر/تشرين أول الجاري، عن مسؤولين أمريكيين قولهم: إن السعودية تترك منشآتها النفطية عرضة للضربات، متهمين المملكة بسوء إدارة أنظمة صواريخ "باتريوت".

وقال مسؤول أمريكي للصحيفة، فضل عدم الكشف عن هويته: إن "السعوديين يتسببون بالكثير من التوتر حيث إنهم يصرون على حماية القصور وليس المنشآت النفطية".

وكشفت الصحيفة عن إهمال السعودية أعمال الصيانة والتدريب لصالح إبقاء أنظمة "باتريوت" عاملة على مدار الساعة.

ونقلت عن مسؤول أمريكي آخر قوله: "قلنا لهم إن منظومتهم الدفاعية ليست على ما يرام، لكن جهازهم الدفاعي وقيادتهم المركزية يفتقران إلى الكفاءة".

الصحيفة لم تشر إلى أي من القصور الملكية يوجه لها ولي العهد السعودي سلاح الدفاع الجوي "باتريوت" لحمايتها من الاستهداف الخارجي، فالسلطة الحاكمة تعقد اجتماعها وتسقبل رؤساء البلدان الأخرى، في عدة قصور منها: "قصر اليمامة بالرياض وقصر السلام بجدة وقصر الصفا بمكة المكرمة".

وكانت جماعة الحوثي قد استهدفت قصر اليمامة بالرياض الذي يعد المقر الرئيسي لمكتب الملك السعودي والمحكمة الملكية، في ديسمبر/كانون الأول 2017، حيث أطلقت صاروخا بالستيا أثناء اجتماع للقادة السعوديين بالقصر للإعلان عن الميزانية السعودية.

وأعلنت السعودية تصدي دفاعاتها الجوية للصاروخ وتفجيره في الجو قبل سقوطه على الأرض في منطقة ظهرة البديعة جنوب الرياض، إلا أن جماعة الحوثي أعلنت أن: "الصاروخ اليمني أصاب هدفه، الذي يبعد مسافة كيلو ونصف عن مبنى السفارة الأمريكية في الرياض"، مؤكدا أن حي السفارة يبعد 500 متر عن القصر الملكي السعودي.

وحقق الحوثيون مكتسبات حربية بإطلاق الصاروخ، حيث نجحوا في جعل السعودية تخسر الكثير من صواريخ الباتريوت لاعتراض الصواريخ الباليستية ومخزونها منه بالتالي، ولا يمكن تعويض المخزون بسهولة، وتحتاج السعودية إلى ما بين سبعة إلى عشرة صواريخ باتريوت لاعتراض كل صاروخ باليستي.

ويتراوح ثمن صاروخ الباتريوت بين 4 إلى 7 مليون دولار، بينما لا يكلف الصاروخ الباليستي الحوثي، وهو صاروخ سكود الروسي المطور، أكثر من بضعة آلاف من الدولارات.

تجاهل للاعترافات

المسؤولون الأمريكيون تجاهلوا الاعتراف الأمريكي الرسمي بفشل منظومات باتريوت التي تستوردها السعودية، إذ برر مسؤول عسكري أمريكي الأمر بعدم وجود نظام دفاع جوي أو صاروخي، يستطيع بشكل منفرد صد هجوم مماثل للهجوم الذي استهدف منشآت ‏‏"أرامكو".‏

وبالنبرة ذاتها قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو: إن أفضل المنظومات الدفاعية في العالم تفشل أحيانا، معربا عن رغبة بلاده في التأكد من أن الإجراءات تتخذ كي تكون هجمات مماثلة محتملة على البنى التحتية والموارد في السعودية أقل نجاحا من هذا. 

وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي، جوزيف دانفورد، عقب الاستهداف الأخير للمنشآت النفطية: إنه لا يوجد أي نظام دفاع جوي أو صاروخي، يستطيع بشكل منفرد صد هجوم مماثل للهجوم الذي استهدف منشآت "أرامكو".

ونقل البنتاغون عن الجنرال الأمريكي قوله، خلال موجز صحفي مشترك مع وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر: "وفيما يتعلق بالتصدي لتهديد محدد، مثل الذي تحدثتم عنه لتوكم، أنتم تعلمون أنه لا يوجد نظام يمكن أن يحمي من هذا التهديد، ولكن هناك نظام متعدد الطبقات من القدرات الدفاعية يمكنه التقليل من خطر (هجمات) سرب طائرات بدون طيار أو غيرها".

فيما برر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو خلال زيارته الأولى للمملكة عقب استهداف أرامكو، فشل باتريوت، بالقول: إن أفضل المنظومات الدفاعية في العالم تفشل أحيانا، معربا عن رغبة بلاده في التأكد من أن الإجراءات تتخذ كي تكون هجمات مماثلة محتملة على البنى التحتية والموارد في السعودية أقل نجاحا من هذا. 

رواية روسية

رغم تجاهل المسؤولين الأمريكيين لاعترافات القيادة الأمريكية ومساعيهم بإلقاء اللوم على الجانب السعودي وتبرئة ساحة بلادهم من مسؤولية تعرض المنشآت النفطية للهجوم، إلا أن ما ذهبوا إليه، يستدعي الطرح ويستوجب الرد من الجانب السعودي، حيث سبق أن قالته روسيا أثناء انتقادها منظومة الدفاع الأمريكية الموجودة في المملكة.

وأرجعت سبب فشل منظومة دفاع “باتريوت” إلى أن هذا السلاح في يد غير كفء ويفتقر للتنظيم والتنسيق ‏العسكري المناسب، مشيرة إلى استخدام رادارات وأسلحة نارية غير كافية لتغطية مواقع "أرامكو" ولم يتم إدخالها في أي نظام ‏متكامل كما أن المناوبة القتالية نظمت بتجاوزات كبيرة وتدريب الكادر عمليا دون المستوى ‏المطلوب.

وأرجع المعلق العسكري الروسي في موقع "غازيتا رو" ميخائيل خوداريونوك، بعد هجوم 14 سبتمبر/أيلول الماضي، سبب فشل منظومة دفاع “باتريوت” إلى أن هذا السلاح في يد غير كفء ويفتقر للتنظيم والتنسيق العسكري المناسب.

وأوضح في مقال له عبر الموقع: أنه جرى استخدام رادارات وأسلحة نارية غير كافية لتغطية مواقع "أرامكو" ولم يتم إدخالها في أي نظام متكامل كما أن المناوبة القتالية نظمت بتجاوزات كبيرة وتدريب الكادر عمليا دون المستوى المطلوب.

ورأى أن المشكلة ليست في "باتريوت" وإنما  في السلاح الذي يوجد في يد غير كفء ودون تنظيم مناسب لن يكون قادرا أبدا على إظهار الخصائص التي أعلنها الصانع. 

ورأى الكاتب أن من الموضوعية، أن يقول إن نظام "باتريوت" له سيرة قتالية جديرة بالاحترام.

استنزاف المملكة

ما ذهب إليه المسؤولون الأمريكيون والكاتب الروسي بتحميلهم مسؤولية فشل باتريوت للجانب السعودي، قد يحمل جزءا كبيرا من المنطق والصواب، إلا أنه يصب في اتجاه واحد وهو دفع السعودية لاستقطاع المزيد من أموالها واستنزافها في عقد المزيد من صفقات التسليح.

فقد لفت الكاتب الروسي إلى أن الرئيس "فلاديمير بوتين" اقترح على "السعودية" شراء أنظمة الصواريخ الروسية المضادة للطائرات إس-400. 

وعلق قائلا: "يجب أن نضيف إلى ذلك أن السعوديين بحاجة إلى شراء وسائل الاستطلاع والكشف، وأنظمة الدفاع الجوي قصيرة المدى، إلى جانب إس-400، وعندها تنال المملكة العربية السعودية الحماية الجوية المطلوبة لكن يبقى الأمر مرهونا بالكادر المدرب تدريبا عاليا".

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تسعى لإقناع السعودية بربط ترسانة الدفاع الجوي بنظام أمريكي أكثر تطورا في المنطقة يمكن أن يساعد في تنبيه السلطات إلى أي هجوم وشيك، حيث أن الأنظمة السعودية والأمريكية لا تتشاركان حاليا البيانات.

كما أعلنت وزارة الدفاع "البنتاغون" إرسال قوات ومعدات دفاعية إلى السعودية لتعزيز قدرات الدفاع لدى المملكة ضد التهديدات الإيرانية عقب استهداف أرامكو، وخرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات من البيت الأبيض في واشنطن مصرحا بأن: السعودية وافقت على الدفع مقابل "أي شيء تقوم به" الولايات المتحدة.

وصحيفة وول ستريت جورنال ذاتها سبق أن أكدت أن روسيا تكثف جهودهما لجذب مشترين لأسلحتها من منطقة الخليج العربي، وهو ما وصفته الصحيفة بالتعدي على سوق تسيطر عليه الولايات المتحدة وأوروبا منذ فترة طويلة.

وتعد هذه المنطقة سوقا حيوية لصناعة الدفاع العالمية، حيث أصبحت المملكة صاحبة الإنفاق العسكري الذي يصل إلى 7.7 مليار دولار في عام 2018، أكبر مشتر للأسلحة في الشرق الأوسط، كما جاءت كل من الإمارات وقطر ضمن المراكز العشرة الأولى في العالم، وفقا لشركة أبحاث السوق "آي إتش إس ماركتس".

وخلال السنوات القليلة الماضية، استطاعت روسيا أن تُقيم علاقات ناجحة مع السعودية، دعمتها زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لروسيا عام 2017، كما حرص الرئيس الروسي أيضا على زيارة الرياض بعد نحو شهر من هجمات 14 سبتمبر/أيلول الماضي، وتجرى خلالها توقيع عدد من الاتفاقيات التجارية.

واستطاعت العلاقات الروسية السعودية التي بُنيت على أساس الاهتمام المشترك للبلدين بسوق النفط العالمي، أن تدعمها بعض الصفقات العسكرية التي جرى الاتفاق عليها بصورة رسمية ونهائية خلال زيارة العاهل السعودي في سبتمبر/أيلول 2017 لروسيا.

وتمكنت موسكو من تسويق منظومة إس 400 إلى السعودية، في وقت كانت الرياض تبحث فيه عن أكثر السبل التقنية تطورا لحماية سمائها من الصواريخ العشوائية لجماعة الحوثيين في اليمن بالسنوات الماضية.

وذكر الكرملين في نفس يوم زيارة بوتين للمملكة في 14 أكتوبر/تشرين أول الجاري، أن الرئيس الروسي بحث مع القيادة السعودية التعاون العسكري التقني، مؤكدا أن المحادثات حول توريد منظومات "إس-300" أو "إس-400" للمملكة مستمرة. 

فشل باتريوت

الدفع الأمريكي والروسي لعقد المزيد من صفقات التسليح المضاف إليها العسكريين الفنيين الأكفاء المتخصصين في تشغيل منظومات الدفاع الجوي التي فشل في تشغيلها واستخدامها الجانب السعودي، تجاهل التاريخ الفاشل والسمعة السيئة لـ"باتريوت".

فقد استطاعت أمريكا خلال العقود الأخيرة أن تروج لمنظومة صواريخ "باتريوت" على أنها قادرة على إسقاط الصواريخ والطائرات المعادية بكفاءة عالية، لكن تجاربها الفعلية في بعض صراعات الشرق الأوسط تشير إلى أنها ربما تكون سلاحا فاشلا وغير قادر على مواجهة صواريخ العدو وطائراته، حسبما ذكر موقع "إن دبليو أو ريبورت" الأمريكي.

وتعرضت العديد من الدول التي تستخدم صواريخ "باتريوت" الأمريكية، إلى هجمات صاروخية سلطت الضوء على ضعف تلك المنظومة، إذ يشهد الحديث عن مدى فاعلية أدائها الحربي جدلا منذ حرب العراق الأولى 2003، حيث تحدث مراقبون عن فشلها في التصدي للصواريخ العراقية. 

وأشاروا إلى أن سجل أداء باتريوت خلال الحرب كشف عن أوجه قصور بما في ذلك حوادث النيران الصديقة ‏المأساوية.‏

ورأت حينها فيكتوريا سيمسون من مركز معلومات الدفاع في واشنطن، أن سجل أداء باتريوت خلال الحرب كشف عن أوجه قصور بما في ذلك حوادث النيران الصديقة المأساوية.

وخضع أداؤها للتقييم بالنظر إلى إنفاق أكثر من ثلاثة مليارات دولار على تطويرها منذ حرب الخليج الثانية عام 1991 عندما قيل إن النظام الذي روج له كثيرا كان فعالا بنسبة 40% فقط في مواجهة صواريخ سكود العراقية.

وأثبتت حرب اليمن التي يخضوها التحالف السعودي الإماراتي منذ مارس/آذار 2015، فشل منظومة دفاع باتريوت الأمريكي في التصدي لعمليات الحوثي التي كشفت نقاط ضعف الدفاعات الجوية لدي المملكة، التي تعد ثالث أكبر دولة في العالم من حيث الإنفاق العسكري.

فقد نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية في يونيو/حزيران الماضي، عن مسؤول سعودي -رفض الكشف عن اسمه- قوله: إن الأحداث الأخيرة أظهرت أن ‏البلاد مكشوفة من حيث نظام الدفاع الصاروخي.‏

كما أثبتت "باتريوت" فشلها على مدار أحداث الحرب، وكان أخرها هجوم أرامكو الذي قد يكون سببا في إخراجها من الخدمة نهائيا -بحسب ما أكده موقع "أفييشن ويك" الأمريكي.

الموقع قال: إن قيادة المحيط الهادئ، في الجيش الأمريكي، تدرس استخدام بديل لصواريخ "باتريوت"، لحماية قواتها من أي هجوم جوي.

وأوضح الجنرال تشارلز براون، قائد قيادة المحيط الهادئ بالجيش الأمريكي: أنه يبحث استخدام أسلحة الليزر، التي تعمل بالطاقة النووية، لحماية القواعد العسكرية المنتشرة في المنطقة.

وأضاف، في مقابلة مع الموقع الأمريكي: أنه يمكن استخدام مفاعلات نووية صغيرة لتوليد الطاقة اللازمة لأسلحة الليزر، التي يمكن استخدامها ضد أي هدف جوي، مشيرا إلى أن تلك الأسلحة ربما تكون اختيارا أفضل، وبديلا لأنظمة الصواريخ الاعتراضية الثقيلة، مثل أنظمة "باتريوت" و"ثاد" الأمريكية.

عجز الرادارات

أسباب فشل باتريوت ومدى قدراته على مواجهة التحديات فسرها مختصون لموقع "ديفينس نيوز" المعني بأخبار تكنولوجيا الدفاع في جميع أنحاء العالم بأنها ترجع إلى فشلها في رصد الأهداف أثناء تحليقها على ارتفاع منخفض، فضلا عن عجز الرادارات عن رصد الصواريخ والدرونات أثناء تحليقها تحت خط الأفق.

ونصح المختصون القوات السعودية بسد هذه الثغرات بمنظومات "بانتسير" الصاروخية الروسية، وإنتاج رادارات وأجهزة استشعار جديدة.‏

ونشر موقع Defense News تقريرا طرح فيه عدد من الخبراء فرضياتهم حول أسباب فشل باتريوت ومدى قدرات منظومات الدفاع المتطورة على مواجهة تحديات جديدة ناجمة عن تطوير تكنولوجيات الطائرات المسيرة والصواريخ عالية الدقة.

ومن جانبه، اعتبر المهندس في صناعة الصواريخ والرئيس السابق لمنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية، عوزي روبين، أن التحدي الرئيسي في مثل هذه الهجمات لا يكمن في إسقاط أهداف مهاجمة بل في رصدها أثناء تحليقها على ارتفاع منخفض.

وأوضح الخبير أن سبب فشل الدفاعات السعودية يعود، حسب رأيه: إلى أن راداراتها عجزت عن رصد الصواريخ والدرونات أثناء تحليقها تحت خط الأفق، ونصح القوات السعودية بسد هذه الثغرات بمنظومات "بانتسير" الصاروخية الروسية.

وبدوره، ذكر كبير الباحثين في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، ومقره في نيويورك، توماس كاراكو: أن هجوم "أرامكو" أصبح خطا أحمر يظهر وجود قضية هندسية نوعية، حيث تواجه القوات الدفاعية في مختلف الدول ضرورة رصد الأهداف تحت خط الأفق وفي جميع الاتجاهات ما يتطلب إنتاج رادارات وأجهزة استشعار جديدة.

مخالفة المواصفات

وكان مسؤول بوزارة الدفاع الروسية قد أرجع سبب فشل باتريوت في التصدي لاستهداف أرامكو إلى عدم مطابقة أسلحة الدفاع الأمريكية للمواصفات المعلنة، مؤكدا انخفاض فعاليتها في مكافحة الأهداف الجوية صغيرة الحجم والصواريخ المجنحة.

من جانبه، فسر مسؤول رفيع بوزارة الدفاع الروسية، سبب فشل سلاح الدفاع الجوي الأمريكي: بأن منظومتي صواريخ باتريوت وأيجيس ‏اللتين روجت أمريكا لهما لا تتطابقان مع مواصفاتهما المعلنة، وفعاليتهما منخفضة في مكافحة ‏أهداف جوية صغيرة الحجم وصواريخ مجنحة، وغير مستعدة للتعامل مع لجوء العدو ‏لاستخدام واسع النطاق لوسائل هجوم جوي في ظروف القتال.‏

وأشار إلى أن أقوى منظومة للدفاع الجوي في المنطقة تم نشرها في السنوات الأخيرة، بفضل ‏الولايات المتحدة، على أراضي السعودية وخاصة في جزئها الشمالي، موضحا أن هذه أجهزة ‏الرادار التابعة لهذه المنظومة توفر: "مجالا راداريا موحدا" فوق أراضي البلاد.

‏وذكر أن نظام الدفاع الجوي في السعودية يشمل 88 منظومة "باتريوت"، إضافة إلى أن 3 ‏مدمرات أمريكية مزودة بأنظمة "أيجيس" للدفاع الجوي تتمركز في مياه الخليج.‏