بتهمة إهانة الجيش.. اعتقال #لخضر_بورقعة يفجر جدلا في الجزائر

12

طباعة

مشاركة

فجّر إيداع القائد السابق في جيش التحرير الجزائري لخضر بورقعة، رهن الحبس المؤقت، جدلا واسعا بين الجزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما وجهت له السلطات الحاكمة تهما بإهانة هيئة نظامية جزائرية، والمساهمة في إضعاف الروح المعنوية للجيش.

وقد يخضع بورقعة القائد خلال حرب الاستقلال الجزائري ضد فرنسا والبالغ من العمر 86 عاما، للاستجواب بسبب تصريحاته ضد الجنرال قايد صالح، وفقا لما ذكره حفيده عماد بورقعة.

وغرّد المئات من الجزائريين تحت هاشتاج #لخضر_بورقعة، بين متضامن معه، وآخر مؤيّد لقرار القضاء وردّ اعتبار للمؤسسة العسكرية.

 

تكميم الأفواه

يعتقد جزء واسع من الجزائريين، أن قيادة المؤسسة العسكرية وفي مقدمتها قائد الأركان الجنرال أحمد قائد صالح هي من تسيطر على السلطة الحالية بعد استقالة بوتفليقة، لذلك تتجه الاتهامات له بشكل مباشر باستهداف معارضيه.

وغرّد الطاهر الأوراغي على حسابه في "تويتر" قائلا: "يعتقد السفيه الذي استحود على الحكم في الجزائر أنه بسجن المواطنين وتكميم أفواههم سيرعبنا، وإقدامه اليوم على إعتقال المجاهد لخضر بورقعة، لن يزيدنا إلا ثباتا على الحق والنظال من أجل قيام الدولة المدنية".


أمّا راضية بوديسة، فاعتبرت أنّ "رياح الديكتاتورية العسكرية تهب على الجزائر ".


من جهته، وصف حساب زكريا الجزائري "اعتقال المجاهد لخضر بورقعة كارثة وغباء وسذاجة كبيرة، أتمنى أن لا تستمر الأمور على هذا النحو".

ووجّه زبير بن خيرة، خطابا شديد اللهجة للقائد صالح ـمتهما إياه بلعب نفس الدور الذي كان يلعبه قائد المخابرات الجزائرية الجنرال توفيق والذي كان يلقّب نفسه بـ"رب الجزائر "، حيث قال: "ها هو قايد صالح بعد أن تزاهى بثقة مؤقتة وضعناها في غير أهلها ودعم غير مشروط ممن اعتادوا الأكل في قصعة الملوك يظن أنه رب دزاير (الجزائر) الجديد، ويعتقل رمزا من رموز الثورة التي يتغنى بها".

ورأى، أن "اعتقال المجاهد لخضر بورقعة ليس مجرد اعتقال لشخص خالف القانون، بل هو محاولة بائسة لكتم الأصوات" .

 

غرّد فتحي بن عيسى، بسؤال وجهه للجزائريين، قائلا: "لا أدري كيف استطاع البعض الوثوق في القايد صالح. اعتقال المجاهد لخضر بورقعة أكبر دليل على أن القايد صالح طاغية، لطالما كان ولا يزال أداة للنظام الفاسد الذي صادر تاريخ وحاضر ومستقبل البلاد" .

أمّا شمس الدين، فقارن بين وضع المجاهدين خلال فترة الاستعمار ووضعهم الآن في إشارة للخضر بورقعة، قائلا: "كان الثائرون على فرنسا في نظرها مجرمين مصيرهم الحبس أو الإعدام، واليوم وفي زمن الاستقلال أصبح المجاهدون مجرمين في نظر قايد صالح مصيرهم الحبس. ما أشبه اليوم بالأمس، لكل فرنسا جبهة تحرير، ولكل قايد صالح حراك شعبي، ولن تنجحو في تشتيتنا عن مطلبنا الأساسي".

وانتقد الإعلامي الجزائري سليم الصالحي، طريقة التعاطي الإعلامي الرسمي مع حادثة اعتقال بورقعة، قائلا: "هذا الشريط الإخباري على شاشة  التلفزيون الجزائري التعيس، حول المجاهد  لخضر بورقعة، سيبقى وصمة عار أخرى على جبين آلة البروباغندا البائسة، وعلى جبين سلطة الأمر الواقع المتهورة".


القانون فوق الجميع

في الجهة المقابلة، اعتبر عدد من الجزائريين أن لا حصانة لأحد مهما كان مكانته أو منصبه أو تاريخه، معتبرين أنّ القضاء يجب أن يأخذ مجراه.

ففي الوقت الذي أدان فيه وليد، أخذ بورقعة إلى وجهة غير معلومة، اعتبر أن لا أحد فوق القانون، بالقول: "الحقيقة تُقال ليس هناك من هو فوق القانون والحراك الشعبي جاء لأجل ذلك ونرجو وندعو الله بتحقيق العدالة وسلطة القانون, لكن لا أظن أن الاعتقال من البيت والأخذ الى وجهة مجهولة أمر قانوني".

 
أماّ حساب "المفتش الطاهر" فانتقد حملة التضامن مع بورقعة الذي وصفه بغير المعصوم، وكتب: "من حقك أن تنتقد وتستنكر اعتقال لخضر بورقعة. لكن انتظر وتأكد من سبب اعتقاله فهو ليس بمعصوم. أم حجة أنه مجاهد، فحتى  عبد العزيز بوتفليقة والجنرال توفيق مجاهدان".

وانتقد الناشط أبوبكر عمر، تصريحات لخضر بورقعة التي وصف فيها الجيش بالمليشيات، وقال: "عندما يصف  لخضر بورقعه جيشه بالمليشيات، ويصف بشار الأسد بالقائد الكبير؟ لو كان السيسي لأعدمه دون محاكمة".