"ملييت" تكشف أجندة وفد تركي رفيع يزور واشنطن

12

طباعة

مشاركة

سلّطت صحيفة "ملييت" التركية، الضوء على زيارة وزير العدل التركي عبد الحميد غل إلى واشنطن، للقاء نظيره الأمريكي بيل بار، لبحث جملة من القضايا، ولاسيما تسليم فتح الله غولن، زعيم منظمة غولن، المتهم  بتدبير الانقلاب الفاشل في 15 يوليو/ تموز 2016.

وقالت الصحيفة في مقال للكاتبة، ديدام أوزيل تومير، إن كل من وزير العدل التركي ونظيره الأمريكي سيجتمعان في زيارة للأول إلى واشنطن بصحبة عدد من المسؤولين الأتراك، وأن الأجندة التي ينوي مناقشتها الوزير التركي تختلف عن تلك التي سيناقشها نظيره الأمريكي غير أنها لن تخرج من ذات البوتقة نفسها.

جدول مزدحم بالقضايا

وأكدت الكاتبة، أن جدول وزير العدل التركي أثناء زيارته إلى واشنطن سيكون مزدحما وسيشمل بحث ملف تسليم فتح الله غولن زعيم منظمة غولن الذي تصنفها أنقرة بأنها إرهابية، وكذلك بحث مسألة عدد من موظفي القنصلية الأمريكية المحتجزين في تركيا.

وأضافت تومير، أن غل خلال لقائه نظيره الأمريكي وليام بار، سيبحثان هذه المسائل وفيما يعد تسليم غولن هو الأهم بالنسبة لتركيا، فإن تسليم كل من متين طوبوز وميتي جانتورك يعد الأهم بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية. كما سيقدم الوزير التركي وثيقة إستراتيجية للإصلاح القضائي خلال زيارته للولايات المتحدة.

وذكرت الكاتبة، أن مع وزير العدل التركي، يصطحب معه نائب وزير الخارجية التركي يافوز سليم كيران، حيث سيقوم بحضور نشاط تركي في ولاية نيويورك وبالطبع، سيعقد الوزير جول، أحد أكثر المحادثات بروزا، والذي سيشارك في سلسلة من الأحداث في الولايات المتحدة وسيشرح وثيقة استراتيجية الإصلاح القضائي التي تم الإعلان عنها مؤخرا.

وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد أعلن في رمضان الماضي، وثيقة إستراتيجية الإصلاح القضائي بعد مرحلة دراسة طويلة وحساسة جدا قامت بها وزارة العدل. وأوضح أردوغان وقتها، أن الوثيقة تسعى لتأسيس نظامي قضائي يمكن الوصول إليه، ويمنح الثقة لجميع الأطراف، ويعزز الحريات الشخصية والحيادية، ويفتح الطريق أكثر أمام الجميع للبحث عن حقوقه بشكل أوسع، ويحافظ على الاستقرار القانوني، ويمنع التأخير الذي يحدث في المحاكم.

ونقلت الصحيفة عن أردوغان أيضا، قوله إن العامل الوحيد الذي سيعزز الثقة في القضاء هو اتخاذ قرارات صحيحة وعادلة تريح الضمير العام. مضيفا: "أن القضاء للشعب التركي وليس لبؤر الوصاية والمجموعات المنتفعة والأيدولوجيات المختلفة والأفكار السياسية. وعلى القضاء أن يصدر قراراته باسم الشعب ولمصلحته فقط".

وأكدت الكاتبة في هذا الصدد، أن "الزيارة التركية رفيعة المستوى إلى واشنطن تحمل في طياتها جدول أعمال مختلف عما تحمله النظراء في الولايات المتحدة".

أجندة الوفد التركي

وبخصوص النقاط التي سيركز عليها الوفد التركي خلال الزيارة، قالت الكاتبة، إن من أبرز النقاط الموضوعة على جدول أعمال المسؤولين الأتراك خلال زيارتهم إلى واشنطن، تسليم فتح الله غولن وهو رئيس منظمة غولن الذي ترى فيه أنقرة العقل المدبر والمسؤول عن تنفيذ الانقلاب الفاشل في 15 يوليو/تموز 2016.

وذكرت الكاتبة، إنه حتى الآن، تم إرسال سبعة طلبات منفصلة لتسليم المتهمين، وعلى رأسهم غولن في سبعة اجتماعات منفصلة تم تأجيل مناقشتها جميعا. وبصرف النظر عن غولن، فقد تم تسليم وثائق التي تم إعدادها لتسليم العديد من المشتبه في تورطهم في مؤامرة غولن  إلى السلطات الأمريكية.

وأفادت تومير، بأنه من بين المطلوب تسليمهم، أعضاء رفيعي المستوى في غولن وهم أعضاء في اللجنة الاستشارية؛ وأئمة المقاطعة والمنطقة وأئمة كبار في  المنظمة وأعضاء مجلس الأمناء فيها.

ومن الأسماء المتداولة على سبيل المثال، المساعد الخاص لغولن، جودت تورك يولو، والدكتور الخاص به، قدرت أونال، وكذلك أكرم دومانلي، وامر الله أوصلو من الجهاز الإعلامي للمنظمة، ولاعب كرة القدم السابق هاكان شوكور وغيرهم.

وأشارت الكاتبة إلى إنه ومنذ تولي وزير العدل الأمريكي منصبه في مارس/آذار الماضي، أرسل رسالة مباركة له مؤكدا فيها ومذكرا، باتفاقيات التعاون بين البلدين. وقالت الكاتب، إنه وفي رسالة تهنئة إلى الوزير عندما تولى منصبه أشار إلى أن أهم بند في جدول الأعمال بين البلدين هو التعاون القضائي في الجرائم الإرهابية.

وقد ذكر في خطابه، تضيف الكاتبة، نقلا عن رسالة غل، إنه "ومع ذلك، لم يحدث أي تطور إيجابي في عملية العودة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات ونحن نشعر بخيبة أمل كبيرة. من المهم ضمان تسليم غولن وكذلك أعضاء في منظمة فتح الله غولن، والآخرين ومنع أنشطة المنظمة الإرهابية في بلدك".

وتابعت الكاتبة، أن خطابات غل لنظيره الأمريكي لم تكن مواربة أو فيها شيء من التلميح، بل كانت واضحة إلى حد بعيد، لافتة إلى أن الوزير التركي مما ذكره في خطابه إلى نظيره الأمريكي: "أود أن أعرب عن أملي في أن تتيح لك هذه التحقيقات رؤية الوجه الحقيقي لـمنظمة غلون خلال فترة توليك منصبك كوزير للعدل".

وفي الوقت نفسه، أوضحت الكاتبة، أنه وفي يناير/كانون الثاني الماضي، جاء وفد إلى تركيا من الولايات المتحدة وأجرى تحقيقات حول غولن وأجرى سلسلة من المقابلات تتعلق بتهم غسيل الأموال.

جدول الأعمال الأمريكي

وبالانتقال إلى جدول الأعمال الأمريكي خلال الاجتماعات المرتقبة مع نظرائهم الأتراك في واشنطن، قالت الكاتبة، إن واشنطن تراقب عن كثب سير محاكمة موظفي القنصلية الأمريكية في إسطنبول، وعلى رأسهم متين طوبوز وميتي جانتورك وتطوراتها.

ومتين طوبوز، بحسب الصحيفة، مواطن تركي يعمل في القنصلية الأمريكية بإسطنبول منذ 35 عاما. لكن السلطات الأمريكية لم تدرج اسمه ضمن بعثتها الدبلوماسية في تركيا. تبين للنيابة العامة خلال التحقيقات في المحاولة الانقلابية الفاشلة، ارتباط متين طوبوز، الذي يحمل الجنسيتين التركية والأمريكية، بالمدعي العام السابق الفار زكريا أوز، وعلاقته بمديري أمن كانا يعملان في قسم مخابرات الشرطة، يشتبه في انتمائهما لمنظمة الكيان الموازي.

وبحسب الصحيفة، فإن محكمة الصلح والجزاء المناوبة في إسطنبول، قضت بحبس متين طوبوز على ذمة التحقيق معه، بتهم عدة من بينها "التجسس لصالح جهات أجنبية" و"محاولة الإطاحة بالنظام الدستوري"، و"السعي للإطاحة بالحكومة التركية".

وذكرت "ملييت"، أن زير الخارجية التركي مولود تشاوويش أوغلو، تحدث وقتها عن وجود أدلة خطيرة ضد موظف القنصلية، وشدد على أنه في حال ثبوت ارتكاب المتهم لأية جريمة، فإن عمله لدى جهة معينة لا يمنحه الحصانة من المساءلة القانونية.

أما الموظف الثاني في السفارة الأمريكية، ميتي جانتورك، فهو ضابط أمن بالقنصلية الأمريكية في إسطنبول، وزوجته وابنته، بالارتباط بشبكة غولن. وتقول لائحة الاتهام الموجة ضد جانتورك، إنه "على اتصال بعشرات الأفراد الذين يخضعون للتحقيق لعضويتهم في شبكة غولن، وإنه تم جمع أدلة تتعلق بأفعال للمشتبه به تتسق مع تعليمات تنظيم غولن وذكرت لائحة الاتهام، أن جانتورك وزوجته وابنته نفوا الاتهامات المنسوبة لهم، بحسب الصحفية.

ووقتها قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن واشنطن لم تر أدلة يمكن الوثوق بها على أن جانتورك، ضالع في أي أنشطة غير قانونية، وأنه خلال عمله على مدى 30 عاما، كانت له اتصالات كثيرة بمسؤولين حكوميين وأمنيين أتراك بحكم طبيعة عمله. ودعت إلى حل نزيه ويتسم بالشفافية لقضيته، لافتة إلى أن الولايات المتحدة أثارت قضية جانتورك مع الحكومة التركية.

تذكر الكاتب في مقالها، كيف أن واشنطن عمدت إلى تدهور العلاقة مع أنقرة حتى تمكنت من استعادة الراهب برونسون بعد اعتقال دام ثلاث سنوات بتهمة التورط في محاولة الانقلاب، وكذلك، سيركان جولجة والذي يعمل في وكالة ناسا، وها هي الآن تبحث الرجلين الأخيرين "طوبوز وجانتورك" .

وعلى حد قول الصحيفة، فإن جانتورك محكوم بالسجن 10 سنوات بتهمة الانتماء إلى تنظيم غولن، وقد صدر الحكم في يونيو/حزيران الجاري، فيما جرى تأجيل النطق بالحكم على طوبوز، حتى الـ28 من يونيو/حزيران الجاري بعد رفض القضاء التركي الإفراج عنه.

يذكر أن هذه الزيارة الأولى التي يقوم بها وزير العدالة التركي عبد الحميد غل، بعد الإفراج عن القس الأمريكي برونسون من السجون التركية.