بعد الاستيلاء على سفينة إسرائيلية.. هل تستطيع إيران إغلاق مضيق هرمز؟

منذ ١٠ أيام

12

طباعة

مشاركة

أعلنت إيران في 13 أبريل/ نيسان 2024 سيطرتها على سفينة شحن ترفع علم البرتغال ومملوكة لرجل أعمال إسرائيلي في مياه مضيق هرمز، "بسبب انتهاكها للقانون البحري".

وفي تقريرها عن التطورات المحتملة لهذه الأزمة، خاصة إمكانية أن تنفذ إيران تهديداتها بإغلاق المضيق، قالت مجلة إيطالية إن مسألة الاستيلاء على سفينة "MCS Aries" تثير قلق مجموعة السبع التي تعد أمن الملاحة البحرية من بين قضاياها ذات الأولوية.

وترى مجلة "فورميكي" أن احتمال إغلاق طهران لهذا الممر المائي المهم في العالم أمر ممكن، غير أنها لا ترجح أن تفعل ذلك بشكل رسمي "حتى لا يتم الإضرار بالعلاقات الإقليمية في المقام الأول" في إشارة إلى دول الخليج. 

"سيطرة جيوإستراتيجية"

وتقول المجلة الإيطالية إن إيران تسعى إلى ممارسة "سيطرة جيواستراتيجية" على مضيق هرمز الواقع في قلب الخليج العربي والذي يمر عبره أكثر من 20.5 مليون برميل من النفط يومياً.

 أي 21 بالمئة من إجمالي الصادرات في العالم وحوالي خمس التجارة العالمية في الغاز الطبيعي المسال، وعدد كبير من المنتجات. 

وبحسب قولها، "عادت إيران في الأيام الأخيرة وسط الفوضى مع إسرائيل، مجددا إلى النشاط في هرمز مهددة باستمرار اتخاذ إجراءات من شأنها أن تهدد بالتسبب في زعزعة استقرار التجارة وسوق الطاقة". 

وذكرت في هذا الصدد حادثة الاستيلاء على السفينة التابعة لمجموعة "زودياك" المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر.

كما أعادت التذكير بتصريحات سابقة لقائد البحرية في الحرس الثوري الإيراني الأدميرال علي رضا تنكسيري، كان قد قال فيها "إذا تعرضنا للاستهداف فإننا نرد، لكننا أيضًا لسنا متسرعين في انتقامنا.. بإمكاننا إغلاق مضيق هرمز لكننا لم نفعل. ولكن إذا أزعجنا العدو، فسنعيد النظر في سياساتنا".

وأكدت المجلة  أن إيران تملك القدرة على الإقدام على تنفيذ هذه الخطوة من خلال سلسلة من الإجراءات، "منها إرسال وحدات على متن زوارق سريعة تكلفها بالصعود إلى السفن والاستيلاء عليها".

وأضافت أن بإمكانها نقل "أهم أصول أسطولها البحري إلى هرمز، ويمكنها كذلك تهديد الملاحة البحرية بالصواريخ والطائرات بدون طيار بمختلف أنواعها". 

كما تفترض المجلة أنها تستطيع أيضًا إصدار أوامرها إلى المليشيات التي تتبعها وخاصة تلك المختصة في القيام بالعمليات البحرية والمدربة عليها.

وتستنتج أن هذا يعني أن لها الخيار بالتحرك في تنفيذ تهديدها إما “بشكل مباشر، كما يرغب الجيل الجديد من السلطة أو تعبئة الجهات الفاعلة الموجودة في المنطقة الرمادية كما فعلت في الماضي”.

عمليات سابقة

في هذا السياق، أشارت المجلة الإيطالية إلى تنفيذ إيران في النصف الثاني من عام 2019 سلسلة من عمليات الاستيلاء والهجمات ضد السفن  العابرة من هرمز على خلفية التوترات مع الغرب بشأن برنامجها النووي

وهو ما دفع الدول الأوروبية إلى إطلاق مهمة عسكرية أطلق عليها "أجينيور" ضمن مبادرة "إيماسوه" العسكرية متعددة الجنسيات بدعم من تسع دول أوروبية  وتركز على خفض التصعيد والمساهمة في العبور الآمن عبر مضيق هرمز. 

ونقلت المجلة ما أوضحه خبير الشحن مارتن كيلي، كبير المستشارين لمجموعة  "إي أو إس ريسك" الأمنية البحرية أن إيران بإمكانها أن "تغلق مضيق هرمز من خلال الإعلان عن مناورات تستخدم فيها الألغام البحرية وهو ما قد يدفع بعض شركات الشحن إلى رفض العبور ما سيؤدي إلى إغلاقه". 

وعموما قلل الخبير من جدية هذا التهديد بالقول إنه "نسبي" مؤكدا أن "إغلاق مضيق هرمز فرضية ممكنة إلا أن إيران لا تريد القيام بذلك الآن".

وعد تهديداتها بمثابة "أداة سياسية جيدة" مستبعدا من الناحية العملية تنفيذ ما توعدت به. 

وقال إن ذلك سيشكل "خطًا أحمر لشركات الشحن الأميركية والغربية وسيحد أيضًا من الصادرات من العراق والكويت والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين".

وفيما يتعلق بهذه النقطة، تفسر فورميكي أن إغلاق المضيق من "شأنه أن يقوض التوازن مع دول منطقة الخليج التي شرعت في هذه المرحلة التاريخية سياسة استرضاء تجاه إيران".

 وهي سياسة تعتمد على حد قولها، "إلى حد كبير على البحث عن التوصل إلى الاستقرار الجيوسياسي بهدف تعزيز الازدهار الاقتصادي والتجاري، لذلك إغلاق ممر هرمز سيعني السير في الاتجاه المعاكس". 

إلا أنها تحذر في نفس الوقت من نشاط الحوثيين قائلة إنهم "مليشيا مرتبطة بإيران التي لم تتمكن أو لم ترد صدها عن القيام بأنشطة تزعزع الاستقرار في منطقة البحر الأحمر وباب المندب". 

في إشارة إلى عمليات الجماعة اليمنية ضد السفن المرتبطة بإسرائيل، “تضامنا مع قطاع غزة” الذي يتعرض إلى عدوان متواصل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.