رغم تفكيكها منذ قرنين.. روح "كو كلوكس كلان" العنصرية حاضرة بأميركا

12

طباعة

مشاركة

تحدث موقع إسباني عن تاريخ منظمة "كو كلوكس كلان" الإرهابية، التي "تنقل كراهية العنصرية البيضاء في الولايات المتحدة الأميركية". 

أُنشئت منظمة كو كلوكس كلان عام 1866 بين أصدقاء باحثين عن المتعة، وسرعان ما أصبحت منظمة إرهابية، حيث أصبح تأثيرها السياسي والاجتماعي أمرا لا يمكن إنكاره، خاصة في ذروته في عشرينيات القرن الماضي، عندما كان لدى المنظمة ملايين الأعضاء والمؤيدين. 

وبعد أن خلفت وراءها الآلاف من الضحايا، ما تزال بصمات كو كلوكس كلان العنصرية واضحة، بحسب موقع الأوردن مونديال الإسباني.

وقال الموقع: إن المجموعة الأولى التي كونت منظمة كو كلوكس كلان كانوا من الشباب في عمر العشرين، من عائلات ثرية ولهم دراية جيدة بأبجديات الأخوية الجامعية. 

في الأثناء، خصصت ملابس ذات طابع خاص لكل شاب من المجموعة، والتي كانت عبارة عن رداء أسود وقناع وقلنسوة بيضاء. وقد حاولوا من خلال هذه الأزياء إضفاء جو كئيب على اجتماعاتهم وإضافة عنصر مخيف إلى النكات العامة والمزاح. 

لكن، سرعان ما قرروا تجنيد شباب جدد، وعدوا بحفظ الأسرار عن النادي وطقوسه الغريبة وأعضائه. وهكذا، ظهرت في البلاد بشكل تدريجي أوكار جديدة، أو عشائر محلية، في المدن والولايات المجاورة. 

وبشكل غير منظم، وُلد ما يمكن أن يصبح أفظع منظمة إرهابية في تاريخ الولايات المتحدة، وربما كان لها التأثير الأكبر على المجتمع الأميركي، يقول الموقع. 

استياء الجنوب

وأضاف الموقع أن الحرب الأهلية الأميركية أحدثت انقساما عميقا في البلاد. وفي أعقاب هذه الأحداث، أعلنت إحدى عشرة ولاية جنوبية استقلالها باسم الولايات الكونفدرالية الأميركية للحفاظ على العبودية، والتي أرادت الولايات الشمالية إلغاءها. 

ومن هنا، نمت بين الجنوبيين الكراهية تجاه الشمال، الذي كان أكثر ثراء وتطورا في المجال الصناعي؛ معتبرين أنه تدخل في النموذج الإنتاجي الريفي وملكية العبيد في الجنوب.  

وتجدر الإشارة إلى أنه أثناء الحرب وبعدها، رأى أصحاب الأراضي في الجنوب - السود - الذين كانوا بمثابة يد عاملة مجانيةـ يهجرون الريف ويتجهون شمالا، ويزعزعون نموذجهم الاقتصادي.

وأورد الموقع أنه بهذا الشكل، ازدادت المعاملة العدائية للعبيد السابقين بعد الحرب حيث منحوا بعض الحقوق مثل التعليم أو الملكية أو التصويت، والتي لن تكون دائما فعالة. 

وأصبحت جماعة كو كلوكس كلان، التي لم تولد لهذا الغرض، هي المسؤولة عن توجيه تلك الكراهية العنصرية، وهكذا تحولت المنظمة الفكاهية إلى الإرهاب. 

في وقت لاحق، تبنت المنظمة هدف الحفاظ على سيادة البيض، وسرعان ما توحدت حشود من "العشيرة" في جميع أنحاء الولايات الإحدى عشرة من الاتحاد السابق لنفس الغرض. 

ونقل الموقع أنه في مارس/آذار 1867، بينما تصاعد العنف في البلاد، أعادت الحكومة الفيدرالية تنظيم الجنوب في شكل مناطق عسكرية مختلفة يحكمها جنرالات الشمال بحجة إعادة توحيد البلاد. 

لكن، فسرت الولايات المتضررة هذه الإجراءات على أنها إذلال وتهديد لنظامها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وبدأ تصور كو كلوكس كلان كعنصر ضروري للمقاومة يتزايد أهمية.

وبالتزامن مع هذه التغييرات، لم تكن كو كلوكس كلان أبدا منظمة مركزية، بل كانت مجموعة من العصابات الإجرامية التي تعمل لنفس الغرض. 

كانوا يتألفون من رجال بيض تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاما من الطبقات الوسطى والعليا، وكانوا الأكثر تضررا من إلغاء العبودية. كان من بينهم أيضا العديد من قدامى المحاربين الكونفدراليين في الحرب الأهلية الذين رأوا في كلان فرصة لاستعادة إثارة الحرب مع تحمل مخاطر أقل بكثير. 

وأضاف الموقع أن الأهداف الأساسية لكلان كانت تتمثل في الشخصيات السياسية السوداء الأكثر نفوذا، والقادرة على إثارة مشاعر الهوية الأميركية الإفريقية. وإلى جانب العنف، اعتمدوا أساليب أخرى لمقاطعة هذه الشخصيات وجعلها منبوذة. 

وتراوحت أعمالهم في هذا السياق بين نشر أخبار كاذبة في الصحف، وحملات تشويه للسمعة، والاعتداء على أطفالهم في المدارس، والتهديد بالقتل، ورفض القروض في البنوك أو تدمير منازلهم.

الإمبراطورية الخفية

ونوهت الصحيفة بأنه غالبا ما اعتمدت أفعال كلان على تواطؤ السلطات المحلية وأعضاء الحزب الديمقراطي، الذي كانوا أقوياء في الجنوب. بالإضافة إلى ذلك، كان للعديد منهم صلات بكلان، التي أكسبتهم شعبيتها المتزايدة نفوذا سياسيا. 

وفي غضون ثلاث سنوات فقط، كانت "الإمبراطورية الخفية"، تضم بالفعل أكثر من نصف مليون عضو وتسببت في سقوط آلاف القتلى.

تبعا لذلك، لفت هذا المسار العنيف انتباه الجيش والحكومة الفيدرالية، التي بدأت مع عودة الجمهوريين إلى الرئاسة عام 1869 في اتخاذ إجراءات بشأن هذه المسألة.

وفي عام 1870، في ظل رئاسة أوليس س.غرانت، القائد العام السابق للجيش الشمالي في نهاية الحرب الأهلية، أقر التعديل الخامس عشر بحقوق التصويت للأميركيين الأفارقة.  

بعد مرور عام، تم تمرير قانون كو كلوكس، وهو قانون عرّف عنف كلان بأنه تمرد ضد البلاد وسمح للرئيس بإعلان الأحكام العرفية في أكثر المناطق اضطرابا. 

وقد سمحت هذه القوانين بمشاركة عسكرية أكبر والمزيد من اعتقالات لأعضاء كلان. وفي نهاية المطاف، فككت السلطات المنظمة في أوائل سبعينيات القرن التاسع عشر، على الرغم من استمرار العنف بشكل متقطع في السنوات اللاحقة. 

وبين الموقع أنه على الرغم من ضعف كو كلوكس كلان، التي لم تصنفها الحكومة الأميركية على أنها منظمة إرهابية، فإنها بعيدة كل البعد عن الاختفاء. 

وفقا لمركز قانون الحاجة الجنوبي، وهو منظمة تتعقب نشاط منظمات الكراهية في الولايات المتحدة، ما يزال هناك حوالي 50 مجموعة نشطة تضم ​جميعها ​ما بين خمسة آلاف وثمانية آلاف عضو، معظمهم في اتحاد الولايات الجنوبية السابق.  

وبين الموقع أن انهيار الإمبراطورية غير المرئية يمكن أن يكون أمرا مضللا. في المقام الأول، لأن المجموعة نقلت نشاطها إلى الإنترنت، حيث تتنافس مع الجماعات المتعصبة الأخرى لجذب متابعين جدد داخل حركة اليمين البديل، والتي تدار بشكل أفضل عبر الفضاء الإلكتروني وتحظى بشعبية أكبر بين الشباب. 

ونوه بأنه على الرغم من أن نشاط كو كلوكس كلان أصبح غير بارز اليوم، فإن تراث الحقد العنصري الذي خلفته ما يزال حيا في المجتمع الأميركي.

 علاوة على ذلك، ما يزال جمر الكراهية مشتعلا في بلد شهد بالفعل كيف ولدت جماعة كو كلوكس كلان من جديد عدة مرات. وعموما، فإن الإقرار بانقراض الإمبراطورية غير المرئية سيكون أمرا متهورا مثل التقليل من شأن إرثها، وفق الموقع.