صحيفة تركية معارضة تكشف تفاصيل لقاء أردوغان وإمام أوغلو

12

طباعة

مشاركة

تناول مقال نشرته صحيفة "حرييت" المعارضة، الاجتماع الذي دار بين رؤساء المدن الكبرى في تركيا والمنتخبين حديثًا بحضور مجلس الوزراء وبدعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقال إنَّ رؤساء البلديات التابعين لحزب الشعب الجمهوري أكَّدوا أنَّ الاجتماع كان جيدًا وترك أثراً إيجابياً مثمرًا للغاية. 

وبدأ الكاتب عبد القادر سيلفي مقاله معقّبًا على يوم الأربعاء 11 سبتمبر/أيلول الجاري، إذ عُقِد اجتماع مهم للغاية في أنقرة، بالقول: "جرى اتخاذ خطوة قيمة للغاية بعد اجتماع الرئيس أردوغان مع رؤساء بلديات حزب الشعب الجمهوري وحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية".

وقال الكاتب: "في الوقت الذي اشتكى الجميع من الاستقطاب، جاء هذا الاجتماع الذي دعا اليه أردوغان، بحضور رؤساء البلديات الكبرى بدون تمييز" ولعل أهمية الاجتماع تظهر أكثر بحضور جميع التشكيلة الوزارية تقريبًا.

وشدَّد الكاتب على أنَّ تركيا بحاجة لمثل هذه الاجتماعات سيما وأنَّه تقريباً لم يُعقد اجتماع بهذه الكيفية جمع رئيس البلاد مع رؤساء البلديات المنتخبين، وعبَّر الكاتب عن أمله في أن يعقِد أردوغان مثل هذه الاجتماعات مع قادة الأحزاب السياسية في مواجهة مشاكل البلاد الحرجة.

وتابع: "أردوغان لديه قبعتين الأولى أنَّه رئيس الدولة والثانية أنَّه رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم؛ غير أنَّ مهمته الأولى هي الأساسية، سيما وأنَّ طريقة الانتخابات في تركيا تفصل بين انتخاب الحزب وانتخاب الشخص، فأردوغان انتُخب كاسم والمواطنون اختاروه لشخصه". 

وتحت هذا العنوان واصل الكاتب مقاله بالقول: "عندما كان أردوغان رئيس بلدية إسطنبول، واجه صعوبة في العثور على من يحاوره في أنقرة؛ وهو الذي أي أردوغان أصدر تعليماته لوالي إسطنبول "علي يارلي كايا" ألا يتصرف كما كان يتصرف "إيرول شيكار" والذي كان والي إسطنبول في الفترة التي كان فيها أردوغان رئيسًا للبلدية".

الموارد والثروات

وبيّن الكاتب أنَّ رؤساء البلديات التابعة لحزب الشعب الجمهوري CHP اتفقوا على تقديم ثلاث رسائل في اجتماعهم مع أردوغان كانوا قد أجمعوا عليها مسبقًا وهي:

  1. المطالبة بتغيير قانون البلديات الكبرى وليس العمل على حل أو معالجة مشاكله.
  2. لا يتم توزيع الثروات بشكل عادل بين البلديات وهنا يجب توزيع الموارد بشكل عادل.
  3. الحكومة المركزية تميز ضد بلديات حزب الشعب الجمهوري، ويجب إيقاف هذا التمييز.

ولم يتطرق الاجتماع إلى السياسات العامة للدولة ولا النقاشات التي تجري حاليًا على الساحة السياسية، أثناء الاجتماع الذي عُقد بين رؤساء البلديات وجرى الاقتصار فقط على مشاكل الحكومات المحلية.

وبيَّن الكاتب أنَّه بعد الاجتماع حاول استيضاح ردود فعل قادة حزب "الشعب الجمهوري"، وسرد بعضها منطلقًا من رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو الذي قال عن الاجتماع: "إنَّه كان قيماً، وسعد بالانضمام إليه، وكان جو الاجتماع والمناقشات التي سادت فيه والآراء التي تمَّ تبادلها جيدة، ونحن قدمنا آرائنا بصفتنا رؤساء للبلديات، وزادت هذه الآراء قيمة بردود السادة الوزراء الفورية". 

أما رئيس بلدية إسكي شهير فوصف الاجتماع بأنَّه "كان ايجابيًا للغاية، لقد عبَّرنا عن انتقاداتنا للنظام البلدي الحالي والقانون المعمول به بل وقدمنا مقترحات الحل".

خطاب أردوغان

هنا، انتقل الكاتب إلى ما بعد خطاب الرئيس أردوغان، حيث بدأت النقاشات، وكل رئيس بلدية مُنح 5 دقائق للتعبير عن آرائه وأفكاره، وكان أردوغان يأخذ الملاحظات بنفسه حول النقاط التي يطرحها رؤساء البلديات والمتعلقة بالقانون والثروات وتوزيعها.

بعدها قدموا معلومات حول مشاكل محافظاتهم والأعمال المنتظرة من الوزارات؛ وقدموا ذلك كله بشكل مفصل في ملفات للرئيس والذي قال إنَّه سيعمل على تحويلها للوزارات المعنية بحسب كل نقطة.

وتابع الكاتب: "بينما كان رؤساء البلديات يتحدثون، كان كل وزير معني بالتعبير عن النقطة التي تختص بها وزارته، وهذا الأمر أسعد رؤساء البلديات من حزب الشعب الجمهوري، ويُؤكِّد أنَّه لم يكن اجتماعاً من أجل الاستهلاك الإعلامي بل وصفوه بأنَّه اجتماع فعَّال؛ وكان الرئيس أردوغان يشارك بين الفينة والأخرى في هذه النقاشات ويشرح بعضًا من إنجازاته حين كان رئيساً لبلدية إسطنبول الكبرى، وبشكل خاص في القضايا لها علاقة بالسياحة والتحول الحضري". 

في نهاية الاجتماع، أعلن أردوغان أنَّه سيتمُّ إنشاء لجنة برئاسة نائب الرئيس فؤاد أوكتاي لتنفيذ العمل بشأن قانون العاصمة بمشاركة كل من رئيس بلديتي إسطنبول وأنقرة. وعندما أراد رؤساء البلديات مواصلة الحوار، تقرَّر إنشاء مجموعة واتساب بمشاركة 30 رئيس بلدية.

طرد العمال

هذه القضية التي أخذت حيزًا من تصريحات الرئيس خلال خطابه الافتتاحي، وشدَّد فيه على ضرورة حل ومعالجة مشكلات البلدية ولكن بدون التفريط بالعمال والموظفين، فلا يمكن حل مشكلات مالية على حساب وظائف العمال؛ في وقت ناقش فيه رؤساء البلديات هذه المسألة بشكل سطحي غير أنهم قدموا معلومات تفصيلية في ملفاتهم. 

وتطرَّق الكاتب إلى الموقف الطريف الذي حصل بين أردوغان وإمام أوغلو؛ إذ أنَّه وخلال الاجتماع كُسر أحد المقاعد، وهو الكرسي الذي كان يجلس عليه رئيس بلدية إسطنبول إمام أوغلو، وبعد أن تدخَّل من كان يجلس إلى جواره من رؤساء البلديات وحالوا دون سقوطه على الأرض قال الأخير "نحن ثقيلون على هذا المقعد" وضحك الجميع.

وبعد تبديل الكرسي بآخر، تندَّر إمام اغلو بجملة أخرى قال فيها موجِّها كلامه لأردوغان "سيدي، يجب أن أحرص على الجلوس على هذا الكرسي بطريقة محكمة هذه المرة"، فضحك الجميع للمرة الثانية، ليرُدَّ الرئيس أردوغان بدعابة بدروه أنَّ "عليك دفع ثمن الكرسي الذي قمت بكسره فهذا مال الدولة وهذا إسراف".

وهنا قال الكاتب كم نحن نحتاج إلى الابتسامة أثناء حواراتنا ومناقشتنا السياسية.