بدعوى "مواجهة التطرف".. هكذا تحارب الإمارات المسلمين في أوروبا

أحمد يحيى | منذ ٥ أعوام

12

طباعة

مشاركة

بعدما قمعت الإسلام السياسي في بلاد المشرق العربي وأخمدت ثورات ربيعه وأفشلتها، داعمة ومرسخة لحكومات مستبدة، تهرع الإمارات بقيادة ولي عهدها محمد بن زايد إلى خوض حرب لا هوادة فيها ضد الجاليات الإسلامية في أوروبا والغرب.

عن طريق دعم اليمين المتطرف، وتمويل حملاته الانتخابية، ثم إحياء الجذور القومية، والكشف عن تهديدات الوجود الإسلامي في القارة العجوز، دفعت أبوظبي بإستراتيجيتها، العاملة على حصار عمل الجاليات المسلمة هناك، وجعلها تخوض معركة بقاء، بدلا من السعي إلى التطور والنهوض.

تقارير إعلامية ودراسات بحثية فضحت تحركات نظام أبوظبي ضد المسلمين في الغرب، ومساهمتها في ارتفاع معدلات الإسلاموفوبيا، التي تهدد حياة مئات الآلاف من المسلمين في أوروبا.

حجة التطرف

في 28 يوليو/ تموز 2019، رصد "المجهر الأوروبي لقضايا الشرق الأوسط" إطلاق دولة الإمارات العربية المتحدة، موقعا إلكترونيا جديدا يستهدف تشويه الدين الإسلامي وعمل الجاليات المسلمة في أوروبا.

وقال المجهر الأوروبي، وهو مؤسسة أوروبية تعنى برصد تفاعلات قضايا الشرق الأوسط في أوروبا: إن "الموقع يحمل اسم (عين أوروبية على التطرف) ويديره بشكل مباشر علي راشد النعيمي أحد أقطاب رجال الأمن والمخابرات الإماراتية وأحد المقربين من ولي عهد أبو ظبي".

وذكر المجهر أن "عمل الموقع يعتمد على السعودي المثير للجدل كامل الخطي المعروف بمواقفه المعادية للتجمعات الإسلامية غير السلفية، وبهجومه المعلن على عمل الجاليات المسلمة في أوروبا".

ويتولى إدارة تحرير الموقع الكاتبة الإيطالية اليمينية "سارة برزوسكيويتش" التي تعرّف عن نفسها بأنها طالبة دكتوراه في جامعة القلب المقدس الكاثوليكية في ميلان، وعملت كباحث زائر في برنامج التطرف بجامعة جورج واشنطن. ويقدم الموقع محتواه باللغات الإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية والعربية.

وحسب المجهر الأوروبي فإن "الموازنة المخصصة لموقع (عين أوروبية على التطرف) تتجاوز مليون و300 ألف يورو سنويا وتعول عليه الإمارات لتعزيز وجودها في أوروبا ومحاربة أي أنشطة لخصومها فضلا عن تشويه منظمات الإسلام السياسي".

ويعرّف الموقع سياسته بأنه، "يلفت انتباه الجمهور إلى الدور الذي يلعبه التطرف والتشدد في أوروبا، إذ يعمل فريق من الباحثين الأوروبيين معًا لتعزيز المعرفة والفهم حول ديناميكيات وعمليات التطرف".

ورغم أن الموقع الإماراتي يقدم سياسته، بأنه لا يتسامح مع أيّ شكل من أشكال التمييز ضد أي دين، أو جنسية، أو عرق، أو لغة، أو جنس، لكن اهتماماته وتوجهاته جاءت ضد المهاجرين واللاجئين المسلمين في أوروبا، وعملت على تشويه ذلك القطاع بالكامل، في ظل ما يواجهه من حرب لا هوادة فيها من قبل اليمين المتطرف.

الهيكل التأسيسي

المساهمون في الموقع الذي يعمل على معاداة المهاجرين، والجاليات الإسلامية في أوروبا، تحت مظلة "محاربة التطرف"، يشكلون اتجاهات شتى، وأطياف متعددة، جندتهم الإمارات لهذه المهمة، مع سارة برزوسكيويتش، وراشد النعيمي، ويأتي ترتيبهم كالآتي:

1- أدريان شتيوني ويتم تعريفه بأنه "محلل في السياسة الخارجية والأمن في واشنطن، ويركز على القضايا المتعلقة بغرب البلقان وشرق البحر الأبيض المتوسط.

حاصل على ماجستير في الخدمة الخارجية مع التركيز على العلاقات الدولية والأمن من جامعة جورج تاون، ويعمل مستشارا لدى عدد من مؤسسات الفكر والمؤسسات الأكاديمية حول قضايا التطرف والتطرف العنيف.

2- الباحث المصري الدكتور شادي عبد الوهاب منصور الذي يشغل منصب رئيس وحدة الدراسات الأمنية في مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة بأبو ظبي.

عمل سابقا، في مركز المعلومات ودعم القرار التابع لمجلس الوزراء بجمهورية مصر العربية، وحاصل على درجة الماجستير والدكتوراه في السياسة المقارنة من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، بجامعة القاهرة.

3- ألكسندر ريتزمان الذي يعمل في مجال تعزيز الديمقراطية والوقاية من التطرف العنيف، وهو عضو في اللجنة التوجيهية التابعة لشبكة الوعي بالتطرف التابعة للمفوضية الأوروبية، والرئيس المشارك لمجموعة العمل الخاصة بالاتصالات. يعمل أيضا خبيرا في معهد براندنبورغ للمجتمع والأمن في بوتسدام في ألمانيا، ومستشار مشروع مكافحة التطرف في نيويورك. 

من عام 2001 إلى عام 2006، كان ألكسندر عضوا في برلمان ولاية برلين. أشرف على شرطة الولاية ووكالة الاستخبارات، وركّز على قضايا الأمن الداخلي وحماية البيانات.

ومنذ سبتمبر 2012 إلى يناير 2015، استقر في القاهرة، حيث عمل مستشارا أول لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكمدير لأحد مشاريع منظمة التعاون الإنمائي الألماني. وعاش ريتزمان، وعمل في برلين وبروكسل وبيروت والقدس ورام الله وواشنطن.

4- الدكتورة آنا بيلين سواج، تحمل شهادة الدكتوراه في الدراسات الشرق أوسطية من جامعة غرناطة والجامعة الأمريكية في القاهرة، وتقيم حاليا في مدريد، حيث تدرس العلوم السياسية بجامعة سوفولك.

درست الدكتورة سواج وعملت في العديد من دول أوروبا الغربية والعربية، تتقن اللغات الإسبانية والإنجليزية والعربية والفرنسية، ونشرت العديد من المقالات ومراجعات وفصول الكتب حول القضايا المتعلقة بالإسلام السياسي، سواء في العالم الإسلامي أو في الغرب، والعلاقات الدولية بالتركيز على الشرق الأوسط.

5- دانيلا بيسويو كبيرة باحثين في المعهد النمساوي للشؤون الدولية، وتدور مجالات أبحاثها حول الإرهاب، والتطرف، والتعصب، والأمن الإقليمي، والسياسة الخارجية والأمنية الأمريكية والأوروبية. 

أكملت رسالة الدكتوراه في جامعة سانت أندروز في مركز دراسة الإرهاب والعنف السياسي، وأجرت عملا ميدانيا حول موضوع التطرف في النمسا وألمانيا وفرنسا، وبعض الدول الأوروبية الأخرى. مؤلفة كتاب: "التطرف الإسلامي في أوروبا".

6- تريانتافيلوس كاراترانتوس، كبير مستشاري البحوث المتعلقة بالتطرف والجريمة المنظمة والإرهاب في مركز الدراسات الأمنية التابع لوزارة الداخلية اليونانية.

يعمل محاضرا في كلية الأمن القومي في اليونان حول مواضيع "التعددية الثقافية والهجرة والأمن والعمل الشرطي متعدد الثقافات والتطرف والشرطة المجتمعية". 

ومنذ عام 2014، عمل في مركز الدراسات الأمنية على برامج التدريب والمشاريع الأوروبية والبحثية. وفي السنوات الأخيرة، ركز على برامج تدريبية خاصة بالعاملين بالقيادات العاملة في إنفاذ القانون في مجال التطرف ومكافحة الإرهاب.

7- ديفيد أوتو، مدير مجموعة إدارة الأزمات ومدير وحدة تصميم وتدريب برنامج مكافحة الإرهاب. خبير عالمي في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، ومتخصص ومدرب برنامج مكافحة الإرهاب، وخبير معتمد في مجال البحوث الميدانية المتعلقة بالجريمة المنظمة والإرهاب من الجامعة الوطنية للعقوبة والعلوم الإدارية والأمنية بالمكسيك، كما يحاضر لقوات الناتو حول مكافحة الإرهاب.

8- هشام تيفلاتي، زميل أبحاث في شبكة المتمرسين الكنديين لمنع التطرف والتطرف العنيف، وزميل في المعهد الألماني لدراسات التطرف والتطهير، وكبير الباحثين في قضايا المقاتلون الأجانب الكنديون في جامعة ووترلو.

لديه اهتمامات أكاديمية وبحثية في مواضيع منها مكافحة التطرف والهويات الإسلامية، والمواطنة، ودور التربية الدينية في إعادة تشكيل الهويات.

9- ليندا شليجل، تتمثل خبراتها الأساسية في دراسة خطاب التطرف على شبكة الإنترنت، والتطرف الاجتماعي، والمناعة المجتمعية ضد الإرهاب. إلى جانب مساهماتها الأكاديمية والبحثية، فإنها تقدم رؤيتها حول المخاطر العالمية، والجغرافيا السياسية أيضا.

الإخوان المسلمون

في 18 يناير/ كانون الثاني 2018، نشر الموقع الإماراتي، تقريرا بعنوان "الإخوان المسلمون في النمسا"، تحدث فيه عن نشاط جماعة الإخوان المسلمين، داخل المجتمع النمساوي.

بدأت افتتاحية التقرير بهذه السردية، حيث "نشر مدير برنامج دراسات التطرف في جامعة جورج واشنطن، المؤلف والخبير الأمريكي البارز، لورينزو فيدينو، دراسة يتحدث فيها عن تغلغل الإخوان المسلمين في المجتمع النمساوي، وتأسيسها شبكات مؤسساتية مؤثرة، تدير العمليات المالية والفكرية الإخوانية في دول أوروبا، بغرض دعم نشاطات الجماعة في الشرق الأوسط".

وبحسب موقع "عين أوروبية على التطرف"، أفادت الدراسة أن الإخوان المسلمين يديرون مختلف نواحي الحياة "الإسلامية في النمسا، ويشكلون حلقة وصل بين الجالية المسلمة الكبيرة، والحكومة النمساوية، التي وصفت بـ"المرغمة".

وذكر التقرير أنه "تأسست شبكات الإخوان المسلمين في النمسا في الستينيات، على يد عدد من أعضاء التنظيم المصريين المهاجرين، ومن أبرزهم يوسف ندا، وأحمد القاضي، الذي لعب دورا حاسما في الوجود الإخواني في الولايات المتحدة".

وحذر التقرير من النشاط الإخواني المتزايد في أوروبا، قائلا: "النمسا أصبحت وجهة مفضلة لنشطاء الإخوان من جميع دول العالم، لأسباب عدة، من أبرزها الموقع الإستراتيجي وسط أوروبا، والتغاضي الحكومي الغريب".

يأتي ذلك في وقت يواجه فيه المسلمون في النمسا موجة تنمر عالية، وقمع تخطى المضايقات الفردية، إلى نهج من حكومة النمسا السابقة، بقيادة مستشار النمسا "سيباستيان كورتس" التي شهدت بعد صعود أحزاب اليمين، واليمين المتطرف إلى سدة الحكم، حالة تحفز مطلقة ضد الإسلام والمسلمين.

كانت تلك الأحزاب تتخذ من ذريعة "المهاجرين المسلمين" سببا رئيسيا في حملاتها الانتخابية، وتعمل على التحريض ضدهم، والتضييق عليهم، ووصل الأمر إلى حد طرد أئمة المساجد من البلاد، بالإضافة إلى حربهم على الزي الإسلامي الخاص بالنساء المتمثل في "الحجاب".

الدكتور أحمد أبو زياد الناشط بالجالية الإسلامية في النمسا قال لـ"الاستقلال": "الدعم الإماراتي الواضح لليمين المتطرف، ليس وليد الحالة الآنية، بل هو قديم، وممتد منذ سنوات، لكنه اتخذ شكلا علنيا في الآونة الأخيرة". 

ويعلق أبو زياد عن أسباب محاربة الإمارات للجاليات، والأنشطة الإسلامية في أوروبا، مؤكدا أن "معركة الإمارات لثورات الربيع العربي، والإسلام السياسي، أصبحت صفرية، وتهدف أبو ظبي إلى تجفيف المنابع والأصول".

مضيفا: "المضطهدون سياسيا، الذين تعرضوا لقمع الأنظمة المستبدة في الشرق الأوسط ذهبوا إلى أوروبا والولايات المتحدة، وقدموا طلب اللجوء السياسي، وتلقفتهم المنظمات الإسلامية القائمة هناك، وهو ما أقلق نظام محمد بن زايد بشدة". 

عضو الجالية الإسلامية في النمسا تابع: "المخابرات الإماراتية وسعت أنشطتها في الغرب، ومولت حملات اليمين المتطرف الانتخابية، ومقصدها وقف أنشطة الجالية المسلمة التي أصبحت تضم أعدادا كبيرة من الناشطين الحقوقيين الذين يفضحون جرائم الحكومات في الشرق الأوسط، وتحديدا الإمارات".

الجبهة الوطنية

في 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2016، صرحت الصحفية الفرنسية "ماريان تورشي"، أنه "في يوليو/ تموز 2014 استقبلت رئيسة الجبهة الوطنية ماريان لوبون رجلا إماراتيا عرض المساعدة على الجبهة الوطنية، وفي آيار/ مايو 2015 مولت الإمارات رحلة لوبون إلى مصر، وفق ما أكده أحد المقربين منها. في الوقت الذي تبحث فيه الجبهة عن تمويل خارجي لحملة 2017 وذلك هو سبب تقربها من أبو ظبي". 

وحسب الصحفية الفرنسية "منذ ذلك الوقت أطلقت رئيسة الحزب تصريحات علنية داعمة للإمارات، وأكدت تواصل العلاقة بين الطرفين رغم فشل ذلك الاتفاق، وقالت في 30 سبتمبر/ أيلول 2014 على قناة فرانس 24: "على فرنسا قطع علاقاتها مع قطر لدعمها المتواصل للإسلام الأصولي حول العالم، علينا الاعتماد على الدول الإسلامية التي تحارب الأصولية مثل الإمارات ومصر". 

كما قالت في نقاش تلفزيوني آخر يوم 1 آيار/ مايو 2015: "علينا تطوير علاقاتنا مع الدول التي تحارب الإسلاميين مثل روسيا، والإمارات، ومصر وغيرها من الدول".

 ونقلت ماريان تورشي، ما صرحت به لوبون، عندما أعادت في الأيام الموالية نفس الخطاب في الاجتماع الأوروبي الكبير، يوم 3 مايو/ آيار 2015 على قناة بي أف أم تي، قائلة: "الجبهة الوطنية ومصر والإمارات لديهم عدو واحد مشترك وهو الحراك الإسلامي وبالأخص الإخوان المسلمين".

لوبون تعتبر الإخوان "قالب التطرف الإسلامي السني" أو "جذع من شجرة متشعبة الغصون توصل للإرهاب". كما قالت الصحفية الفرنسية: "مارين لوبان من أبرز الداعين للتحالف مع روسيا فلاديمير بوتين ضد الإسلام الأصولي، كما أن هذه التصريحات تأتي أيضا في إطار التقارب مع الإمارات". 

اليمين السويسري

في 23 مايو/ آيار 2019، قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي في سويسرا عبدالله نيكولاس، خلال لقاء مع قناة الجزيرة: "هناك دول عربية من بينها الإمارات تحرض على المسلمين وتعطي معلومات لأحزاب سياسية مناهضة للمسلمين".

وردا على سؤال "هناك معركة دائرة في بعض الدول العربية تتعلق بالإسلام السياسي وتصنيفه بالإرهاب كما حدث في السعودية والإمارات ومصر على سبيل المثال، هل هناك رابط بين ما يحدث الآن في الدول العربية وما يحدث في أوروبا؟

أجاب: "أعتقد أن هناك توجها في المنطقة وقد يكون أخطر مما يكون، لكن هم يساعدون في رصد المعلومات وتحريض الحكومات الأوروبية ضد من يرونهم يمثلون مشكلة بالنسبة لهم مثل الإخوان المسلمين، فيعطون (الدول الأوروبية) معلومات أمنية حتى تتحرك هذه الحكومات، وهناك دول عربية من بينها الإمارات، وأشير إلى أن هذه مشكلة لابد من معالجتها حتى نعلم أن الإسلاموفوبيا مدعومة من الذين نظنهم منا". 

ورداً على سؤال "لماذا تدعم الإمارات حزب يناهض الإسلام والمسلمين؟" قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي في سويسرا: "لأن هناك الآن توجها يراد منه أن يستبعد المسلمين من تمسكهم بهذا الدين العظيم، ويراد منهم أن يلتزمون بدين جديد على المقياس الأوروبي بعيد كل البعد عن الإسلام الأساسي. هذه من وسائل يمارسونها حتى يجعلوا فُرقة بين المسلمين ويقولون هذا المسلم الجيد وهذا المسلم الراديكالي".

ورداً على سؤال "الإمارات تريد أن تدعم تصورا ما للمسلم أو للمسلمين غير صحيح وتدفع أموالا لأحزاب تناهض الإسلام والمسلمين؟" قال عبدالله نيكولاس: "نعم، اكتشفت ورقة أن هناك دعما خارجيا لهذه التيارات ولهذه المدارس الجديدة التي تريد أن تغير في الإسلام بدلا من أن تدعم المسلمين". 

الإسلاموفوبيا

في 29 مارس آذار 2019، أعلنت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن بعض الأنظمة العربية هي المسؤول الأول عن انتشار معاداة الإسلام أو ما يعرف بالإسلاموفوبيا، بسبب تعاونها مع بعض الأحزاب المتطرفة في دول أوروبية من أجل دعم أنظمتها المستبدة.

وقالت المجلة الأمريكية: "إن 3 دول عربية وهي الإمارات ومصر والسعودية دعمت اليمين المتطرف في أوروبا خلال الأعوام الماضية من أجل تخويف الدول الغربية من جماعات الإسلام السياسي الذي تولى الحكم في بعض بلدان الربيع العربي عقب الثورات التي طالت المنطقة في 2011".

وحسب المجلة الأمريكية "تنفق الأنظمة العربية ملايين الدولارات على مؤسسات الفكر والرأي والمؤسسات الأكاديمية ومجموعات الضغط جزئيا لتشكيل التفكير في العواصم الغربية حول النشطاء السياسيين المحليين المعارضين لحكمهم، والذين يُعتَبَر الكثير منهم متدينين".

مضيفة: "كان مجال مكافحة التطرف هو الجبهة المثالية للرواية المفضلة للحكومات الإقليمية: فهو يثير تعاطف الغرب من خلال الزعم بأنه أيضا يعاني من غدر المتطرفين ومن خلال عرض العمل سويا مع الغرب للقضاء على الجذور الأيديولوجية للتهديد الإسلامي".

ونشرت فورين بوليسي، ما قاله وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان لـ"فوكس نيوز" بعد شهر من المناقشة العامة في 2017 في الرياض: "سقف حديثنا منخفض للغاية عندما نتحدث عن التطرف. لا يمكننا قبول التحريض أو التمويل. بالنسبة للعديد من البلدان، يتمثل تعريف الإرهاب في أنه يتعين عليك حمل سلاح أو إرهاب الناس. بالنسبة لنا، الأمر أبعد من ذلك بكثير".

واختتمت المجلة الأمريكية التقرير، عن تعاظم الإسلاموفوبيا بسبب الدعم الإماراتي، قائلة: "الكلام ليس رخيصا، فالأحداث في نيوزيلندا أظهرت أن الكلام يمكن أن يكون ثمنه أرواحا بريئة".