اقترحه مهاتير محمد.. هل يتشكل تحالف بين تركيا وماليزيا وباكستان؟

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة "ديرليش بوستاسي" التركية، مقالا للكاتب إسماعيل ياشا، تحدث فيه عن "الوحدة الثلاثية" أو "التعاون الثلاثي" من أجل وحدة العالم الإسلامي؛ مبينا أن الأطراف الثلاثة "تركيا، ماليزيا، باكستان" يمكن أن يشكلوا جميعا قوة إسلامية كبيرة.

ورأى الكاتب، أن وحدة هذه الدول من الممكن أن "تتصدى لهرطقات ترامب وصهره ومغامرات بعض الدول العربية وأمرائها خاصّة بالذكر كلا من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى مصر".

ونقل ياشا، عن خطاب رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، حيث لفت في خطابه في حفل تقليده وسام الجمهورية التركي الانتباه إلى محنة الأمة الإسلامية والمشاكل التي تواجهها قائلا: "يجب علينا أن نفعل شيئا".

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قدّم "وسام الجمهورية” إلى رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، الذي يجري زيارة رسمية إلى تركيا. وخلال حفل في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، قال أردوغان: "إننا نقدّم هذا الوسام إلى رجال الدول الأجانب التي تربطها علاقة صداقة قوية مع تركيا ويعملون على تحقيق التقارب بين شعوب بلدهم مع شعبنا".

تحالف ثلاثي

وذكر الكاتب جملا مما قاله رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، ومنها، أن "ماليزيا وتركيا وباكستان يمكنها أن تشكل تحالفا ثلاثيا قادرا على التحدث باسم الدول والشعوب الإسلامية، والدفاع عن حقوقها ومطالبها أمام المجتمع الدولي"، وذلك خلال مؤتمر صحفي جمعه بأردوغان في العاصمة التركية أنقرة.

وجاء المؤتمر ضمن الزيارة الرسمية التي يقوم بها رئيس الوزراء الماليزي إلى تركيا، والتي استمرت أربعة أيام وبدأت يوم الأربعاء الماضي، حيث يرافق رئيس الوزراء وفد رسمي يضم العديد من المسؤولين الحكوميين في مقدمتهم وزير الخارجية الماليزي سيف الدين عبد الله.

ونقل الكاتب عن مهاتير محمد قوله، إن "التحالف بين الدول الإسلامية الثلاث، يمكن أن يكون له دور كبير في استعادة الدور المستقل للدول الإسلامية في العالم، وذلك من خلال تضافر الجهود والقدرات البشرية والاقتصادية التي تمتلكها تلك الدول".

وأضاف مهاتير: "على الدول الإسلامية العمل جنبا إلى جنب خصوصا في المجال العسكري، ولهذا قمنا بعقد هذا الاجتماع الثلاثي للبحث عن أفضل الطرق للتنسيق بيننا"”، مشيرا إلى حضور مسؤولين باكستانيين ضمن الاجتماعات بين الوفدين الماليزي والتركي.

كما شهد شهر مايو/ أيار الماضي اجتماعات ثلاثية مشابهة بين قادة الدول الثلاث على هامش قمة منظمة التعاون الإسلامي، والتي عقدت في مدينة جدة السعودية.

وقال رئيس الوزراء الماليزي: إن "التعاون بين ماليزيا وتركيا؛ يمكنه أن ينقذ الطرفين من عداوة الأطراف غير الصديقة للأمة الإسلامية".

وتعليقا على تصريحات محمد مهاتير، وصف الكاتب، المسؤول الماليزي بأنه، يحمل همّ الأمة في قلبه وهو في ذات الوقت قلق على أوضاع الأمة والمسلمين.

القضية الفلسطينية

وذكر الكاتب، مواقف مهاتير السابقة، والتي تصدى بها بشجاعة، للصهاينة، ففي مقالته المعنونة "إسرائيل دولة الإبادة الجماعية" والمنشورة في يناير/تشرين الأول من العام الجاري، وذلك بعد أن قامت السلطات الماليزية وقتها بسحب مشاركة وفد صهيوني من بطولة رياضية.

وأوضح الكاتب، أن مهاتير محمد، نشر وقتها، على مدونته الخاصة أمثلة عدة على ما يراها "من وجهة نظره" معاملة "غير عادلة" من إسرائيل للشعب الفلسطيني. وكتب "الكل يستطيع أن يرى الظلم والاضطهاد للفلسطينيين من قبل الإسرائيليين ... إسرائيل دولة إجرامية، وتستحق الإدانة".

وأضاف مهاتير محمد في مقاله: "نحتفظ بحقنا في منع الإسرائيليين من دخول بلادنا، وعندما يُديننا العالم لهذا السبب، لدينا الحق في أن نقول له إنك تُنافق"، مشددا على أن ماليزيا "لا معادية لليهود، ولا معادية للسامية".

هذه التعليقات، قالها رئيس الوزراء الماليزي، بعد أيام من سحب اللجنة البارالمبية الدولية استضافة بطولة السباحة البارالمبية العالمية من ماليزيا، بسبب رفضها دخول مشاركين إسرائيليين إلى أراضيها.

واكد الكاتب، أنه، وخلال زيارة محمد، إلى تركيا هذه الأيام، جدد أيضا ذات المواقف، المتعلقة بآرائه في مسألة القضية الفلسطينية. منوّها إلى تقاسم تركيا وماليزيا المنظور نفسه حيال العديد من القضايا، وخصوصا إزاء فلسطين؛ وأشار إلى أهمية تأكيد ماليزيا وتركيا للعالم أجمع، بأنهما تتشاركان الموقف نفسه حيال المشاكل التي يتعرض لها الفلسطينيون.

وعلق الكاتب على ذلك بالقول، تواجه القضية الفلسطينية أكبر خطر في التاريخ بسبب "صفقة القرن"، التي يتم إعدادها وتنفيذها من فريق متطرف مؤيد لإسرائيل برئاسة صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمستشار الرئيسي جاريد كوشنر؛ مؤكدا أن دولا مثل السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين شركاء في الخطة.

وشدد إسماعيل ياشا على أنه، لا يمكن للعالم الإسلامي برمته السماح لعدد من الطغاة العرب بأن يأخذوا إرادة المسلمين كرهائن عندهم، وعند الأمراء المغامرين للتنازل عن مقدساتنا المشتركة، مثل القدس والمسجد الأقصى؛ "يجب أن نفعل شيئا" ، كما قال مهاتير محمد.

كبح جماح كوشنر

ورأى الكاتب، أنه يمكن للدول الثلاث الرائدة في العالم الإسلامي تركيا وماليزيا وكذلك باكستان بالقيام بتعاون وثيق وموقف مشترك لكبح جماح كوشنر ورفاقه في المنطقة العربية؛ مشددا على أن البلدان الثلاثة لديها إمكانية ذات أهمية وخبرات كبيرة.

وأضاف: لذلك، فإن التقارب بين أنقرة وكوالا لامبور وإسلام أباد ليس له آثار سياسية، فقط، بل له آثار عسكرية واقتصادية فقط؛ مذكرا بزيارة مهاتير محمد مؤخرًا لمقر الصناعات الوطنية الفضائية التركية، ورؤية المنتجات العسكرية التركية محلية الصنع، مؤكدا أن الفترة المقبلة ستشهد تعاونا كبيرا بين الجانبين الماليزي والتركي.

وذكّر، الكاتب، بما غرد به وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، في مايو/أيار الماضي، بعد حضوره اجتماع الثلاثية بين تركيا وماليزيا وباكستان وزراء الخارجية، حين قال: "ماليزيا وباكستان هي شريك أساسي في الأهمية بالنسبة لتركيا. وباعتبارنا ديمقراطيات واقتصادات عظيمة في العالم الإسلامي، فسنزيد من تعاوننا ونستفيد بشكل أفضل من إمكاناتنا الجماعية".

ودعا إسماعيل ياشا في نهاية مقاله إلى خطوات عملية بين الأطراف الثلاثة، قائلا: "ما دام هناك إجماع بين الدول الثلاث حول العمل والتعاون المشترك، فمن الضروري تطبيق هذه التمنيات الطيبة بخطوات عملية".