اكتشفها بنفسك.. هذه الخطوات تعرف بها التأشيرات المزورة

آدم يحيى | منذ ٦ أعوام

12

طباعة

مشاركة

في بداية الأمر، كان النصب والاحتيال محصورا على تأشيرات الشنجن (الاتحاد الأوروبي) والولايات المتحدة وكندا وأستراليا وغيرها من التأشيرات التي يصعب استخراجها أو الحصول عليها، لمواطني دول العالم الثالث والوطن العربي، خاصة تلك التي تشهد اضطرابات سياسية.

غير أن التأشيرات التركية، لمواطني تلك الدول، أصبحت هي الأخرى أكثر صعوبة من ذي قبل ، وبالتالي فتحت بابا لشبكات النصب والاحتيال والتأشيرات المزورة.

واجه حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم ضغوطا شديدة من قبل أحزاب المعارضة، التي انتقدت بشدة سياسية الحزب في تسهيل وتيسير حصول مواطني الدول العربية على تأشيرة تركيا السياحية. 

السفارات والقنصليات التركية في تلك الدول اضطرت إلى تعديل سياسة منح التأشيرة لمواطني تلك البلدان وتخفيض مستوى منحها، وقصرها على من لديهم أنشطة استثمارية وتجارية أو دراسية في المدن التركية.

ومع تعديل سياسة منح التأشيرات، تراكم أعداد الراغبين بالحصول على التأشيرات السياحية من تلك الدول، فوجدت شبكات التزوير بابا للنصب والاحتيال.

شبكات محترفة

مؤخرا، تناقلت بعض الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي عن وقوع عدد من المواطنين ضحية لتلك الشبكات، وكان من بين أولئك شاب يمني مقيم في ماليزيا، تحدث لـ"الاستقلال" طالبا عدم الكشف عن اسمه.

الشاب اليمني قال: "تقدمت 3 مرات إلى القنصلية التركية في كوالا لامبور للحصول على تأشيرة سياحية إلى تركيا، لكن كان يتم رفض طلبي في كل مرة، وفي ذات مرة التقيت بشاب من جنسية عربية في أحد المقاهي، وبعد حديث دار بيننا، قال لي إنه يستطيع، بطريقته الخاصة، وبمعرفته لأشخاص داخل السفارة التركية في كوالا لامبور، منحي تأشيرة تركية مقابل 2000 دولار.

يضيف الشاب: "في البداية ترددت، وكنت متوجسا من تعرضي للنصب، لكني اطمأننت عندما قال لي: لا تعطني أي مبلغ الآن، اعطني فقط جواز السفر والمستندات المطلوبة، وبعد استلام جوازك وعليه التأشيرة التركية يمكنك أن تحاسبني".

يقول الشاب: "بالفعل مكثت 5 أيام، واتفقت مع الشاب، عبر تواصل بيننا بتطبيق الواتس آب، أن نلتقي في مكان معين قرب المقهى، استلمت منه الجواز تفحصته وبالفعل كان عليه التأشيرة، أخذت الجواز وأعطيته المبلغ المتفق عليه (2000 دولار).

يضيف الشاب: "كان المبلغ كبيرا، لكنني كنت سعيدا للغاية، وفي تلك الليلة اتصلت بصديقي في ماليزيا وبلغته بأنني سوف أبدأ ترتيبات السفر لتركيا، فاستغرب عن كيفية حصولي على التأشيرة، وخاصة أنه تم رفضي عدة مرات، فقصصت له القصة، فقال لي أخشى أن تكون التأشيرة مزورة، ويلقى القبض عليك في مطار المغادرة أو الوصول".

يقول الشاب: "حينها اسودت الدنيا في وجهي، واعتراني خوف شديد، اتصلت للرجل الذي منحني التأشيرة عدة مرات وإذا بتلفونه مغلق، فزاد خوفي، وزاد مع ذلك نسبة الشك في أنها قد تكون مزورة بالفعل".

يتابع الشاب اليمني "في البداية لم أدر ماذا أعمل وكيف أتأكد هل هي حقيقية أم مزورة، واحترت هل أغامر وأسافر، أم أنتظر حتى أبحث عن طريقة للتأكد، وبعد مرور نحو أسبوع استطعت عبر صديقي التواصل مع مكتب للسفريات والسياحة ليعطيني رأيه في التأشيرة، فأخذ التأشيرة وتفحصها، وقال لي أنها مزورة بنسبة 100%".

نصب واحتيال

لتجنب الوقوع في النصب والاحتيال، يقول عبدالسلام داوود وهو وكيل رسمي للقنصلية التركية في اليمن (تمارس عملها من مدينة جدة السعودية) لـ"الاستقلال": "هناك طريقتان لمنح التأشيرة، تتعامل من خلالهما القنصليات، الأولى قنصليات تستقبل طلبات التأشيرة من المتقدمين بشكل مباشر".

مضيفا: "في مثل هذه الحالة، يفضل أن يذهب الراغب في الحصول على التأشيرة بنفسه، بدون وسيط، بعد تجهيز المستندات المطلوبة التي يمكن معرفتها كذلك من استعلامات القنصلية بشكل مباشر، أو عبر موقعها على الإنترنت".

والنوع الآخر قنصليات، يمكن الحصول على تأشيرتها عبر وكلاء، وهي في العادة مكاتب سياحية معتمدة لدى القنصلية، ويمكن الحصول على قائمة الوكالات المعتمدة من خلال موقع القنصلية على الإنترنت، أو الاتصال بالقنصلية وسؤالهم عن الوكلاء الرسميين المعتمدين لديهم، وهذا أمر مهم، فكثير من الوكالات ومكاتب السفر غير معتمدة، ويجب التنبه لهذا.

يضيف عبدالسلام: "بغير هاتين الطريقتين لا يمكن الحصول على التأشيرة، وبناء عليه ولتجنب الوقوع في نصب شبكات التزوير، يجب عدم التعامل مع مكاتب غير معتمدة، أو مع أشخاص آخرين، حتى لو ادعوا  أن لديهم طرقهم الخاصة في استخراج التأشيرات، أو أن لديهم نفوذا في القنصليات، فكلها في الغالب، ادعاءات غير صحيحة".

يستدرك عبدالسلام: "طبعا هذا لا يمنع من الاستعانة بأشخاص في تجهيز بعض الوثائق المطلوبة، لتيسير الحصول على التأشيرة، لكن التقديم يجب أن يكون عبر القنصليات مباشرة، أو عبر الوكلاء الرسميين المعلن عنهم في موقع القنصلية على الانترنت فقط، وبالرسوم المعروفة".

طرق الكشف

في الأساس إذا كانت التأشيرة عبر القنصلية أو مكتب معتمد، فإنها قطعا، ستكون حقيقية، وليست مزورة، لكن إذا كانت عبر أشخاص أو مكاتب أخرى غير معتمدة، فإن المتقدم للفيزا يحتاج للتأكد من كون فيزته حقيقية أو مزورة.

لمعرفة هذا الأمر، أجرت الاستقلال حديثا مع ضابط أمن الجوازات السابق في مطار صنعاء، المقدم صفوان عباد، فقال بالنسبة لنا: "هناك نهجان للتأكد من كون التأشيرة حقيقية أو مزورة، وهي طرق تأكد ابتدائية عبر الحواس الطبيعية للإنسان، يمكن للمواطن معرفتها، وطرق ثانوية عبر الأجهزة والماسحات الضوئية، لا تمتلكها في العادة إلا الأجهزة الأمنية في المطارات والمنافذ الخاصة بالدولة".

مضيفا: "فمن الطرق الابتدائية، التي يمكن للمواطن التأكد منها: أولا: "تفحص نوع الأحبار التي طبعت بها الفيزا، فالفيزا المزورة كثيرا ما تأتي أحبارها باهتة أو قابلة للمحو بالماء".

ثانيا: "تفحص الأختام، وهناك نوعان من الأختام، أحدهما ظاهر بالحبر، والآخر ختم سري (عن طريق المكبس المعدني) ويمكن تفحص ذلك بالعين المجردة، وتحسسه باليد".

ثالثا: "عبر موقع القنصلية على الإنترنت، أو موقع الهجرة والجوازات التابعة لبلد التأشيرة، حيث يمكن للمتقدم إدخال بيانات فيزته (رقم الفيزا، التاريخ، إلخ)، فإذا ظهرت البيانات على الموقع، كانت سليمة".

أما الطرق الثانوية فهي عن طريق الأجهزة، ونحن كمسؤولين عن هذا الأمر، نتأكد  بعدة طرق ، أشهرها:

  1. عبر ماسح الباركود الضوئي، الذي يحمل بيانات الفيزا.
  2. عبر جهاز الكاشف بالأضواء البنفسجية، المسؤول عن إظهار العلامات المائية في التأشيرة.

ويستكمل عباد: "مع ملاحظة أن هناك تأشيرات حقيقية لكن تم تغيير الأسماء فيها، بمعنى أنه تم محو الاسم الحقيقي وكتابة اسم آخر، فيظهر كل شيء على أنه حقيقي، العلامات المائية والختم السري وكل شيء، لكن عن طريق تمرير الجواز عبر جهاز المسح بالباركود يمكن معرفة اختلاف الأسماء، ومعرفة أنها مزورة، وحينها يتعرض الجواز للمصادرة، والمسافر للاحتجاز والتحقيق".