زيارة مرتقبة من سلطان عمان لإيران.. إلى ماذا تطمح أميركا بشأن الملف النووي؟
.png)
سلط موقع إيراني الضوء على تصريحات أدلى بها وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان أخيرا، كشف فيها عن زيارة مرتقبة من قبل سلطان عمان هيثم بن تيمور إلى طهران، يتوقع أن تسهم في حلحلة جمود الاتفاق النووي.
وتوقع موقع "آرمان شرق"، أن يحمل سلطان عمان صيغة لاتفاق نووي مؤقت برعاية أميركية، يسمح بتصدير المحروقات الإيرانية إلى أوروبا، مقابل تعهدات بالحد من تطوير البرنامج النووي الإيراني.
"هدايا عمانية"
وأشار الموقع إلى تصريحات لعضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، علي علیزاده، تحدث فيها عن بعض ما دار في اجتماع اللجنة الأخير الذي عقد بحضور عبد اللهيان، وتحدث فيه عن آخر مستجدات الملف النووي.
ونقل البرلماني الإيراني عن وزير الخارجية تأكيده على أن سلطنة عُمان تتوسط بين طهران وواشنطن من أجل العودة إلى المفاوضات، وأن السلطان هيثم بن تيمور، سوف يزور إيران في أقرب وقت، حاملا معه أخبارا سارة، وهو ما وصفه الإعلام الإيراني بالهدايا.
وقال الموقع، إن عُمان وسيط تقليدي بين إيران وأميركا، وقد تمّ تفعيل هذا الوسيط مرة أخرى، حتى إذا ما وُجِدت مساحة للحركة فإن هذا الوسيط سوف يخطو خطوة نحو تحسين العلاقات بين طهران وواشنطن.
وأشار إلى بعض الشواهد والإشارات التي تدل على تفعيل القناة التقليدية للمفاوضات بين إيران والولايات المتحدة.
وأوضح أن السلطات العمانية أبدت أخيرا رغبتها في لعب دور الوسيط بين الطرفين من أجل استكمال المفاوضات النووية.
وأضاف أن سلطان عمان سيسافر إلى إيران في القريب العاجل بأخبار سارة، بناء على الرسائل المتبادلة بين المسؤولين الإيرانيين والأميركيين.
ونقل الموقع عن أبي الفضل عمويي، المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان أن أحد الموضوعات التي أثيرت في الاجتماع مع وزير الخارجية كانت مرتبطة بالمفاوضات النووية.
وأشار عبداللهيان إلى أن مسار المفاوضات لا يزال مفتوحا ويتم تبادل الرسائل عبر وسطاء.
وفيما يتعلق بموضوع تبادل الأسرى بين إيران وأميركا، أوضح عمويي أن إيران تهتم بهذه القضية من وجهة نظر إنسانية.
وأن وسطاء من دول المنطقة ينشطون في هذا الشأن، معلنا عن استعداد بلاده لمتابعة الموضوع في حالة تلبية مطالب الجمهورية الإيرانية.
تبادل الأسرى
ومن المحتمل أن يكون استكمال عملية تبادل الأسرى أحد البنود على أجندة زيارة سلطان عمان المنتظرة لإيران.
كما أن هناك خيارا آخر يمكن طرحه في هذه الزيارة وهو متابعة مشروع الاتفاقات التكتيكية؛ أي الاتفاق النووي المؤقت.
وكانت وسائل الإعلام الأميركية قد نقلت عن مصادر مطلعة أن إدارة جو بايدن تتفاوض بشكل غير مباشر مع إيران من أجل تبادل الأسرى، ولكن ليس من الواضح إذا ما كان سيتم التوصل إلى اتفاق نهائي أم لا.
وأشار الموقع إلى أن هذا الخبر قد تم تأييده من جانب موقع "نورنيوز" الخبري المقرب من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، والذي ذكر أن المتحدث باسم الخارجية الأميركية قد أكد ضمنيا ما ذكرته وسائل إعلام حول المفاوضات الخاصة بتبادل الأسرى والأصول المحجوبة لإيران.
وأضاف الموقع أنه بناء على طلب واشنطن وموافقة طهران، أجريت مفاوضات غير مباشرة ومثمرة، لكن الانتهاء من المفاوضات يتطلب الصدق وعدم التسييس.
بالإضافة إلى قضية تبادل الأسرى، يشير الموقع إلى موضوع آخر، هو الاتفاقية المؤقتة، وهي موضع نقاش كبير في وسائل الإعلام الأميركية، بعد أن أثارته مراكز الفكر الأميركية.
وكانت باربرا سلافين قد ذكرت في مقال بمركز الأبحاث الأميركي "ستيمسون سنتر" عن اقتراح اتفاق مؤقت لرفع الحظر عن مبيعات النفط الإيراني إلى أوروبا وآسيا مقابل الحد من الأنشطة النووية.
وناقش مركز أبحاث "كوينسي" فوائد الاتفاق المؤقت لإيران والغرب في مقال كتبه صمويل هيكي.
ووفقا لتقرير كوينسي، فإن الاتفاق المؤقت سوف يوفر للغرب الفرصة لمراقبة عملية تخصيب اليورانيوم وعرقلة تقدم هذه العملية.
أما إيران فسوف تشعر بانتعاشة اقتصادية. ومن الخيارات الأخرى منح إعفاءات نفطية لبعض الدول لاستيراد النفط الخام الإيراني، ورفع الحظر عن الأصول الإيرانية المحفوظة في البنوك الأجنبية، مثل كوريا الجنوبية واليابان.
وربما يمكن تحليل زيارة سلطان عمان في إطار رغبة السلطنة في إزالة التوتر بين إيران والغرب، والذي تصاعدت حدته بسبب الحرب الأوكرانية، عن طريق الاتفاقية المؤقتة وتبادل الأسرى.
وهو ما يمكن أن يمهد الساحة لعودة إيران وأميركا لطاولة المفاوضات والوصول إلى اتفاق طويل الأمد.
وعليه فإن هدف عمان قصير المدى هو إدارة التوترات والتوصل إلى اتفاقيات تكتيكية مثل تبادل الأسرى والاتفاقيات المؤقتة.
وعلى الرغم من أن هناك دولا أخرى تعمل على الوساطة من أجل إنهاء موضوع الأسرى فإن عمان تتمتع بتاريخ في الوساطة بين البلدين.
اتفاق مؤقت
وذكر الموقع أن إحياء الاتفاق النووي أو خطة العمل الشاملة المشتركة هو الهدف متوسط المدى لمسقط والجهات الفاعلة الأخرى؛ لأن إحياء هذا الاتفاق يتطلب خطوات أولية لم يحققها الطرفان بعد.
وفي هذا الصدد، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين، أن الدبلوماسية لا تزال أفضل طريق لحل القضية النووية الإيرانية، لكن هذه الجهود ليست ذات أولوية في الوقت الحالي، لأن إيران لا تشارك بشكل هادف.
لذلك، فإن الجهود المبذولة لإحياء الاتفاق النووي لا يبذلها طرف واحد على الأقل في هذه المرحلة.
ولا تزال هناك خلافات بين الأطراف جعلت إحياء الاتفاقية أمرا صعبا. ومنها الخلاف حول الضمانات. وإلى أن يتم حل هذه القضايا، لا يوجد أمل في تنشيط خطة العمل الشاملة المشتركة على المدى القصير.
ولهذا يعتقد الموقع أن الرحلة المرتقبة المحتملة لرافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى إيران، قد تخفف الأجواء لإحياء المفاوضات.
لكن إذا لم تسفر هذه الرحلة عن نتائج إيجابية وصدر قرار ضد إيران مرة أخرى في الاجتماع القادم لمجلس المحافظين بالوكالة، فإن شروط إحياء المفاوضات النووية ستصبح أكثر صعوبة.
وعليه فإنه لا يمكن الحديث في هذه الحالة عن وساطة لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، وربما يرغب سلطان عمان في وضع الأساس لهذه العملية في رحلته القادمة إلى إيران، وهذ الأساس هو الاتفاقات التكتيكية لإعداد الأطراف للاتفاق النهائي.
وربما يمكن عقد اتفاق أكثر استقرارا بين طهران وواشنطن في المجال النووي على المدى المتوسط، إذا تم تقليل التوترات بين إيران والجانب الغربي، وخاصة الولايات المتحدة، وأصبح ضغط النخب والرأي العام من أجل عدم التفاوض مع إيران أكثر توازنا.
خاصة أن الرأي العام في الغرب يعارض أي اتفاق شامل مع إيران بسبب حرب أوكرانيا واستخدام الطائرات الإيرانية بدون طيار من قبل روسيا.