موقع بريطاني يرصد عمليات "نهب" لثروات اليمن تديرها الإمارات

قسم الترجمة - الاستقلال | 5 years ago

12

طباعة

مشاركة

نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، تقريرا تحدث فيه عن عملية "النهب المنظم" التي تقوم بها دولة الإمارات العربية لثروات اليمن، منذ انقلاب الحوثيين على الحكومة الشرعية وتدخل التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات قبل خمسة أعوام، وحتى الآن.

وقال التقرير: إنه "عندما اندلعت الحرب في اليمن، سيطرت قوات الحوثيين المتمردة على ميناء المخا"، مضيفا: "يقول السكان إن الحياة العادية لم تتغير كثيرا في المنطقة بعد استيلائهم عليها، واستمر الصيادون في الصيد وممارسة حياتهم الطبيعية".

الاستحواذ على المخا

وتابع: "مع ذلك، عندما استعادت القوات الموالية للحكومة المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية مدينة عدن من الحوثيين، قرروا التقدم وتحرير المخا، الواقعة في محافظة تعز، من سيطرتهم".

وبحسب التقرير، فقد "اندلعت المعارك في المخا في بداية عام 2017 وهربت آلاف العائلات من منازلها، بينما قُتل وجُرح آخرون، وفقد معظم المدنيين أعمالهم كصيادين".

ومضى "ميدل إيست آي" يقول: "بعد بضعة أشهر، قامت القوات الموالية للحكومة المدعومة من الإمارات بتحرير المنطقة الساحلية في تعز من الحوثيين، وبدأ النازحون من المخا في العودة إلى منازلهم، متوقعين استئناف حياتهم العادية".

ونقل الموقع عن عبد السلام، وهو أحد سكان المخيم، قوله: "عندما اندلعت المعارك، هربت من منزلي إلى مخيم في حي المعافر في تعز، وعندما انتهت المعارك في منطقتي، كنا سعداء للغاية بالعودة إلى منازلنا. وعندما وصلنا إلى منطقتنا، وجدت أن كل شيء قد تغير، كان هناك مقاتلون أجانب وجنوبيون منتشرون في كل مكان، وقد اقتحموا بالفعل منازلنا ونهبوها".

وبحسب التقرير، فقد جندت الإمارات، التي هي جزء من التحالف، بانتظام الأجانب، وكذلك المقاتلين اليمنيين الجنوبيين الذين يدعمون استقلال الجنوب، في معاركها ضد الحوثيين.

ولفت عبد السلام إلى أن المقاتلين الجنوبيين استجوبوه عندما وصل إلى المخا وأخبروه أنه لا ينبغي أن يتجه نحو البحر لأي سبب، لأن البحر أصبح الآن خطًا أحمر للسكان، مضيفا: "سفن الصيد الإماراتية فقط هي التي يمكنها الإبحار".

وتابع: "كانت تلك أول أنباء سيئة سمعتها عندما عدت إلى منزلي حيث لم يعد بإمكاني الصيد، ولم يعد لدي أي عمل آخر أقوم به"، مشيرا إلى أنه "منذ عام 2017، لا يمكن الإبحار إلا لسفن الصيد الإماراتية ونهب ثروتنا، لكن لا يمكننا الإبحار على الإطلاق".

وبيّن عبد السلام، أنه "حاول التوجه نحو البحر، لكن قوارب الإمارات أطلقت النار عليه، وأنهم يفعلون ذلك مع أي شخص يحاول الإبحار، مؤكدا أن "عائلته تعيش في أسوأ وضع في حياتها، حيث لا يوجد لديها أي مصادر أخرى للدخل وتعتمد على المنظمات لمساعدتهم في الغذاء".

وزاد قائلا: "ليس أنا فقط بل كل الصيادين يكافحون في الوقت الحاضر لأن الإمارات تحرمنا من ثروتنا، ونحن نعتمد فقط على الأشخاص الكرماء للمساعدة. أنا لست من الحوثيين، ولكن الحقيقة هي أن حياتنا تحت سيطرة الحوثيين كانت أفضل من هذه الأيام لأنها لم تمنعنا من الصيد".

تململ السكان

ومضى تقرير "ميدل إيست آي" يقول: "على الرغم من أن دولة الإمارات العربية المتحدة توفر لسكان المخا الخدمات الأساسية المجانية، إلا أن السكان غير راضين عن الموقف، ويقولون إنهم يأملون في رؤية منطقتهم خالية من المقاتلين الأجانب والجنوبيين".

ونقل الموقع البريطاني عن إلياس، وهو أحد سكان المخا وفي الأربعينيات من عمره، قوله: "تزودنا الإمارات بخدمات مجانية فقط لامتصاص غضبنا ضدها، وصحيح أننا أناس ضعفاء لا نستطيع مقاومة بلد مثل الإمارات، لكن الله أقوى من دولة الإمارات ويمكنه الانتقام".

وأضاف إلياس: "من الواضح أن دولة الإمارات تنهب ثروتنا، ثم تحاول تزويدنا بأشياء بسيطة مثل الكهرباء والماء والرعاية الصحية وأحيانا الغذاء، لكننا أحرار ونأمل أن نرى المخا خالية من الإمارات والمقاتلين الجنوبيين والسودانيين".

ووفقا للموقع البريطاني، فإن إلياس هو أب لستة أطفال فقدوا وظيفته كصياد. وكان الرجل يكافح لإطعام أسرته، لذلك كان على أطفاله اللجوء إلى العمل مع البائعين في السوق لمساعدة والدهم.

وقال: "قبل الحرب، داوم أطفالي على الدراسة، لكن بعد الغزو الإماراتي، اضطروا إلى التوقف عن الدراسة والذهاب إلى العمل".

سكان منفيون

واستطرد "ميدل إيست آي" قائلا: "رغم أنه لم تعد هناك معارك أخرى في المخا، إلا أن الكثير من النازحين من الميناء لم يعودوا إلى منازلهم، لأنهم لا يعتقدون أنهم يستطيعون العيش هناك وسط وجود القوات الإماراتية".

وأشار إلى أن عامر سرور، وهو صياد في الثلاثينيات من عمره، فر من منزله في المخا في يناير 2017. وبعد انتهاء المعارك في الميناء، زار منزله، ولكنه لم يكن مقتنعا بالعودة لأنه لم يكن هناك عمل متاح.

ونقل الموقع عنه قوله: "أنا صياد، وعندما عدت إلى المخا، وجدت أنها منطقة عسكرية تحت سيطرة القوات الجنوبية والإماراتية ولم يعد بإمكاننا الصيد. لا أريد أن أعيش وسط المقاتلين بينما لا توجد هناك فرصة للعمل. لقد نفتنا الإمارات من بيوتنا لنهب ثروتنا".

وبحسب التقرير، يعيش سرور في مخيم مؤقت في حي المعفر في تعز مع أطفاله الثلاثة، ويعمل في البناء بالمناطق المحيطة بالمخيم ويعتقد أن هذا أفضل من العودة إلى المخا.

وقال سرور: "في هذه المنطقة، يمكننا البحث عن عمل، لكن في المخا لا يوجد عمل للسكان، بل منطقة خطرة حيث توجد مليشيات منتشرة في كل مكان وعادة ما نسمع عن اشتباكات في المدينة".

وتقع المخا على البحر الأحمر وهي منطقة تابعة لتعز، ولكن بعد أن شاركت القوات الجنوبية في تحريرها من الحوثيين، بدأوا يدّعون أن الميناء ينتمي إلى الجنوب وبدأوا في تهميش سكانه الأصليين.

ونقل الموقع عن سرور، قوله: "المقاتلون الجنوبيون يهينوننا في أرضنا ويدّعون أن المخا تنتمي إلى الجنوب".

وأضاف سرور: "تعمل بعض القوات الجنوبية كأيدٍ لدولة الإمارات وتساعدهم على نهب الثروة في أي مكان، سواء في الجنوب أو في الشمال، لذلك نأمل أن يحقق الجنوب الاستقلال من الشمال وأن نتمكن من العودة إلى منازلنا".

وذكر تقرير الموقع البريطاني، أن العديد من المقاتلين الجنوبيين في المخا يعتقدون أن الميناء ينتمي إلى الجنوب، لكن محاولات "ميدل إيست آي" للاتصال بقائد عسكري في المخا لم تلق ردا.

وقال أحد المقاتلين الجنوبيين في شوارع المخا لـلموقع: "لا يوجد بحر في تعز، وتعز بعيدة عن المخا، لكنه قريب من عدن (المدينة الرئيسية في الجنوب) وبحرها، ويعرف جميع الناس أن المخا تنتمي إلى الجنوب".

لكن عبد السلام، قال إنه بعد وصول قوات طارق صالح إلى المخا في أبريل/نيسان 2018، انخفض التهميش ضد السكان الأصليين إلى حد ما.

وطارق هو قائد عسكري يمني وابن شقيق الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، الذي قتل برصاص قناص الحوثي أثناء محاولته الفرار من صنعاء خلال معركة المدينة في أواخر عام 2017.

وتابع عبد السلام: "قوات طارق تنتمي إلى الشمال وبعد وصولها بدأت في دعم السكان الأصليين في المخا، لكنهم لا يستطيعون معارضة القوات الإماراتية".

ونوه إلى أن "قوات طارق مدعومة من دولة الإمارات، ولا يمكنهم السماح لنا باستئناف عملنا، لكنهم على الأقل يدافعون عنا عندما يقتحم الجنوبيون منازلنا".

وأردف عبد السلام قائلا: إنه لا يريد الاعتماد على أي شخص، لكنه يرغب في استئناف عمله في البحر بأمان حتى يتمكن من كسب عيشه الكريم له ولأسرته.

وتابع: "كل ما أحتاجه هو أن تغادر الإمارات منطقتنا، وأن تسمح لنا بممارسة حياتنا العادية. الإمارات دولة معتدية وليست محرِّرة. إنها لم تأت لتحرير المخا، بل لسرقة ثروتنا".