تجاهلت وعودها للمغرب.. لماذا فضلت نيجيريا مسار الجزائر لنقل الغاز لأوروبا؟

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة إسبانية الضوء على تفضيل نيجيريا للجزائر على المغرب كمسار لأنابيب نقل الغاز من غرب إفريقيا إلى أوروبا التي تواجه أزمة طاقة كبيرة، زادت حدتها مع الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأوضحت صحيفة الإسبانيول، أن نيجيريا وقعت مع الجزائر والنيجر اتفاقا مبدئيا نهاية 2021، لتنفيذ مشروع خط أنابيب غاز عابر للصحراء لتزويد أوروبا بالغاز، متجاهلة الاتفاقات التي أبرمتها مع المغرب من أجل نفس الغرض.

ومنذ إيقاف الجزائر إرسال الغاز إلى أوروبا عبر المغرب في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، يعلن الجانبان بين الفينة والأخرى تطورات عن مشاريع مع نيجيريا لنقل غازها إلى أوروبا.

انقلاب طاقي

وقالت الصحيفة الإسبانية إن وزير الموارد البترولية النيجيري، تيميبر سيلفا، عبر خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة عن "رغبة بلاده في إنشاء خط أنابيب من أجل التمكن من نقل الغاز، عبر الجزائر، إلى أوروبا".

وأضافت الصحيفة أن الدولة التي تمتلك أكبر احتياطيات غاز في القارة الإفريقية تسعى إلى الحصول على تمويل من الولايات المتحدة من أجل إنشاء خط أنابيب الغاز العابر للصحراء الذي سيربطها مع الجزائر، لنقل الغاز إلى أوروبا.

وظهر مشروع خط أنابيب الغاز عبر الصحراء، المعروف أيضا باسم ترانس أفريكان، لأول مرة في سبعينيات القرن العشرين.

وبعد أن بقي طي النسيان عاد الحديث عنه إلى الساحة سنة 2002؛ حيث وقعت شركة البترول الوطنية النيجيرية وشركة النفط والغاز الوطنية الجزائرية سوناطراك مذكرة تفاهم لتحضير المشروع.

وفي وقت لاحق، بين عامي 2009 و2014، أجرت الجزائر دراسات تشغيلية قابلة للتنفيذ بتمويل من البنوك الدولية.

ونقلت الصحيفة أن أزمة الطاقة في أوروبا، في شباط/ فبراير 2022، كانت أرضية مثالية لهذا الاتفاق.

وخلال تلك الفترة وقع العقد من قبل وزراء القطاع من الجزائر والنيجر ونيجيريا، خلال النسخة الثالثة من منتدى التعدين والبترول للمجموعات الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.

وذكرت الصحيفة أن طول خط أنابيب الغاز عبر الصحراء يبلغ حوالي 4138 كيلومترا، من منطقة واري في نيجيريا إلى منطقة حاسي الرمل في الجزائر، عابرا النيجر.

كما يملك قدرة على نقل 30 ألف مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي سنويا من إفريقيا إلى الأسواق الأوروبية عبر ساحل البحر المتوسط ​، وكذلك إلى محطات الإمداد الداخلية على طول طريقها.

عموما، تبلغ ميزانية البناء 13 مليار دولار، يذهب معظمها إلى الطريق الذي يعبر النيجر.

ظروف جديدة

وأضافت الصحيفة أن الجزائر شهدت نشاطا تجاريا في السوق الأوروبية بالتزامن مع نقص الغاز وزيادة الطلب بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

ومع ذلك، فإن قدرتها على استبدال العرض الروسي في المستقبل القريب محدودة بسبب نقص الإنتاج الكافي.

في الواقع، زادت إيرادات شركة سوناطراك الجزائرية بنسبة 70 بالمئة في عام 2021، مقارنة بعام 2020، بفضل نمو صادراتها من المحروقات.

وفي عام 2021، صدرت سوناطراك هيدروكربونات بقيمة تجاوزت 34.5 مليار دولار، مقابل 20 مليارا في عام 2020، فيما بلغت عائدات السوق المحلية 2.5 مليار دولار.

ونقلت الصحيفة أن الرئيس التنفيذي لشركة سوناطراك، توفيق حكار، أعلن عن قرب الانتهاء من الدراسات لمشروع خط أنابيب الغاز عبر الصحراء التي أجرتها مجموعات عمل مختلطة.

كما أن شركة غازبروم الروسية تفاوضت من أجل مشاركتها المحتملة مع نيجيريا؛ بالإضافة إلى ذلك أبدت شركات الغاز من الهند وفرنسا وألمانيا وإيطاليا اهتماما بالمشاركة في التطوير.

بهذه الطريقة، في خضم أزمة الطاقة الحالية، ستكون الدول الأوروبية قادرة على الاستفادة من احتياطيات الغاز لهذه البلدان الإفريقية.

ولفتت الصحيفة إلى أنه بالنسبة للجزائر، لا يكفي أن يساهم الشركاء في الخطة بالمال فقط.

وبينت أن توقيع الصفقات الرئيسة والإعلان عنها سيجري خلال أسبوع الطاقة الإفريقي، حدث الطاقة الأبرز في القارة، الذي سيعقد في كيب تاون في أكتوبر/ تشرين الأول 2022، وفقا لما أكده نج أيوك، الرئيس التنفيذي لغرفة الطاقة الإفريقية.

وأكد المسؤول أن "إعادة تشغيل هذا المشروع تبعث برسالة واضحة إلى المستثمرين والشركاء الإستراتيجيين المهمين في أوروبا وإفريقيا بأن الأمور تتغير في القارة".

صفعة للمغرب

ونقلت الصحيفة الإسبانية أن نيجيريا لديها احتياطيات غاز أكثر من النفط ولديها تاسع أكبر احتياطيات غاز في العالم.

بالإضافة إلى ذلك، تقوم نيجيريا بتمويل صيني ببناء خط أنابيب غاز داخلي، يرتبط لاحقا بخطوط أنابيب الغاز الجزائرية والوصول إلى السوق الأوروبية.

ونوهت الصحيفة أن الحديث عن خط الأنابيب بين نيجيريا والجزائر طفا على السطح مرة أخرى خلال سنة 2020، بالتزامن مع دخول خط أنابيب الغاز الداخلي النيجيري في مرحلة التطور المتقدم.

لذلك، أعلنت شركة البترول الوطنية النيجيرية أنه سيتم بناء خط أنابيب الغاز عبر الصحراء لمواصلة خط أنابيب الغاز عبر نيجيريا من منطقة كانو إلى الجزائر.

وأكدت الصحيفة أن وزير الخارجية سيلفا باع الفكرة في أميركا على هذا النحو: "نرغب في أن نكون قادرين على نقل الغاز عبر الجزائر لأوروبا. وأطلقنا بالفعل مشروع خط أنابيب داخلي، وإذا كانت لدينا الأموال اللازمة، فيمكننا إكمال هذا المشروع في غضون عامين".

وأفادت الصحيفة الإسبانية بأن هذا المشروع من شأنه أن يترك وراءه مشروع خط أنابيب الغاز المغربي النيجيري، الذي تمت الموافقة عليه في ديسمبر/ كانون الأول سنة 2016 خلال زيارة للملك محمد السادس.

وبعد ذلك بعامين، وقع الملك الاتفاقية مع الرئيس محمد بخاري في الرباط.

وبعد إغلاق الجزائر لخط أنابيب الغاز بين المغرب وأوروبا، سارعت الرباط للبحث عن بدائل. وفي ديسمبر 2021، عقد اجتماع افتراضي مع نيجيريا لتمويل دراسة لمعرفة ما إذا كان سيتم تنفيذ العمل، بتمويل من البنك الإسلامي للتنمية.

ويمتد هذا المشروع على طول ساحل المحيط الأطلسي، وستستفيد منه 12 دولة في غرب إفريقيا، لربط أوروبا عبر المغرب ثم إسبانيا. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يجلب الغاز إلى 300 مليون مستهلك محتمل.

ومع ذلك، فإن المسار والتكلفة أكبر من خط أنابيب الغاز من نيجيريا إلى الجزائر؛ حيث تصل تكلفة الاستثمار إلى 20 مليار يورو لمسافة 5600 كيلومتر. بالإضافة إلى ذلك، سيستغرق بناؤه 25 سنة.