جمود سياسي.. لماذا التقى وزير خارجية طالبان بمعارضين أفغان في طهران؟

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

تحدثت صحيفة الإندبندنت البريطانية الصادرة باللغة الفارسية عن لقاءات أجراها وزير الخارجية بحكومة طالبان أمير خان متقي، مع رموز معارضة بالعاصمة الإيرانية طهران في 8 يناير/ كانون الثاني 2022، مؤكدة أن قادة أفغانستان الجدد لا يزالون يتفاوضون من أجل حل الأزمة بالبلاد.

وذكرت الصحيفة في مقال للكاتب الأفغاني "فريدون أجند" أن متقي التقى إلى جانب الشخصيات السياسية الإيرانية، جهاديين أفغان وأعضاء بجبهة المقاومة الوطنية الأفغانية المعارضة.

ويقود جبهة المقاومة أحمد مسعود، نجل قائد المقاومة المناهض لطالبان أحمد شاه مسعود، الذي اغتيل عام 2001.

وعقب سقوط كابول في أغسطس/ آب 2021، انتقل أحمد مسعود إلى بانشير لقتال طالبان مثل والده، لكن سرعان ما استولت طالبان على الإقليم بعد فشل محادثات سلام محدودة.

وغادر مسعود وغيره من القادة المناهضين لطالبان إلى المنفى في بلدان متعددة، لكن بشكل رئيسي إلى طاجيكستان وتركيا وإيران.

ومنذ ذلك الحين، ينشط مسلحو جبهة المقاومة في المناطق الجبلية في وادي بانشير ومنطقة أنداراب. ويطالبون بالمشاركة السياسية العادلة لجميع المجموعات العرقية، وحماية حقوق المرأة، وحرية التعبير، وإجراء انتخابات.

أحاديث مختلفة

وقالت الصحيفة إن لقاء متقي مع شخصيات سياسية ورموز مسلحة أفغانية في طهران تضمن أحاديث مختلفة. وعلى عكس ما ادعته مصادر مقربة من طالبان بحضور أحمد مسعود، تبين عدم مشاركته في تلك اللقاءات.

ونقلت عن مصادر لم تسمها أن لقاء متقي مع الجبهة جاء بناء على طلب طالبان، وجرى مع القائد المعارض إسماعيل خان، الوالي السابق لمدينة هراة الأفغانية. وتحدث الجانبان فيه عن الانتخابات وتشكيل الحكومة.

وأشارت الصحيفة إلى تغريدة نشرتها جيلا بني يعقوب، وهي صحفية إيرانية مقربة من جبهة المقاومة الأفغانية، جاء فيها أنه "على خلاف الشائعات، أحمد مسعود لم يشارك في أي مفاوضات مع طالبان في إيران حتى الآن".

وأضافت أن "من حضر اللقاء من جبهة المقاومة، هم: إسماعيل خان، وشمس الحق آرينفر، ومولوي حبيب الله حسام، وعبدالحفيظ منصور".

من جانبه، نشر صبغت الله أحمدي، المتحدث باسم جبهة المقاومة، تغريدة عبر تويتر في 9 يناير، كتب فيها أنه لم يحدث أي لقاء بأي شكل بين مسعود ومتقي.

غير أنه حذف التغريدة لاحقا. وبهذا الحال يبدو أن عددا آخر من الشخصيات السياسية والرموز المسلحة الأفغانية التقت بالفعل بمتقي.

وفي تدوينة عبر فيسبوك، كتب حفيظ منصور الذي كان مشاركا بنفسه في هذه اللقاءات أن وفد جبهة المقاومة الوطنية برئاسة إسماعيل خان التقى بطالبان في طهران، دون الإشارة إلى الحضور.

ومنتصف أغسطس 2021، سيطرت طالبان على أفغانستان، بموازاة مرحلة أخيرة من انسحاب عسكري أمريكي من البلاد اكتملت نهاية الشهر ذاته.

ولا تزال دول العالم مترددة في الاعتراف بحكم طالبان، وتربط ذلك بسلوكيات الحركة، وخاصة احترام حقوق الإنسان، فيما يوشك الوضع الاقتصادي والإنساني هناك على الانفجار.

سؤال وجواب

وذكرت الصحيفة أن السؤال الأساسي الذي يطرح نفسه الآن، ما الهدف الذي يسعى خلفه متقي من اللقاء برموز جهادية، وخاصة أعضاء جبهة المقاومة، إلى جانب اللقاءات الرسمية مع المسؤولين الإيرانيين؟

وأوضحت أن متقي من الشخصيات المؤثرة في حركة طالبان، وكان قد بدأ التواصل مع رموز المعارضة المسلحة، في اليوم الذي سقطت فيه مدينة هراة، ووقع إسماعيل خان بيد طالبان.

وحينذاك تحدث متقي إلى إسماعيل خان هاتفيا، وطلب منه أن يبلغ الرموز المسلحة الأخرى كأحمد مسعود، والقانوني، وصلاح الدين رباني قائد حزب الجمعية الإسلامية الأفغاني، بضرورة الاتحاد مع طالبان.

وتعتقد طالبان في الوقت الحالي أن الجمعية الإسلامية لا تزال تستعد للحرب ضدها. وزعماء الحركة يحاولون التعاون مع جزء من الجمعية. لأنهم يعلمون أن اتحاد الجمعية مع الحركة، له ميزتان مهمتان بالنسبة لهم.

الأولى إبعاد أقوى معارض لهم، والتخلص من معارضتهم المسلحة، والثانية السيطرة على القوى الناعمة التي تقع أغلبها في يد الطاجيك، لأن الجمعية تتمتع بنفوذ كبير في المناطق الغربية، والشرقية الشمالية التي يقطنها أغلبية من الطاجيك.

أهمية الطاجيك

ولفتت الصحيفة إلى أن طالبان أدركت أن الجزء الرئيس من المحافل الإعلامية العامة وكذلك الفضاء الإلكتروني تحت سيطرة الطاجيك، وأنهم في وضع تعبئة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. وهم حاليا يقفون ضد الحركة.

وبناء على ذلك ولإظهار شمولية حكومة طالبان فمن الأفضل أن يكون هناك أشخاص من جبهة المقاومة في السلطة.

لذا تدعم طالبان تعيين عبد القيوم سليماني، وهو ابن أخ إسماعيل خان، في منصب القائم بأعمال السفير الأفغاني في طهران.

وكان سليماني مستشار السفير الأفغاني في طهران منذ عامين، وبهروب غفور ليوال، سفير أفغانستان السابق بالعاصمة الإيرانية، تعهد إليه القيام بأعمال السفير منذ أربعة أشهر.

وكتبت جيلا بني يعقوب عبر تويتر: خلال لقاء متقي بإسماعيل خان في منزل القائم بأعمال السفارة الأفغانية في طهران، قال وزير خارجية طالبان إنهم أرسلوا خطاب التأييد الخاص بسليماني؛ لكن الأخير أكد أنه لم يصله.

وبينت الصحيفة أن ما تم تسريبه حتى الوقت الراهن من لقاء جبهة المقاومة بمتقي، يوضح عدم وصول المباحثات إلى نتيجة.

فطالبان أوضحت مواقفها خلال هذه المحادثات، وكذلك أكدت جبهة المقاومة على مطالبها السابقة القائمة على "تشكيل حكومة شاملة، والعدالة الاجتماعية، وتأمين حقوق المواطنين، والتعامل الصحيح مع الشعب".