بعد اتفاقه وبوتين لبناء مفاعلين نوويين.. إعلام عبري: لهذا هاجم أردوغان بايدن

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة عبرية الضوء على لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سوتشي، وهجومه على واشنطن بعد ترشيح الرئيس الأميركي جو بايدن سفيرا لدى أنقرة، كان قد أعرب عن موافقته على الاعتراف بـ"الإبادة الجماعية للأرمن".

وعقد أردوغان اجتماعا في سوتشي مع بوتين في 29 سبتمبر/أيلول 2021، جاء ذلك بعد أن أصبح معروفا لدى الجميع أنه من المتوقع أن يلتقي نهاية أكتوبر/تشرين الأول للمرة الثانية مع بايدن، على هامش مؤتمر مجموعة العشرين في روما.

وأشارت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية إلى أن "أردوغان يختار بحدة مهاجمة واشنطن، غير أنه من المتوقع أن يجتمع مع بايدن في 30 أكتوبر/تشرين الأول".

وأضافت "مع ذلك، لا يبدو أن أردوغان لديه توقعات عالية من الاجتماع المتوقع مع بايدن، حيث اختار مهاجمة واشنطن بحدة، والتحدث عن كيفية التخطيط لتوسيع التعاون مع موسكو".

تعاون نووي

وقال أردوغان: "لقد اتفقت أنا وبوتين على بناء مفاعلين نوويين جديدين مع روسيا"، وهذا التصريح يعد استثنائيا، بالنظر إلى أن محطة "أكويو" للطاقة النووية في محافظة مرسين من المتوقع أن تبدأ العمل في غضون عامين تقريبا.

وأضاف: "لقد وافق بوتين على معالجة القضية ونحن ملتزمون بأي اتفاق توصلنا إليه مع روسيا بخصوص سوريا".

وأشار أردوغان إلى أنه "اتفق أيضا مع بوتين على التعاون في مجال الفضاء، كما طرح معه موضوع الصراع ضد التنظيمات السرية الكردية في سوريا".

ولفتت الصحيفة العبرية إلى أنه "في الوقت نفسه، اختار مهاجمة منسق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس الأمن القومي، بريت ماكغورك".

وقال أردوغان إن "ماكغورك مثله مثل أي عضو بارز في حزب العمال الكردستاني، ووحدات حماية الشعب، وحزب الاتحاد الديمقراطي، وإنه يسير جنبا إلى جنب مع الإرهابيين في المنطقة التي تقاتلها تركيا".

وطالب أردوغان الولايات المتحدة بترك سوريا عاجلا أم آجلا، وتركها في أيدي الشعب السوري.

وأدلى أردوغان بهذه التصريحات بعد ترشيح بايدن لـ"جيف فليك" لمنصب السفير الأميركي لدى أنقرة، الذي أعرب عن موافقته على الاعتراف بأحداث عام 1915 على أنها "إبادة جماعية للأرمن".

وأدلى فليك بهذه التصريحات في جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، مضيفا: "سأخبر الأتراك أن أي مشتريات أخرى لمنظومة إس- 400 ستؤدي إلى عقوبات"، ومع ذلك، من غير الواضح ما إذا كان بايدن ورجاله يتوقعون على الإطلاق تعاونا نوويا بين موسكو وأنقرة.

ومن ناحية أخرى، اختار الرئيس التركي بطريقته المعتادة، أن يظهر لواشنطن أنه لا يتأثر فعلا بكلمات "فليك"، وعقب على تصريحاته قائلا إن "عملية شراء أنظمة إس-400 إضافية تجري على قدم وساق".

وتابع: "تحدثت مع بوتين حول تعميق التعاون وتحدثنا عن خطوات إضافية تتعلق بالطائرات المقاتلة وبناء المحركات النفاثة المقاتلة، كما اتفقنا على العمل المشترك في مجال صناعة السلاح البحري بما في ذلك الغواصات".

مهاجمة أميركا

ولفت الكاتب شموئيل الميس إلى أن "أردوغان رد بقوة شديدة على تصريحات السفير الأميركي في أنقرة في مجلس الشيوخ، دون أن يذكر اسمه".

وقال الباحث في معهد القدس للإستراتيجية والأمن، "حاي إيتان كوهين إنروجيك"، إن "الاتفاقات بين أردوغان وبوتين تشير إلى أنه في مستقبل البرنامج النووي التركي".

وأضاف "أردوغان يريد أن يعتمد على موسكو وليس على طوكيو، وإذا تم اعتماد هذه التصريحات فعليا، فستعمل أنقرة على تطوير شراكتها الإستراتيجية مع روسيا على حساب الدول الغربية دون أن تترك حلف شمال الأطلسي".

وعلى صلة، أشارت "يسرائيل هيوم" إلى أنه ذكرت جميع وسائل الإعلام التركية الرئيسة أن بايدن وأردوغان سيعقدان اجتماعهما الثاني منذ دخول بايدن المكتب البيضاوي خلال مؤتمر مجموعة العشرين المقرر إطلاقه في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2021 بروما.

وبحسب التقرير، سيناقش الطرفان على انفراد الوضع في سوريا، وأنظمة S-400 الروسية في أيدي تركيا، ومسألة منع شراء طائرات F-35، والعلاقات الثنائية، وسيعقد هذا الاجتماع، بعد عدم عقد اجتماع خلال زيارة أردوغان لنيويورك لإلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقبل وقت طويل من الاجتماع مع بايدن.

ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن الرئيس التركي هاجم الولايات المتحدة في مقابلة مع شبكة "سي بي إس"، وبشكل عام لم تعد العلاقات بين بايدن وأردوغان جيدة منذ أن كان الرئيس الأميركي نائب الرئيس الأسبق باراك أوباما، ومنذ انتخاب بايدن رئيسا، لم تتحسن جودة العلاقة حقا، بل زادت الشكوك المتبادلة.

ولفت الكاتب  الميس إلى أن "أردوغان استغرق ثلاثة أيام لإصدار رسالة تهنئة بعد انتخاب بايدن رئيسا رسميا".

وأضاف "فقط في 14 يونيو/حزيران 2021، وجد بايدن أنه من المناسب مقابلة نظيره التركي للمرة الأولى منذ توليه منصبه، وعلى هامش مؤتمر الناتو"، ورغم أن الرئيس الأميركي وصف هذا الاجتماع بـ"الجيد جدا"، إلا أنه استمر 46 دقيقة فقط، ولم يأت بنقطة تحول في العلاقات.