موقع عبري: رئيس الوزراء الإسرائيلي يتبنى سياسة فاشلة أمام حماس

قسم الترجمة | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

استسلمت إسرائيل للضغوط الأميركية والمصرية وسمحت بإدخال كميات كبيرة من الحديد والإسمنت إلى قطاع غزة المحاصر بعد العدوان الأخير في مايو/أيار 2021.

وجاء ذلك رغم تقديرات استخبارية إسرائيلية بأن بعض تلك المواد سيذهب لإعادة ترميم شبكة الأنفاق التابعة لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وفق ما يقول موقع "نيوز ون" الأمني العبري.

بداية الانهيار

وأشار الموقع إلى أن "حكومة نفتالي بينيت تبنت سياسة فاشلة، تجاه قطاع غزة تشجع الإرهاب فقط".

وبينت أن الجمهور الإسرائيلي يخفض من توقعاته فيما يتعلق بإمكانية عودة الأسرى الإسرائيليين الأربعة والمفقودين من أسر حماس قريبا، كما تخسر إسرائيل تدريجيا أدوات الضغط على الحركة في قطاع غزة.

ويقول الموقع: إن كل الردع الذي يزعم أنه جرى تحقيقه خلال عملية "حارس الأسوار"، تآكل حتى النخاع، وتفضل الحكومة "سياسة التضمين" في مواجهة حماس.

وتقول شخصيات سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى إن وزير الجيش بيني غانتس يؤيد النهج المصري في محاولة التوصل إلى هدنة طويلة الأمد مع حماس، وبالتالي ينبغي التواصل معه لإقناعه بالموافقة على المبادرة المصرية.

وبعد عملية حارس الأسوار (مايو/أيار 2021)، تعهد بيني غانتس علنا ​​عشرات المرات بأنه لن يكون هناك إعادة إعمار في قطاع غزة من أنقاض الحرب الأخيرة، دون أن يعاد من أسر حماس الأسرى الأربعة والمفقودون الإسرائيليون.

والتزم بهذه القاعدة التي أسسها بنفسه لمدة 3 أشهر تقريبا، لكن إسرائيل بدأت مؤخرا في الانهيار بعد الضغوط من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن و أيضا بسبب الضغط المصري، يقول الموقع.

ولفت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي تباحث بشأن قطاع غزة مع بايدن في أول لقاء لهما في البيت الأبيض وكذلك مع رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي في اجتماعهما في شرم الشيخ، واعتبر ذلك بمثابة معجزة.

وانعكس الانطواء الإسرائيلي على الميدان، حيث تخلت إسرائيل عن التكييف والربط بين عودة الأسرى الأربعة والمفقودين وإعادة إعمار قطاع غزة.

 ووافقت إسرائيل منتصف سبتمبر/أيلول على إدخال كميات كبيرة من الإسمنت وحديد البناء إلى قطاع غزة، لبدء المرحلة الثانية من الترميم، وهي بناء وإصلاح المنازل المدمرة.

خضوع إسرائيلي

ويقول بسام غبن مدير معبر كرم أبو سالم في الجانب الفلسطيني: إنه ولأول مرة منذ سبع سنوات وافقت إسرائيل على إدخال كميات كبيرة من حديد البناء دون إشراف أممي. ونتيجة لذلك فإن سعر طن الحديد قد انخفض إلى 150 دولارا.

ويقول الموقع: "يمكن لأي شخص عاقل أن يفهم أن بعض الإسمنت والحديد على الأقل سيذهب إلى ترميم شبكة أنفاق حماس التي تضررت في الحرب الأخيرة".

وبحسب معطيات وزارة الأشغال العامة في قطاع غزة، فقد دمر خلال عملية العدوان، 1500 وحدة سكنية، و800 شقة أخرى دمرت بشكل جزئي، وحوالي 56 ألف وحدة تعرضت لأضرار طفيفة. 

وأشار المحلل الأمني في الموقع "يوني بن مناحيم" إلى أن المرحلة الأولى من إزالة الأنقاض استغرقت قرابة 3 أشهر بعد انتهاء الحرب.

وساعدت فرق هندسية تابعة للجيش المصري بعشرات الأدوات الهندسية والمعدات الميكانيكية الثقيلة في إزالة الأنقاض من القطاع.

وخلال سبتمبر/أيلول، وصل وفد هندسي كبير من مصر إلى قطاع غزة للبدء في التخطيط لبناء مجمع سكني كبير.

 وتعهدت مصر بتقديم نصف مليار دولار لإعادة إعمار قطاع غزة، كما وتعهدت الكويت بتقديم 100 مليون دولار لبناء أبراج ومبان سكنية، وسيبدأ العمل والتنفيذ في أكتوبر/تشرين الأول.

حصان أعرج

ويرى المحلل الأمني أن حماس لا تريد هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل، فهي تعمل على الحفاظ على أدوات ضغط مستمرة يمكن أن تستخدمها في أي وقت دون أن تلتزم بوعود لمصر والأمم المتحدة.

ويعتقد أن الحد الأقصى الذي ستوافق عليه حماس هو تفاهمات تهدئة لبضعة أشهر، "وعلى أي حال لا يمكن الوثوق بأي وعد أو التزام من الحركة".

وتابع: "خدعت حماس مصر وستخدعها دون أي مشكلة، وقد رأينا ذلك في هجومها المفاجئ علينا بالصواريخ في 21 مايو/أيار، وتراهن إسرائيل مرة أخرى على حصان أعرج اسمه -الاسترخاء طويل الأمد-، الذي ليس لديه فرصة للوصول إلى خط النهاية".

وواصل: "كنا في هذا الفيلم من قبل في الماضي خلال حكومة (بنيامين) نتنياهو، فسياسة التضمين هذه تضعف الردع الإسرائيلي وتعرضنا للسخرية والاستهزاء بعد نتائج عملية حارس الأسوار".

وخلص إلى أن مشكلة حكومة بينيت أنها تدار مثل حكومة نتنياهو، فهي لا تريد أن تتوصل إلى قرار.

 فالخطة التي وضعها وزير الخارجية يائير لبيد خيالية ومنفصلة عن واقع غزة، ولا يمكنها حتى أن تضع أي أساس للمفاوضات حول إعادة إعمار القطاع.

ويقصد به أن يظهر للإدارة الأميركية أن إسرائيل تريد حل مشكلة قطاع غزة ولكن عمليا لم تجر الحكومة مناقشات إستراتيجية حول مصير القطاع مع ضياع الوقت دون اتخاذ قرار حتى الجولة القادمة من القتال.