وضع مريح من الجانبين.. أيهما أفضل لإسرائيل ترامب أم بايدن؟

منذ شهرين

12

طباعة

مشاركة

في ظل تقدم الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، في عدد من الولايات الانتخابية الرئيسة، فإن احتمالية نجاحه وعودته إلى البيت الأبيض مرة أخرى مرتفعة.

وفي هذا الإطار، ناقش إعلام عبري اتجاهات تصويت الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، إضافة إلى الأبعاد والسمات الشخصية لكل من المرشحين، وأيها أكثر ضمانا بالنسبة لإسرائيل ومصالحها.

وتساءلت صحيفة "زمان إسرائيل" في تقريرها "عما إذا كان ترامب أفضل لإسرائيل أم الرئيس الحالي جو بايدن؟"

تهديد الأجندة

بعد خسارته في انتخابات 2020، وبجانب مشاكله القانونية، تتعجب الصحيفة العبرية من "تقدم ترامب بفارق كبير في استطلاعات الرأي على خلفية الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، إذ يحظى بدعم أكبر من بايدن".

وقالت الصحيفة إن "انبعاث ترامب سياسيا يثير الاحتمال، الذي بدا خياليا قبل عام، بعودة الرئيس السابق إلى البيت الأبيض في عام 2025 وإلى موقع نفوذ على العلاقات الأميركية الإسرائيلية". 

وهذا -كما لفتت الصحيفة- يثير السؤال الأبدي "هل عودة ترامب تُعد في مصلحة اليهود أم لا؟"

ووفقا لمعظم استطلاعات الرأي العام، فإن أغلبية كبيرة من الناخبين اليهود سيصوتون لصالح الرئيس الديمقراطي بايدن إذا أُجريت الانتخابات الرئاسية اليوم، حيث ينظر معظمهم بشكل سلبي للغاية إلى ترامب.


 

وبشأن تصويتهم تقليديا لصالح المرشح الرئاسي الديمقراطي، أوضحت الصحيفة أن "اليهوديين الأميركيين يميلون إلى تبني مواقف ليبرالية بشأن القضايا الاقتصادية والاجتماعية".

ومن هذا المنطلق، "يرى اليهود أن الاتجاه اليميني المتطرف للحزب الجمهوري بقيادة ترامب، وخاصة معارضته للهجرة ومواقفه فيما يتعلق بحقوق الأقليات والمثليين، يمثل تهديدا للأجندة الليبرالية وللوضع السياسي للجالية اليهودية في الولايات المتحدة".

من ناحية أخرى، قالت الصحيفة العبرية إنه "بينما يستجيب العديد من الإسرائيليين بحماس للدعم القوي الذي يقدمه المسيحيون الإنجيليون لإسرائيل، يزعم العديد من اليهود الأميركيين أن الإنجيليين يتحدون واحدا من أعز مبادئهم، وهو مبدأ (الفصل بين الدين والدولة)".

وفي هذا الصدد، لفتت إلى أن "معظم الإسرائيليين رحبوا بسياسة ترامب المؤيدة لإسرائيل، بما في ذلك قراره بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها والاعتراف الأميركي بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان وإلغاء الاتفاق النووي مع إيران".

كما سلطت الصحيفة الضوء على "تأييدهم سياسته في الشرق الأوسط، والتي تركزت على اتفاقيات أبراهام بين إسرائيل والدول العربية".

وبناء على ذلك، قالت الصحيفة إنه "ليس هناك شك في أن ترامب كان على المستوى التاريخي الرئيس الأكثر تعاطفا مع إسرائيل منذ اعترف الرئيس هاري ترومان بدولة إسرائيل في عام 1948".

وبشكل عام، "أصبح ترامب حليف بنيامين نتنياهو الذي لم يخف دعمه للحزب الجمهوري"، بحسب وصف الصحيفة.

ولذلك، تعتقد أنه "لم يكن مفاجئا أنه في استطلاعات الرأي التي بحثت في موقف الدول الأجنبية من الرئيس الأميركي السابق، تبين أن الإسرائيليين هم أكثر المؤيدين لترامب، وبطبيعة الحال، كان يُنظر إلى اليهود الأميركيين على أنهم المجموعة الانتخابية الأكثر عدائية تجاهه".

ومن هذا المنطلق، قالت الصحيفة العبرية إن "الدعم الدبلوماسي والعسكري الذي قدمه بايدن لإسرائيل بعد عملية طوفان الأقصى في أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وكميات المساعدات الكبيرة، ناهيك عن حاملتي الطائرات اللتين أرسلتا إلى الشرق الأوسط، أثبت أن خليفة ترامب في البيت الأبيض استمر في الترويج لسياسته المؤيدة لإسرائيل".

ولذلك، تعتقد أن "المخاوف المبكرة في تل أبيب من أن يتبنى بايدن، الذي قرر في بداية ولايته تجديد الاتفاق النووي مع إيران، السياسة الانتقادية تجاه إسرائيل التي يمثلها باراك أوباما -الرئيس الأسبق الذي شغل بايدن منصب نائبه- غير مبررة".

ضغوطات بايدن

وعلى هذه الخلفية السابقة، أكدت الصحيفة أنه يمكن القول إن "إسرائيل في وضع مربح من الجانبين عندما يتعلق الأمر بالمرشحين الرئاسيين هذا العام، ولن يحدث ذلك فرقا كبيرا إذا أُعيد انتخاب بايدن أو إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض".

ولكن في الوقت نفسه، ذهبت إلى كون مثل هذا التوجه المتفائل "معيبا"، لأنه لا يأخذ في الحسبان الضغوط السياسية التي قد تؤثر على كل من الرئيسين المحتملين بعد الانتخابات.

وقالت الصحيفة: "رغم أن بايدن كان صديقا لإسرائيل طوال مسيرته السياسية، التي طور فيها علاقات وثيقة مع قادتها، إلا أنه يرأس حاليا حزبا ديمقراطيا، ينتقد أعضاؤه إسرائيل في أفضل الأحوال ويتعاملون معها ببرودة، وفي أسوأ الأحوال يعادون الدولة اليهودية ويرون في الصهيونية حركة استعمارية وعنصرية".

وطبقا لاستطلاعات الرأي العام، ذكرت أن "أغلبية واضحة من الناخبين الديمقراطيين تعارض الرد الإسرائيلي على (طوفان الأقصى) وتبدي تعاطفا مع التطلعات الوطنية للفلسطينيين".

وبحسب الصحيفة العبرية، عبر عن هذه المواقف في القرارات التي تلقاها الديمقراطيون في مجلس الشيوخ، بإذن من السيناتور بيرني ساندرز من ولاية فيرمونت، لتقليص المساعدات العسكرية لإسرائيل.

​​​​​​​
 

كما أنها تظهر في ضغطهم على الرئيس بايدن للحد من العدوان الإسرائيلي في غزة.

ومن ثم، إذا أُعيد انتخاب بايدن رئيسا، تتوقع الصحيفة أنه "سيكون تحت ضغط مستمر من أعضاء حزبه لتغيير سياسته تجاه إسرائيل".

ومن ناحية أخرى، حذرت الصحيفة من نائبته كامالا هاريس، التي قد تحل محله إذا لم يكمل بايدن البالغ من العمر 81 عاما فترة ولايته، "فهي معروفة بعلاقاتها السياسية بالجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي بقيادة ساندرز، وهو ما يجعل من الصعب الوثوق بها في الاستمرار مع سياسات بايدن المؤيدة لإسرائيل".

في مقابل ما ذكرته الصحيفة سابقا بشأن موقف الحزب الديمقراطي، أوضحت أن "ترامب سيتمتع كرئيس بدعم لا هوادة فيه من الحزب الجمهوري المؤيد لإسرائيل".

ولكن في غضون ذلك، لفتت الأنظار إلى "وجود مشكلة أخرى تكمن مع ترامب، وهي أنه يميل إلى الاندفاع". 

وذكرت الصحيفة أن "ترامب، في بداية ولايته، كان قد هدد بإسقاط قنابل نووية على كوريا الشمالية، لكنه غير مساره فيما بعد، لدرجة أنه تبادل رسائل الحب مع زعيمها، دبلوماسيا".

وخلصت إلى أن "ترامب يتصرف وفقا لما يعده مصالحه ومصالح الولايات المتحدة، دون السماح للمشاعر بأن تقف في طريقه".