ترامب تراجع ونتنياهو متحمس.. إلى أين وصلت خطة تهجير أهالي غزة؟

ادعى موقع "زمان" عدم اهتمام ترامب في الوقت الحالي بخطة التهجير
في وقت أبدت دول استعدادها لاستقبال أعداد من الفلسطينيين، رأى موقع عبري وجود تراجع في اهتمام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفكرة تهجير أهالي قطاع غزة.
وادعى موقع "زمان" عدم اهتمام ترامب في الوقت الحالي بالخطة التي طرحها في وقت سابق وتبناها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشدة بشأن التهجير.
وقال: إن التراجع جاء في وقت أعلن فيه الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو استعداد بلاده لاستقبال فلسطينيين من قطاع غزة، مؤكدا أن جاكرتا ستوفر مأوى مؤقتا للمتضررين من الحرب، مع التركيز على إجلاء الجرحى والمصابين والأيتام.
وجاءت هذه التصريحات قبل جولة أجراها سوبيانتو في الشرق الأوسط شملت الإمارات وتركيا ومصر وقطر لمناقشة تفاصيل هذه المبادرة الإندونيسية.

موافقة ضمنية
وأوضح الرئيس الإندونيسي أنه وجه وزير خارجيته بالتنسيق مع جهات فلسطينية وخبراء آخرين، لترتيب عملية نقل الفلسطينيين إلى إندونيسيا.
وبحسب سوبيانتو، فإن المرحلة الأولى ستشهد وصول حوالي ألف فلسطيني إلى إندونيسيا؛ حيث سيمكثون بشكل مؤقت حتى يتعافوا من إصاباتهم ويصبح الوضع في غزة آمنا بما يكفي لعودتهم.
وشدد على أن هذه الخطة "ستتم فقط بالتنسيق مع دول المنطقة"، مشيرا إلى أن جاكارتا "تريد أن تلعب دورا أكبر في إيجاد حل للصراع".
وأضاف: "هذه الخطة ليست سهلة، لكن التزامنا بدعم سلامة الفلسطينيين واستقلالهم دفع حكومتنا لاتخاذ خطوات أكثر نشاطا".
وتطرق إلى أن إندونيسيا مستعدة لاستقبال "الجرحى والمصابين بصدمات نفسية" فضلا عن الأطفال "اليتامى"؛ حيث سيتم توفير الرعاية اللازمة لهم حتى يتعافوا تماما من إصاباتهم، على أن يعودوا إلى غزة عندما تتحسن الأوضاع، بحسب البيان.
ووفق الموقع، فقد سبق وأعلنت وزارة الخارجية الإندونيسية قبل شهرين "رفضها الشديد لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين بالقوة"، وذلك ردا على اقتراح ترامب تهجير الفلسطينيين بشكل دائم من غزة.
مع ذلك، ذكر أن الرئيس الإندونيسي برابوو "سبق أن وافق في عام 2024 قبل توليه الرئاسة، على فكرة إرسال قوات حفظ سلام دولية إلى غزة إذا لزم الأمر، مبديا استعداد إندونيسيا للمشاركة فيها"، وهو المقترح الذي رفضته الفصائل الفلسطينية في غزة.
وبحسب الموقع العبري، فقد "فسر الكثيرون في إسرائيل تصريحات الرئيس الإندونيسي على أنها موافقة ضمنية على فكرة التهجير التي طرحها دونالد ترامب"، وذلك على الرغم من توضيحه أن الخطوة مؤقتة وتستهدف الجرحى.

تودد إسرائيلي
بالرغم من ذلك، يرى الموقع أن من "يتحمس فعلا هذه الأيام لفكرة التهجير ليس ترامب نفسه، المشغول حاليا بقضايا الرسوم الجمركية والمفاوضات مع إيران والمحادثات المتعثرة بين روسيا وأوكرانيا؛ بل نتنياهو، الذي حاول مرارا وتكرارا الدفع بالخطة والتودد للرئيس الأميركي لتنفيذها".
ونقل الموقع حوارا صحفيا أُجري بين ترامب وأحد الصحفيين سأله عما “إذا كانت خطة الهجرة مازالت موجودة على جدول الأعمال؟”
ليرد ترامب: "أي هجرة؟"، فيقول الصحفي: "من غزة"، ليجيب الرئيس الأميركي: "إنها مجرد فكرة خطرت لي، وأعتقد أنها جيدة، والآن الناس بدأوا ينسخونها. نتنياهو، ربما ترغب في أن تشرح ذلك".
وأضاف: "الناس يتحدثون عن خطة ترامب ويقولون: واو، لماذا لا ننفذها؟ هل تود أن أجيب عن هذا السؤال؟ آسف، الناس فعلا يحبون هذه الرؤية، إنها رؤية طويلة الأمد، لكن الأكثر أهمية هو أن يكون هذا المكان آمنا".
وأردف ترامب: "لم يكن على إسرائيل التنازل عن قطاع غزة (الانسحاب من المستوطنات عام 2005)، لا أعرف لماذا فعلوا ذلك".
وتابع الرئيس الأميركي: "أعني، في الحقيقة أنا أعلم لماذا تنازلوا عنها، لأنهم وُعدوا بالسلام، لكن الأمر لم يسر بشكل جيد، بل أصبح هذا المكان واحدا من أخطر المناطق في العالم".
وواصل القول: "غزة واحدة من أخطر الأماكن على وجه الأرض، لقد تنازلوا عنها بنية طيبة، لكن النتيجة لم تكن جيدة".
وأردف: "الكثير من الناس يحبون فكرتي، لكن كما تعلمون، هناك أفكار أخرى تعجبني، وهناك بعض الأفكار لا تعجبني. لكن تعلمون أكثر ما لا يعجبني؟ الوضع الحالي، لأن غزة اليوم فخ موت خطير".

“تأثير سلبي”
ويعتقد الموقع أن تصريحات ترامب جاءت في توقيت غير مناسب، حيث ستضر بخطط إسرائيل العملياتية في القطاع، في إشارة إلى عدوانها على غزة.
وقال: "بينما يخطط الجيش الإسرائيلي لتدمير مدينة رفح بهدف توسيع المنطقة العازلة في جنوب القطاع، فإن دعما قويا من ترامب لخطته الخاصة كان سيكون ذا فائدة كبيرة بالنسبة لنتنياهو في هذا التوقيت".
ورأى أنه "بالرغم من أن ترامب اعترف بأن هذه مجرد فكرة، ولم يعرض أي تفاصيل إضافية أو خطة تنفيذ محددة، فإن نتنياهو خرج عن طوره في محاولاته لإبراز مدى إعجابه بخطة الرئيس الأميركي".
“لكن يبدو أن الرئيس ترامب قد فقد اهتمامه بالخطة، وربما يكون ذلك نتيجة للمحادثات التي أجراها مع قادة في الشرق الأوسط”.
وأرجع هذا التراجع إلى أن أولئك القادة "ربما أوضحوا له مدى خطورة الفكرة وعدم واقعيتها، أو ربما لأن ترامب مشغول الآن بألف قضية أخرى".
وفي أوائل فبراير/شباط 2025، أعاد دونالد ترامب طرح اقتراحه المثير للجدل والذي يقضي بتولّي الولايات المتحدة إدارة غزة، متضمنا نقل السكان ومنع عودتهم.
وقد قوبل هذا المقترح بانتقادات واسعة، حتى من داخل الولايات المتحدة، ما دفع ترامب على ما يبدو إلى تغيير موقفه عدّة مرات، تاركا الكثير من علامات الاستفهام.
وفي وقت لاحق من الشهر ذاته، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو: إنه إذا كان لدى الدول العربية خطة أفضل؛ فإن ذلك سيكون أمرا رائعا.
وختم الموقع العبري بالقول: "في كل الأحوال، وبغياب أي مبادرة جديدة من جانب ترامب، لم يتبقَ أمام نتنياهو سوى التعلق بهذا الطرح الإندونيسي المحدود لاستقبال نحو ألف فلسطيني من غزة، وربما لاحقا -من يدري- قد يُفتح الباب لاستقبال بضعة آلاف آخرين"، وفق تعبيره.