رغم دعمها اللامحدود.. صحيفة عبرية تزعم قيادة أميركا حملة صليبية ضد إسرائيل

"بوسع هذه المستوطنات إيقاف الخطط الإمبريالية المؤيدة لإقامة دولة فلسطينية"
رغم الدعم العسكري والدبلوماسي غير المحدود الذي تقدمه للاحتلال منذ بدء العدوان على غزة، إلا أن متطرفين إسرائيليين لا يحتملون البروباغندا التي تسوق لها أميركا دوليا من أجل تأسيس دولة فلسطينية مستقبلية، لتخفيف الضغط الدولي الراهن بسبب الإبادة التي يتعرض لها القطاع.
وردا على ذلك، طالبت صحيفة "ماكور ريشون" العبرية المتطرفة، بالتوسع في الاستيطان بغزة والضفة الغربية، لقطع الطريق على ما أسمتها "الحملة الصليبية" و"الإمبريالية" الأميركية التي تهدف إلى ضرب الصهيونية وتأسيس الدولة الفلسطينية على حد زعمها.
تطرف بلا حدود
واستهلت الصحيفة مزاعمها بالإشارة إلى أن "الخلافات بين واشنطن وتل أبيب تنبع في الأصل من حملة صليبية دولية تنشر الأكاذيب والكراهية ضد الصهيونية"
وأضافت أن تلك الحملة هي من تقف وراء إقرار العقوبات أميركية على تل أبيب، وتهدد أمن إسرائيل ومصالحها العليا، وتقوض الديمقراطية الإسرائيلية بتدخلها في الشؤون الداخلية.
ورأت أن تلك الحملة "فشلت سابقا في الإطاحة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".
وأضافت النتائج السياسية الحاسمة في الانتخابات السابقة، دفعت بمعارضي نتنياهو إلى "قرار تكتيكي لتوسيع حدود نزع الشرعية ضد الصهيونية الدينية من خلال حملة كراهية مستمرة".
فقد شُنت ضد نتنياهو، حسب زعم الصحيفة، "حملة مطاردة إعلامية غير محدودة، مليئة بالأكاذيب والتلاعب، وكذلك ضد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزيرة المستوطنات والبعثات الوطنية أوريت ستروك، ورئيس لجنة الدستور والقانون عضو الكنيست شمعة روتمان".
وهذه الحملة عبارة عن "ادعاءات كاذبة بأن هؤلاء الوزراء متطرفون وفاسدون، وأنهم يحتكرون مراكز القوة، وأن انضمامهم إلى الحكومة يشكل خطرا على الدولة والديمقراطية".
وزعمت أن "حملة التحريض هذه وضعت عمليا الأساس للعقوبات ضد إسرائيل".
وشددت على أن "حملة الأكاذيب ضد الصهيونية الدينية ليست محلية، وهي تعمل في خدمة حملة صليبية عالمية تقودها الإمبراطوريتان العالميتان في عصرنا؛ الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي".
وأضافت: "تستخدم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي هذه الاتهامات لتجريد إسرائيل بشكل منهجي من حقها في السيادة والاستقلال واختيار قادتها".
وادعت الصحيفة أن ذلك "يعرقل اتخاذ القرارات الصحيحة والمناسبة لضمان مصالح إسرائيل السيادية في وقت تستمر فيه حرب البقاء ضد أعدائها".
ومضت تقول: "يصعب الهروب من التفكير في النمط التاريخي المألوف لـ(الإمبراطوريات الصديقة) التي تفرض علينا قرارات وسياسات تتعارض تماما مع مصالحنا، والتي تضعف قوتنا السياسية وتعزز مصالح أعدائنا".
منارة التطرف
وشرعت الصحيفة المتطرفة في الثناء على وزير المالية المتطرف، قائد تيار الصهيونية الدينية، سموتريتش، إذ رأت أنه "يترأس حزبا يعد منارة أيديولوجية مقاومة للضغوط السياسية".
وأضافت: "سواء كنت مؤيدا للحزب أو معارضا له، ستتفق على أن الصهيونية الدينية هي الركيزة الأيديولوجية التي تحمل بقية أركان الحكومة. حيث إنها تمكن الحكومة من المقاومة بثبات تحت ضغوط وتهديدات الإمبراطوريات، وتساعدها في حماية المصالح الوطنية".

"ويبدو أن الصهيونية الدينية التيار الأكثر إعلاء للمصلحة الوطنية، حيث إنهم يقودون بشجاعة وتفانٍ معركة التصدي في مجلس الأمن القومي للضغوط الدولية في سلسلة من القضايا الأساسية خلال السلام والحرب، من خلال فهم عميق للمصلحة الوطنية".
وتكمل: "إنهم يناضلون ضد التحديات مثل تهديد إنشاء دولة فلسطينية، والاستسلام لحماس مقابل إطلاق الأسرى، والاعتراف الدولي بفلسطين في الأمم المتحدة".
وتستمر الصحيفة العبرية المتطرفة في تلميع تيار "الصهيونية الدينية"، إذ ترى أن "سياسة الميزانية لوزير الخزانة متوازنة ومسؤولة، وتمكّن الاقتصاد الإسرائيلي من التحول بشكل استثنائي على الرغم من الحرب".
وهذه السياسة، بحسب الصحيفة، هي التي مكنت جيش الاحتلال من الاستمرار في الفوز -على حد وصفها- بالأمن الخارجي، كما عملت أيضا على تمكين الشرطة والجيش وخدمة السجون، من الاستمرار في الفوز بالأمن الداخلي وتعزيز الرعاية للنازحين وإعادة بناء المستوطنات.
الإمبريالية الأميركية
وتدافع الصحيفة المتطرفة عن فكرة التوسع في بناء المستوطنات الصهيونية في غزة والضفة الغربية.
وتثني في ذلك على قادة "الصهيونية الدينية" الذين يروجون لبناء ثمانية وستين مستوطنة في الضفة الغربية، معتبرة أن تلك "خطوة تاريخية".
وتعتقد أن "بوسع هذه المستوطنات إيقاف الخطط الإمبريالية المؤيدة لإقامة دولة فلسطينية".
وترى أن تصريحات سموتريتش هي "أشواك في طرف الحكومة الأميركية والاتحاد الأوروبي، إنهم يعملون على إزالة هذه الشوك بفرض عقوبات على كل ما يرتبط بالاستيطان في يهودا والسامرة".
وتزعم الصحيفة أن سياسة سموتريتش تحظى بتأييد شعبي واسع، فتقول: "إن الإمبراطوريات الأجنبية والمعارضين المحليين لسموتريش يدركون أن سياساته ومواقفه اليوم تعكس بأمانة مواقف غالبية الجمهور، وليس فقط القطاع الديني".
وتكمل: "انضمت الولايات المتحدة إلى جهود نزع الشرعية التي يقوم بها قادة الصهيونية الدينية، وحاولت في خطوة خرقاء الإطاحة بالحكومة" لكن بلا جدوى.















