ردا على دفاعها عن فلسطين.. صحيفة ألمانية تدعو إسبانيا لاستقبال نازحي غزة

2 months ago

12

طباعة

مشاركة

غير مكتفية بتواطؤ حكومتها مع الاحتلال الإسرائيلي وإمداده بالأسلحة والذخيرة، نددت صحيفة "مينا واتش" الألمانية بتعليقات مسؤولي الحكومة الإسبانية الذين يصفون ما يفعله الاحتلال في غزة بأنه "إبادة جماعية حقيقية". 

ونتيجة لهذه التصريحات، قالت الصحيفة إنه يمكن لما يصل إلى مليوني فلسطيني في غزة أن يطلبوا اللجوء في إسبانيا، وفقا لقوانين اللجوء الإسبانية التي تمنح الحماية لأولئك الفارين من "الإبادة الجماعية".

وتشير الصحيفة إلى التبعات الدبلوماسية واللوجستية الكبيرة التي قد تواجهها إسبانيا إذا طُبقت الحماية بموجب هذه الاتهامات.

عواقب غير سارة  

تبدأ الصحيفة الألمانية تقريرها بالتشديد على أن "الاتهام الذي لا أساس له من قبل بعض أعضاء الحكومة الإسبانية، والذي يفيد بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، يمكن أن يكون له عواقب غير سارة للغاية بالنسبة لإسبانيا".

وتستنكر الصحيفة في نفس الوقت أن "الاتهام بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة يأتي بسهولة شديدة وبسرعة كبيرة من شفاه كثير من الناس هذه الأيام". 

وفي هذا السياق، تقول الصحيفة إن "قول شيء من هذا القبيل لا يكلف شيئا وليس له عواقب إلى حد كبير"، واصفة أن "الأمر لا يزال يبدو كما لو كنت تقف إلى جانب الأخيار".

ومن بين الحكومات الأوروبية، برزت تصريحات حكومة إسبانيا بشكل خاص في الأشهر الأخيرة بشأن الوضع في غزة.

وبحسب الصحيفة، "لم تمض إسبانيا قدما في الاعتراف بدولة فلسطين فحسب، بل تحدث أعضاء الحكومة أيضا بصوت عال وبشكل متكرر حول هذه القضية". 

حيث أعربت يولاندا دياز، نائبة رئيس الوزراء، عن أملها علنا في أن "تتحرر فلسطين قريبا من البحر إلى النهر "، وهي "مقولة تنطوي ضمنا على تدمير إسرائيل"، على حد زعم الصحيفة الألمانية.

إضافة إلى ذلك، صرحت وزيرة الدفاع مارجريتا روبلز، بأن "ما يحدث في غزة إبادة جماعية حقيقية".

ومن وجهة نظر "مينا واتش"، "لم تكن تلك التصريحات العلنية حكيمة على أية حال، إذ قد يؤدي هذا الاتهام إلى عواقب غير سارة للغاية بالنسبة لإسبانيا". 

تهديد اللاجئين

وتوضح الصحيفة: "إذا كانت إسبانيا ترى رسميا أن الإبادة المنهجية لمجموعة من الأشخاص على أساس العرق أو الدين أو الجنسية تحدث في غزة، فإن أي شخص يعيش هناك قد يحاول الفرار إلى السفارة أو القنصلية الإسبانية في إسرائيل أو مصر أو الأردن أو لبنان أو أي بلد آخر للتقدم بطلب اللجوء بشكل عاجل".

وكما أوضحت الصحيفة، فإن التعديلات التي أُدخلت على قانون اللجوء الإسباني في عام 2009 تنص على أن "الأشخاص الفارين من الجرائم التي تصنفها إسبانيا على أنها (إبادة جماعية) يحق لهم الحصول على اللجوء والحماية".

وعلى حد قول الصحيفة الألمانية، يُعد تصريح وزيرة الدفاع بمثابة باب أمام الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة -والذي يبلغ عددهم نحو مليونين في قطاع غزة بأكمله- لمراجعة سفارة أو قنصلية إسبانية لتقديم طلب اللجوء".

وحكم المحكمة العليا يلزم وزارة الخارجية في هذه الحالات بوضع طالبي الحماية على متن طائرة متجهة إلى إسبانيا، وفق ما ذكرته الصحيفة.

حل جزئي للأزمة 

وتقول الصحيفة: "وبطبيعة الحال، في الوقت الذي تبذل فيه أوروبا كل ما في وسعها لإبعاد المزيد من اللاجئين عن حدودها، لم تُقابل هذه الفكرة بالحماس في مدريد". 

وخوفا من نتيجة تصريحاتهم العلنية، صدر البيان بسرعة كبيرة بأن "التصريحات لا تمثل موقف الحكومة الإسبانية، بل عبروا فقط عن رأيهم الشخصي". 

ولكن "الشيء الغبي الوحيد" -بحسب الصحيفة- بالنسبة للحكومة هو أن "المنظمات الإنسانية ومنظمات اللاجئين، التي اتخذت تقليديا موقفا مؤيدا للفلسطينيين في إسبانيا، اتخذت بالفعل بعض الخطوات، والتي قد تؤدي قريبا إلى (طوفان من طلبات اللجوء)".

وبهذا الشأن، تشير الصحيفة إلى أن "السير في هذه الخطوات، ليس من شأنه فقط أن يصبح نوعا من العقاب على التصريحات التي أدلى بها وزراء في الحكومة الإسبانية، ولكنه سيقدم كذلك حلا جزئيا لمسألة مستقبل الناس في المناطق المدمرة والمكتظة في قطاع غزة".

وفي نهاية التقرير، في إشارة إلى بعض الجوانب الإيجابية حسب زعمها، تشير الصحيفة الألمانية إلى أنه "من المعروف أن إسبانيا تعاني من الشيخوخة السكانية والنزوح الجماعي من الريف". 

"ونظرا للاختيار بين العيش في المقاطعة الإسبانية كطالبي لجوء معترف بهم أو في قطاع غزة، فمن المحتمل أن يختار العديد من الفلسطينيين الخيار الأول"، بحسب زعم الصحيفة الألمانية. 

"جدير بالإشارة إلى أن 70 بالمئة من سكان غزة تقل أعمارهم عن ثلاثين عاما، وهو ما من شأنه أن يجلب العديد من المواطنين الشباب الجدد إلى إسبانيا"، تابعت الصحيفة.