لماذا يثير اتفاق الشرع مع "قسد" قلق إسرائيل؟.. صحيفة إيرانية تجيب

منذ شهر واحد

12

طباعة

مشاركة

في 10 مارس/ آذار 2025، استضاف الرئيس السوري أحمد الشرع، قائد قوات سوريا الديمقراطية “قسد” مظلوم عبدي، داخل قصر الشعب، في لقاء مفاجئ، أعلن فيه الطرفان عن اتفاق مكون من ثماني نقاط يهدف إلى دمج المليشيا الكردية في المؤسسات الحكومية.

وبحسب صحيفة "مشرق نيوز" التابعة للحرس الثوري الإيراني، "يعد هذا الاتفاق مجرد تفاهم مبدئي، لكن إذا نفِّذ بنجاح فقد يشكل تحولا مهما من شأنه التأثير على بعض التطورات البارزة في المنطقة".

واستعرض التقرير أهمية هذا الاتفاق في وقف المخططات الصهيونية لتقسيم سوريا، وإنشاء الممر الأميركي - الإسرائيلي - الكردي - الدرزي، المعروف بـ"ممر داوود".

وينص البند الرئيس في هذه الاتفاقية على دمج القوات التي تقاتل في صفوف الأكراد ضمن الجيش الوطني السوري.

وفي مقابلة أجراها عبدي مع المجلة السعودية "المجلة"، نُشرت بعد يوم واحد من الإعلان عن الاتفاق، قال: "نريد أن نكون جزءا من العملية السياسية، وجزءا من سوريا الجديدة".

وتمتلك قسد جناحا عسكريا يضم نحو 100 ألف مقاتل، مجهزين بأسلحة حديثة مقدمة من الجيوش الأميركية والأوروبية.

ممر داوود

ورأت الصحيفة الإيرانية أن "الكيان الصهيوني تفاجأ أيضا بهذه المستجدات؛ إذ يُنظر في الأراضي المحتلة إلى نظام الجولاني على أنه كيان إرهابي لا ينبغي السماح له بترسيخ سلطته".

وأضافت: "كما يعد الصهاينة الأقلية الكردية في سوريا والعراق حليفا طبيعيا يمكن أن يؤثر في إستراتيجياتهم الإقليمية، لكن في هذه الحالة، يقترب الأكراد من النظام الإرهابي للجولاني، مما يثير قلق تل أبيب".

وتابع التقرير: "العنصر الأهم في هذا السياق هو مشروع الممر الأميركي - الإسرائيلي - الكردي - الدرزي، الذي يسعى الصهاينة إلى إنشائه بدعم أميركي، وبالتعاون مع الدروز والأكراد، لتعزيز عمقهم الإستراتيجي في المنطقة".

وأضاف: "وبصورة أدق، يعمل الصهاينة عبر هذا المشروع، الذي يُعرف باسم (ممر داوود)، على توسيع نفوذهم على الحدود الشرقية لسوريا، حيث يهدف المخطط إلى ربط فلسطين المحتلة بالمناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد في شمال سوريا".

"ووفقا لهذا المشروع يسعى الصهاينة، بالتنسيق مع الأكراد الانفصاليين إلى السيطرة على منطقة واسعة تمتد من مرتفعات الجولان المحتلة وصولا إلى نهر الفرات"، بحسب الصحيفة.

وأردفت: "كما يهدف الكيان الصهيوني، من خلال هذا المخطط، إلى استغلال الدروز والأكراد الانفصاليين والقواعد العسكرية الأميركية المنتشرة على طول الحدود الجنوبية لسوريا، وخاصة في المثلث الحدودي بين العراق وسوريا والأردن (منطقة التنف)، للزحف شمالا وفتح ممر آمن يمتد حتى نهر الفرات".

وأوضحت أنه "من بين الأهداف التي يسعى الصهاينة إلى تحقيقها من خلال هذا المشروع؛ إنشاء منطقة متصلة بين فلسطين المحتلة والمناطق الخاضعة لسيطرة القوات الكردية الانفصالية، وذلك بهدف الحد من نفوذ تركيا وإيران في سوريا، وتعزيز موقع الكيان الصهيوني كلاعب مهيمن في المنطقة".

واستطردت: "ووفقا لوسائل الإعلام العبرية، فإن نجاح إنشاء هذا الممر سيحقق مكاسب إستراتيجية كبيرة للكيان الصهيوني".

التحالف المحيطي

ونقلت الصحيفة حديث صحف إسرائيلية عن أهمية هذه القضية، حيث أشارت إلى أنه "في حال نجاح تشكيل هذا المحور، فإنه سيؤدي إلى ولادة (سوريا جديدة) وسيصبح ممرا لنقل الأسلحة من إسرائيل إلى أكراد العراق، ومنها إلى الأكراد في إيران".

واستدرك التقرير: "لكن الاتفاق الأخير بين الأكراد وهيئة تحرير الشام، إلى جانب قرار ترامب بتقليص الوجود العسكري الأميركي في المناطق الكردية؛ أثار شكوكا حول إمكانية تحقيق هذا المشروع".

وبحسبه، "يستند هذا المشروع إلى رؤية بن غوريون حول ما يُعرف بـ (التحالف المحيطي)، حيث اعتقد الصهاينة أن اختراق الطوق العربي المفروض عليهم يستلزم بناء تحالفات مع الجماعات العرقية غير العربية في المنطقة".

وتابع التقرير: "في ذلك الوقت، رأى بن غوريون أن (إسرائيل)، بوصفها كيانا غريبا في المنطقة، إذا أرادت تجاوز عزلتها، فعليها إقامة علاقات قوية مع الأقليات الإقليمية".

من هذا المنطلق، تُفسر الصحيفة "دعم الصهاينة للدروز والأكراد السوريين، ضمن هذا الإطار الإستراتيجي".

شك وإرباك 

وتقدر الصحيفة الإيرانية أن "الكيان الصهيوني يعتقد حاليا أنه لا يمكن الوثوق بهيئة تحرير الشام بقيادة الجولاني".

وأضافت: "وفقا لرؤيتهم، فإن هذا الفصيل في سوريا قد يتحول إلى تهديد خطير مستقبليا، ولهذا السبب سعى الصهاينة، عبر دعم الدروز والأكراد، إلى تنفيذ مخططاتهم في سوريا، لكن المستجدات الأخيرة، خاصة اتفاق السلام بين الجولاني والأكراد، أربكت هذه الحسابات".

ومن وجهة نظر التقرير، فإنه "يصعب تقييم طبيعة هذا الاتفاق بين الأكراد السوريين ونظام الجولاني، ومدى إمكانية تقارب الطرفين فعليا، في الوقت الراهن".

مع ذلك، رأى أن "هناك حالة من الشك وعدم اليقين داخل إسرائيل بشأن مستقبل المشاريع الصهيونية، خاصة فيما يتعلق بممر داوود، الذي كان من المفترض أن يكون الأكراد جزءا أساسيا منه".