الاحتلال يعترف بنقص مخزون الدبابات.. وناشطون: دليل مصداقية المقاومة بغزة

منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

لأول مرة منذ بدء العدوان، اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي، بنقص عدد الدبابات العسكرية، بسبب استهدافها من المقاومة الفلسطينية في غزة.

وأعلن الجيش في 15 يوليو/تموز 2024، عن نقص في عدد الدبابات بسبب الاستهدافات الكثيرة وأن المتوافر حاليا لا يلبي احتياجات الحرب.

وعلى إثر ذلك، أجّل جيش الاحتلال تدريبات تطبيقية لمجندات في سلاح المدرعات بسبب نقص كبير في الدبابات والذخائر.

واعترف الجيش بـ"صعوبات موضوعية نتيجة للقتال في غزة وعلى جبهات أخرى"، مبينا أنه “خلال الحرب تضررت العديد من الدبابات، وهي معطلة حاليا ولا تستخدم للقتال أو التدريب”.

وفي نفس اليوم، واصلت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس الإعلان عن عدد من العمليات لصد توغل العدو.

وقالت القسام في بيان مقتضب إن مقاتليها أكدوا تفجير صاروخ من مخلفات العدو في دبابتين إسرائيليتين من نوع ميركافا قرب دوار الـ17 في حي تل الهوى، مضيفة أن عددا من جنود الاحتلال كانوا يتجمعون حولها، وتم إيقاعهم بين قتيل وجريح.

واحتفى ناشطون باعتراف الاحتلال وإقراره بنقص عتاده العسكري نتيجة عمليات المقاومة وانتصاراتها في مختلف جبهات القتال.

وعدوا ذلك بمثابة اعتراف صريح بقوة المقاومة وإعلان انتصارها ودليل كفاءة رجالها وبسالتهم وقدرتهم على إلحاق خسائر مادية للاحتلال وصدق إعلاناتهم العسكرية.

ورأوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #جيش_الاحتلال، أن الاعتراف الإسرائيلي بتضرّر عدد كبير من الدبابات، وتعرّضها للإعطاب، رسالة للأنظمة العربية الحاكمة وكل الطاعنين في خاصرة المقاومة والمقللين من دورها في ردع الاحتلال.

وأكد ناشطون أن الاعتراف الإسرائيلي رسالة أيضا للسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، وقادتها الزاعمين بأن قذائف الياسين 105 التي تستخدمها المقاومة ليست ذات جدوى.

دلالات الاعتراف

وتحت عنوان "اعتراف آخر يكشف بسالة المقاومة"، أشار المحلل السياسي ياسر الزعاترة، إلى أن جيش الاحتلال يعترف للمحكمة العليا (إثر التماس بشأن دمج النساء في القوات المختارة) بأزمة كبيرة على صعيد الدبابات.

ولفت إلى أن السبب وفق صحيفة "معاريف" هو تعرّض كثير منها للإعطاب، كما أن حجم الموارد المطلوبة لإصلاحها محدود جدا، مؤكدا أن ذلك واقع لم يتخيّلوه في أسوأ كوابيسهم.

وقال الكاتب سعيد الحاج، إن العدو يشهد بصدق رواية المقاومة ويؤكد فعاليتها، ويقدم لأول مرة اعترافا بهذا السياق شديد الحساسية، متمنيا العقبى لبعض الفلسطينيين والعرب والمسلمين.

ورصد الصحفي أحمد منصور، ما قالته الصحف والمواقع الإسرائيلية حول إقرار إسرائيل بالدمار الهائل في الدبابات ومنها هآرتس ويديعوت أحرونوت، مؤكدا أن حماس ألحقت دمارا هائلا بسلاح المدرعات الإسرائيلي.

وأعرب الأكاديمي العماني حمود النوفلي، عن سعادته باعتراف الاحتلال، قائلا: تدمر الجيش الذي قهر الجيوش العربية في ساعات، نعم جعلت فخر الصناعة الصهيونية سكراب ورغم الإنتاج المستمر ولكن أصبح هناك عجز أقر به الصهاينة.. إنهم جند الله يدمرون أعداء الله، وفي المستقبل سيدمرون من يعاون أعداء الله".

وإشادة بأسلحة المقاومة وتنامي قدراتها العسكرية وحفاوة بآخر عملياتها، قال الصحفي وائل أبو عمر: “المجد للياسين 105، المجد للصانع والرامي، المجد لصاحب الاسم والفكرة، المجد للشيخ المؤسس أحمد ياسين”.

وأشاد نضال الفقيه بالبلاغ العسكري لكتائب القسام الذي أعلنت فيه تفجير تفجير صاروخ من مخلفات العدو في دبابتين صهيونيتين من نوع "ميركافاه" حولهما عدد من جنود الاحتلال وإيقاعهم بين قتيل وجريح في حي تل الهوى جنوب غزة، قائلا: "بضاعتهم ردت لهم وفوقها حبة أشلاء".

رسالة وصفعة

وقال محمد المبحول إن اعتراف الاحتلال بمثابة رسالة للأنظمة العربية الحاكمة والسلطة الفلسطينية وأعضاء حركة التحرير الوطني “فتح” والناطقين باسمها والمحسوبين عليها ممن يقللون من كفاءة أسلحة المقاومة.

وأعاد الكاتب محمود سالم الجندي، نشر إعلان الجيش الإسرائيلي عن نقص دباباته، متسائلا: "فين الواد الجلنف.. اللي كان بيسأل على تأثير قذائف الياسين! الخبر دا عاجل... ورد للتو".

وقال المغرد عبدالرحمن: "يديعوت أحرونوت: الجيش الإسرائيلي يقر بنقص كبير في الدبابات إثر تضررها في معارك غزة، والفتحاوي الجاسوس محمد منذر البطة بقلك ما فيه أي جدوى للياسين 105 وعبوات المقاومة!"، بحسب تعبيره.

وعد المغرد أيسر، اعتراف الجيش الإسرائيلي دليلا على مصداقية المقاومة في تدمير آلياتهم، ورسالة إلى العملاء في السلطة الفلسطينية وصهاينة العرب، وفق وصفه.

وعلق عاصم عبدالماجد، على إعلان الجيش عن نقص عدد الدبابات بسبب الاستهدافات الكثيرة، قائلا إن المنافقين لا يطيقون سماع ذلك.

وقال يحيى غنيم: "عندما نقول تم تدمير نصف دبابات وآليات الجيش الأحط أخلاقيا فى العالم تنبح كلاب الصهاينة العرب، وعندما نقول إن مخازنه استنزفت من كل سلاح، ولولا المدد الأميركى لانهار أمام أولياء الله يزدادون نباحا، وعندما نقول إنه أصبح جيشا من المعوقين نفسيا، وأنه يتسول مجندين عل وسائل التواصل الاجتماعي يصابون بالسعار!."

وأضاف: "عندنا نقول إن الحرب ليست مع جيش الاحتلال فحسب، ولكنها مع أميركا والناتو والليكود العربى وسلطة العار فى رام الله يصابون بالخرس"، مؤكدا أن عزة عرت العرب وجيوشهم، وكسرت أنف أميركا والغرب الصليبى وأنذالهم، وكنست الجيش الصهيونى المنحط وأذهبت ريحه وعنجهيته إلى غير رجعة، وألقت الرعب والصغار فى قلوب المحتلين وأفقدتهم صوابهم وأمنهم، وسيكون الشتات هو خيارهم."

وقال محمد مسعود: "هذه رسالتى لصهاينة العرب الذين يتحدثون ويقولون إن قذيفة الياسين غير فعالة، وهذا اعتراف صهيوني بأنهم يعانون من نقص شديد في الدبابات".

تحليلات وقراءات

وفي تحليل لما ساقه الاحتلال، قال المغرد تامر، إن اعتراف الجيش الإسرائيلي لأول مرة خلال الحرب بفقد العديد من الدبابات بسبب تضررها ونقص الذخيرة، يعني أن عدد الدبابات الحالي غير كافٍ سواء لجهود الحرب أو للتدريب في الوقت ذاته. 

وأشار إلى أن حجم الذخائر والموارد المطلوبة لإصلاح الآليات محدود جدا، ويعمل الجيش طوال الوقت على توسعته  -حسب صحيفة يدعوت أحرنوت-.

وذكر تامر، بتصريح وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت قال فيه "إن الدبابة التي تخرج من رفح قادرة على الوصول إلى جنوب الليطاني -جنوب لبنان-".

وأعرب الصحفي خير الدين الجبري، عن سعادته بإلحاق المقاومة ضررا كبيرا في سلاح المدرعات الذي تتباهى به "إسرائيل" أمام العالم، مؤكدا أن هذا الضرر ليس لليوم فحسب، بل هو ضرر للمستقبل أيضا، وهو إهانة عميقة لأسطورة الميركافاه وأخواتها.

وعد الكاتب رضوان الأخرس، أن اعتراف الجيش الإسرائيلي  بوجود نقص حاد في الدبابات نتيجة تدمير المقاومة لعدد كبير منها في قطاع غزة خبر مهم جدا ويدل على مدى تأثير الضربات التي تلقاها الاحتلال في غزة.

ورأى رأفت مراح، أن اعتراف جيش الاحتلال بالخسائر في الدبابات تأكيد لمعلومات القسام واعتراف بفشله وهزيمته وبتفوق العقلية العسكرية الفلسطينية ونجاح خطة المقاومة لاستدراج وضرب آلياته بالعبوات والقذائف.

وأشار أحمد التميمي، إلى أنه منذ أول أيام التوغل وانتشار فيديوهات الاستهداف كان واضحا أن قاذفة الياسين تلحق أضرارا بالغة بالدبابات الإسرائيلية، مؤكدا أن إقرار العدو بهذا التوقيت يعني أن إسرائيل أصبحت لديها مقبرة من الدبابات والجرافات.

وأشار الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، إلى توقع مراقبين أن تفتح تصريحات جيش الاحتلال المثيرة شهية قوى المقاومة المساندة لغزة، حيث تعكس عجزا حقيقيا لدى العدو عن توسيع المعركة لأي جبهة أخرى.

ولفت إلى أن عدد من المطلعين على واقع العدو تحدثوا بأن التقديرات أكبر مما أعلنه الجيش وربما تجاوز عدد الآليات التي خرجت عن الخدمة 1000 آلية ودبابة بالحد الأدنى وعلى افتراض وجود 4 في كل آلية هذا يعني أن 4000 ضابط وجندي من وحدة المدرعات والوحدات الآخرى سقطوا بين قتيل وجريح في معارك غزة.