معهد عبري يرصد تأثير منصة "إسناد" على الداخل الإسرائيلي ودعم فلسطين

15322 | منذ شهر واحد

12

طباعة

مشاركة

رصد معهد عبري ما سماه ظاهرة "امتلاء شبكات التواصل الاجتماعي في إسرائيل برسائل يطلقها مدنيون ذوو توجهات إسلامية، مستهدفين بها المجتمع الداخلي".

وأكد المعهد أن "أعضاء هذه الشبكة هم من العرب والمسلمين من مختلف دول العالم، ويرأسها عناصر مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين في مصر وتعمل من تركيا". 

استهداف الوعي

وقال معهد "دراسات الأمن القومي" العبري إن عملية طوفان الأقصى التي بدأت في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 "أحدثت أصداء واسعة النطاق على منصات التواصل الاجتماعي".

وأضاف أن "العملية حفزت المواطنين في مختلف أنحاء العالم على القيام بأعمال احتجاجية سلمية مثل المشاركة في المظاهرات، إضافة إلى بعض الأعمال مثل حصار الطلاب اليهود في الجامعات".

ولفت المعهد إلى أن "إدراك التأثير الكبير لشبكات التواصل الاجتماعي على الرأي العام، وبشكل غير مباشر على قرارات القادة، أدى إلى ولادة نشاط مدني مستقل على الشبكات الاجتماعية، دون دعم أو توجيه علني من الدول".

وأردف: "ففي الأشهر الأخيرة، بدأت منصة رقمية مناهضة لإسرائيل ذات تأثير شعبي تسمى (إسناد) في العمل على وسائل التواصل الاجتماعي، بدافع التضامن مع الفلسطينيين في قطاع غزة ".

وأفاد المعهد بأن هذا النشاط "يديره نشطاء من جماعة الإخوان المسلمين موجودون في تركيا".

ولفت إلى أن “إسناد تفضل النأي بنفسها عن أي انتماء سياسي حتى لا يتسبب ذلك في نفور المؤيدين المحتملين”.

وفيما يتعلق بالهدف الذي أنشئت من أجله "إسناد"، قال المعهد إن "المجموعة تسعى إلى التأثير في معركة الوعي من خلال التأثير النفسي على الجمهور الإسرائيلي".

وأوضح أن "طريقة عمل المجموعة تكمن في استخدام شبكة من الحسابات الوهمية التي تنتحل شخصيات إسرائيلية، ومن ثم إغراق وسائل التواصل برسائل تهدف إلى التأثير على الرأي العام الإسرائيلي".

جدير بالذكر أن "إسناد" بدأت العمل بعد حوالي أسبوع من بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ويبلغ عدد منتسبيها حاليا عشرات الآلاف من العرب والمسلمين من جميع أنحاء العالم.

ماهية “إسناد”

وحول كيفية نشأتها، أوضح المعهد أن الشبكة تأسست في أكتوبر 2023، وحاولت التحرك بلغات مختلفة على الساحة الدولية لوقف الحرب من خلال رفع مستوى الوعي بمعاناة الفلسطينيين.

وأوائل ديسمبر/ كانون الأول 2023، قررت المجموعة أن تضيف قيمة أكبر بعملها على الساحة الإسرائيلية، عادة نفسها "الذراع النفسي للمقاومة" الذي من شأنه أن يؤثر على إسرائيل من الداخل. 

وبحسب المعهد، بعد مرور بعض الوقت، خلص مؤسسو المجموعة إلى أن "المجتمع الإسرائيلي غير مبال بمعاناة الفلسطينيين، وبالتالي لا فائدة من ترديد الرسائل حول معاناة الفلسطينيين، أو مهاجمة الجيش الإسرائيلي". 

ومن ناحية أخرى، يرى المؤسسون أنه "من خلال الشبكة، سيكون من الممكن التغلب على قيود الرقابة في إسرائيل". 

بالإضافة إلى ذلك، قال المعهد إن "القائمين على هذه الشبكة أدركوا أن رسائل أهالي الأسرى والمعارضة في إسرائيل قادرة على خدمة أهدافهم، وهو ما دفعهم لترديد رسائلهم". 

"وفي الآونة الأخيرة، تضمنت رسائل الشبكة أيضا دعوة لاستخدام العنف ضد ضباط الشرطة أثناء الاحتجاجات المؤيدة لإجراء انتخابات مبكرة"، بحسب ما ادعى المعهد.

ورغم أن الشبكة تأسست وتدار في سياق العدوان على غزة، إلا أن المجموعة أوضحت أنها "ستستمر في العمل حتى بعد العدوان (إلى حين تحرير فلسطين)".

نفق جديد

وفيما يخص ردود الفعل الإسرائيلية على نشاط "إسناد"، أشار المعهد إلى أن "تحديد نشاط الشبكة عبر الإنترنت من قبل الجمهور في إسرائيل يثير ردود فعل متباينة".

وبسبب وجود بعض الأخطاء في اللغة العبرية، أوضح المعهد أن "الكثيرين في إسرائيل يدركون أن الرسائل غير حقيقية".

ومن ناحية أخرى، تُصنف بعض الصفحات الوهمية على أنها "روبوتات إيرانية"، وفق ما ذكره المعهد.

ورغم ذلك، شدد على أن "الشبكة تمكنت من الاندماج في المحادثات المحلية باللغة العبرية".

وأشار إلى أنها "تمكنت من الحصول على الاعتراف والدعم الذي يظهر من خلال تلقي الإعجابات والمشاركة وأحيانا ردود الفعل الإيجابية من الصفحات الشخصية الإسرائيلية الرائدة". 

وعلى جانب آخر، يظهر المعهد أن "رسائل الشبكة نجحت في اختراق وسائل الإعلام في إسرائيل، عندما تم نقل تغريدة لشخص ينتحل شخصية باسم (دون ألكسندر) على موقع معاريف، في 23 يناير/ كانون الثاني 2024".

علاوة على ذلك، تمكنت الشبكة من اختراق الخطاب الإعلامي في إسرائيل ونشر تقرير عن "المرتزقة من أوكرانيا"، والذي كان يُشتبه فيه في البداية بأنه تحرك روسي.

من جانبها، تحظر منصة "إكس" -المنصة الأساسية لنشاط الشبكة- بعض الحسابات بعد تحويل قوائم الحسابات المشبوهة للشركة من قبل مسؤولين إسرائيليين. 

وبحسب المعهد، بعد عمليات الحظر هذه، تفقد الشبكة مئات الملفات الشخصية ولكنها تتعافى بسرعة نسبيا. 

وفي مثل هذه الحالة، يساعد القائمون على الشبكة أعضاءها في فتح ملفات شخصية جديدة ونشر رسائل الطمأنينة والتشجيع. 

وهنا، يشبه المعهد العبري عمليات إغلاق الحسابات وفتحها من جديد بـ"إغلاق إسرائيل لنفق حفرته حركة حماس، ومن ثم تعود من جديد لتحفر نفقا آخر".

حملة نفوذ 

وخلص معهد الدراسات الأمنية إلى أن "إسناد" عبارة عن "حملة نفوذ يقف وراءها مجتمع من المواطنين العرب والمسلمين المتحمسين الذين يتعاطفون مع الأيديولوجية الإسلامية العابرة للحدود الوطنية".

وفي هذه المرحلة، تركز الشبكة على "إغراق شبكات التواصل الاجتماعي في إسرائيل بالمعلومات الداعمة للفلسطينيين".

كذلك توقع المعهد أن "تقرر الشبكة تحديث أهدافها وتصعيد رسائلها في المستقبل".

وفي هذا الصدد، قال إنها "ظاهرة عضوية للتواصل الاجتماعي"، واصفا إياها بأنها "ذات صفات فيروسية"، حيث إن "أعدادها قد تتضاعف من خلال تجنيد نشطاء إضافيين".

كما يفرق المعهد بين هذه الشبكة وشبكات النفوذ الروسية والإيرانية، التي ينفذ أنشطتها موظفون مأجورون، في حين أن نشطاء "إسناد" الإسلاميين يظهرون التزاما مستمرا نابعا من تحمس أيديولوجي، ولا يقتصر عملهم على ساعات العمل التقليدية.

وشدد على أن "هذه الشبكة تتميز عن غيرها بقدرات تعليمية وفنية عالية، فضلا عن مرونة نسبية ضد محاولات الحجب والإزالة".

ولفت إلى أن "بعض منتسبيها يتمتعون بمستوى مهني عال ومعرفة متقدمة بالتقنيات ذات الصلة".

ولمواجهة التحدي الذي تشكله الشبكة، أبرز المعهد “أهمية المجتمع المدني الذي يناط به دور مهم في مراقبة هذه الظاهرة”.

ويتمثل هذا الدور في "إحالة الشكاوى بشأن الشبكة إلى شركات الإعلام الرقمي ووسائل الإعلام، وكذلك في زيادة وعي الجمهور الإسرائيلي". 

وأوصى المعهد بضرورة “الكشف عن تورط أنصار جماعة الإخوان المسلمين المقيمين بتركيا في أنشطة شبكة إسناد، وهو ما سيسهم في تمييز أنشطتها عن أنشطة النضال الفلسطيني، مما يحفز الدولة (الاحتلال) والفاعلين بشكل عام على التضييق عليها”، وفق زعمه.