إعلان حميدتي هدنة 3 أشهر في السودان.. خطوة إنسانية أم مناورة سياسية؟

شدوى الصلاح | منذ ٥ ساعات

12

طباعة

مشاركة

غداة رفض رئيس مجلس السيادة بالسودان عبد الفتاح البرهان تقويض سلطته أو المساس بالجيش ورفض ورقة قدمتها اللجنة الرباعية عبر مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وإفريقيا، لإنهاء الصراع في السودان، أعلنت مليشيا الدعم السريع عن "هدنة إنسانية" في السودان تمتد 3 شهور.

واللجنة الرباعية هي مجموعة وساطة تضم الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية.

وأعلن قائد مليشيا الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، عن موافقة قواته وجميع القوات المتحالفة معها على هدنة إنسانية فورية تشمل وقف الأعمال العدائية لمدة ثلاثة أشهر. 

وقال: إن هذه الموافقة تأتي استجابة لمبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب في السودان. مضيفا أنه يأمل في أن تضطلع الدول الرباعية بدورها لدفع الطرف الآخر إلى التجاوب مع هذه الخطوة ومع الجهود الدولية الرامية لتحقيق مصلحة الشعب السوداني.

وعن ضمانات تنفيذ الهدنة، أعلن حميدتي موافقته على إنشاء آليات مراقبة ميدانية للهدنة الإنسانية، وستشرف على هذه الآليات كل من الدول الرباعية والاتحاد الإفريقي والإيجاد، لضمان تنفيذ الهدنة ووصول المساعدات الإنسانية بأمان إلى جميع المحتاجين.

وزعم حميدتي أن قواته ستلتزم بتسهيل العمل الإنساني وكل ما من شأنه أن يخفف من معاناة الشعب السوداني من تأمين حركة العاملين في المجال الإنساني، وضمان وصول المساعدات إلى كل المناطق المتضررة “بلا عوائق” وغيرها.

كما تعهد بمحاسبة أي شخص يثبت تورطه في ممارسة انتهاكات ضد المدنيين، مؤكدا أن العدالة "ستأخذ مجراها" وفقا للقوانين الوطنية والقانون الدولي، وأنه "لن يفلت أي مرتكب لانتهاكات من المساءلة أيا كان موقعه أو رتبته". 

وأشار إلى اتخاذ إجراءات تحقيق واضحة ومهنية سيتم إعلان نتائجها للرأي العام بشفافية فور انتهائها، مدعيا أنه يأمل في حل سياسي شامل في السودان، لكن بشرط أن يستثني الحركة الإسلامية من جماعة الإخوان المسلمين، والمؤتمر الوطني.

وبرر قائد مليشيا الدعم السريع، هذا الاستثناء بزعم أن هذه الكيانات "تتحمل كل المأساة التي يعيشها شعبنا طيلة ثلاثة عقود".

وفي الوقت الذي أعلن حميدتي عن الهدنة، شنت قواته هجوما على مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان جنوبي السودان، وتصدى له قوات الجيش السوداني.

وذلك وسط اشتباكات عنيفة منذ أيام تشهدها ولايات كردفان الثلاث "شمال وغرب وجنوب" بين الجيش و"الدعم السريع"، ضمن حرب اندلعت في أبريل/ نيسان 2023.

وقبل يوم من إعلان حميدتي عن الهدنة، أعلنت المليشيا أن قواتها تتقدم نحو مدينة بابنوسة لمحاولة السيطرة على المدينة المحاصرة منذ يناير/ كانون الثاني 2024. 

وتجدر الإشارة إلى أن صور أقمار صناعية نشرها مختبر الشؤون الإنسانية التابع لجامعة ييل الأميركية، أظهرت استمرار مليشيا الدعم السريع في عمليات التخلّص الجماعي من الجثث بالفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

ورأى المختبر في تقرير، أن مليشيا الدعم السريع تُواصل تنفيذ عمليات التخلّص الجماعي من الجثث في مناطق كانت تضم أعدادا كبيرة من السكان المدنيين قبل ما سماها عمليات قتل جماعي بدأت في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأشار إلى أن صور الأقمار الصناعية رصدت عمليات التخلص من الجثث في موقعين؛ أحدهما في المستشفى السعودي، والآخر في حي الدرجة الأولى؛ حيث سبق أن حدّد المختبر أدلة تتفق مع عمليات قتل جماعي في الموقعين. 

وجاء إعلان حميدتي عن الهدنة غداة رفض رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، الورقة التي طرحها مسعد بولس، ووصفها بأنها "أسوأ ورقة يتم تقديمها، وأنه إذا كان بولس يريد حلا فعليه الرجوع لخارطة الطريق التي قدمها مجلس السيادة". 

وكانت الحكومة السودانية قد أعلنت في فبراير/شباط 2025، عن خارطة طريق لحل الأزمة السودانية تتكون من عدة محاور أبرزها إطلاق حوار وطني شامل لكل القوى السياسية والمجتمعية.

كما تتضمن تشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة، وإعانة الدولة على تجاوز تبعات الحرب، وإلقاء السلاح، وإخلاء الأعيان المدنية لأي محادثات مع الدعم السريع.

كما وصف البرهان خلال اجتماع مع ضباط القوات المسلحة، بحسب فيديو نشرته حكومته عن اللقاء، اللجنة الرباعية لوقف الحرب في السودان بأنها "غير محايدة"، قائلا: إن الورقة "تلغي وجود القوات المسلحة وتطالب بحل جميع الأجهزة الأمنية وتبقي المليشيا المتمردة في مناطقها".

وانتقد تهديد بولس للحكومة حين اتهمها بإعاقة وصول القوافل الإنسانية واستخدام أسلحة كيميائية. موضحا أن "الوساطة إذا مضت في المنحى الذي يعرضه بولس، فإننا سنعدها وساطة غير محايدة".

وأضاف البرهان: "نخشى أن يكون مسعد بولس عقبة في سبيل السلام الذي ينشده كل أهل السودان". ويرى أن "الأحاديث التي يطلقها بولس ما هي إلا صورة من أبواق تحالف صمود وتأسيس والمليشيا". 

وأكد أن "القوات المسلحة عازمة على استعادة كل الأراضي التي دنسها التمرد في كردفان ودارفور". وأنه "لا بدَّ من انسحاب المليشيا وتجمعها في مناطق يمكن الاتفاق عليها مع الوسيط". معتبرا أنه "لا مانع من وقف إطلاق النار شرط انسحاب المليشيا من كل منطقة دخلتها بعد اتفاق جدة".

وفي ذات السياق، قال البرهان: إنه لن يقبل بأنصاف الحلول مبينا أن الحلول التي يتم تقديمها حاليا دعوة صريحة لتقسيم السودان. وتساءل: "كيف يتم وقف إطلاق نار والمليشيا تحتل المدن والمناطق.

ونقلت وكالة أنباء الإمارات عن ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، زعمها أن البرهان يرفض مرة أخرى كل المساعي الرامية إلى إحلال السلام.

وقالت: إن رفض البرهان لخطة السلام الأميركية ورفضه المتكرر للقبول بوقف إطلاق النار يعكس سلوكا معرقلا يجب التنديد به. مؤكدة أن الشعب السوداني هو من يتحمل الثمن الأكبر لهذه الحرب الأهلية، في ظل استمرار القتال وتصاعد الأوضاع الإنسانية. 

وفي بيان يعكس تصاعد الخلافات بين القوى المدنية والقيادة العسكرية في السودان، انتقد التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة "صمود" خطاب البرهان، وعدَّ تصريحاته الأخيرة تمثل تنصلا واضحا من مسار الحلول السلمية الذي اقترحته مبادرة الرباعية، وتكشف عن توجه لإطالة أمد الحرب بما يهدد وحدة البلاد وسيادتها.

وتحالف صمود تشكل في ظل الأزمة السياسية في السودان، وهناك تقارير تشير إلى علاقاته مع الإمارات؛ حيث زار وفد من التحالف الإمارات في نوفمبر 2025، وضمَّ أبرزهم الأمين العام للتحالف صديق الصادق المهدي، والواثق البرير، بابكر فيصل، كمال بولاد، عمر الدقير، خالد عمر يوسف "خالد سلك"، وياسر عرمان.

وهذه الزيارة أثارت جدلا حول طبيعة العلاقات بين تحالف صمود والإمارات؛ حيث يتهم بعض الناشطين التحالف بالتبعية للإمارات، بينما ينفي التحالف هذه الاتهامات ويؤكد على استقلاليته.

وادعى تحالف صمود في بيان صادر عن لجنة الاتصال السياسي والعلاقات الخارجية أن خطاب البرهان تضمّن مغالطات ورسائل خطيرة تشير إلى استمرار النزاع إلى أجل غير معلوم.

وأكد أن القوى المدنية الديمقراطية، وعلى رأسها "صمود"، ظلّت الأكثر حرصا على الحفاظ على وحدة السودان وإنهاء حالة تعدد الجيوش، والعمل على بناء مؤسسة عسكرية مهنية واحدة. 

وزعم أن هذه الجهود اصطدمت طوال السنوات الماضية بإصرار قيادات المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية على تقديم مصالحهم السياسية الضيقة على حساب المصلحة الوطنية، وهو ما عطّل الوصول إلى جيش قومي موحد خلال المرحلة الانتقالية.

وجدَّد التحالف دعمه لخارطة طريق الرباعية الصادرة في 12 سبتمبر. واصفًا إياها بأنها "الفرصة الأوفر حظا" لإيقاف الحرب، مدعيا أن المبادرة تقوم على مبادئ صون وحدة السودان وسيادته، ووقف التدخلات الخارجية، والوصول إلى جيش مهني بعيد عن السياسة.

وأكد أن الاتهامات التي ساقها البرهان بشأن سعي المبادرة لتفكيك الجيش "غير صحيحة". مشيراً إلى أن الحرب هي التي قادت فعليا إلى تفكيك مؤسسات الدولة وانتشار المليشيات.

وذكّر التحالف بأن البرهان نفسه كان قد قاد انقلاب 25 أكتوبر الذي أطاح بالمرحلة الانتقالية، والتي كانت تعمل على دمج القوات في جيش موحد دون إراقة دماء. 

وأشار إلى أن مبادرة الرباعية حظيت بقبول واسع داخليا وخارجيا، باستثناء رفض المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، ويرى أن إعلان البرهان رفضه للمبادرة يضع رغبات هذه "الجماعة الإرهابية" فوق تطلعات الشعب السوداني وإجماع محيطه الإقليمي والدولي، وهو ما وصفه التحالف بأنه "رهان خاسر" جرّ البلاد إلى أزمات كارثية.

واستهزأ ناشطون على منصات التواصل بإعلان حميدتي عن هدنة 3 شهور بدعوى الاستجابة للمبادرة الأميركية وزعمه تسهيل العمل الإنساني بينما تصعد مليشياته على مختلف الجبهات، خاصة شنها هجوما على مدينة بابنوسة، مقدمين أرقاما رسمية بعدد القتلى والمصابين نتيجة جرائم المليشيا. 

وأشادوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي “إكس” و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #البرهان، #حميدتي، #السودان، #الإمارات_تقتل_السودانيين، وغيرها، بموقف رئيس المجلس السيادي الرافض للمبادرة الأميركية، رافضين اتهامه بانتهاج سلوك معرقل للسلام في السودان، وأكدوا حفاظه على سيادة البلاد.

هدنة مرفوضة

وسخرية من إعلان قائد مليشيا الدعم السريع عن هدنة إنسانية في أنحاء البلاد كافة تمتد ثلاثة شهور، تساءلت الكاتبة الروائية لبنى عصام: “هدنة إنسانية لمن؟” مؤكدة أن خطاب حميدتي موجّه لأي زول –رجل- غير أهل الأرض ويعني أن الناس فضلت ترجع لكي تقتل. 

وأشارت إلى وقوع 1850 حالة قتل بين المدنيين/ات في شمال دارفور؛ بس شمال دارفور وأكتر من 1350 اتقتلوا/ن في الفاشر من بداية 2025 حتى 20 أكتوبر، والنازحين/ات 106 آلاف و387 زول من 26 أكتوبر 2025 حتى 24 نوفمبر 2025.

وأوضح المغرد ياسر، أنه في الوقت الذي يعلن فيه قائد المليشيا هدنة إنسانية لمدة 3 أشهر ووقفا شاملا "للأعمال العدائية"، يرسل في اليوم  نفسه تعزيزات عسكرية إضافية إلى مدينة بابنوسة، كما دفع بمجموعة من أبواقه الإعلامية إلى محيط المدينة في انتظار الهجوم القادم على الفرقة 22.

ورأى الصحفي خالد محمود، أن حميدتي نقل الأزمة في السودان إلى مرحلة جديدة بالإعلان المفاجئ من طرف واحد، عن وقف القتال لمدة ٣ شهور، فيما وصفه بهدنة إنسانية، وتعهد بتيسير وصول المساعدات إلى كل المناطق.

وأكد أن هذه محاولة للضغط علي الجيش السوداني وإحراجه، في مواجهة مبادرة السعودية وإدارة ترامب واللجنة الرباعية.

أهداف خفية

وعن الأغراض والأهداف الحقيقية من إعلان الدعم السريع عن الهدنة الإنسانية، أرجع جاهم العامري إعلان قوات الدعم الهدنة من طرف واحد من أجل إدخال شحنة "أسلحة" موجودة في أحد الدول الإفريقية بعدها تفعل مثل ما فعلته في الفاشر وقتلت أهلها وأحرقت جثثهم. مؤكدا أن الشحنة التي في الطريق تحتم مذبحة جديدة.

وقال المحلل الجيوسياسي والأمني ريتش تيد: "بينما تحاول قوات الدعم السريع تحسين سمعتها من خلال الإعلان عن هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر في السودان، تستمر رحلات الشحن المشبوهة التابعة للإمارات في الوصول إلى ليبيا التي أصبحت الآن مركزا رئيسا لنقل الإمدادات العسكرية والمقاتلين الأجانب إلى قوات الدعم السريع، مما يؤدي إلى تأجيج الصراع في السودان".

وكشف أحد الحسابات عن استمرار رحلات الشحن المشبوهة التابعة للإمارات في الوصول إلى ليبيا التي أصبحت الآن مركزا رئيسا لنقل الإمدادات العسكرية والمقاتلين الأجانب إلى مليشيا الدعم السريع، مما يؤدي إلى تأجيج الصراع في السودان.

وأشار إلى أن استمرار رحلات الشحن التي يرصدها حساب Rich Tedd المتخصص في تتبع حركة الطيران، يأتي بينما تحاول مليشيات حميدتي تحسين سمعتها من خلال الإعلان عن هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر في السودان. 

ولفتت إحدى المغردات إلى أنه في الوقت الذي أعلنت فيه سلطة أبوظبي ومليشياتها عن هدنة، تواصل تحشيد مقاتليها المدججين بأحدث وأثقل الأسلحة لمهاجمة مدينة بابنوسة، بينما تتواصل رحلات تشوين المرتزقة والسلاح عبر ليبيا، الصومال وإثيوبيا إلى السودان. 

ارتباك سياسي

 وتفنيدا للمشهد الراهن في السودان، أشار المحلل السياسي أمجد فريد إلى أن بيان صمود في الدفاع عن الرباعية مع إعلان حميدتي قبول الهدنة وبيان الإمارات في الدعوة لوقف الحرب عبر جهود الرباعية، صدروا بالتزامن وبتناغم تام.

ورأى أن بيانات جميع الأطراف تعكس أن هدفهم ليس وقف الحرب في السودان، ولكن الدفاع عن وجود الإمارات في الرباعية لحماية مصالحها واستمرار وجود المليشيا كوكيل لها.

واستنكر بشير يعقوب افتقاد سلطة أبوظبي للدبلوماسية، قائلا: "بينما تتعامل دول الرباعية الأخرى بهدوء محسوب، تظهر الإمارات وحدها في حالة صراخ سياسي ودبلوماسي متواصل".

وأرجع السبب إلى ذلك إلى تزايد الضغوط الدولية والإقليمية التي طالبت أبوظبي بوقف تزويد مليشيا الدعم السريع بالسلاح والتمويل والمرتزقة، وضعتها في موقع المتهم الأول. مؤكدا أنها مع تراكم الاتهامات، اختارت الهروب إلى الأمام عبر بيانات حادة تحاول غسل أدوارها بالصوت العالي يساعدها في ذلك خونة صمود.

وانتقد يعقوب تخلي الخارجية الإماراتية عن لغتها الدبلوماسية، ومهاجمتها رئيس مجلس السيادة البرهان بحدة، ووصفت رفض الهدنة بأنه "سلوك معرقل".

وأكد أن هذا التحول من الدبلوماسية الناعمة إلى الهجوم المباشر ليس عفويا؛ بل هو انعكاس لارتباك سياسي بعد سقوط مشروع فرض الهدنة التي تبقي المليشيا أمرا واقعا في السودان.

ولفت يعقوب إلى أن تصويب الاتهامات نحو البرهان محاولة لإخفاء الحقيقة: الرفض السوداني للتدخل الإماراتي جاء قويا وموجعا، حتى اهتز خطاب أبوظبي وتحول إلى لغة تشبه العويل الدبلوماسي.

وقال: إن التلويح بفزاعة "التطرف" فهو محاولة قديمة مكررة لشيطنة المقاومة الشعبية والجيش، بعدما فشلت محاولات تسويق المليشيا كقوة انتقالية. مضيفا أن ما صدر عن سلطة أبوظبي لم يكن بيانا دبلوماسيا، بل صرخة انكشاف، تؤكد أن المخطط يتهاوى، وأن "اللات" السودانية كانت أعلى مما احتملته الإمارات.

خطاب البرهان

وإشادة برئيس المجلس السيادي وتفنيدا لخطابه، وصفه صالح منصر اليافعي، بالقائد الشجاع. مشيرا إلى أن وسائل الإعلام حذفت من خطابه عبارات عدة ومنها أن أميركا لن تملي وتفرض علينا قراراتها.

ولفت إلى أن وسائل الإعلام حذفت أيضا من خطاب البرهان قوله: إن الإمارات هي من تسعى للهدنة وإيقاف الحرب في السودان لإنقاذ مليشياتها التي تلتقط انفاسها الأخيرة. وأن الطرف الآخر من بدأ الحرب ونحن من سيطفئها.

وأوضح المغرد أبو غانم، أن بيان البرهان كأنه رسالة غير مباشرة للصحفيين المتعمقين ابحثوا خلف مسعد بولس جيدا، ستتأكدون بأنه مسؤول أممي مرتشٍ وفاسد، وأن هناك جهة قامت بشرائه بالمال مقابل شراء مواقفه لصالحهم.

وقال: إن "مسعد بولس عَيّنة من عينات التجنيد بالمال، فهد الشليمي، أمجد طه، مشعل النامي، محمد أحمد الملا، تسابيح مبارك". مؤكدا أن ما ذكره من أسماء عينات بسيطة " نقطه في بحر" من التجنيد.

وأضاف: "إنشاء شركات مرتزقة نفس هاني بن بريك في اليمن، وحميدتي في السودان، وخليفة حفتر في ليبيا، هؤلاء واجهات تظن بأنهم هيبة وذا ثقل.. لكن فعليا هؤلاء مجندون لتنفيذ أجندات تخدم إسرائيل من الدرجة الأولى، ثم تخدم وكلاء إسرائيل في المنطقة".

وتابع بوغانم: "الكل يعلم بأني لست مع البرهان نهائيا، ولم أدافع عنه ولن أدافع عنه، لكن ما يجرى الآن تعارض مصالح، بين أطراف كانت متفقة ثم اختلفوا فيما بينهم، وطالما الشعب يدعم الجيش، والجيش مازال يحافظ على وحدة السودان، فأنا مع جيش السودان وشعبه".

ورأى الناشط ياسين أحمد، أن خطاب البرهان الأخير هو الأكثر أهمية منذ اندلاع الحرب؛ لأنه تطرق لأمور كان يقولها فيما سبق تلميحا بينما قالها اليوم صراحة، ومنها تدخل دويلة الإمارات وعدم قبول أي مبادرة تكون هي طرفا فيها. مؤكدا أن هذا أكثر ما في الخطاب أهميةً.

ورأى أن البرهان قطع الطريق أمام كل من تورط مع المليشيات في العودة للسلطة أولهم حمدوك، كما وجه انتقادا صريحا للمبعوث الأميركي بوليس بأنه يقف عائقا للسلام وليس مسهلا له وأنه يتبنى رأي دويلة الإمارات ورأي صمود وتأسيس.

تدخل سافر

وبرز الاستهزاء والسخرية من موقف الإمارات المهاجم للبرهان والمتهمة بعرقلة مقترح الهدنة في السودان، إذ تهكم عادل الحسني، قائلا: "البرهان يتدخل في الشأن السوداني، وهذا يُعد تدخلاً سافرًا في أمرٍ يخص الإمارات".

وتساءل الشريف السوداني، عن علاقة الإمارات بسلوك البرهان في بلده، ساخرا بالقول: "إلا لو كانت السلوك المعرقل ضدكم فقط".

وكتب المغرد مجتبي: "الإمارات ماكرة تريد وقف إطلاق النار في السودان، لكي تضمن مليشيا الدعم السريع استمرارها في المواقع التي سيطرت عليها، ولكن الجيش السوداني والبرهان أذكياء ولن تنطلي عليهم هذه الخدعة وسيسحق الجيش السوداني هذه المليشيا بحول الله".