حماس تبدأ تنظيف غزة من العملاء.. ترامب يؤيد وعباس يدين وناشطون يباركون

شدوى الصلاح | منذ ٤ ساعات

12

طباعة

مشاركة

في تعزيز لقبضتها الأمنية واستعادة لحضورها الميداني، نفذت حركة المقاومة الإسلامية حماس حكم الإعدام بحق عدد من العملاء المتورطين بالتعاون مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة غزة، ضمن حملة مستمرة منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025.

وأكدت مصادر أمنية أن الأحكام نُفذت بعد استكمال الإجراءات الثورية اللازمة، في ظل حالة التوتر الأمني التي فرضتها الحرب على قطاع غزة وكشفت عن تورط بعض العناصر في تسهيل مهام الاحتلال أو تقديم معلومات أمنية حساسة تستهدف عناصر المقاومة.

وأوضحت المصادر في تصريحات إعلامية في 13 أكتوبر 2025، أن الحملة الأمنية التي انطلقت فور بدء التهدئة تستهدف ملاحقة ومحاسبة كل العملاء والمتواطئين مع الاحتلال والخارجين عن الصف الوطني، بهدف استعادة الأمن الداخلي وتعزيز الجبهة الداخلية للمقاومة.

ونشرت قناة الأقصى التابعة لحماس مقطع فيديو يظهِر إعدام ثمانية رجال مقيّدي الأيدي، ميدانياً في مدينة غزة، أكدت أنهم "عملاء وخارجون عن القانون".

وأظهرت الصور مقاتلين يقفون خلف رجال معصوبي الأعين ومقيدين وراكعين بينما يحيط بهم حشد من الناس في أحد شوارع مدينة غزة.

وعززت قوات الأمن التابعة لحماس في 14 أكتوبر انتشارها في شوارع مدن غزة المدمّرة، بعد التوصل إلى اتفاق على وقف العدوان.

وبدورها، ثمّنت فصائل المقاومة الحملة التي تنفذها وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة، داعيةً المواطنين إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية والإبلاغ عن المطلوبين وكل من يتستر عليهم أو يدعمهم.

وأكدت في بيان، أن الحملة الأمنية "تحظى بدعم كامل وإجماع وطني من كل الفصائل الفلسطينية، وإسنادٍ من أمن المقاومة لإعادة الأمن والاستقرار، وملاحقة عصابات المرتزقة واللصوص وقطّاع الطرق، والمتعاونين مع العدو الصهيوني في كل أنحاء القطاع".

وعدت الفصائل الحملة الأمنية "ضرورة وطنية ملحّة هدفها حماية المواطن الفلسطيني"، داعية عائلات المتورطين إلى المبادرة الفورية لتسليم أبنائهم للجهات المختصة في وزارة الداخلية.

وأكدت أنه "لا مكان للعملاء والقتلة والمجرمين من لصوص وقطّاع طرق، وكل من يثبت تورطه بأي عمل إجرامي سيتم محاسبته حسب القانون الثوري الفلسطيني، ولا حصانة لأي أحدٍ أبداً".

وأشارت إلى أن "التستر على الهاربين والمجرمين هو مشاركة في الجرائم التي يرتكبها هؤلاء المجرمون".

في المقابل، أدانت الرئاسة الفلسطينية بشدة عمليات الإعدام الميدانية التي نفذتها حماس، وعدت ما حدث جريمة وانتهاكاً خطيراً لحقوق الإنسان، واعتداء على مبدأ سيادة القانون، وفق زعمها.

ورأت أنه يظهر إصرار الحركة على استخدام القوة والإرهاب، في وقت يعاني فيه الشعب في غزة من آثار الحرب والدمار والحصار، بحسب تعبيرها.

وأمام الحملة، شنت قنوات إعلامية سعودية وإماراتية هجمة ضد حماس وحاول تصوير ما يجري على أنها “حرب أهلية”.

واستضافت قناة الحدث التابعة للعربية، رئيس الهيئة العليا لشؤون العشائر في غزة الشيخ حسني المغني، ووصفت ما يجري بأنها إعدامات دون مساءلة، وحاولت توجيهه لمهاجمة الحملة التي تنفذها المقاومة ضد المجموعات المتعاونة مع الاحتلال، ليفاجئها بالدفاع عن حماس وسياساتها.

ورد عليها بأن الحكم الآن ميداني، وليس هناك محاكم ولا قضاء في ظل الحرب، من أجل الذهاب إليه، قائلا: إن هذه الفئة الضالة يجب أن تجتث من المجتمع.

وأضاف المغني: "طفل عمره 10 سنوات، يذهب ليحضر الطحين ليأكل هو وإخوته لأن والده استشهد يمسكونه في الشارع ويقتلونه ويسرقون منه الطحين، من يقوم هؤلاء، هذه فئة فاسدة ليست من مجتمعنا وليست منا".

وتابع: “العملاء يمسكون الناس ويطلقون النار عليهم، قتلوا صحفيا ويطلقون النار على أرجل الناس، من يحاسبهم؟”، مشددا بالقول: “نحن مع المقاومة قلبا وقالبا في الحملة التي قامت بها لاجتثاث هؤلاء وداعمين لهم ومساندين بأي تصرف”.

ورفض المغني محاولة المذيعة تصوير ما يجري على أنه "حرب أهلية"، مستنكرا هذه المزاعم، وقال؛ إن ما يجري هو ضد الفئة الضالة التي بناها الاحتلال وعملائه.

 وأشار إلى أن "حركة حماس والمقاومة، منحتهم فرصا كثيرة، من أجل تسليم أنفسهم، وإنهاء ملفاتهم، ونيل العقاب بقدر الجرم، لكن أصروا على الإفساد في غزة، ولذلك يجب إنزال العقوبة بحقهم وهذا ما يطالب به الشعب".

وبينما انتقدت السلطة الفلسطينية ما فعلته حماس وحاولت وسائل إعلام خليجية تشويه صورتها وانتقاد حملة إعدام العملاء والخونة، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن الحركة تمكنت من القضاء على جماعتين وصفهما بأنهما شريرتان للغاية.

وأوضح في مقطع فيديو: “ما حدث لم يسبب لي” أي انزعاج على الإطلاق، معتبرا أن الأمر مقبول طالما أن المستهدفين كانوا ينتمون إلى عصابتين تتسمان بالشر الشديد.

قصاص عادل

وأيد ناشطون على منصات التواصل عمليات الإعدام التي نفذتها حركة حماس بحق العملاء فورا ودون انتظار ورأوا أنها تسلك الطريق الصحيح بعد وقف النار، مشيرين إلى أن هؤلاء معروفين لدى استخبارات المقاومة وكان الاحتلال يحميهم منها، والآن رفع يده عنهم.

وأكدوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي “إكس” و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #حماس، #إعدام_الخونة، #غزة_تنتصر، وغيرها، أن الإجراء الذي اتخذته الحركة كان ضروريا لكسر شوكة العملاء واستئصالهم من جذورهم بعدما أضحوا خنجرا مسموما في خاصرة الشعب.

واستنكر ناشطون تروّيج بعض القنوات العربية أن حماس تنتقم من مناهضيها، مشيدين برد رئيس الهيئة العليا لشؤون العشائر في غزة على مذيعة قناة العربية التي استضافته لمهاجمة الحركة بسبب إعدام العملاء والمجرمين القتلة، وتأكيده أنها فعلت الصواب.

وتفاعلا مع الأحداث، أكد أحد المغردين، أن تصفية العملاء والقتلة بالمحصلة فعل إنساني بحت كونه القصاص العادل لكل الأرواح التي ارتقت، حيث يعبر عن مدى قدسية كل تلك الدماء المغدورة والتي لم ولن نسمح بأن تذهب هدرا.

وحذر الناشط خالد صافي، من محاولة من وصفهم بـ"الرزايا والمنبطحون" أن يقنعوك أن الحرب الأهلية في غزة اندلعت بينما الحقيقة أن العملية هي استئصال العملاء والجواسيس.

وأكد أن القضاء على الفلتان مطلب شعبي على أجندة أعمال المقاومة، فلا تصدقوا اللجان وزبانية المحتل المجرم.

وأكد كامل سيدهم، أن إعدام العملاء والخونة والمرتزقة المتورطين مع الاحتلال واجب ديني وأخلاقي ووطني.

وردت حنين ريان، على كل من يقولون إن إعدام العملاء لازم يكون بمحاكم، قائلة إن المقاومة لا تعدم عبث ولا على مزاجها، وكل شيء يصير بعد تحقيق دقيق واستناد للقانون الثوري، وبعد ما يثبت جرم الخيانة بحقهم بدون أي شك.

وأكدت أن حماس والمقاومة لم يخونوا أي عائلة من عوائل غزة ومن يلاحقوهم اليوم ليسوا عاديين، وإنما أيديهم انغمست بالدم وخانوا الأرض واشتغلوا مع الاحتلال، مستدلة على ذلك بعائلة دغمش والمجايدة الذين أصدروا بيانات تبرؤا فيها من كل من خان وخرب وسوّد وجه عائلته.

وقالت سمية إبراهيم، إن الانتقاد الوحيد للجماعة في إعدام العملاء والمجرمين أنهم ما خلونا نشارك معهم في العملية بلكن شفي غليلنا شوي، وفق تعبيرها.

تنديد واستنكار

واستنكر المحلل السياسي ياسين عزالدين، إصدار رئاسة السلطة بيانًا تدين فيه إعدام العملاء في غزة، وإصدار ما تسمى "الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان" التابعة للسلطة بيانًا مماثلًا.

وقال: "طبعًا الهيئة اللا مستقلة لم نسمع لها صوتًا عندما هاجمت السلطة مخيم جنين ودمرته، ولا عندما قتلت المتظاهرين المتضامنين مع غزة، ولا اعتقال وتعذيب شباب المقاومة.

وأضاف عزالدين، أن هذه الإدانات تؤكد ما قلته سابقًا بأن العملاء مثل أبو شباب وغيره مدعومين من السلطة رغم أنها أنكرت سابقًا صلتها بهم، واليوم تدافع عنهم.

ونصح المقاومة ألا يقيموا أي وزن لهذه الإدانات والردح وعدم الالتفات للحرب النفسية التي يشنها عملاء الاحتلال فالناس يعرفون الصواب.

وأكد عزالدين، أن أنصار القضية في العالم واعون ويفهمون ما يحصل حسب ما يتابعه على منصاتهم، وهذا متوقع لأنهم يستقون معلوماتهم من المصادر الفلسطينية.

وذكر بأن كل شعوب العالم تعاملت بحزم وقسوة مع العملاء، ولو رأيتم ما فعل الجزائريون والفيتناميون بعملاء الاستعمار لأدركتم أن ما تقوم به المقاومة الفلسطينية هو تدليع وتساهل وبحاجة للمزيد من الحزم والشدة.

وقال سالم بن أمور: "لو حصرت أهم من أدان إعدام العملاء فستجد أنهم ممن باع أوطانهم، مؤكدا أنه الخوف من المحاسبة في المستقبل.

وكتب رياض حروب: "الأذناب الهزازة التي ترى في إعدام العملاء داعشية وإجراما يبدو أنهم يحسسون على رؤوسهم ويحاولون تجريم المقاومة".

وقال المغرد سلطان، إن كل متباك على إعدام العملاء الخونة هو حتماً مثلهم ويخاف من عقاب مماثل عندما يقبض عليه أو يكشف تعاونه مع عدو أي عدو، وفق تعبيره.

واستنكر ناصر البازور، سخط بعضُ السياسيين والإعلاميين العرب الجالسين في بيوتهم وعلى أرائكهم وتحتَ عليل هواء أجهزة التبريد على إعدام رجال المقاومة للخونة والعملاء.

ورد على هؤلاء قائلا بما وصفها "العامّيّة المشرمحة": "مين أنتم حتّى تقدّم لكم المقاومة أدلة على جرائم هظول العملاء"، مؤكدا أن من نفّذوا عمليات الإعدام رجال تحمّلوا الجوع والتشريد والقتل لمدّة 740 يوم وخسروا عائلاتهم وشافوا بعيونهم كلّ الجرائم التي ارتكبها هؤلاء الخونة.

وأكد البازور، أن الذين نفّذوا عمليات الإعدام رجال تحمّلوا القصف والتهجير والتذبيح لمدّة 740 يوم وخسروا نسوانهم وأولادهم وليسوا بحاجة لإقناع أحد بقرارهم.

واستهزأ مشارقة حسين، بمن يدينون وينتقدون تنفيذ المقاومة للإعدامات بحق والخونة، قائلا: "الذين روعتهم مشاهد إعدام العملاء واللصوص.. لم يروعهم قتل طفل يحمل كيس طحين لأهله بغرض سرقته".

موضوعية وتحريف

وقارن صبحي أبو الحصين، بين رد السلطة وتعليق ترامب على عمليات التطهير لأوكار العملاء والمجرمين وقطاع الطرق.

وأشار جميل المصري، إلى أن ترامب سمى المعدومين بالعصابات، مستنكرا زعل (حزن) السلطة على أبنائها من العملاء واللصوص وقطاع الطرق. 

ولفت إلى أن معظم هؤلاء العملاء تربطهم علاقات بأجهزة أمن السلطة التي يقودها محمود عباس في الضفة الغربية.

ورأى الباحث المتخصص في النزاعات محمود العيلة، أن المثير للعجب أن ترامب يعترف بأن حماس قضت على عصابتين “شريرتين للغاية”، على حدّ وصفه، بينما يصرّ نشطاء السوء "والعربية" على تصوير المشهد كأنه حرب أهلية، ويطالبون واشنطن بإرسال قوات دولية إلى غزة.

ولفتت بري أحمد، إلى قول ترامب إننا سمحنا لحماس بـ"تخليص" القطاع من العصابات الخطيرة الضارة، بينما في المقابل خرجت السلطة لتُدين تصفيات الحركة في غزة.

وعلقت قائلة: "هنا ينتحر المنطق!"، مستنكرة أن السلطة لم تُدن أي اعتداء على الفلسطينيين في غزة أو الضفة من المحتل، إنما الآن تتكلم عن تصفيات حماس. ووصفت ذلك بأنه "مبدأ الخائن والعميل".

تشويه حماس

واستنكارا لمحاولة قنوات إعلامية خليجية تشويه وتحريف ما يجري، أشار أستاذ الإعلام السياسي أحمد بن راشد بن سعيد، إلى أن مذيعة قناة الحدث السعودية  حاولت انتزاع موقف من رئيس الهيئة العليا للعشائر الفلسطينية في غزة، الالشيخ حسن المغني، ضد حركة، فصفعها.

ولفت إلى أن المذيعة أعادت الكرّة فصفعها ثانية، فأصرّت على الفتنة وتقليب الأمور، فعاجلها بصفعة مدوّية لم تُبق منها ولم تذر، فلله درُّه، وعلينا شكرُه.

وقالت هالة فؤاد: "نباح ونهيق العربية وبعض المتسعودين وبعض الخليجيين وكلاب أثر إسرائيل والسلطويين وأبناء الأصفر ببين إلنا قديش إعدام العملاء قاهرهم".

وعرض الصحفي فايد أبو شمالة، مقطع فيديو لمذيعة قناة الحدث وهي تكيل الاتهامات لحماس، متسائلا: "أين تعلم هؤلاء الإعلام!!".

وواصل تساؤلاته: "هل أصبح هدف تخطئة حماس أهم من مصالح الناس؟"، قائلا: إذا قاومت الحركة يقولون غامرت وإذا فاوضت يقولون انهزمت وإذا عاقبت العملاء يقولون ظلمت. 

ورأى أبو شمالة، أن حماس كان عليها أن تسكت بعد الإجابة الأولى من رئيس الهيئة العليا للعشائر الفلسطينية لكنها أصرت وسمعت ما لا تحب.

ورأى الصحفي نظام المهداوي، أن مذيعة الحدث السعودية أبلت بلاءً صعبًا؛ لم تترك سؤالًا ولم تُبقِ محاولة إلا وطرحتها في حوارها مع رئيس هيئة العشائر الفلسطينية في غزة، وكانت تريد أي إدانة لحماس.

وأشار إلى أن المذيعة سألت "أي خطأ ارتكبته حماس؟ أي فعل يدل على حرب أهلية؟ وماذا عن "الإعدامات" التي نفذتها؟ وكيف ترضون عنها؟"

ولفت المهداوي إلى أن أسئلة مذيعة الحدث لا تنتهي، تكاد تشعرك أن خلفها غرفة عمليات في تل أبيب، فيما رئيس هيئة العشائر الفلسطينية ينفي كل الروايات، وينسف كل المحاولات للحديث عن حرب أهلية أو اعتداءات.

وقال: "تُحَيّرك رباطة جأشه وصبره الطويل، وحسنًا فعل؛ فهذه المقابلة عظيمة بكل المقاييس، لأنها أثبتت عكس ما أُريد لها أن تكون".