استغاثات غير مسموعة.. إسرائيل تقطع الاتصالات عن مدينة غزة وتبدأ بالتوغل بريا

شدوى الصلاح | منذ ساعتين

12

طباعة

مشاركة

بعدما فضحت الصور والتسجيلات جرائم الاحتلال الإسرائيلي أمام العالم أسره، قطع الكيان خدمات الاتصالات والإنترنت بالكامل عن مدينة غزة وعزل نحو 800 ألف فلسطيني عن العالم الخارجي، بالتزامن مع تقدم آليات الجيش في الأحياء الشمالية الغربية.

وأوضح المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في بيان أصدره في 17 سبتمبر/أيلول 2025، أن "القصف الإسرائيلي المتواصل، وتدمير الأبراج السكنية والبنية التحتية للاتصالات أديا إلى تعتيم كامل على مدينة غزة بعد أن قطعت إسرائيل الإنترنت بالكامل".

وأضاف أنه بقطع الاتصالات تكون دولة الاحتلال قد عزلت نحو 800 ألف فلسطيني عن العالم الخارجي وسط تصاعد وتيرة الإبادة الجماعية.

وسبق بيان المرصد الحقوقي، إعلان شركة الاتصالات الفلسطينية انقطاعا في خدمات الإنترنت الثابت والاتصالات الأرضية في مدينة غزة وشمال القطاع نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر.

ويتزامن استمرار انقطاع خدمة الاتصالات والإنترنت مع رصد ظهور آليات إسرائيلية جديدة في أحياء شمال غربي مدينة غزة بعد يوم من إعلان الجيش الإسرائيلي بدء عملية برية واسعة بالمدينة، ضمن عملية "عربات جدعون 2" التي تهدف لاجتياح مدينة غزة واحتلالها بالكامل.

كما واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه الجوي والمدفعي على أحياء مدينة غزة، كما فجّر مدرعات مفخخة لتدمير مزيد من المنازل من أجل تهجير السكان واحتلال المدينة.

وعلى وقع استمرار المجازر والقصف الوحشي في شتى مناطق القطاع، خصوصا في مدينة غزة التي تتعرض لغارات مكثفة وغير مسبوقة، تخطّت حصيلة الشهداء في القطاع في 17 سبتمبر، 65 ألف فلسطيني.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان لها: إن حصيلة العدوان الإسرائيلي وصلت إلى 65 ألفا و62 شهيدا و 165 ألفا و697  إصابة منذ بدء الحرب على قطاع غزة. مشيرة إلى أن مستشفيات قطاع غزة استقبلت خلال الـ24 ساعة الماضية 98 شهيدا، و385 إصابة جديدة.

وخلال مشاركة وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، في مؤتمر عقاري بمدينة تل أبيب، قال: إنه بدأ التفاوض مع الولايات المتحدة بشأن ما وصفه بـ"تقاسم أراضي قطاع غزة"، التي عدّها "غنيمة عقارية". فيما لم يصدر أي تعقيب رسمي من الجانب الأميركي بالخصوص.

وذلك بحسب ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، التي أشارت إلى أن حديثه يأتي على خلفية الرؤية المتداولة في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي تصف إعادة إعمار غزة بأنها "استثمار عقاري مربح".

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" كشفت، أواخر أغسطس/ آب 2025، عن خطة يجرى تداولها في أوساط إدارة ترامب لإعادة إعمار غزة، تقوم على وضع القطاع تحت "وصاية أميركية" لمدة لا تقل عن 10 سنوات، مع تحويله إلى منتجع سياحي ومركز للتكنولوجيا المتقدمة.

وتطرق الوزير الإسرائيلي إلى مسألة "اليوم التالي" في قطاع غزة، وقال: "الخطة مطروحة حاليا على مكتب الرئيس ترامب". مضيفا أنهم "يدرسون كيف يُصبح هذا المشروع غنيمة عقارية".

وندد ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي بقطع الاحتلال خدمات الانترنت والاتصالات عن مدينة غزة بدواعٍ واهية، محذرين من أن ذلك يعمّق عزلة السكان ويتركهم فريسة للعدوان الإسرائيلي ويقوض قدرتهم على التواصل وطلب المساعدة وفضح جرائم الكيان.

وأكدوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي “إكس” و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #غزة_تباد_بصمت، #غزه_تباد_وتحرق، #غزة_تُباد، أن قطع الاتصالات والإنترنت يؤكد إصرار الاحتلال على ارتكاب جريمة إلإبادة الجماعية بحق سكّانها بدعم أميركي وتواطؤ عربي دون تقدير للقانون الدولي والإنساني.

إبادة صامتة

وتفاعلا مع التطورات فسر مصطفى البنا، معنى أن ينقطع الإنترنت واتصال غزة بالعالم خلال أكثر مراحل الحرب خطورة وحساسية. موضحا أنه يعني أن المئات من مقاطع الفيديو التي توثّق المجازر والجرائم والاستهدافات اليومية في غزة لن يراها العالم.

وأشار إلى أن انقطاع الإنترنت يعني أن المئات من رسائل ومداخلات الصحفيين والإعلاميين والنشطاء والمواطنين الصوتية والمرئية لن يسمع لها صدى في الإعلام، وأن الاحتلال سيتشجع على الإيغال في الجرائم والمجازر طالما أن شيئًا يوثّق وينشر.

ولفت البنا إلى أن قطع الإنترنت يعني أن أكثر من 2 مليون ضحية تقبع تحت نيران الإبادة الجماعية في غزة سينفصلون عن العالم وعن غزة نفسها، سوى من بضع معلومات يتناقلونها عبر المكالمات المحلية بينهم.

وأكد أن الاحتلال يبث إرهاب نفسي ومشاعر قلق وخوف على المحاصرين والمُقتّلين في مدينة غزة ومناطق التوغل وتخومها، وجعلهم يشعرون بأنهم وحيدون لا يسمعهم أحد ولا يسمعون أحدًا.

وقال البنا: إن قطع الإنترنت واحدة من أساليب الضغط على الصامدين في مدينة غزة لإجبارهم على النزوح منها، وحرمان الآلاف من الشباب من مصدر رزقهم الوحيد في هذه الحرب وهو العمل عن بعد عبر الإنترنت والتضييق عليهم في قوت يومهم.

وأضاف أنّ هذا بالتأكيد جزء بسيط من أثر قطع الاحتلال لخدمات الإنترنت فقط، متابعا: "لقد لامسنا اليوم غيابا كبيرا جدا وواضحا للصورة ومقاطع الفيديو التي كانت تنشر بزخم كبير جدا من داخل غزة بسبب هذا الانقطاع".

وأوضح البنا، أن هذا يعني أن أهدافه تتحقق بالفعل، وهذا يضع كل إنسان فلسطيني وعربي ومسلم أمام إلزامية ووجوب أن يكون صوتا لكل من كتم الإرهاب الإسرائيلي صوته وصورته.

ووجه محمود العيلة، نداء لكل الشرفاء الأحرار، ليكونوا صوت مليون مواطن محاصرين الآن بالدبابات ومقطوع عنهم الإنترنت والطعام والأكل والدواء.

واستبق ذلك بالإشارة إلى أن غزة تنفصل عن العالم، الدبابات وصلت قلب مدينة غزة، وتمّ قطع الإنترنت، وغير مسموح بدخول الطعام والماء، والاحتلال يرتكب مجزرة دموية على مدخل باب الشفاء، داعيا العرب لإنقاذ آخر حصونهم.

وأكد تامر قديح، أن غزة تُباد بصمت، لافتا إلى أن إسرائيل قطعت الإنترنت والاتصالات عن مدينة غزة وشمالها لترتكب فظائعها وتقتل وتدمر دون أن يعلم أحد.

وأوضح محمد هنية، أن مدينة غزة بلا إنترنت وضعف شديد في الاتصالات، يعني إبادة صامتة، يعني إعدام بلا توثيق.

وأكد أن ما يجرى جريمة من أقسى مراحل الحرب، وأن غزة لم يمر عليها شدّة كهذه طوال عامين، متسائلا: “كيف نشرح لعالم أصم؟”

وكتب معتز عبدالرحمن: "عندما يقطعون الإنترنت عن غزة أتساءل؛ إن كان هذا إجرامهم أمام العدسات والحسابات النشطة، فماذا أرادوا أن يفعلوا خلفها".

خذلان وتواطؤ

وتنديدا بخذلان غزة والفلسطينيين، كتب مصعب درويش: "ليعلم المتخاذلون والمتفرجون على مذبحة غزة: أن العزّ والشرف في الدنيا لنا لا لهم وفي الآخرة بيننا وبينهم درجات وتفاوت إن شاء الله تعالى".

وقال بلال نزار ريان: "مدينة غزّة تُقتل بصمتكم، وتُذبح بتخاذلكم، وتُحاصر بتواطئكم.. تركتم غزّة وحيدةً تواجه القصف والموت والجوع، وظننتم أنكم ستنجون.. لكن الخزي سيلاحقكم، والتاريخ لن يغفر خيانتكم".

وأشار سيد أنس إلى أن مليون إنسان يُتركون في عزلة تامة، بلا صوت يصل، بلا خبر يخرج وكأنهم يُدفنون أحياء خلف جدار من الصمت، متسائلا: “أين أنتم يا عرب؟!”

أطماع سموتريتش

واستنكارا لتصريحات وزير مالية الاحتلال بأن غزة كنز عقاري وأن إعادة إعمار القطاع ستتحول إلى استثمار مربح، كتب يحيى غنيم: المشكلة يا أخا العرب: أن العرب لا يزالون يعتقدون أن المفاوضات مع هؤلاء المجرمين ممكنة، وأن الحرب على غزة ممكن إنهاؤها بالتفاوض.

واستهجن أن العرب لا يزالون يعتقدون أن أميركا وسيط فى هذه المفاوضات وليست شريكا فى الحرب، بل المحرّض على استمرارها والفاعل الرئيس فيها، ولولاها لما وُجِدت إسرائيل حتى اليوم.

وقال تيسير المحاسنة: "هؤلاء الأوغاد.. ينظرون إلى أوطاننا بوصفها غنيمة... يطمعون بها إما لأسباب كهنوتية وأوهام تاريخية، أو لأسباب استثمارية (أملاك أموات وغائبين ومهجرين)".

وأضاف: "ليس سموتريتش وترامب من يرى أوطاننا العربية فرصة عقارية/ استثمارية وبترول وغاز.. فهناك فاسدين عرب يرون أيضا أوطانهم (كاش) وفرصة للبيع العقاري وتحويلها إلى ملاذات واستثمارات خلف البحار والمحيطات".

وندد درغام فايد علي بتصريحات وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي المتطرف، قائلا: إن هذا ليس مجرد عدوان، بل مشروع اقتلاع واستيلاء على الأرض، حيث تُختزل معاناة مئات الآلاف من الفلسطينيين في مكاسب عقارية.

وأكد أن غزة ليست أرضًا للبيع ولا صفقة استثمارية، وإنما أرض وشعب وصمود. 

وأوضح علي جمال، أن الهدف في غزة، هدمها، قتل شعبها وتهجيره، وتصفية مقاومتها، ثم الاستيطان، مستنكرا أن بعد كل هذا، يتحدث العرب عن "حل الدولتين"، الذي تركله "إسرائيل" علنا، وتتحدث عن الاستيطان والتهجير كما قال "سموتريتش".

وأشار أحمد طناني إلى أن الاحتلال يقطع الإنترنت عن غزة، تاركًا سكانها بلا أي وسيلة لمتابعة الأخبار أو معرفة ما يجرى حتى داخل مدينتهم، مؤكدا أن هذا الحصار الرقمي جزء من حرب نفسية لا تقل وطأة وألمًا عن الحرب المرتبطة بالإخلاءات القسرية ودفع الناس للنزوح.

ولفت إلى أن غزة تغيب عن الإنترنت، وتغيب معها التغطية الإعلامية، قائلا: "منذ أمس، نسمع أصوات الغارات تدوّي في مناطق مختلفة، لكننا نجهل أهدافها ونتائجها، وحين نحصل على بعض الاتصال بالإنترنت بشكل متقطع، نكتشف أن معظم هذه الغارات لم تجد طريقها إلى التغطية الإعلامية".

وأكد طناني أن الاحتلال يسعى إلى طمس صوت وصورة غزة عن العالم، ويريد لأهلها، الذين اختاروا الصمود والتحدي، أن يُقتلوا في صمت، بعيدًا عن أي ضجيج. 

وأضاف أن هذا الصمت يريح الاحتلال، ويريح معه الكثيرين من الأصدقاء والأعداء على حد سواء، فالجميع، يبدو، قد ملّ من غزة التي تأبى أن تموت.

خيانة مصرية

وتعقيبا على ما صرَّح به النظام المصري من وجود خطط طوارئ لمواجهة أي ضغوط على الفلسطينيين للدفع نحو الحدود وتأمين احتياجاتهم الإنسانية، قال محمد المختار الشنقيطي: إن السلطة المصرية جاهزة لتهجير أهل غزة، ومتواطئة مع العدو.

وأضاف أن السلطة المصرية مستعدة لأداء دورها في عملية الإرسال والاستقبال المتفق عليها مع الصهاينة والأميركيين.

وخاطب المغرد تامر النظام المصري، قائلا: “هذه هي صفقة القرن، وهذه هي خطتها، الكل يعلم ذلك، فلِمَ كل هذه التصريحات التي لا معني لها؟ من تضللون؟ أنتم شركاء فيما يحدث لأهل غزة؟”

ورأى مشعل البراق، أن الأوراق تنكشف، وحكومة جيش كامب ديفيد -في إشارة إلى الحكومة المصرية- تعلن جاهزيتها لتهجير المتبقين من إبادة غزة!.

وأكد أن تحركات رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي وولي عهد السعودية محمد بن سلمان، ورئيس الإمارات محمد بن زايد، الأخيرة بما فيها مرور الطائرات لضرب قطر؛ كانت خيوط خيانة تُنسج مع الكيان والأميركان للمشهد اليوم.

وقال المجلس الثوري المصري: إن حديث السيسي وإعلامه عن الحرب مع إسرائيل هو التخدير قبل التهجير، وتصريحات مدبولي عن استعداد أجهزة الدولة لتقديم الإعاشة لأهل غزة (ضيوفنا الجدد) بعد إجبارهم على دخول الأرض المصرية هو التمهيد لقبول سيناريو التهجير المتفق عليه في صفقة القرن 2017. 

وذكر بقول الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمنتهى الثقة في يناير 2025: إنهم "سيفعلون" وها هم يجهزون للتنفيذ.

ورأت دينا زكريا، أن اعترافات رئيس وزراء السيسي مصطفى مدبولي أنه هناك خطط وضعتها الدولة لتلبية الطلبات الإنسانية عندما يتجه الفلسطينيون للحدود (يقصد سينا) تؤكد أكاذيب ادعاءات السيسي برفض التهجير وترد أيضا على أكذوبة أن مصر تستعد للحرب.