رغم انتهاء الحرب.. لماذا يعقد إقليم قره باغ العلاقات بين تركيا وروسيا وإيران؟

قسم الترجمة | منذ ٨ أشهر

12

طباعة

مشاركة

على الرغم من انتهاء حرب قره باغ الأخيرة عام 2020، لا تزال عملية حل النزاع بين الجارين المتناحرين أذربيجان وأرمينيا مستمرة، وسط تطلع قوى خارجية لزيادة النفوذ بالإقليم. 

وتتصاعد اشتباكات حدودية مسلحة بين آن وآخر بين الجانبين الأذري والأرميني، ما يؤدي إلى تفاقم الخلافات بينهما وإبعادهما عن التوقيع على معاهدة سلام.

كذلك فإن الوضع غير واضح، سواء فيما يتعلق بطريق لاتشين، الذي يربط الأرمن الذين يعيشون في قره باغ بأراضي أرمينيا، أو بممر زانجيزور، الذي كان من المفترض أن يربط مقاطعة ناخيتشيفان بأذربيجان.

وفي الوقت نفسه، ربما تستفيد دولة واحدة فقط من المشاكل في جنوب القوقاز؛ وهي إيران، التي تحاول، عن طريق تصعيد الصراع، استعادة أهميتها التاريخية في المنطقة. 

على النقيض من ذلك، فإن حل أزمة قره باغ من شأنه تعزيز مواقف روسيا، وهو ما تحاول طهران منعه بكل الطرق الممكنة.

وتوترت العلاقات بين أذربيجان وأرمينيا منذ عام 1991، عندما احتل الجيش الأرميني "قره باغ"، وهي منطقة معترف بها دولياً كجزء من أذربيجان، وسبع مناطق مجاورة.

وفي 27 سبتمبر/أيلول 2020، أطلق جيش باكو عملية لتحرير أراضيه المحتلة في قره باغ، وبعد معارك ضارية استمرت 44 يوما، توصلت أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة روسية، ينص على استعادة الأولى السيطرة على مناطقها المحتلة.

توتر حدودي

ويتناول موقع "لينتا" الروسي، أسباب استعداد إيران للدفاع عن المصالح الأرمينية، وكيف يمكن لتدخلها في حل قضية قره باغ الإضرار بالمصالح الروسية.

وفقا للموقع: "على مدى السنوات الثلاث الماضية، حاولت أرمينيا وأذربيجان التوقيع على معاهدة سلام، والتي ينبغي أن تكون نتيجتها اعتراف كل منهما بسلامة أراضي الطرف الآخر".

وأتبع: "وفي الوقت ذاته، يبدو أن القادة الأرمينيين قد توصلوا إلى حقيقة مفادها أن أذربيجان، عاجلا أم آجلا، ستسيطر على كامل أراضي قره باغ".

وهو ما جعل الحكومة الأرمينية توافق على شروط رئيس أذربيجان إلهام علييف". وأكد الموقع أن الشيء الوحيد الذي يصر عليه رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان هو الضمانات الأمنية للأرمن في قره باغ.

في المقابل، أعلن إلهام علييف أن الأرمن في قره باغ سيتمكنون من العيش في أذربيجان، وسيتمتعون بذات الحقوق التي يتمتع بها المواطنون الأذريون كافة.

وقال: "يجب على الأرمن في قره باغ أن يفهموا أنه من خلال كونهم جزءا من المجتمع الأذربيجاني، سيحصلون على حقوقهم وضماناتهم الأمنية والشخصية كافة".

علاوة على ذلك، في ديسمبر/كانون الأول 2022، ساء الوضع في المنطقة بسبب إغلاق ممر لاتشين، وهو الطريق الوحيد الذي يربط قره باغ بأرمينيا. 

ونصب ناشطو البيئة الأذربيجانيون بشكل غير متوقع الخيام هناك وأوقفوا حركة المرور، مما فاجأ قوات حفظ السلام الروسية المتمركزة على طريق لاتشين على وجه التحديد لمنع الاشتباكات بين الأرمن والأذربيجانيين.

وعلى إثر نتائج حرب قره باغ الثانية، عادت منطقة لاتشين إلى سيطرة أذربيجان، وجرى نقل الممر -بصفته جزءا لا يتجزأ منه- إلى سيطرة قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الروسي.

وفي أبريل/ نيسان 2023، ذهب الجانب الأذربيجاني إلى أبعد من ذلك، حيث أقيمت نقاط تفتيش حدودية وجمركية في ممر لاتشين. وباتت حركة الأشخاص والآلات والبضائع ممكنة فقط بعد الفحص الدقيق.

وفي يونيو/حزيران 2023، وقع تبادل لإطلاق النار على نفس الطريق، ومنعت أذربيجان مؤقتا جميع وسائل النقل باستثناء سيارات الإسعاف من دخول قره باغ. 

وأدى ذلك إلى صعوبات في الإمدادات الغذائية إلى قره باغ، حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل حاد، وأعلن الأرمن وجود كارثة إنسانية.

وأعلن المسؤولون هناك أن "120 ألف شخص، منهم 30 ألف طفل، معزولون عن كل شيء بشكل فعلي".

في ذات الوقت، تنفي أذربيجان الحصار، وتعرض وسائل إعلامها المحلية لقطات لسيارات ومركبات تحمل لوحات أرمينية تتحرك في كلا الاتجاهين.

بالإضافة إلى ذلك، تقترح السلطات الأذربيجانية نقل المواد الغذائية والأدوية عبر الطريق البديل أغدام- أسكيران.

لكن هذا الطريق الجديد، الذي بني ليكون بديلا عن ممر لاتشين، بحسب الجانب الأذربيجاني، أُغلق من قبل أرمن قره باغ، حيث يعتقدون أنه إذا شُرع في استخدام الطريق الجديد، فإن أذربيجان لن ترفع الحصار عن لاتشين أبدا، وفقا للموقع الروسي.

بدوره، قال وزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بيراموف إن "عرقلة نقل البضائع إلى الإقليم مناورة سياسية وجزء من محاولات أرمينيا للتحريض على الانفصال".

ممر زانجيزور

وأدت معاهدة السلام المعلقة والأزمة المحيطة بطريق لاتشين إلى إخراج موضوع مهم آخر من جدول الأعمال - وهو بناء ممر زانجيزور.

وضغطت أذربيجان لتنفيذ هذا المشروع، الذي يمر عبر منطقة سيونيك في أرمينيا ويربط باكو والمناطق الغربية في البلاد مع ناخيتشيفان.

وحسب الموقع، كان من المفترض أن يذهب الطريق بعد ذلك إلى تركيا، وفي المستقبل سيخرج أرمينيا نفسها من عزلة النقل التي تعيشها منذ حرب قره باغ الأولى (التي اندلعت أوائل تسعينات القرن الماضي بين نفس الجارين).

وفي بيان وقف إطلاق النار الثلاثي المؤرخ 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، هناك بند ينص على أن قوات حفظ السلام الروسية ستسيطر على ممر زانجيزور.

ومن خلال التوقيع على الوثيقة، وافقت أذربيجان وأرمينيا وروسيا على طبيعة الممر الذي يتجاوز الحدود الإقليمية.

ومع ذلك، أوضح الموقع أن أرمينيا بدأت فعليا بمقاطعة المشروع، مفترضة أنه يشكل تهديدا للأمن القومي. 

وفسرت السلطات الأرمينية مخاوفها بحقيقة أن أذربيجان تعلن بين الحين والآخر أن منطقة سيونيك هي الأراضي التاريخية للأذربيجانيين.

في المقابل، دعمت روسيا مشروع الممر، لكن محاولات إقناع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان بأن الطريق سيفيد الجميع لم تسفر عن نتائج.

وحث الأرمن على عدم التركيز على هذا المشروع، بل فتح جميع وسائل النقل في جنوب القوقاز.

وعندما أصبح من الواضح أن الاتصال بين الممرات لم يؤخذ بعين الاعتبار، أنشأ الأذربيجانيون نقطة تفتيش حدودية على طريق لاتشين. وبدأوا يتحدثون بشكل أقل عن ممر زانجيزور، وفق الموقع.

وأكد الموقع أن أذربيجان لم تتخل عن المشروع، لكنها لا تعده أولوية حاليا، مشيرا إلى أن باكو تحتفظ باتصالات مع ناخيتشيفان، كما كان الحال قبل حرب قره باغ الثانية، من خلال السفر الجوي أو الطرق البرية عبر إيران.

وأوضح أن إيران هي الدولة الوحيدة التي شعرت بالارتياح لتأجيل مشروع ممر زانجيزور مؤقتا. 

فبالنسبة للجانب الإيراني، في ظل العقوبات الغربية، فإن أرمينيا تعد نافذتها على العالم. كما أن طهران تعد إحدى النوافذ الإستراتيجية للعاصمة الأرمينية يريفان على العالم.

وفي حال أصبحت طرق النقل والخدمات اللوجستية الأرمينية أكثر تنوعا، فإن الحاجة إلى الطرق عبر إيران ستنخفض، حسب الموقع.

وأضاف: "كذلك ستبدأ الدول الغربية والصين وتركيا في اختراق المنطقة بشكل أكثر نشاطا، وستزيد إسرائيل التي تعمل بالفعل على تطوير العلاقات مع أذربيجان من نفوذها، الأمر الذي يسبب عدم الرضا لدى نظام الملالي في إيران".

وأتبع: "كلما زادت المشاكل غير القابلة للحل في جنوب القوقاز، كلما زاد النفوذ الإيراني هناك"، مؤكدة أن "التغيير في ميزان القوى يهدد بتقليص نفوذ طهران في المنطقة".

وبعد حرب قره باغ الثانية، أعربت إيران عن عدم رضاها إزاء التعزيز المفرط للنفوذ التركي في المنطقة. ولفت الموقع إلى أن "طهران ألقت باللوم -بشكل غير متوقع- على موسكو في هذا الوضع".

بإذن روسيا

وحسب الموقع، أقنعت وسائل الإعلام الإيرانية المواطنين الإيرانيين بأن تركيا دخلت أذربيجان بإذن من روسيا، وذلك بافتراض أن الجانب الروسي يمكنه الضغط على أنقرة لعرقلة دورها في المنطقة.

علاوة على ذلك، أشار الموقع إلى أن العلاقات التركية الأرمينية بدأت تتجه نحو التحسن في بداية عام 2023.

فأولا، أرسلت أرمينيا مساعدات إنسانية وعمال إنقاذ إلى المناطق التركية المتضررة من زلزال كهرمان مرعش في فبراير/شباط 2023، وسرعان ما اتفق الطرفان على فتح الحدود البرية، التي كانت مغلقة منذ 35 عاما. 

ومنذ عام 2022، جرى تشغيل الرحلات الجوية بين أنقرة ويريفان. ولم تتمكن إيران من منع ذلك، حسب الموقع.

من زاوية أخرى، بات ممر زانجيزور موضوعا جديدا للانتقادات الإيرانية، حيث تقدمه للمواطنين كمشروع تركي، حسب زعم الموقع.

ففي يوليو/تموز 2021، قال المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، في اجتماع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن تجاوز الحدود الإقليمية لممر زانجيزور لا يهدد أمن أرمينيا فحسب، بل إيران أيضا.

وأعرب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عن نفس المخاوف خلال اجتماعه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وأوضح الأخير أن هذه المخاوف لا أساس لها من الصحة.

وبالرغم من ذلك، يزعم الموقع أنه "بعد بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، بدأ السياسيون والخبراء والصحفيون الإيرانيون في انتقاد روسيا لتركها جنوب القوقاز تحت رحمة تركيا".

وقال السياسي الإيراني المؤثر علي أكبر ولايتي، إن حلف شمال الأطلسي (الناتو) "يحاول اختراق جنوب القوقاز عبر تركيا"، ودعا روسيا إلى منع ذلك، محذرا أنه "إذا ما جرى تجاهل هذه المطالب، فإن إيران مستعدة للتعامل بنفسها في هذا الأمر".

ولفت الموقع إلى أن "الخطاب الإيراني يتبنى رواية مفادها أن القوقاز هي الأراضي التاريخية لبلاد فارس، وهو ما يسوغ لها الحق الأخلاقي في التدخل بالمنطقة". 

لكن بدورهما، ترد كل من روسيا وتركيا على التهديدات الإيرانية بضبط النفس، ولا تفسدان علاقاتهما مع الإيرانيين.

وأوضح الموقع: "تنظر روسيا، في سياق العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا والعقوبات الغربية، إلى إيران بصفتها شريكا إستراتيجيا مهما".

وتابع: "وبالنسبة لتركيا، يعد النظام الإيراني مشاركا رئيسا في حل الوضع في سوريا"، مستدركا: "لكن الانتقاد الموجه لإيران أصبح أكثر حزما وبات من الصعب تجاهله".

السياق التاريخي

ولكي نفهم لماذا يتسبب الوضع في جنوب القوقاز في رد فعل عنيف من جانب السلطات الإيرانية وكيف تبين أن إيران تتعاطف مع أرمينيا وليس مع أذربيجان الأقرب لها ثقافيا ودينيا، يلفت الموقع إلى ضرورة التعمق قليلا في التاريخ.

 فحتى القرن التاسع عشر، كانت أراضي القوقاز تابعة لبلاد فارس، ولكنها أصبحت بعد ذلك جزءا من الإمبراطورية الروسية.

وانضم أذربيجانيو الشمال إلى الإمبراطورية الروسية، ثم الاتحاد السوفييتي، وسميت المنطقة بأذربيجان الشماليةـ بينما بقي أذربيجانيو الجنوب تابعين لإيران.

وأوضح الموقع: "طوال هذا الوقت، كانت السلطات الإيرانية تخشى أن يرغب أذربيجانيو الجنوب في الاتحاد مع أشقائهم الشماليين".

وأكمل: "اشتدت تلك المخاوف عام 1991، عندما أعلنت جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفياتية استقلالها. وكانت إيران تشعر بالقلق من أن يؤدي ذلك إلى إثارة موجة جديدة من الانفصالية في جنوب البلاد، ولهذا السبب لم يعترف الجانب الإيراني على الفور باستقلال جارته". 

وأضافت: "كما أن الإيرانيين لم يعجبهم أن السلطات الأذربيجانية أقامت على الفور علاقات دبلوماسية مع الدول الغربية وأصبحت أقرب إلى تركيا". 

ولكنهم بعد ذلك سارعوا إلى تهنئة إخوانهم الشيعة، في ذات الوقت الذي عززت فيه الحكومة الإيرانية من سيطرتها على الأذريين في الشمال.

وعندما بدأت حرب قره باغ الأولى، عارضت إيران تغيير الحدود، لكنها دعت إلى مراعاة مصالح أرمينيا. وسرعان ما وجد دبلوماسيو البلدين لغة مشتركة وبدأوا في الالتزام بخط مشترك. 

"بل إن عدم الاستقرار المحيط بمنطقة قره باغ كان مفيدا إلى حد ما لطهران، ذلك أن الثلاثين مليوناً من العرقية الأذربيجانية الذين يعيشون في إيران لم يرغبوا في الاتحاد مع أذربيجان غير المستقرة"، وفقا لمزاعم الموقع الروسي.

ولهذه الأسباب، ساعدت إيران أرمينيا خلال حربي قره باغ الأولى والثانية. ومن وجهة الخبير القوقازي نورلان جاسيموف، فإن "أحد الدوافع الرئيسة هي منع تركيا وإسرائيل والدول الغربية من دخول المنطقة عبر أذربيجان".

وحول ماضي أذربيجان وإيران، أوضح الموقع أن العلاقات الثنائية لم تكن سهلة حتى قبل حرب قره باغ.

وفصل بالقول: "على مستوى الكلام، فقد أعلنت الدولتان صداقتهما وشراكتهما، لكن في الواقع، ظل انعدام الثقة بينهما هو السائد".

وأردف: "على النقيض من العلاقات المتنامية بين أذربيجان وتركيا، زادت السلطات الإيرانية من دعمها لأرمينيا".

وركز الموقع على أن الوضع الجيوسياسي في جنوب القوقاز خلال السنوات الثلاث الماضية تغير بسبب التفاعلات بين روسيا وأذربيجان وتركيا، مشددا على أن "إيران غاضبة بسبب إهمالها في هذا المشهد، وتحاول استعادة نفوذها".

علاقات معقدة

وفي دلالة إضافية على تضاؤل النفوذ الإيراني، يشير الخبير السياسي في مركز الدراسات السياسية الأوراسية في أنقرة أورهان جافارلي، أنه "حتى في الممر الشمالي الجنوبي، قد يمر أحد الطرق عبر ناخيتشيفان، وهو ما يعني أن نفوذ إيران في المشروع قد يتضاءل".

وأوضح: "من هنا يأتي اللوم الإيراني المستمر لأذربيجان وتركيا، والآن روسيا أيضا". وزعم الخبير القوقازي أن السلطات الإيرانية ستكون سعيدة إذا لم يذهب أحد إلى القوقاز على الإطلاق.

ورأى أن روسيا وإيران "حليفتان ظرفيتان"، موضحا أنه "بمجرد الحديث الروسي عن تنويع العلاقات أو إقامة مشاريع جديدة في المنطقة، يثير الجانب الإيراني ضجة ويدعي أن ذلك يشكل تهديدا أمنيا".

وألمح إلى أن أرمينيا بذاتها تحاول هي الأخرى الاتصال بروسيا والغرب وتركيا، وتسعى إلى فتح كافة أشكال التواصل مع الجميع.

وسعيا لاستعراض نفوذها، أجرت إيران مناورات عسكرية على الحدود مع أذربيجان في خريف عام 2021. وردا على ذلك، سرعان ما نفذت باكو وأنقرة مناورات مماثلة. 

وفي عام 2023، تدهورت العلاقات أكثر بين باكو وطهران. ففي يناير/كانون الثاني 2023، هاجم مجهول سفارة أذربيجان في إيران.

 وفي مارس/آذار 2023، نفذت محاولة لاغتيال النائب الأذربيجاني فاضل مصطفى المعروف بمواقفه المناهضة لإيران. 

وأوضح الموقع أن الأذربيجانيين "يعتقدون أن مذهبهم الشيعي مغاير للمذهب الإيراني، وينتقدون علماء الدين الإيرانيين بسبب آرائهم المتطرفة".

وفي يوليو 2023، زعم الموقع أن أذربيجان شنت سلسلة اعتقالات لبعض الشيعة الذين تأثروا بعلماء الدين الإيرانيين.

وحول الخلافات الدينية وأثرها، يرى الخبير القوقازي نورلان جاسيموف أن "إيران تتجاهل الدين بسهولة عندما يتعلق الأمر بالمصالح الوطنية".

وضرب المثل بأن اختلاف الدين لا يمنع إيران من تطوير علاقاتها مع أرمينيا، كما أن المذهب المتشابه لم يتسبب في تحسين علاقاتها مع أذربيجان.

وحول نظرة الأتراك، يقول الموقع إن "تركيا ليست قلقة للغاية بشأن نفوذ إيران في جنوب القوقاز، ولا تشكل طهران تهديدا سياسيا أو اقتصاديا خطيرا للأتراك". 

"بل على العكس من ذلك، يرغب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أن تكون العلاقات بين أذربيجان وإيران مستقرة"، وفق الموقع. 

إذ إن أي توتر قد يهدد بخروج الوضع عن السيطرة، كما أن ذلك قد يقود إلى تجدد الاشتباكات، وهو ما سيؤول إلى تدفق موجات من اللاجئين إلى الأراضي التركية، الأمر الذي ترغب أنقرة في تجنبه.

في ذات الوقت، يشكك الخبير السياسي في مركز الدراسات السياسية الأوراسية في أنقرة أورهان جافارلي في المزاعم القائلة بأن تركيا تسيطر على القوقاز.

وبين أن "تركيا تبيع الأسلحة إلى جورجيا وأذربيجان، لكنها لا تخطط لفتح قاعدتها العسكرية في المنطقة. وكل الحديث عن إخضاع أنقرة لباكو ليس أكثر من ديماغوجية (افتراض مخادع)".

كما لفت الموقع إلى أن الخبراء الذين حاورهم متفقون على أن "الوجود الروسي في القوقاز مفيد لإيران، لأنه يكبح مخاوفها بشأن تعزيز قوة تركيا أو إسرائيل أو الدول الغربية هناك".