في ذكرى النكبة.. محمود عباس يلتقي محمد رمضان ويشبه الفلسطينيين بالحيوانات

12

طباعة

مشاركة

مع تصعيد الاحتلال الإسرائيلي جرائمه بحق الفلسطينيين دون التمييز بين النساء والأطفال، فاجأ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس كثيرين بلقائه الممثل المصري المثير للجدل محمد رمضان، في نيويورك.

وجاء اللقاء على هامش رحلة عباس إلى نيويورك للمشاركة في فعاليات الأمم المتحدة بشأن ذكرى النكبة الفلسطينية التي يجرى إحياؤها في 15 مايو/ أيار من كل عام.

وفي خطابه أمام اللجنة الأممية المعنية بالنكبة، طالب عباس العالم بحماية الفلسطينيين من الاحتلال الإسرائيلي، قائلا: "بنآكل قتل كل يوم وبننذبح كل يوم، يا ناس يا عالم احمونا، ليش ما بتحمونا!، لو كان عندك حيوان ما بتحميه؟!".

وفاقم خطاب عباس ولقاؤه رمضان، غضب الناشطين على تويتر، إذ اتهموه  بالعبث بالقضية الفلسطينية وحق الشعب والتفريط في مقدسات المسلمين، مستنكرين استجداءه طلب الحماية من الخارج بينما يتأمر على فصائل المقاومة. 

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #النكبة، #محمود_عباس، #النكبة75، #النكبة_الفلسطينية وغيرها، أحيا ناشطون ذكرى النكبة بالتذكير بجرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة، واستمرار تعرض الشعب الفلسطيني للتطهير العرقي، متعهدين بالعودة والخلاص من الاحتلال.

ورأوا أن عباس كان الأولى له أن يلتقي بالجرحى وأهالي الشهداء والشعب المكلوم وأن يتصل ولو مجرد اتصال بالمنكوبين ويقدم التعازي للأهالي المكلومين من شعبه، ويستنكر ويحتج على جرائم الاحتلال الإسرائيلي وقتل الأطفال والنساء، بدلا من لقاء ممثلين مثيرين للجدل.

خطاب ركيك

وتفاعلا مع الأحداث، وصف الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" حازم قاسم، خطاب قيادة السلطة بالضعيف المُستجدي، المؤسف، مؤكدا أنه لا يليق بشعب مقاوم ومقاتل في سبيل حريته، ومستعد لتقديم التضحيات في سبيل كرامته.

وقال المحلل السياسي ياسر الزعاترة، إن عباس يخطب في الأمم المتحدة بذكرى النكبة خطاب مكتوب بروحية الاستجداء؛ كأن العالم لا يعرف مظلمة شعبنا، ويحتاج لمن يشرح له حيثياتها.

وأضاف أن أحرار العالم ينحازون لمن يقاوم المحتلين، وليس لمن يستجديهم، فضلا عمن يتعاون معهم للجم مقاومة شعبه، مؤكدا أن من "يقدّسون" التعاون الأمني لا يمثلّون الشعب الفلسطيني الحر.

واستهجن المحلل السياسي عبدالله العقاد، مطالبة عباس في خطاب تاريخي بذكرى النكبة الـ 75 بحماية الفلسطينيين كما تحمى الحيوانات من على منصة الأمم المتحدة.

لقاء مستفز

فيما كتبت الصحفية آلاء هاشم: "في حال كنتَ تتساءل ماذا يفعل رئيس فلسطين محمود عباس بعد يومٍ واحد من توقف العدوان الإسرائيلي على غزة وفي ذكرى النكبة فاعلم أنه مشغول هو وفريقه بلقاء محمد رمضان والتقاط الصور معه..".

واستنكر الصحفي أحمد عطوان، لقاء عباس برمضان في ذكرى النكبة، قائلا: "بس خلاص".

وعدت المذيعة ريم كيلاني، صورة رئيس السلطة الفلسطينية مع رمضان، اختصارا لتاريخ عباس بكل حذافيره.

ورأى الطبيب المصري يحيى غنيم، أن جلوس عباس مع رمضان الذي وصفه بالبلطجي، ليس غريبا، فكلاهما داعية تفاهة وخنوع، وإسرائيلي الهوى، وبيدق في يد من يحرك، وبلطجي يشغل موقعا لا يستحقه بالرزالة، وصناعة الزمن الرديء، وكلاهما من حملة مشاعل الثورة المضادة، ومفتاح كليهما العملة والعمالة. وسخرت المغردة مليكة، من اللقاء قائلة: "اجتمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع الفنان محمد رمضان، لبحث وتعزيز اتفاقية السلام في المنطقة، وقد اتفق الزعيمان على ضرورة مراعاة سلامة المواطن الإسرائيلي". وعلق ختيار أبو بيسان، على صورة رمضان وعباس، قائلا: "نمبر وان في الصياعة مع نمبر وان في الجاسوسية"

جرائم الاحتلال

فيما قال الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، إن ما حدث منذ 75 عاما لم تكن نكبة فحسب، بل كانت نارا تحرق قلوبنا شوقا لفلسطين، مذكرا بأن "إسرائيل" فعلت كل الجرائم والفواحش والقتل والإرهاب والتشريد في محاولة يائسة لامتلاك أرضِ وهبها لهم من لا يملك وهو يعلم أنهم لا يستحقون #وعد_بلفور.

وأضاف: "لقد كانت 75 عاما ثقيلة عشنا فيها كل أشكال الظلم، قتلًا واعتقالًا وتشريدًا، هدمت البيوت وسرقت الأراضي ودنست المقدسات، لم يسلم من ظلم الصهاينة لا الحجر ولا البشر، ولكن بلغة الأرقام نحن اليوم في وضع أفضل ديمغرافياً، ونحن أفضل على صعيد امتلاك أدوات القوة، وأفضل من حيث الوعي ورفض التنازل، نحن دائمآ بالله أفضل."

وأشار محمد مصطفى مدين، إلى مرور 75 من جرائم الاحتلال الصهيوني، من احتلال وتهجير، وصمت دولي، ومخالفة كافة الأعراف والقوانين الدولية، مؤكدا أن الحقوق لا تسقط بالتقادم.  وأوضحت ريم أمين، أن النكبة الفلسطينية هجر خلالها مئات آلاف من الفلسطينيين وارتقى أكثر من 15 ألف فلسطيني بمئات المجازر البشعة ولا زال ملايين اللاجئين في العالم ينتظرون العودة لأرض الوطن. وأوضح فوزي تلمسان، أن 15 من أيار يصادف ذكرى النكبة التي كان ضحيتها تهجير نحو 950 ألف فلسطيني من مدنهم وبلداتهم الأصلية، من أصل مليون و400 ألف فلسطيني كانوا يعيشون في 1300 قرية ومدينة. وأشار محمد الخطيب، إلى أن العصابات الصهيونية نفذت في حرب عام 1948 أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين  ليقدر عدد ضحاياها من الفلسطينيين بنحو 15 ألفا، وقرابة 3500 ألف عربي، إضافة إلى تشريد قرابة 200 ألف فلسطيني، كما تعرض 4700 فلسطيني للاعتقال، يضاف إليهم نحو 500 أسير عربي.

تهديد ووعيد

وقال رئيس الدائرة الإعلامية في حركة حماس - إقليم الخارج هشام قاسم، إن حياء أبناء شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج لذكرى النكبة الفلسطينية عبر مختلف الفعاليات الجماهيرية، يحمل رسائل للأجيال اللاحقة أننا سنحيي ذكراها القادمة، ونحن في فلسطين المحررة إن شاء الله، من خلال عمل دؤوب وجهود متواصلة، تجعل حلم العودة والتحرير أقرب للتحقق من أي وقت.

واستحضر الباحث في الشؤون الإسرائيلية عدنان أبو عامر، مقولة المؤرخ الصهيوني "بنتسيون نتنياهو"، والد رئيس الحكومة: "طالما أن الفلسطينيين يعتبرون يوم استقلالنا يوما لنكبتهم، فلن يحلّ هذا الصراع".

وقال: "هي المعادلة التاريخية إذا، إما نحن أو هم، لا مجال لسارق أن يقاسم صاحب الأرض، ولو تقادم الزمن، ومهما أوتي من قوة".

وأكد ياسين عز الدين، أن إحياء ذكرى النكبة يكون من خلال تعبئة الناس لمعركة التحرير لا العيش في الماضي وذكرياته.

وكتب حازم حمدية: "في ذكرى النكبة نقول: عائدون بإذن الله لماذا نقاتل المشروع الصهيوني على أرضنا؟ لأن أرض فلسطين لنا وهى أرض وقف إسلامي لا يجوز التفريط بشبر منها تحت أي ظرف أو سبب ومن هنا تبذل الدماء والاشلاء في سبيل ذلك."

وقال المحرر والمعد في مؤسسة القدس الدولية كمال الجعبري: "75 عامًا، والقتال مستمر، والرباط مستمر، وفلسطين قضيتنا المركزية، التي نورثها لأبنائنا، والروح هي التي نقاتل، والأهم من القتال إرادة القتال".

وأكد الإعلامي رضا ياسين، أن النكبة 75 ليست ذكرى للبكاء أو الاحتفال، والأصل أن تكون وقود يشعل نار كُرْه العدو، وأن ندرك عظمة ذاك المقاوم بالغرفة المشتركة الذي يأخذ اليوم ثأر أجدادنا وأرضنا.

وحث على إدراك امتداد النكبة، مستنكرا خروج شخص يدعي أنه رئيس فلسطين بعد ٧٥سنة يدين مقاومة شعبه ويقول للعالم "اعتبرونا حيوانات واحمونا".