مركز تركي: اليونان تمارس ضغوطا نيابة عن السيسي داخل الاتحاد الأوروبي

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

رفض وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس ونظيره المصري سامح شكري في لقاء بالقاهرة في 9 أكتوبر/ تشرين الأول 2022، اتفاقية وقعتها حكومة الوحدة الوطنية الليبية مع تركيا للتنقيب عن النفط والغاز.

وجاء هذا اللقاء عقب نحو أسبوعين من لقاء آخر جمعهما على هامش الدورة الـ77 للأمم المتحدة بنيويورك في 20 سبتمبر/ أيلول 2022، ما يؤكد تطور العلاقات بينهما وتوافقهما على عدة قضايا، وفق مركز أبحاث تركي.

وذكر مركز أنقرة للأزمات والأبحاث السياسية "أنكاسام"، أن اليونان تهدف من وراء تركيز جهودها على عقد شراكة مع النظام المصري، أن تصبح مركزا للطاقة في أوروبا، عبر نقل الكهرباء والغاز من مصر.

تطور ملحوظ

وأوضح المركز التركي أنه في السنوات الأخيرة، تطورت العلاقات بين أثينا والقاهرة بشكل كبير، ولا سيما على صعيد الطاقة، وبالإضافة إلى ذلك، يعمل البلدان معا في شرق البحر المتوسط ​​ويقومان بإجراء تدريبات مشتركة.

وأشار إلى أن حكومة "كرياكوس ميتسوتاكيس" تريد تحويل اليونان إلى مركز للطاقة بفضل ارتباطها بمصر وتستعد لتقديم مشروع طموح للسوق الأوروبية من أجل مواجهة أزمة توازن الطاقة الناجمة عن غزو روسيا لأوكرانيا. 

وكان التركيز على الطاقة من أهم التفاصيل التي برزت في الاجتماعات بين الجانبين، وفق أنكسام

ويؤكد الجانبان على التعاون في مجالات الطاقة والتنقيب عن الغاز الطبيعي في البحر المتوسط وأهمية الربط الكهربائي الذي من شأنه تسهيل صادرات الكهرباء من مصر إلى دول الاتحاد الأوروبي. 

والعلاقات السياسية المتزايدة بين أثينا والقاهرة تدفع الطرفين إلى تنفيذ مشاريع طويلة الأجل، ومع مشروع الكابلات البحرية المخطط تنفيذه بين الجانبين، يُخطط تصدير الكهرباء من مصر إلى اليونان. 

وأوضح أنه من أهم تفاصيل هذا المشروع هو أنه سيوحد القارتين الأوروبية والإفريقية في نقل الطاقة عبر مصر واليونان. 

ومصر تتمتع بثراء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وبفضل هذا الكابل البحري، يمكن تصدير الكهرباء من إفريقيا إلى أوروبا. وستستخدم اليونان معظم الكهرباء من مصر، وسيجرى تصدير بعضها إلى دول أوروبية أخرى.

فتنفيذ هذا المشروع مهم للغاية خصوصا لمعظم دول الاتحاد الأوروبي التي تحاول تقليل اعتمادها على موسكو للحصول على الطاقة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية. 

لذلك، بفضل هذا المشروع، يمكن القول إن اليونان ومصر يمكنهما زيادة أهميتهما في الجغرافيا السياسية الأوروبية في سياق أمن الطاقة. 

أداة ضغط

وأشار المركز التركي إلى أنه في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، تحاول اليونان وضع نفسها في المقدمة كنقطة عبور للطاقة نحو أوروبا. 

ويمكن قراءة تصريحات وزير الخارجية اليونانية دندياس بأن اليونان ستصبح مركزا للطاقة بمساهمات مصر بصفته انعكاسا لهذه السياسة.

بالإضافة إلى ذلك، لفت وزير الخارجية اليوناني الانتباه إلى دور مصر في أمن الطاقة في الاتحاد الأوروبي، وبطريقة ما، كما أنه يمارس أنشطة ضغط نيابة عن مصر داخل الاتحاد الأوروبي. 

وبهذا المعنى، يمكن القول إن العلاقات بين مصر واليونان لها بعد أوروبي، وإن هذه القضية تزيد من أهمية اليونان بالنسبة لمصر.

إذ جرى الكشف عن ممارسة دبلوماسيين يونانيين أنشطة تهدف إلى منع انتقاد نظام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي داخل الاتحاد الأوروبي. وهذا يوضح لماذا أثينا شريك مهم جدا للقاهرة.

وهناك نقطة أخرى تجدر الإشارة إليها هي أن الولايات المتحدة تدعم وتشجع التعاون بين اليونان ومصر. 

حيث قال مبعوث رئيس الولايات المتحدة لشؤون المناخ جون كيري، في مقابلة مع صحيفة كاثيميريني اليونانية، إن إدارة أثينا قامت بعمل رائع.

وأضاف أن توصيل الكهرباء من مصر وربما السعودية يمكن أن يغير قواعد اللعبة بالنسبة لأوروبا. 

تشجيع أميركي

وأشار المركز التركي إلى أن اليونان تحاول تحقيق مشروع مماثل مع مصر والمملكة العربية السعودية.

حيث اتفقت أثينا والرياض على تنفيذ كابل بيانات تحت سطح البحر يربط أوروبا وآسيا في يوليو/ تموز 2022. 

وهكذا يتضح أن أمثلة مصر والمملكة العربية السعودية مهمة في سياسة اليونان لتصبح مركزا للطاقة. 

وتدعي اليونان إمكانية توحيد أوروبا وإفريقيا وآسيا عبرها مع مصر والسعودية.

بالإضافة إلى ذلك، يلاحظ أن العلاقات بين اليونان ومصر، وخاصة في سياق الطاقة، بدأت تنعكس في مجالات الثقافة والرياضة. 

وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أن أثينا والقاهرة والرياض قد تأهلت أخيرا إلى جدول الأعمال لاستضافة كأس العالم لكرة القدم بشكل مشترك في عام 2030.

لذلك، يمكن القول إن اليونان ومصر تحاولان تطبيق الدبلوماسية الرياضية في العلاقات الثنائية.

وهناك علاقة متعددة الأوجه بين أثينا والقاهرة في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وخاصة في مجال الطاقة.

ومن المفهوم أن اليونان تواصل سياستها المتمثلة في إشراك الإدارة القبرصية اليونانية كطرف ثالث في علاقاتها الثنائية مع مصر. 

وبالإضافة إلى كل ذلك، كشفت المفاوضات الموجهة نحو الطاقة أن التعاون بين الطرفين سيزداد أكثر.