تفاهمات لا قرصنة.. يمنيون يفضحون تواطؤ الإمارات مع الحوثيين لإمدادهم بالسلاح

صنعاء - الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

بدعوى أنها "تحمل معدات عسكرية وتمارس أعمالا عدائية" احتجزت مليشيا الحوثي في 2 يناير/ كانون الثاني 2022 سفينة شحن إماراتية أثناء إبحارها قبالة سواحل محافظة الحديدة غربي اليمن.

فيما دافع التحالف السعودي الإماراتي عن السفينة "روابي" وادعى أنها كانت تقوم بمهمة من جزيرة سقطرى بخليج عدن إلى ميناء جازان السعودي، وتحمل على متنها معدات طبية.

وفي ظل الوضع الاقتصادي والإنساني الصعب الذي يشهده اليمن، هاجم ناشطون عبر تويتر الإمارات لتواطئها مع مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، للزج بمزيد من الأسلحة في البلاد، مشككين في روايات القرصنة.

وصب الناشطون عبر تغريداتهم على وسم "#سفينة_روابي" غضبهم على الإمارات واتهموها بالتنسيق مع الحوثي وتعمد تسليمها أسلحة ومعدات؛ كما أدانوا كافة الأطراف على جرائمهم في اليمن.   

وكان لافتا أن هذه الحادثة أتت بعد نحو شهرين من الانسحاب المفاجئ للقوات المشتركة الموالية للإمارات في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، من مناطق انتشارها في الساحل الغربي بالحديدة؛ وعلى إثر ذلك سيطر الحوثيون على هذه المناطق.

وتداول ناشطون صورا ومقاطع مصورة للسفينة روابي، تظهر حملها معدات عسكرية ومدرعات وعربات عليها شعارات القوات الملكية السعودية والإماراتية، بخلاف رواية التحالف.

تفاهمات إماراتية حوثية

وذكر ناشطون بالتخادم الحوثي الإماراتي في اليمن، ملمحين لوجود تفاهمات إيرانية إماراتية تخدم مصالح الحوثي هناك.

وقال الباحث اليمني نبيل البكيري إن التحالف انسحب من الساحل بطريقة مسرحية مضحكة لا يفسرها سوى وجود تفاهمات ما، ترجمت هذه التفاهمات في أكثر من شكل وملف.

وأضاف: "لا أستبعد أن تكون حادثة سفينة روابي ضمن مثل هذه التفاهمات، وإلا فليفسروا لنا كيف تم اختطاف سفينة تمخر في بحر يتحكم به التحالف بحرا وجوا.

 من جانبها، أكدت الناشطة اليمنية رغد الزبيدي الضالعي أن الإمارات متعاونة مع الحوثي وكانت تسرب أهداف الضربات الجوية قبل وقوعها منذ دخولها إلى التحالف.

واستدركت: أما السفينة فهي هدية وأعلن اختطافها لتخدير السعودية فقط، مؤكدة أن غباء السعودية هو من ورط اليمن بهذا التحالف العقيم.

فيما رأى الناشط السياسي اليمني معاذ الشرجبي أن المسألة سهلة جدا، الحليف أرسل لحليفة سفينة محملة بالسلاح والذخيرة وفق الاتفاق بينهما بعدم قصف دبي وأبوظبي مقابل تسهيل وصول السلاح وقطع غيار المسيرات والصواريخ الباليستية.

وأكد أن هذه ليست أول سفينة ولن تكون الأخيرة.

 وفي نفس الاتجاه، كتب الإعلامي اليمني بشير الحارثي: "لم تنته السعودية من تغطية فضيحة الإمارات بتوجيه مليشياتها بالانسحاب من الساحل الغربي وتسليمها للحوثيين حتى قامت بالفضيحة الأخرى بتسليم سفينة عسكرية بمعداتها وأسلحتها".

خيانات الإمارات

ورفض ناشطون تصديق روايات التحالف بأن السفينة كانت تحمل معدات طبية لمستشفى ميداني، مستنكرين دور الإمارات في اليمن.

وتهكم رئيس المركز القومي الإستراتيجي السوداني تاج السر عثمان على الحادثة، قائلا: "بضعة أفراد في اليمن يقتادون سفينة إماراتية محملة بالأسلحة ويعرضون مبادلتها بحمار ظفرت به أبو ظبي قبل سنوات".

وأضاف: كم مرة قلنا إنكم لم تستطيعوا أن تكونوا لليمن أصدقاء في مقامه، ولا خصوما في مستواه! وها هي سفنكم وما عليها تقايض بإحدى الدواب".

 وأعرب الصحفي اليمني محمد دبوان المياحي عن شكه العميق بمسألة قدرات الحوثي في الاستيلاء على سفينة أسلحة في البحر، موضحا أنه يميل لفكرة تواطؤ الإمارات وتعمدها ترك السفينة عرضة للقرصنة الحوثية.

وقال: "لو كان الحوثي قادرا على حجز سفن التحالف لفعلها منذ سبع سنوات، هذا طعم إماراتي للحوثي لكن هذه المرة بطريقة غير مباشرة".

 من جانبه أوضح حساب باسم "أنا" أن المنطقة التي تم مصادرة السفينة روابي منها منطقة تحت سيطرة التحالف عسكريا وتسمى جزر "الزبير" ويوجد فيها مركز رصد سعودي.

وأشار إلى أن هذه الحادثة تؤكد أن الأسلحة الإيرانية تصل إلى الحوثيين تحت مرأى ومسمع التحالف.

 بينما سخر حساب باسم عز العربي اليماني من الحادثة قائلا: "للعلم الأدوية التي تحملها الطائرات الأممية إلى صنعاء هي نفس الأدوية التي تحملها السفينة الإماراتية، وكلها تهدف إلى قتل الشعب اليمني".

وأكد الناشط صالح المهري تخبط رواية التحالف السعودي الإماراتي حول سفينة روابي، وأنها غير مقنعة فالسعودية تنقل معداتها عبر طائرات وسفن سعودية من وإلى سقطرى، والمستغرب أن السفينة إماراتية وتحمل معدات وأسلحة سعودية ويبدو أن وجهتها لم تكن سقطرى.

قرصنة الحوثي

بينما رأى الباحث عبدالسلام محمد، أن قرصنة الحوثيين سفينة بالمياه الدولية حادث خطير، بغض النظر عن نوعية حمولة السفينة أو جنسيتها، فالمرجح أن الحادث سيدفع إلى تصعيد عسكري في الساحل وبرضا دولي، وربما ذلك سيؤثر على التزامات التحالف والشرعية في اتفاق استكهولم.

 وأكد مغرد آخر باسم "وطنجي يمنجي" أن خطر إيران والتحالف السعودي الإماراتي وعبيدهم لن يطيب إلا بقتل أكبر عدد من اليمنيين، مشيرا إلى أن هذا المخطط نابع من انبطاح الحكومة اليمنية.

 من جهته، أعرب الناشط السياسي اليمني فارس الميسري عن قناعته بأن الحوثي ارتكب جريمة قرصنة دولية، وهذا يهدد الأمن الإقليمي والملاحة الدولية، ولذلك يبرر بأنها سفينة أسلحة للإفلات من العقوبات الدولية.