تجسس أميركا على قادة أوروبيين.. كيف تورطت مخابرات الدنمارك؟

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة روسية الضوء على تسريبات إعلامية تؤكد مساعدة الدنمارك للولايات المتحدة الأميركية في التجسس على مسؤولين أوروبيين.

وأوضحت صحيفة "غازيتا.رو" في مقال للكاتبة إيكاترينا زابرودين، أن "وكالات الاستخبارات الأميركية تجسست على سياسيين أوروبيين، بين عامي 2012 و2014 بواسطة برنامج تعاون مع المخابرات الدنماركية".

من العيار الثقيل

وقالت زابرودين: "عادة ما تساعد الدنمارك وكالات الاستخبارات الأميركية وحتى لعدة سنوات في التجسس على القادة الأوروبيين، بما في ذلك المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل".

وأوضحت أنه "تم نشر البيانات من قبل صحفيي شركة الإذاعة العامة الدنماركية بواسطة فريق زملاء من السويد والنرويج وألمانيا وفرنسا، حيث تمكنوا من الوصول إلى تقرير سري لمجموعة عمل تابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية الدنماركي".

كما ذكرت الكاتبة أنه "في توقيت مناسب تم توجيه هذه المجموعة المكونة من 4 قراصنة لتوضيح وإبلاغ قيادتهم بما تفعله وكالة الأمن القومي الأميركية على الأراضي الدنماركية دون علم شركائهم الأميركيين".

وأسفر التحقيق الداخلي تحت اسم "ريد" عن إمكانية وكالة الأمن القومي من الوصول للمعلومات خاصة بمحطة استماع في كوبنهاغن في الفترة من 2012 إلى 2014 "مما فاجأ الدنيماركيين أنفسهم".

وأضافت زابرودين أنه "طوال هذا الوقت، تعقب عملاء أميركيون الرسائل والمحادثات الهاتفية الخاصة ببعض السياسيين والمسؤولين النرويجيين والسويديين والهولنديين والفرنسيين والألمان، من خلال كابلات الإنترنت البحرية الدنماركية، كما نشرت صحيفة (زود دويتشه تسايتونج)".

ومنذ واقعة العميل الأميركي السابق إدوارد سنودن قبل 8 سنوات بفضحه للتجسس الأميركي، قرر الألمان تجنب تفاقم العلاقات مع واشنطن، وفي عام 2015 أغلق مكتب المدعي الفيدرالي الألماني القضية حول التجسس على ميركل.

لكن اتضح في الوقت الحالي، أن هدف المراقبة كان أيضا رئيس ألمانيا الفيدرالي فرانك فالتر شتاينماير (وزير الخارجية في تلك الفترة)، وسياسي ألماني آخر "من العيار الثقيل" (رئيس وزراء شمال الراين وستفاليا السابق) ووزير المالية الألماني السابق والمرشح لمنصب المستشار من الحزب الديمقراطي الاجتماعي في انتخابات 2013، بيير شتاينبروك.

واكتشف جهاز المخابرات العسكرية الدنماركي كل هذه التفاصيل قبل 6 سنوات، ولكن تم تسريب هذه المعلومات على نطاق واسع في وسائل الإعلام الآن فقط"، تقول زابرودين.

عاصفة حقيقية

وأشارت زابرودين إلى أن "الدنماركيين أقرب جيران لألمانيا وشركاء الناتو قدموا للأميركيين منصة للتجسس، أدهشت برلين، حيث أعلن مكتب الرئيس شتاينماير وميركل أنهما على علم بكل شيء، خاصة عقب طلبات الصحفيين للتعليق على الموقف، مما شجع شتاينبروك، غير المثقل بالمناصب العليا في الوقت الحالي على المزيد من الصراحة".

وقال شتاينبروك: "أعتقد أن هذه فضيحة سياسية".

فيما قال المحامي، باتريك سينسبورج، الذي يرأس لجنة التحقيق التابعة لوكالة الأمن القومي في ألمانيا، إنه "لم يفاجأ" بالاكتشاف الجديد.

ووفقا لما ذكره، فإن مثل هذا التنصت على المكالمات الهاتفية هو "ممارسة شائعة"، حيث اقتبس سينسبورج عن موقع "دويتشه فيله": "تحتاج إلى فهم كيفية عمل نظام المخابرات، الأمر لا يتعلق بالصداقة، ولا يتعلق بالادعاءات الأخلاقية والمعنوية، إنه يتعلق بتحقيق مصالح خاصة".

ولفتت الكاتبة إلى أنه "في ستوكهولم نشأت عاصفة حقيقية، حيث طالب وزير الدفاع السويدي بيتر هولتكفيست على الهواء من شركة التلفزيون السويدي بتوضيح الزملاء الدنماركيين مدى تأثير الأنشطة الاستخبارية على رعايا المملكة ومؤسساتها وكيف تشارك أجهزة المخابرات الدنماركية عمدا في ذلك".

وفي هذا الصدد، اعترف هولتكفيست بأنه لم يكن يعرف شيئا في السابق عن مراقبة السياسيين السويديين، حيث نقلت وكالة "ريا نوفوستي" عن الوزير قوله "لقد طلبنا بتوضيح معلومات هذه الحادثة بالكامل ولم يتم التصريح بكل شيء".

ومع ذلك، وفقا للوثائق، فإن الدنماركيين أنفسهم الذين ساهموا في مساعدة وكالة الأمن القومي "عن طيب خاطر أو عن غير عمد، كانوا أيضا هدفا للتجسس"، بحسب الصحيفة الروسية. 

ووفقا لموقع "نيوز رو"  الأوروبي أنه لأول مرة، أصبحت حقيقة أن وكالة الأمن القومي الأميركية كانت تراقب ميركل معروفة منذ عام 2013 من الوثائق التي نشرها سنودن، ومع ذلك، فإن حقيقة أن الأميركيين تلقوا المساعدة من دولة ألمانيا المجاورة أصبحت معروفة الآن فقط".

ووفقا لموقع "دويتشه فيله"، استخدمت المخابرات الأميركية معدات المخابرات الدنماركية للتجسس ليس فقط على أقرب حلفائها في أوروبا، ولكن أيضا على السياسيين البارزين في فرنسا والسويد والنرويج وهولندا.

واختتم المقال بـ"طلب السياسيين الأوروبيين إجراء تحقيق رسمي، حيث يكمن سبب استيائهم الكبير في أن أحد الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ساعدت الأميركيين على التجسس على دول الاتحاد الأخرى".