أردوغان يذكر إسرائيل بأرمينيا وليبيا.. هل يستعيد العالم الإسلامي شوكته؟

2 months ago

12

طباعة

مشاركة

مازالت التهديدات التي صرح بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد إسرائيل في 28 يوليو/ تموز 2024 تثير ردود فعل واسعة بالشرق الأوسط والعالم.

واشتعلت حرب كلامية بين الأتراك والإسرائيليين على منصات التواصل بعد تصريحات أردوغان التي قال فيها "كما دخلنا (الإقليم الأذري) قره باغ وليبيا، يمكننا فعل الشيء نفسه بإسرائيل، وعلينا أن نمتلك القوة الكافية حتى لا تستطيع إسرائيل فعل ما تفعله في فلسطين".

وفي هذا السياق، نشرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية بنسختها التركية مقالا للكاتب التركي “أسد الله أوغوز” ذكر فيه أن كلمات أردوغان عززت حجة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يقوم بحملة ضغط مكثفة في الولايات المتحدة، بأن إسرائيل مهددة. 

فبعد أن هدد الرئيس التركي بدخول إسرائيل - دون تحديد نوع التدخل الذي يتحدث عنه - رد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس عليه عبر "إكس" بالقول، إن "أردوغان يسير على خطا صدام حسين ويهدد بمهاجمة إسرائيل".

الوقت المناسب

وقال الكاتب التركي إن ما يجب أن نعرفه هو أنه على الرغم من أن تركيا قد حققت تقدما كبيرا في صناعة الدفاع في السنوات الأخيرة، إلا أنها ليست في وضع يمكنها من مواجهة الغرب، وخاصة الولايات المتحدة. 

وأضاف أن “لدى تركيا هيكلا اقتصاديا هشا، ولا تزال بحاجة إلى رأس المال والتكنولوجيا الغربية”. 

ناهيك عن الحرب، فحتى فرض حظر مشابه لما تم فرضه على إيران يمكن أن يضع تركيا في موقف اقتصادي صعب للغاية. 

لذلك يجب أن تتجنب تركيا بعناية المواجهة المباشرة مع الغرب حتى تصبح أقوى.

فحتى الصين، التي تتحدى الغرب في كل مجال من الإنتاج إلى التجارة ومن التكنولوجيا إلى العلم تتجنب الدخول في صراع مباشر مع الولايات المتحدة بشأن تايوان، التي هي جزء من أراضيها، على الرغم من كل إمكانياتها. 

بدلا من ذلك، تنتظر الوقت المناسب للقيام بحركتها مثل لاعب شطرنج ماهر. ويجب على تركيا أن تفعل الشيء نفسه، بحسب الكاتب أوغوز.

إجراءات ملموسة

وأشار إلى أنه على الرغم من ردود الفعل الدولية المكثفة والمظاهرات التي نظمت في مئات المدن حول العالم، لا يزال الغرب يدعم المجزرة التي تقوم بها إسرائيل في غزة منذ 10 أشهر.

وشدد على أن الحل واضح: فيجب على العالم الإسلامي أن يتخذ إجراءات ملموسة، وأن يدعو دولا مثل روسيا والصين والبرازيل وجنوب إفريقيا لدعمهم.

وإذا قامت الدول الرئيسة في العالم الإسلامي، مثل تركيا ومصر والسعودية وقطر والإمارات والأردن وباكستان وإندونيسيا، بتعليق كل أشكال التعاون مع الولايات المتحدة حتى تنسحب إسرائيل من غزة ويتم إنشاء دولة فلسطينية حقيقية (وليس شكلية) ضمن الحدود التي حددتها الأمم المتحدة، يمكن تحقيق نتائج في وقت قصير. 

والمشكلة الرئيسة هي إقناع الدول المذكورة أعلاه بالعمل الجماعي.

وأضاف: تخيلوا للحظة أن دول الخليج العربي فرضت حظرا نفطيا على الغرب، وأن تركيا والأردن وباكستان ومصر علَّقت التعاون العسكري مع الولايات المتحدة، وأن القواعد العسكرية الأميركية في قطر والسعودية أغلقت. 

في مثل هذه الحالة، ستبدأ واشنطن في القلق ولن تتردد في اتخاذ الإجراءات اللازمة لإجبار إسرائيل على الامتثال.

خسارة كبيرة

وأرجع الكاتب التركي ذلك إلى أن "إسرائيل، مهما كانت قيمة بالنسبة للولايات المتحدة، فإن واشنطن لا يمكنها تحمل خسارة دول غنية بالطاقة مثل السعودية وقطر والكويت والإمارات التي تعد حيوية للاقتصاد الأميركي. 

وبالمثل، فإن كلا من مصر وتركيا تحتلان موقعا إستراتيجيا وتعدان جسرا بين القارات، ولا يمكن للولايات المتحدة التخلي عنهما بسهولة بسبب مواقعهما وأهميتهما في المنطقة.

وفي الختام، قال: بدلا من وضع نفسها في موقف صعب من خلال تصريحات غير ضرورية وغير مجدية، يجب على تركيا أن تتعاون مع الدول الإسلامية للضغط على الغرب وإسرائيل. 

وإذا تمكن العالم الإسلامي من التحرك ككتلة واحدة ضد الغرب لأول مرة في التاريخ، يمكنه حتى تغيير توازن القوى في العالم. 

بالإضافة إلى ذلك، يمكن لمثل هذه المبادرة أن تفتح الطريق أمام العالم الإسلامي لاستعادة قوته وعظمته التي فقدها والتي قادت العالم لمدة ألف عام.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة بدعم أميركي، خلفت أكثر من 130 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.

الكلمات المفتاحية