الرجال مع ترامب والنساء مع هاريس.. من يفوز بالانتخابات الرئاسية الأميركية؟

"تتفوق هاريس على ترامب بفارق 30 نقطة مئوية في نوايا تصويت النساء الأميركيات"
تكشف استطلاعات الرأي الأخيرة في الولايات المتحدة فجوة انتخابية بين الجنسين؛ حيث يميل الرجال إلى انتخاب المرشح الجمهوري دونالد ترامب، بينما تقف النساء في صف المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.
وتفاعلا مع ذلك، أجرت صحيفة الباييس الإسبانية عدة مقابلات مع نساء أميركيات لفهم هواجسهن ومخططاتهن التصويتية.
دعم كبير
وقالت الصحيفة: إن نسبة كبيرة من النساء الأميركيات، على غرار كاري زيمرمان، من شمال فيرجينيا، على يقين بأن الانتخابات الرئاسية ستشهد موجة من الأصوات النسائية، في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، من شأنها أن تقلب كفة الميزان لصالح هاريس.
فلن يكون في صف هاريس النساء الديمقراطيات فقط، ولكن ستنضمّ إليهن نساء أخريات من الأيديولوجيات المحافظة أو المستقلة اللاتي يرغبن في الدفاع عن الحق في الإجهاض والديمقراطية.
وترى المواطنة الأميركية أن "النساء ستفزن بهذه الانتخابات بقيادة كامالا هاريس".
وتعلل رأيها بأن "الحزب الجمهوري يريد أن يحرم المرأة بشكل منهجي من حقها في الإجهاض. أعتقد أن النساء، بغض النظر عن طريقة تفكيرهن في القضايا الأخرى، لن يتحملن هذا الأمر".
وقد حضرت هذه المواطنة القادمة من شمال فيرجينيا قبل أيام أمام البيت الأبيض، للاستماع إلى المرشحة الرئاسية الديمقراطية في خطاب "المرافعات النهائية" في الأيام الأخيرة من الحملة.
وقد رافقها العديد من الأصدقاء الذين يتفقون مع رأيها. وتدعم هذه المجموعة، مثل العديد من الحاضرين الآخرين، قمصانا تدعم نائبة الرئيس والعنصر الثاني في فريقها، تيم والز، وظهرت عليها شعارات مؤيدة لحق الإجهاض.
وجاء على قبعة أحد الحاضرين الآخرين في الخطاب "صوتوا لبناتكم".
وعلى بعد أمتار قليلة، تعبر ميليسا سكوت، المقيمة في ضواحي العاصمة الأميركية، عن نفسها بطريقة مماثلة: "أنا هنا لأنني أريد عالما يمكن فيه للمرأة أن تعيش دون خوف من سلب حقوقها".
وتضيف: "لأنني أريد عالما تشعر الأقليات العرقية بأنها جزء من هذا البلد ولا يتم تهميشها من قبل المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، وأنصاره. ولأنني أعتقد أن كامالا هاريس يمكنها توحيد هذا البلد. نحن بحاجة إلى هزيمة ترامب والكراهية التي يثيرها".
ونوهت الصحيفة إلى أن سكوت وزيمرمان ورفاقهما يمثلون الكتلة التصويتية الرئيسة التي تكتلت من أجل انتخاب كامالا هاريس: النساء، خاصة الحاصلات على شهادات جامعية والقادمات من الأحياء الشعبية.

استطلاعات مثيرة
وأظهر استطلاع حديث للرأي نشرته شبكة تلفزيون “إن بي سي”، تفوق المرشحة الديمقراطية على ترامب بفارق 30 نقطة مئوية في نوايا تصويت النساء الأميركيات.
في المقابل، يحصل الجمهوري على دعم أكثر بحوالي 12 نقطة بين الرجال. أما أكبر المتعاطفين مع كامالا هاريس فهم من الرجال غير المتعلمين بالجامعات والرجال المنتمين إلى الطبقة العاملة، الذين يعدون أنفسهم محتقرين من قبل النخب المثقفة.
ونقلت الصحيفة أن الفجوة بين الجنسين موجودة دائما في الانتخابات الأميركية. فمنذ ثمانينيات القرن الماضي، حيث كانت النساء يملن إلى التصويت بشكل أكبر لصالح الديمقراطيين، بينما يصوّت الرجال بنسبة أكثر لصالح الجمهوريين.
ولكن، لم تكن الاختلافات ملحوظة إلى هذا الحد من قبل. وفي السنوات الخمس والعشرين الماضية تضاعفت هذه الفجوة، خاصة بين النساء الأصغر سنا.
في هذا المعنى، يقول الخبير الإستراتيجي ومحلل اتجاهات التصويت، فرانك لونتز: "من بين الشابات تحت سن 24 عاما، أصبح العثور على فتاة تريد التصويت لصالح ترامب أمرا نادرا للغاية".
وأضاف: "تريد الشابات من هذه الفئة التصويت لصالح كامالا هاريس حيث إنها تمثل قدوة بالنسبة لهن، فهي تمثل المرأة التي يرغبن في أن يصبحن مثلها بعد 30 سنة".
من جانبها، تقول كاثرين تيت، أستاذة العلوم السياسية في جامعة براون: "إن الفجوة بين الجنسين في انتخابات سنة 2024 كبيرة بشكل خاص. لقد سعى ترامب إلى نفور الناخبات بسبب لغته العدائية وعدوانيته. سيكون التصويت النسائي حاسما في هذه الانتخابات".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الاتجاه كان واضحا في أي تجمع للمرشحين. ويميل جمهور الرئيس السابق إلى أن يهيمن عليه العنصر الرجالي.
في الأثناء، على الرغم من أن جمهور نائبة الرئيس أكثر تنوعا، إلا أنه تطغى عليه الوجوه النسائية. وبشكل عام، ركّز كلا المرشحين على تنمية دعم هذه الكتل التصويتية.

جيه دي فانس
وذكرت الصحيفة أن عاملا آخر يلعب دورا مهما في هذه الفجوة الانتخابية بين الجنسين، حيث اختار ترامب جيه دي فانس مرشحا لمنصب نائب الرئيس، رغم أنه شخصية مكروهة بشكل خاص بين النساء التقدميات، بعد التعليقات المهينة لهنّ.
في المقابل، لم ترغب هاريس في إبراز الطبيعة التاريخية لترشيحها كأول امرأة سوداء تترشح للبيت الأبيض.
في الحقيقة، هو درس تعلمته من المحاولة الفاشلة التي قامت بها هيلاري كلينتون، التي وعدت في سنة 2016 في حملتها الانتخابية "بكسر القواعد القديمة"، ولم تنجح.
في الأثناء، تتخذ نائبة الرئيس من حق الإجهاض راية لها، وتحاول تقديم نفسها على أنها مرشحة الحوار والاندماج والفطرة السليمة.
وقد ظهرت في بعض تجمعاتها إلى جانب عضوة الكونغرس الجمهورية السابقة، ليز تشيني، ابنة نائب الرئيس السابق، ديك تشيني، لتوجيه رسالة إلى النساء المحافظات والمعتدلات، اللاتي قد يكنّ مهتمات بمقترحات ترامب السياسية، لكنهن ينفرن من شخصيته العدوانية.
وعلى الرغم من كل شيء، فإن جزءا من أصوات النساء يميل نحو دونالد ترامب.
وتقول تيريزا، وهي من أصل فنزويلي، لكنها تعيش في مدينة ريدينغ بولاية بنسلفانيا منذ أكثر من عقدين من الزمن: "من المهم جدا أن نعرف أن قيم الحزب الجمهوري تمثل قيم اللاتينيين".
وأضافت الصحيفة أن الدعم المقدم من النساء يعدّ خبرا جيدا لهاريس. وبشكل عام، تميل النساء إلى الذهاب إلى صناديق الاقتراع بشكل أكثر انتظاما من الرجال، ويمثلن 53 بالمئة من الناخبين.
ووفقا لتحليل حديث أجرته صحيفة ديجيتال بوليتيكو، في التصويت المسبق للولايات المفصلية، هناك فجوة بين الجنسين بمعدل 10 نقاط مئوية لصالح النساء.
وإلى غاية الوقت الراهن، تمثل 55 بالمئة من الأصوات التي تم الإدلاء بها من الأصوات النسائية، فيما كانت 45 بالمئة من الأصوات من إمضاء الرجال.