"هبّة القدس".. موقع عبري: التوترات ستتصاعد مع تأجيل انتخابات فلسطين

12

طباعة

مشاركة

سلط موقع عبري الضوء على تقديرات مسؤولين أمنيين إسرائيليين بأن رمضان هو "شهر مشتعل ومتفجر للغاية" في فلسطين، وأن التوترات الأمنية في القدس الشرقية وحدود قطاع غزة ستستمر، بل وستتصاعد، إذا أرجأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس الانتخابات.

وذكر موقع "نيوز ون" أنه وفقا لبيانات جيش الاحتلال، "تم إطلاق 38 صاروخا من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، وتم اعتراض 7 منها بواسطة منظومة القبة الحديدية، ويأتي التصعيد الأمني ​​على خلفية الأحداث العنيفة التي وقعت نهاية الأسبوع الماضي في القدس الشرقية".

وزعم الموقع الأمني العبري أن "السلطة الفلسطينية وحركة حماس تستغلان شهر رمضان؛ لمحاولة إشعال النار في القدس، ولأي سبب من الأسباب تمت تسمية الأحداث العنيفة باللغة العربية بـ(هبة القدس) أو (هبة رمضان) وهناك من يسمونها في الشارع الفلسطيني بـ(انتفاضة القدس)".

وذكر أن "كبار المسؤولين في حركة فتح قالوا إن بعض أعمال العنف كانت عفوية، ويرجع ذلك جزئيا إلى مظاهرة من قبل منظمة لاهافا الإسرائيلية، والتوترات المستمرة بين اليهود والعرب في حيي الشيخ جراح وسلوان".

وأفاد الموقع بأن "مسؤولي فتح يزعمون أن مبادرة التصعيد جاءت من رام الله وأن تنظيم الحركة في القدس الشرقية هو الذي بدأ بإثارة الرياح بأوامر من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس, وذكرت قناة الميادين اللبنانية أن إسرائيل ناشدت السلطة الفلسطينية بتهدئة الوضع لكن لم يتم الرد عليها".

ونقل "نيوز ون" عن مصادر في "فتح": "ما زلنا في بداية موجة احتجاجات فقط، ومن المتوقع أن تتصاعد خلال رمضان وبعد إعلان عباس المتوقع عن تأجيل الانتخابات، ويجب أن تكون الذروة ليلة العيد".

فيما أكد خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عكرمة صبري، خلال عطلة نهاية الأسبوع، أن "الشباب الفلسطينيين في القدس الشرقية أظهروا شجاعة وبطولة وعلموا الاحتلال درسا بأن القدس متمردة ولن تقبل أن تصبح وتتحول ليهودية، ولأن محبي المسجد الأقصى يستطيعون حمايتها رغم غطرسة المحتل".

خوف من حماس

ويرى الموقع العبري أنه "يجب أن ينظر إلى التصعيد في القدس الشرقية على أنه جزء من الحملة التي أطلقها عباس في الأسبوعين الماضيين ضد منع إسرائيل لسكان القدس الشرقية من الترشح في البرلمان الفلسطيني".

ولفت إلى أن "عباس أطلق حملة دولية لإقناع المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للسماح لسكان القدس الشرقية بالتصويت في الانتخابات، بالمقابل، أمر نشطاء فتح في القدس بالبدء في تسخين الأجواء في الحرم القدسي والقدس الشرقية، وينوي من هذا التوجه لخلق ضجة دولية حول قضية القدس".

وأرجع الموقع هذه الضجة الدولية لإثبات أن القدس بالنسبة للسلطة "خط أحمر"، وبالتالي فعباس سيؤجل الانتخابات لأن إجراءها دون مشاركة سكان شرقي القدس هو بمثابة التنازل عن القدس.

وأيضا سيساعده التأجيل في التستر على فشله في الحملة الانتخابية الحالية التي أدت إلى انقسام كبير في "فتح" والخوف المحتمل من فوز "حماس" في الانتخابات، وفق الموقع العبري.

وبحسب مصادر في "فتح"، فمن المتوقع أن يعلن عباس، خلال أيام، عن تأجيل الانتخابات البرلمانية واتهام إسرائيل بقرارها منع سكان القدس الشرقية من المشاركة في الانتخابات، على أن يصاحب هذا الإعلان احتجاجات في الضفة الغربية والقدس الشرقية، يقول "نيوز ون".

وأشار المحلل الاستخباراتي في الموقع، يوني بن مناحيم، إلى أن "السبب الحقيقي لمعارضة إسرائيل إجراء الانتخابات هو مشاركة حماس والخوف من فوزها في ظل أخطاء عباس، وتعزيز مكانتها في الضفة، وليس المشاركة الرمزية لسكان القدس الشرقية، حيث أوضح رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، نداف أرغمان ذلك في لقاء شخصي مع عباس".

وأكد بن مناحيم أنه بعد رفض عباس تأجيل الانتخابات، شن جهاز "الشاباك"، موجة كبيرة من الاعتقالات في القدس الشرقية والضفة الغربية لنشطاء "حماس" ومرشحيها لتعطيل أنشطتها وانتصارها المتوقع. 

خط أحمر

وبين المحلل الاستخباراتي أن الوفد الأمني ​​المصري الذي زار قطاع غزة قبل أسبوعين، نقل رسالة تحذيرية من حماس إلى أجهزة الأمن الإسرائيلي مفادها أن تأجيل الانتخابات سيؤدي إلى غليان حدود غزة مع إسرائيل، وأن إطلاق صواريخ حماس يهدف إلى إظهار أن قضية القدس والمسجد الأقصى، من وجهة نظر حماس، هي "خط أحمر" ليست مستعدة لتجاوزه.

وادعى بن مناحيم أن "حماس تحاول ركوب موجة الأحداث العنيفة في القدس الشرقية لمحاولة استئناف انتفاضة جديدة في القدس الشرقية، من خلال منح المتظاهرين العرب في شرق المدينة سندا وجبهة خلفية من خلال إطلاق الصواريخ على إسرائيل".

ويعتقد المحلل الأمني أن "حماسا تحاول تصوير نفسها على أنها زعيمة النضال الفلسطيني من أجل القدس والمسجد الأقصى، وتأجيل الانتخابات البرلمانية الفلسطينية بمثابة ضربة لحماس حيث كان لديها فرصة جيدة للفوز وكسب موطئ قدم في الحكم الفلسطيني بالضفة الغربية". 

وتشير حماس من خلال إطلاق النار على إسرائيل إلى أنها لن تقبل استمرار اعتقال عناصرها في الضفة الغربية من قبل "الشاباك" وأن تأجيل الانتخابات لا يعني انتهاء الآية فيما يتعلق بتطلعاتها للسيطرة على أراضي الضفة الغربية.

ولفت بن مناحيم إلى أن "التقدير الحالي للمسؤولين الأمنيين في إسرائيل وأيضا بين نشطاء فتح في الضفة هو أن رمضان هو شهر متفجر للغاية وأنه من المتوقع أن يتصاعد الوضع الأمني ​​في ظل القيود الأمنية الإسرائيلية على الحرم القدسي والبلدة القديمة في القدس، وخاصة بعد إعلان عباس المنتظر تأجيل الانتخابات". 

وخلص المحلل إلى القول: إن "حماسا تعارض تأجيل الانتخابات وإذا اتخذ عباس خطوة أحادية الجانب وأعلن تأجيلها دون تنسيق معها، فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من التصعيد من جانب حماس".

ووفق مرسوم رئاسي، ستجرى الانتخابات الفلسطينية على 3 مراحل خلال العام الجاري: تشريعية (برلمانية) في 22 مايو/أيار، ورئاسية في 31 يوليو/تموز، وانتخابات المجلس الوطني في 31 أغسطس/آب.