بعد 10 سنوات.. مركز عبري يرصد أثر التدخل الروسي الإيراني في سوريا

12

طباعة

مشاركة

بعد مضي عشر سنوات على الحرب، خسر نظام بشار الأسد عشرات الآلاف من المقاتلين وبات يعتمد على المليشيات الموالية لإيران وروسيا.

وأشار مركز "القدس للشؤون العامة والدولة" العبري إلى أن انهيار جيش الأسد، أجبر موسكو على تعميق مشاركتها مع سوريا في عام 2015 وتدريب وإعطاء النصائح من قبل الضباط الروس. 

ونوه المركز العبري إلى أنه في الوقت نفسه، شارك عناصر حزب الله من لبنان والمليشيات الموالية لإيران بشكل كبير في القتال، واستبدلوا المقاتلين السوريين في الجبهة.

ولفت إلى أن دراسة نشرت عام 2019 في مركز المعلومات العامة والإرهاب للواء مئير عميت، أحصت 1139 اسما لعناصر حزب الله قتلوا منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية حتى عام 2018. 

وبحسب الدراسة، فإن حوالي 10 بالمئة من مجموع القتلى كانوا من القادة وكبار المسؤولين ومعظمهم من الجنوب اللبناني. 

ويقول العميد (احتياط) يوسي كوبرفاسر، الباحث البارز في مركز القدس للشؤون العامة وشؤون الدولة والرئيس السابق لقسم الأبحاث في الجيش الإسرائيلي، إن قوات الأسد في طور إعادة التأهيل على الرغم من الخسائر الفادحة.

ويوضح كوبرفاسر: "طوال الوقت، اعتمد الجيش على القوة الروسية في الضربات الجوية التي غيرت واقع هذه الحرب".

وقال: "إنها تعتمد على القوات التي أتى بها الإيرانيون وعلى القوات غير النظامية التي ينظمها السوريون أنفسهم، وقبل كل شيء على حزب الله".

تحييد إسرائيلي

وأشار طاقم المركز العبري إلى أن هذا الواقع يستمر اليوم، كما ينشر حزب الله قواته في مرتفعات الجولان. وعلى الرغم من أن جيش الأسد يتعافى، إلا أنه ليس القوة التي تقود المعركة في جميع أنحاء سوريا، ويتركز معظم نشاطه في محيط إدلب.

وبحسب تقارير أجنبية، فإن الفوضى في سوريا تسمح لإسرائيل بالعمل ضد محاولات تزويد حزب الله بأسلحة الدمار الشامل.

وقبل شهرين هاجمت طائرات حربية قوات الأسد ومواقع للمليشيات الموالية لإيران في دير الزور شرقي البلاد. وأفادت وسائل الإعلام المعارضة أن طائرات هاجمت مواقع الحرس الثوري الإيراني في منطقة البوكمال.

ولفت الطاقم العبري إلى أنه في الوقت نفسه، أفادت وكالة أنباء صنعاء في فبراير/شباط 2021، عن هجوم على هضبة الجولان السورية ومحيط مطار دمشق الدولي.

ويوضح الباحث البارز كوبرفاسر أن "إسرائيل في هجماتها على أهداف إيرانية، جعلت من الصعب على طهران نقل أسلحة إلى حزب الله لتحسين دقة الصواريخ".

وتابع: "نجحت إسرائيل في نسف الكثير من جهود إيران لبناء بنية تحتية إرهابية وقواعد في سوريا تمكنها من العمل ضدها،, لكن كل إنجازاتنا ليست 100 بالمئة".

ويشير كوبرفاسر إلى أن إيران تمكنت من إنشاء قواعد لها في سوريا وتشكيل وحدات حزب الله في هضبة الجولان، لكن تجهيزات هذه القوات ضعيفة ومستوى نشاطها منخفض.

في غضون ذلك، تمكنت إسرائيل من التوصل إلى تفاهم مع نظام الأسد بفضل العلاقات مع روسيا. وفي فبراير/شباط، توصلت تل أبيب إلى تفاهم على إطلاق سراح شابة إسرائيلية عبرت الحدود إلى سوريا وتم نقلها إلى سجن في دمشق. 

وبحسب تقارير أجنبية، اشترت إسرائيل لقاحات سبوتنيك الروسية بمبلغ 1.2 مليون دولار، سيتم تحويلها إلى النظام السوري.

علاوة على ذلك، كانت هناك تقارير متزايدة عن عمليات البحث عن رفات الجاسوس اليهودي إيلي كوهين في مخيم اليرموك للاجئين في دمشق.

وعلى هذه الخلفية يطرح السؤال حول ما إذا كانت الهجمات المنسوبة لإسرائيل في سوريا تقوض هذه الجهود، لكن كوبرفاسر ينفي هذا الاحتمال.

ويخلص إلى أن "الجميع يفهم أن إسرائيل لا تعمل ضد النظام السوري، كما أنها لا تفعل أي شيء يعرض المصالح الروسية للخطر".

تشجيع إقليمي

في ذات السياق، أشارت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية إلى أنه بعد عشر سنوات من اندلاع الربيع العربي، "الأسد هو الزعيم العربي الوحيد الذي خرج سالما من العاصفة التي أطاحت بالديكتاتوريين المخضرمين".

لكن هذا البقاء أدى إلى خسائر فادحة أثّرت على حياة الشعب السوري، حيث قتل مئات الآلاف، وشرد أكثر من 10 ملايين من منازلهم وأصبح نصفهم على الأقل لاجئين في الخارج.

وأشار المعلق السياسي "عوديد غرنوت" إلى أن الأسد نفسه، الذي ذبح مواطنيه بلا رحمة، أجبر على البقاء في القصر، وعرض نفسه لـ "الطفرة" الإيرانية، التي تعتبر أكثر عدوى وخطورة من فيروس كورونا نفسه، الذي أصابه هو وزوجته أسماء في مارس/آذار، بحسب رواية النظام.

وأردف: "بدأت الأحداث قبل عشر سنوات وكانت مستوحاة من التطورات في تونس ومصر، حيث نزلت مجموعات من المواطنين دون هوية وقيادة موحدة، في مارس/آذار 2011، إلى شوارع المدن في سوريا، مطالبين بإسقاط النظام ومنح الحرية والحقوق للأفراد، وقمع الأسد هذه المظاهرات بعنف".

وتابع غرنوت: بعد عامين أو ثلاثة، سيطرت "الجماعات المتمردة السنية"، الأكثر والأقل اعتدالا على حركة الاحتجاج، بدعم من الخارج الذي أدرك وجود فرصة للإطاحة بالأسد من المجتمع العلوي، الذي يشكل حوالي 12 بالمائة من سوريا.

من ناحية أخرى، عندما رأت إيران خطر سقوط حليفها في دمشق وانهيار الجسر البري الذي يربطها عبر العراق وسوريا بحزب الله في لبنان، أمرت الآلاف من مقاتلي حزب الله بالدخول لمساعدة الأسد.

وأشار المحلل السياسي إلى أن المظاهرات المحلية تحولت إلى حرب دامية، وتمكن تنظيم الدولة الأكثر تطرفا وفتكا من السيطرة على أجزاء كبيرة من الأراضي السورية.

كما أصبحت سوريا ساحة معركة متعددة المشاركين، وانضمت إليها عناصر محلية مثل الأكراد والأجانب.

ولفت غرنوت إلى أنه منذ بداية الأحداث في سوريا، قررت إسرائيل عدم التدخل إلا في الحالات التي يكون فيها أمنها مهددا. على سبيل المثال، إنشاء منطقة "معادية" على الحدود في هضبة الجولان.

وخلص إلى القول: بهذه الروح، في السنوات الأولى من الربيع العربي في سوريا، تم تشكيل أشكال مختلفة من الدعم والمساعدة للمعارضين المعتدلين الذين سيطروا على المنطقة الحدودية، وفق قوله.