يقلق عباس.. إعلام عبري يرصد "تحالفا سياسيا" بين حماس ودحلان في غزة

12

طباعة

مشاركة

سلط إعلام عبري الضوء على احتمالية وجود تحالف سياسي بين القيادي الفلسطيني المفصول من حركة "فتح"، محمد دحلان، وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" قبل الانتخابات البرلمانية، ومخاوف الرئيس محمود عباس من زيادة سلطة دحلان السياسية عبر قطاع غزة.

وأشار موقع "نيوز ون" إلى أنه في 14 مارس/آذار 2021 وصل رئيس الأمن الوقائي سابقا في غزة، رشيد أبو شباك، والذي كان مقربا جدا من دحلان، والرجل الذي قاد معارك السلطة الفلسطينية ضد عناصر حماس عندما سيطروا بالقوة على القطاع عام 2007".

وأوضح أن "أبو شباك وصل غزة قبيل تقديم القوائم للانتخابات النيابية إلى لجنة الانتخابات المركزية، ويعتزم (التيار الإصلاحي) التابع لدحلان خوض الانتخابات النيابية".

عودة بعد غياب

وأكد الموقع العبري، أن "دحلان لن يتمكن من خوض الانتخابات شخصيا، لأن القانون الفلسطيني يحظر مشاركة أي شخص مدان بسوابق فساد في المحكمة الفلسطينية، ولم يتضح بعد ما إذا كانت لجنة الانتخابات المركزية ستوافق على القائمة التي ينوي أنصار دحلان تقديمها".

وأفاد بأن "الرئيس الفلسطيني محمود عباس يسيطر على اللجنة والمحكمة الخاصة التي أنشئت لبحث موضوع الانتخابات".

ونقل الموقع عن مصادر في قطاع غزة، أن "الذراع اليمنى لدحلان، سمير المشهراوي، سيصل خلال أيام لقطاع غزة عن طريق معبر مصر البري؛ للمساعدة في التحضير للانتخابات".

وأشار المحلل الاستخباراتي الأمني في الموقع، يوني بن مناحيم، إلى أنه في الشهر الماضي، وصل عبد الحكيم عوض وغسان جاد الله، وهما عضوان بارزان في "التيار الإصلاحي" التابع لدحلان، ووصل أيضا عشرات النشطاء الآخرين بعد غياب دام 14 عاما.

وأكد بن مناحيم على أن "عودة رجال دحلان إلى غزة تأتي في إطار سلسلة من التفاهمات التي توصل إليها دحلان مع رئيس حماس في القطاع يحيى السنوار، منذ عام 2017". 

وأشار إلى أن "رجال دحلان سيتمكنون من العودة إلى غزة بموجب اتفاق سياسي يتعهدا فيه الطرفان بعدم الانتقام، وهناك جزء من رجال دحلان أيديهم ملطخة بدماء حماس وقد قاتلوا نشطاء حماس خلال الأحداث الدموية عام 2007".

ونوه المحلل إلى أنه إلى "جانب الضمانات السياسية المتبادلة بين حماس ودحلان بالامتناع عن الانتقام والعداء المتبادل، هناك (لجنة المصالحة المجتمعية) والتي شكلها دحلان والسنوار لإنجاز الصلح ودفع تعويضات مالية لأسر المواطنين الذين قتلوا عندما سيطرت حماس على القطاع".

وأكد بن مناحيم على أنه "في إطار التفاهمات بين دحلان والسنوار، تم نقل 60 ألف لقاح ضد كورونا إلى قطاع غزة، بتمويل من دحلان والإمارات".

ويرى  أن "دحلان يرسخ سلطته في قطاع غزة في ظل ضعفه بالضفة الغربية حيث يحكم خصمه اللدود عباس". 

ولفت المحلل الأمني إلى أنه "في الأشهر الأخيرة، عملت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية ضد الموالين لدحلان في مخيمات اللاجئين بالضفة واعتقلت العشرات منهم لإضعاف سلطته وتعطيل أنشطته قبل الانتخابات".

وأشار بن مناحيم إلى أن "دحلان يريد أن يكتسب الشرعية السياسية من خلال انتخاب رجاله للبرلمان في محاولة لمحو نزع الشرعية التي عمل عليها به عباس في الشارع الفلسطيني، ويرى دحلان أنه قادر على كسب السلطة السياسية في البرلمان وتحسين موقفه التفاوضي تجاه عباس".

تحالف سياسي

ويقدر المحلل الاستخباراتي أن "دحلان نجح في إقامة تحالف سياسي للمصالح مع حماس، وهي مستعدة لفتح أبواب قطاع غزة لأبناء دحلان من أجل تقويته، الأمر الذي يضعف بشكل كبير الرئيس الفلسطيني وحركة فتح قبل الانتخابات النيابية".

واعتبر بن مناحيم أن "المبالغ المالية الكبيرة لدحلان ودعم الإمارات لتزويد سكان قطاع غزة باللقاحات ضد كورونا لها تأثير كبير على موقف حماس".

ولفت إلى أن "المخابرات المصرية مارست ضغوطا كبيرة على حماس للسماح لدحلان بالعمل في غزة، ويرى المصريون في دحلان خليفة لعباس وهم مهتمون بتعزيز سلطته السياسية". 

وخلص بن مناحيم إلى القول إن "إقامة دحلان في قطاع غزة تشكل مصدر قلق كبير لعباس، فبالإضافة إلى تعزيز مكانة عضو فتح المفصول مؤخرا ناصر القدوة والأسير مروان البرغوثي، هناك بعض كبار قادة فتح قلقون للغاية من الانقسام في الحركة ويحاولون إقناع عباس بتأجيل الانتخابات خوفا من الخسارة أمام حماس".

وتراهن حماس على "اتفاقها السياسي مع دحلان، الذي كان أحد أعدائها اللدودين، والمدعوم من 3 دول عربية، مصر والإمارات والسعودية، التي تعتبر الإخوان المسلمون وحماس حركتان إرهابيتان، لكن شخصيات بارزة في حماس واثقون في الذراع العسكري للحركة، وأنها لن تسمح لرجال دحلان برفع رؤوسهم، وحاليا الهدف المشترك هو إضعاف عباس وفتح".

وفي سياق متصل، أشارت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية إلى أن "رئيس التيار الإصلاحي في فتح، دحلان، هاجم بحدة عباس، زاعما أنه وفقا لمعلومات مؤكدة له، ستشارك حركتا فتح وحماس في قائمة موحدة خلال الانتخابات البرلمانية الفلسطينية في 22 مايو/أيار المقبل، ومن المتوقع أن يشارك التيار الإصلاحي بالانتخابات في قائمة منفصلة عن فتح".

في مقابلة مع قناة "العربية" الموالية للسعودية، قال دحلان: إن "إنجازات عباس في الـ15 عاما الماضية هي صفر كبير، فهو يطمح للتحالف مع حماس ليكون المرشح الوحيد والمتفق عليه في انتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية".

وأشار دحلان إلى أن "حماس لن تقدم مرشحها وأن ذلك سيزيد من فرص أبو مازن في الفوز، فيما الشعب يعاني منذ أكثر من 15 عاما".

ورأى منافس أبو مازن المنفي والمقيم في الإمارات أن "الرئيس الفلسطيني الحالي انتخب عام 2005 بثلاثة أهداف لكنه فشل في جميعها".

وحول علاقته بحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، قال دحلان: "لسنا في تحالف مع حماس، لكننا على الأقل لسنا في نزاع معها".