صحيفة روسية تستعرض خيارات طهران المتاحة في مرحلة ما بعد ترامب

قسم الترجمة - الاستقلال | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية، الضوء على الخيارات المتاحة لدى طهران في علاقاتها مع دول الإقليم والعالم بعد انتهاء فترة حكم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

ووصف الصحفي المختص في الشؤون الدولية، إيغور سوبوتين، في مقال نشرته الصحيفة، الحالة العامة في إيران بعد مغادرة ترامب، قائلا: "كانت السلطات الإيرانية من بين أولئك الذين أحصوا الثواني حتى نهاية رئاسة ترامب". 

وأشار إلى أن "طهران أضافت ترامب إلى قائمة عقوباتها جنبا إلى جنب مع الإدارة الأميركية المنتهية ولايتها بالكامل تقريبا، واستفادت أيضا من الفترة الانتقالية في واشنطن، وأظهرت قوة أسلحتها، حيث تمكنت من إجراء مناوراتها الرابعة هذا الأسبوع منذ بداية العام". 

في الوقت نفسه، حدد فريق الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن، وحتى قبل التنصيب، رؤيتهم للعلاقات مع إيران، وفق سوبوتين.

وأضاف الكاتب نقلا عن الرئيس الإيراني حسن روحاني قوله: "انتهت مهام الطاغية ترامب السياسية وانقضى حكمه الشرير، وفشلت سياسة الضغط على طهران فشلا ذريعا".

وخلال اجتماع حكومي في 20 يناير/كانون الثاني الجاري، قال روحاني: إن "ترامب مات لكن الاتفاق النووي ما زال قائما، والكرة الآن في الجانب الأميركي وإذا عادت واشنطن للاتفاق النووي ضمن (خطة العمل الشاملة المشتركة؛ JCPOA)، الموقع عام 2015 من قبل الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن وألمانيا، فإننا سنفي بالتزاماتنا كاملا".

وتابع: "نتوقع أن تعود الإدارة الأميركية الجديدة إلى حكم القانون وتلتزم، وإذا كان بإمكانها، في السنوات الأربع المقبلة، إزالة جميع النقاط السوداء التي خططها ترامب خلال السنوات الأربع الماضية".

معاهدة دفاعية

وبحسب سوبوتين، فقد أشار المرشح لمنصب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين، متحدثا قبل أيام في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إلى أن قرار عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي "لن يكون سريعا".

وبحسب قوله، فقد أخذت الإدارة الأميركية الجديدة بعين الاعتبار موقف الحلفاء الأميركيين في الشرق الأوسط -الدول العربية في الخليج العربي، وكذلك إسرائيل- وأن الأمر الآن لا يتعلق بعودة الولايات المتحدة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة فحسب، بل يتعلق بتوسيع "الاتفاق النووي".

وقال سوبوتين: إن "إيران تستعد لمعاهدة دفاعية وأمنية ومن المتوقع حسب المراقبين، أن يوقعها حلفاؤها الشيعة في الشرق الأوسط". 

وأضاف أن "الاتفاق يجب أن يكرس علاقات مع حلفائها على غرار حلف الناتو ومبدأ الرد الجماعي على أي هجوم من إسرائيل أو الولايات المتحدة، رغم الاتساع المعلن للاتصالات الإيرانية في المنطقة، يقول الخبراء إنها تستند إلى تقاطعات ظرفية للمصالح ولا يمكن إضفاء الطابع الرسمي عليها على شاكلة تحالف مثل حلف شمال الأطلسي".

ويشارك البرلمان الإيراني (المجلس) في مشروع القرار، حيث قال النائب أبو فضل أبو الترابي: "يتم الآن جمع كل التوقيعات اللازمة لطرح المبادرة التشريعية للتصويت". 

وأشار إلى أنه "من الضروري حماية دول ما يسمى بمحور المقاومة، والذي يضم إيران ومنظمات حكومية وغير حكومية وفاعلين لهم ثقلهم من غير الدول في الشرق الأوسط".

وأوضح أبو الترابي أنه "إذا هاجمت إسرائيل إحدى دول محور المقاومة أو إذا قررت اتخاذ أي إجراء آخر، فيجب على بقية ممثلي الكتلة بذل قصارى جهودهم العسكرية والاقتصادية والسياسية لمنع التهديد".

الناتو الشيعي

وأشار سوبوتين إلى أن "العلاقة الوثيقة بين إيران وعدد من الحركات الشيعية في الشرق الأوسط ليست خفية على أحد، لكنها ليست موثقة في اتفاق منفصل، من المحتمل أن طهران تنوي تغيير ذلك لتظهر لخصومها الإقليميين درجة الدعم التي تحظى به". 

وأضاف "هذا مهم بشكل خاص على خلفية الشائعات حول استعدادات إسرائيل لهجوم عسكري على المنشآت النووية في إيران وعلى خلفية الاتجاه المتزايد في العالم العربي لتطبيع العلاقات مع إسرائيل".

وتابع: "هذا المشروع أو الحلم الإيراني جاء على خلفية التحولات الإقليمية التي ظهرت بناء على طلب إدارة ترامب السابقة، وليس من قبيل المصادفة أن آخر يوم لهذه الإدارة وصفها الإيرانيون بأنها تقريبا غيرت حقبة بأكملها".

في هذا السياق، قال سوبوتين: "أعلن روحاني انتهاء ولاية ترامب واعتبرها نهاية للحكومة المنكوبة، وقال: في كل السنوات الأربع، لم تمنح هذه الإدارة للعالم سوى القمع والاستبداد".

وأشار الكاتب إلى قول الخبير في مجلس الشؤون الدولية الروسي المقيم في إيران، نيكيتا سماجين: إن "النفوذ الإيراني اليوم في الشرق الأوسط يسبب الانزعاج وسوء التفاهم بين الغالبية العظمى من دول المنطقة".

وأضاف "وفي هذا الصدد، هناك سبب للاعتقاد بأن المنظمات المعروفة باتصالاتها مع الجانب الإيراني قد لا توافق على الإعلان صراحة عن علاقاتها مع طهران".

وأكد سماجين أنه "من غير المرجح أن يتحول هذا التعاون إلى نوع من التناظرية لحلف شمال الأطلسي".

وأعرب الخبير عن ثقته في أن "إقامة علاقات تحالف مع مختلف المنظمات في المنطقة هي نقطة قوية في السياسة الإيرانية، لكن هذا التفاعل يقوم على أساس تطابق المصالح الحالي، وفقط، هذه ليست شراكة قوية".

وقال سماجين: "بالتأكيد لا يمكن للمرء أن يطلق على حلفاء إيران الإقليميين أنهم مخلصون تماما، ما زالوا يتعاونون مع إيران لأن مصالحهم تتلاقى في الوقت الراهن، وكانت هناك أمثلة عندما توقفت المصالح، ورفض شركاء إيران الامتثال لطلباته".

ولعل أبرز مثال على ذلك، يستشهد الخبير بتاريخ علاقات إيران مع الجماعات الفلسطينية، "التي حظيت لفترة طويلة بدعم طهران، بما في ذلك الدعم المالي، ومع ذلك، عندما اندلع الصراع المسلح في سوريا، رفضوا دعم رئيس النظام بشار الأسد علانية. 

وخلص سماجين إلى أن "ما يحاول البرلمان الإيراني على الأرجح قبوله هو إعلان إيران عن نيتها في التطبيع، وتعميق التعاون مع شركائها في المنطقة، لكن من غير المرجح أن يغير هذا بشكل ملحوظ طبيعة العلاقات القائمة في الوقت الراهن".