موقع إيراني: ينتظر طهران "مصير غامض" إذا لم تستغل فترة جو بايدن

12

طباعة

مشاركة

تحدث موقع إيراني، عن مصير غامض ينتظر الجمهورية الإسلامية، قد يكون أشبه بألمانيا التي جرى تقسيمها إثر الحربين العالميتين الأولى والثانية. 

وتطرق موقع "إيران ديبلوماسي" في مقال للخبير الإستراتيجي والمحلل السياسي صادق ملكي، إلى تأثير الرئيس السابق دونالد ترامب ونتائج الانتخابات الأميركية على طهران.

وقال الكاتب إن "خوف ألمانيا بدأ من أواخر القرن التاسع عشر وانتهى باندلاع حربين، وعلى الرغم من احتلال وتقسيم هذه الدولة إلى جزأين شرقي وغربي، كانت الفكرة تعتبر نهاية مريرة بالنسبة للألمان، ولكن استطاعت أن تنهيها بالسلام المسلح، وأن تبعد ظلال الحرب عن أوروبا".

وعلى مر الزمان استطاع الشعب الألماني عن طريق تقوية نفسه وفهم التغيرات في العلاقات الدولية من ناحية، ومن ناحية أخرى عن طريق الاعتماد على النظام والثقافة الخاصة بالألمان، والأهم من كل هذا إعادة تقديم أنفسهم، أن يضمن تحقق الوحدة بين ألمانيا الشرقية والغربية.

وكان ذلك من الأجزاء المهمة من أهدافهم ومن بينها التوسع في النفوذ في أوروبا الشرقية ليس بالسلاح العسكري، بل بالسيطرة الاقتصادية واليد الصناعية.

وتابع ملكي: "ولكوننا في إيران، يجب أن ندقق وندرك أن ترتيبات النظام الدولي والمنطقة أوسع من نظرتنا وتقديرنا له، حيث أن موقف النظام الدولي تجاهنا ذو أهمية".

إيران والعالم

وأردف: "سواء أحببنا أم لم نحب فإن إيران في الوقت الراهن أصبحت رعبًا حقيقيًا في المنطقة وعلى المستوى الدولي. وهذا ما فعلناه بأنفسنا حيث نركز على تحويل هذا الموقف إلى رؤية، أو نسعى إلى إخماده ونخرج من هذا المأزق".

ويجري تنظيم علاقات النظام العالمي على أساس السلطة، الحجم، ومنطق الربح المعاكس، ولا سبيل للنظر إلى الحق والباطل والعدالة فيه. وهذان المفهومان كذلك يمكن أن يتم تفسيرهما بشكل مختلف من قبل المسئولين، ويمكن أن تتعاكس بعضها، وفق قوله.

واستكمل الخبير حديثه: في مجال السياسة الأميركية، على الرغم من عدم وجود اختلافات أصلية بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري وكل منهما يتخذ طريقًا واحدًا من مسار آخر ويسوقه إلى هدف واحد فإنه يجب أن نعلم أن دونالد ترامب كان استثناء لهذه الحركة الشاملة، حيث أنه لم يتخذ نفس الطريق".

وتابع: "لم يعد ترامب اليوم موجودًا؛ لذلك يجب أن نستغل الفرصة من أجل إيجاد طرق حل تساعد على خروج الخوف من إيران، وبالسعي والعمل سنبتعد عن الاتهامات الموجهة لطهران وسنعرض وجهًا جديدًا.

وبعد بيان نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية في نفس الوقت الذي اتجهت فيه أوروبا والشرق الأوسط، وغيرهما إلى تغيير السياسات واتجه السلوك نحو استقبال هذا التغير، فإن اللغة والسلوك السياسي والعسكري في إيران لا ينم فقط عن عدم وجود التساهل، بل أيضا يشير إلى حدة المواقف، وفقًا لما ذكره الكاتب.

ورأى أن "إبعاد إيران عن الحرب، وفرض الاستقرار والحفاظ على الأراضي الإيرانية بأكملها بالنسبة لبعض من القوى العالمية ليس مرده الحب بل الخوف من الصدمات غير الآمنة المحتملة من قبل طهران".

وبحسب الكاتب، إيران دولة عظمى لها تاريخ وحضارة مؤثرة على المناطق المحيطة بها، لكن بالنسبة لمن يتحكم في العالم فلسنا متميزين ومهمين كي يتحملوننا بعد نفاذ صبرهم.

وبالنسبة للعلاقات الشائكة بين إيران وأميركا، "كنا في متلازمة الماضي، فقاموا بحل مشكلة حركة طالبان و(الرئيس العراقي الأسبق) صدام (حسين)، وأرادوا أن يبدؤوا مرحلة جديدة من الاتفاق النووي بالصواريخ، وخروج ترامب، وغيرها، وظلت هذه المرحلة العقيمة لدرجة أنها لم تصل إلى مشروع"، وفقًا للخبير.

انعكاس الآثار 

مع وجود التغيرات التي حدثت في أميركا والتي تنعكس آثارها على السوق الإيراني، سنحت الفرصة مرة أخرى اليوم حيث يجب أن نستغلها في تأمين المصالح القومية على أكمل وجه. 

وقال: "فلو لم يُدرك هذا الوقت ولم نستغل الفرصة الموجودة وهي انتخابات رئاسة الجمهورية (المقررة في إيران يونيو/حزيران 2021) والمنافسة بين الأحزاب، فمن الممكن أن يكون نصيبنا مصير ألمانيا".

وأردف ملكي: إذا لم نفهم الأبعاد وتعقيدات الحكام بالنسبة إلى العلاقات متعددة الأوجه مع إيران، فيمكن أن يتغير الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن الذي وعد بالعودة إلى الاتفاق النووي، وتكون العلاقات والمستقبل الذي ينتظر طهران هو الأكثر صعوبة، والأمر نفسه بالنسبة إلى الشرق الأوسط وأوروبا التي تقلق من الجمهورية الإسلامية.

وواصل: "إذا لم نبدأ في تغيير الإدارة وتقديم أنفسنا مرة أخرى، يمكن أن يتم هذا التغيير في إيران بقانون عمل مشترك بين أميركا وأوروبا، والشرق الأوسط".

ورأى أنه يجب أن "نفكر بعمق، فالشرق الأوسط، أوروبا، وإيران ليسوا كألمانيا، ونتيجة سياسة تغيير طهران من الممكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة".

 ويجب الأخذ في الاعتبار أنه لو حدث تغير في السياسات والإستراتيجيات في إيران في وقته، فلن يكون الاتفاق النووي، ولا القوة الصاروخية، ولا نفوذ المنطقة موضع نقاش. 

ويعتقد على سبيل المثال هنا، أن تركيا ليست مطيعة لواشنطن ولا تتحرك بإشارة منها، وتتبع منذ سنوات سياسة القوة النووية، العسكرية، الصاروخية، النفوذ في المنطقة، وحتى خارج المنطقة. 

واستطاعت أنقرة أن تهيئ لنفسها دائرة من النفوذ والسلطة حتى أكبر من حجمها عن طريق إدراك قواعد اللعبة، ورعاية أساسياتها، وفقًا لما قاله ملكي.