"المونيتور": هل يوقف ترامب صفقة "الأباتشي" مع مصر.. ما الأسباب؟

12

طباعة

مشاركة

يسعى زعيم الديمقراطيين في لجنة الاعتمادات في مجلس الشيوخ الأمريكي، إلى طلب من الرئيس ترامب بوقف بيع طائرات أباتشي أمريكية لمصر في صفقة قيمتها بليون دولار.

وفي تقرير لموقع "المنيتور" الأمريكي لمراسله في البنتاجون جاك ديتش، فإن السيناتور الدمقراطي باتريك ليهي، اشترط أن تدفع مصر تكلفة علاج مواطنة أمريكية، كانت قد أُصيبت في هجوم بطائرات أباتشي أمريكية عام 2015 في مصر.

وذكر الموقع أن "نائب رئيس لجنة الاعتمادات في مجلس الشيوخ- الذي قام بتجميد معونة عسكرية لمصر قيمتها 300 مليون دولار العام الماضي على خلفية اتهامات بانتهاكات لحقوق الإنسان في مصر-، طلب من وزارة الخارجية أنه على مصر دفع قيمة الفواتير الطبية للمواطنة الأمريكية أبريل كورلي".

وقال أحد مساعدي السناتور باتريك ليهي: "لا نعرف ما إذا كانت الصفقة ستتم أم لا، لكننا أوضحنا أن الحكومة المصرية تحتاج أولا إلى حل قضية أبريل كورلي".

وحسبما ذكرت الموقع، فان وزارة الخارجية الأمريكية  كانت قد أعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني، عزمها بيع 10 طائرات من طراز أباتشي إلى مصر لتلبية الاحتياجات المصرية لمكافحة "الأنشطة الإرهابية" التي تقوض الاستقرار الإقليمي والتي تنطلق من شبه جزيرة سيناء .

غارة فاشلة

وقال البنتاجون في بيان صحفي أصدره عن الموضوع ذاته، إن "الصفقة ستلبي احتياجات السياسة الخارجية والأمن القومي الأمريكي من خلال مساعدة الشريك الإستراتيجي للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وهي مصر".

وأضاف البيان، أن "الصفقة ستساهم في تحقيق الأهداف الإستراتيجية المشتركة بين الولايات المتحدة الأمريكية ومصر وحلفاء آخرين".

وقال الموقع، إن "مصر، كانت قد استخدمت طائرات الهليكوبتر الأمريكية الصنع من طراز أباتشي في غارة جوية عام 2015، التي وُصفت بأنها غارة فاشلة نتج عنها إصابة المواطنة الأمريكية أبريل كورلي بإصابات خطيرة، حيث أصاب الهجوم الجوي بطريق الخطأ مجموعة من السائحين من بينهم أبريل مورلي، بينما يقومون برحلة سياحية في الصحراء الغربية بمصر نتج عنها مقتل صديقها و11 سائحا آخرين ظنا من الجيش المصري أنهم مسلحون، ومن المقرر أن تزور كورلي واشنطن الأسبوع المقبل، في أول ظهور علني لها منذ الحادث".

كانت إدارة أوباما، قد وافقت على بيع طائرات الأباتشي لمصر عقب استئناف المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر في عام 2015 بعد عامين على تعليق الولايات المتحدة للمساعدات العسكرية لمصر على خلفية قمع الحكومة المصري الشديد للمتظاهرين.

وقال أندرو ميلر، مسؤول الملف المصري السابق في مجلس الأمن القومي الأمريكي لـ"المونيتور"، إن "إدارة أوباما قد أبدت قلقها بشأن إساءة القوات المصرية استخدام الطائرات الهليكوبتر وعدم الدقة في تحديد الأهداف التي تستهدفها الطائرات مما يخالف المعايير الأمريكية في تحديد الأهداف".

تساؤلات حول الصفقة

وأضاف ميلر- الذي يشغل حاليا نائب مدير مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط- أن "الطريقة التي يستخدمون بها المساعدات العسكرية تُثير العديد من الأسئلة حول إذا كانوا يستطيعون استخدامها بطريقة مسؤولة ومتسقة مع القانون الأمريكي"

وكانت منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الأنسان "أمنيستي"، قد قالت إن الجيش المصري قد استخدم طائرات الأباتشي لمراقبة الاحتجاجات الشعبية إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير/تشرين الثاني 2011.

بينما ذكر مساعد السيناتور الأمريكي باتريك ليهي لـ"المونيتور" أن "الحكومة المصرية كانت قد عرضت على كورلي مبلغ 150 ألف دولار تكلفة علاجها"، واصفا إياها بأنها "غير كافية حتى لتكلفة نقلها واخلائها الطبي؛ ويسعى ليهي إلى الحصول على دعم من الزعماء الديمقراطيين الآخرين في الكونجرس لهذه الخطوة".

وفي السياق ذاته، ذكر الموقع أن رئيسة لجنة الاعتمادات في مجلس النواب، نيتا لوي- التي تحجم منذ فترة طويلة عن خطوة حجب المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر بسبب التعاون الأمني مع إسرائيل- كانت قد وقعت على خطاب في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، يدعو القاهرة إلى دفع الفواتير الطبية لكورلي.

و أضاف الموقع، أن كورلي المتزلجة المحترفة السابقة التي ظهرت في فيديوهات لمادونا وشيت فاكر، تعاني حاليا من أصابات جسمانية ونفسية منهكة تتطلب رعاية طبية مكثفة طوال حياتها، وفق ما جاء في البيان الصحفي الذي أُعلن فيه عن زياراتها لواشنطن في الثاني من أبريل/نيسان الجاري.

تناقض الرواية المصرية

وقال وزير الخارجية مايك بومبيو للصحفيين، إنه أثار قضية كورلي مع المسؤولين المصريين خلال زيارة في يناير/كانون الثاني الماضي.

من جهته، مساعد ليهي، إن "الحكومة المصرية زعمت أنه تمت إصابة المجموعة السياحية عن طريق الخطأ، لكن المجموعة السياحية مُنحت حق الوصول إلى الصحراء الغربية عبر نقاط التفتيش الرسمية المتعددة".

وذكر "المونيتور"، أنه حاول التواصل مع السفارة المصرية في واشنطن للرد على أسئلتها والتعرف على موقفها من القضية، ولكن لم ترد السفارة على اتصالات الصحيفة.

على الرغم، من قرار السيناتور لاهي الإعلان عن مدى خطورة إصابات كورلي الناجمة عن هجوم الجيش المصري، إلا أن الوزير بومبيو، كان قد قرر في أغسطس/آب منح مصر 195 مليون دولار في صورة مساعدات عسكرية ضاربا قرار لجنة الاعتمادات عرض الحائط، إلا أن لجنة الاعتمادات مازالت تعلق مبلغ 105 مليون دولار من المساعدات العسكرية لمصر على خلفية احتجاز القاهرة سائق تاكسي سابق من نيويورك مصطفي قاسم والفواتير الطبية لكورلي، وفقا للموقع. 

السيسي يزور واشنطن

وتأتي هذه الخطوة في ظل تقارير في وسائل الإعلام العربية، تفيد بأن رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، سيزور واشنطن ويلتقي بالرئيس دونالد ترامب في أوائل أبريل/نيسان الجاري.

وكان وزير الخارجية سامح شكري، قد قام بزيارة واشنطن هذا الأسبوع، واجتمع مع بومبيو يوم الأربعاء، للإعداد لزيارة السيسي لواشنطن.

في الوقت نفسه، وفي ضوء زيارة السيسي المرتقبة الى واشنطن، يتوقع مسئولون أمريكيون سابقون، بحسب "المونيتور"، أن "يستغل السيسي هذه الزيارة لتحسين صورته أمام الإدارة الأمريكية، قبل أسابيع من الاستفتاء المزمع اجراؤه على التعديلات على الدستور المصري الذي يسمح للسيسي بتمديد فترة حكمه حتى عام 2034".

ومع ذلك، سيتعين على مصر أن تتصدى لزيارة كورلي لواشنطن دون مساعدة شركات العلاقات العامة الأمريكية التي تستأجرها مصر، بحسب الموقع.

واختتم "المونيتور" تقريره بالقول، أنه في يناير/ كانون الثاني، قطعت السفارة المصرية في واشنطن علاقاتها مع مجموعة جلوفر بارك، حيث أنهت عقدا سنويا بقيمة مليوني دولار يرجع إلى أكتوبر/تشرين الثاني 2013، بعد فترة وجيزة من إطاحة السيسي بالرئيس محمد مرسي.