ثلاثة أجنحة متصارعة.. مناوشات كلامية تهدد أكبر حزب تركي معارض

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة "خبر ترك" التركية، في مقال للكاتبة كبرى بار، الضوء على الخلافات التي تعصف بحزب "الشعب الجمهوري"، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، بزعامة كمال كليجدار أوغلو، مشيرة إلى أجنحة الحزب الثلاثة المتصارعة، والتي يأخذ كل واحد منها خطا فكريا.

وقالت الكاتبة: إن الباحث حاقان بايركجي، شارك في البرامج كواحد من "المعارضة المقبولة" على القناة التي يقاطعها حزب "الشعب الجمهوري" قال: إنه يجب إقالة جانان قفطانجي أوغلو (قيادية بالحزب) من وظيفتها، مدعيا أنها قد دعمت حزب "العمال الكردستاني" المحظور في تركيا، وقضية "الإبادة الجماعية" للأرمن في تغريداتها السابقة على موقع "تويتر".

وبحسب الكاتبة، فإنه انطلاقا من خطة "أفضل طريقة للدفاع هو الهجوم" ادعت قفطانجي أوغلو أن بايركجي ذهب إليها وأبدى رغبته بالعمل معها، وعندما تم رفضه، ومن أجل الحصول على وظيفة من القيادة وصف "عملية غير أخلاقية"، وقال: "ساعدوها في ذلك على الأقل".

إستراتيجية الإيقاع

ورأت بار أن "هذا الجدل ليس عبارة عن مجادلة عادية بين مجرد اسمين فقط، بل يكمن خلف جبل الجليد هذا، الاختلافات في المدارس الفكرية في حزب الشعب الجمهوري والعملية الإستراتيجية لتهييج وتحريك وإظهار هذه الفروقات ضد حزب المعارضة الرئيسي".

وأضافت: "من المعروف أن هناك أجنحة يسارية لا ترفض التحالف مع الأحزاب المحافظة كما تتعاطف مع التحالف مع حزب الشعوب الديمقراطي، بالإضافة إلى الجناح القومي (العلماني) الكمالي لحزب الشعب الجمهوري".

وتابعت: إلى أنه "بينما يحاول الرئيس كليجدار أوغلو الحفاظ على هذه الأجنحة الثلاثة في الحزب معا، يحاول بناء تحالف واسع بين المعارضة في تركيا من ناحية أخرى".

وأشارت بار إلى أن "طريقة إضعاف جهود كليجدار أوغلو يكمن في الضغط على حزب الشعب الجمهوري من خلال حزب الشعوب الديمقراطي وعبد الله جول ويتمثل في إثارة رد فعل الجناح القومي (العلماني) الكمالي، أي في تقسيم الحزب من الداخل".

وبحسب الكاتبة، فإن "وسائل الإعلام المقربة من الحكومة تدعم الأشخاص الذين ينتقدون حزب الشعب الجمهوري من خلال حزب الشعوب الديمقراطي وعبد الله جول. فعلى سبيل المثال، إن الاهتمام الذي يتم توجيهه لمحرم إنجه من آثار هذا الأمر".

وأشارت إلى أن الإيقاع بقفطانجي أوغلو جزء من هذه الإستراتيجية، فبينما يرضي موقف الأخيرة اليسار، فإنه يزعج الكماليين والمقربين من اليمين. وبصراحة لا تتوانى قفطانجي أوغلو عن توفير محتوى يغذي هذه النقاشات والجدالات (بأفعالها وتصريحاتها).

واختتمت الكاتبة التركية مقالها، بالقول: إن "جوهر الأمر يكمن هنا. فإذا لم يشهد حزب الشعب الجمهوري المعارض إصلاحا داخل نفسه، فيبدو أننا سنشهد المزيد من مثل هذه الجدالات".

انشقاقات سابقة

وفي 13 أغسطس/ آب 2020، أعلن المرشح الرئاسي السابق والقيادي في حزب الشعب الجمهوري المعارض "محرم إنجه" انشقاقه عن الحزب، معلنا عن تشكيل حزب جديد يحمل اسم "الوطن في 1000 يوم" بعد قرار استقالته.

وانتقد المعارض التركي، إدارة حزب الشعب الجمهوري بكلمات شديدة اللهجة، وقال: "حتى لو غادرت، سأغادر لإنقاذ الحزب".

وسبق أن ترشح في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ونافس الرئيس التركي رجب أردوغان وحصل على 30.64 في المئة من أصوات الناخبين، فيما نال حزبه الشعب الجمهوري 22.65 في المئة من أصوات الناخبين في الانتخابات البرلمانية التي أجريت مع الانتخابات الرئاسية بشكل مبكر في اليوم ذاته، 24 يونيو/ حزيران 2018.

لكنه اختلف مرارا مع رئيس الحزب كمال كليجدار أوغلو وترشح في مواجهته على رئاسة الحزب في المؤتمر العام قبل الأخير، لكنه لم يتمكن من الفوز. ويحافظ حزب الشعب الجمهوري على كتلة أصوات العلمانيين في تركيا كونه الحزب الذي أسسه أتاتورك.

وقبل ذلك بشهر واحد فقط، أعلن نائب رئيس الحزب السابق أوزتورك يلماز في 20 يوليو/ تموز 2020 تأسيس حزب باسم  "التجديد". وفصل "الشعب الجمهوري"، يلماز عام 2018 عقب تصريحات له طالب فيها برفع الأذان باللغة التركية، وهو ما أثار موجة جدل عارمة في تركيا، وهو ما دفعه لعقد مؤتمر صحفي هاجم فيه رئيس الحزب كمال كليجدار أوغلو، موجها إليه سيلا من الشتائم.

وفي 16 سبتمبر/ أيلول 2020، كشف الكاتب تورغاي غولر في مقال له في صحيفة "أكشام"، أن  كليجدار أوغلو سيستقيل من الرئاسة قريبا جدا وبضغط من عائلته، مشيرا إلى أنه سيترك مقعده إلى أوغوز كان ساليجي. بعبارة أخرى إنه رائد حركة "10 كانون الأول" والذي قال: "لنغلق حزب الشعب الجمهوري، ولنصنع منه متحفا".

وأضاف الكاتب التركي: أنهم يعبرون عن مدى مأساوية الوضع قائلين إن "اسم هذا الشخص ليس موجودا في ماضي حزب الشعب الجمهوري. ولم نره في أوساط الجامعة أبدا".