صحيفة عبرية: عباس يتقرب من "الإخوان" على حساب حلفائه الكلاسيكيين

12

طباعة

مشاركة

قالت صحيفة عبرية: إن اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول الخليج، دفعت رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى "التقرب من محور الإخوان المسلمين على حساب حلفائه الكلاسيكيين".

وأوضحت صحيفة يديعوت أحرونوت أن "عباس شعر بالخيانة من الدول العربية، حتى بدأ بالتوجه نحو المصالحة مع حركة المقاومة الإسلامية حماس، مما أثار حفيظة مصر"، خاصة وأن من يرعى جهود إنهاء الانقسام الفلسطيني هي تركيا هذه المرة.

ولفتت إلى أن "اتفاقيات السلام والتطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين والدعم الهادئ من قبل معظم دول الجامعة العربية خلال الأسابيع الأخيرة، دفعت أبو مازن (محمود عباس) للبحث عن حلفاء جدد في الأسابيع الأخيرة وأجبرته دون فرح كبير على الاقتراب من حماس".

وأشارت يديعوت في هذا الصدد إلى جهود المصالحة التي بدأت بمؤتمر صحفي افتراضي بين القيادي في حركة فتح "جبريل الرجوب" ونائب زعيم حماس "صالح العاروري"، ومن ثم مؤتمر الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية بين رام الله وبيروت.

وجمع هذا المؤتمر الأخير كلا من عباس، وإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وزياد النخالة، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، وقيادات أخرى، حتى توجت الجهود بلقاء في إسطنبول.

وبعد لقاء جمع قيادة الحركتين في المدينة التركية، قال القيادي في حركة فتح جبريل الرجوب مساء 24 سبتمبر/أيلول: إنه تم التوافق على إجراء الانتخابات الفلسطينية متتابعة، مجلس تشريعي، تليها الانتخابات الرئاسية، ثم انتخابات المجلس الوطني، مبينا أن الانتخابات ستكون على أساس التمثيل النسبي، ووفق تدرج مترابط لا يتجاوز 6 أشهر.

على مستوى عال

ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن الاجتماعات في تركيا عقدت على مستوى عال، حيث أرسلت حركة فتح أعضاء بارزين فيها مثل "جبريل الرجوب" و"روحي فتّوح"، بينما لم تكشف حماس عن اسم مبعوثها في المحادثات، لأسباب أمنية ميدانية على ما يبدو ونتيجة لذلك لم ينشر أي من الطرفين صورا من الاجتماع. 

وأعلنت حماس في وقت سابق أن زعيمها "إسماعيل هنية" أنهى زيارته للبنان دون أن يحدد وجهته المقبلة. وتقول يديعوت أحرونوت: "لا يعقل أن يكون هنية هو الذي يترأس وفد حماس للتحاور مع نائبه صالح العاروري".

وقال مراسل الصحيفة "أليئور ليفي" والخبير بالشؤون العربية والفلسطينية: إنه في العقد الماضي، تم عقد العديد من الاجتماعات بين الطرفين وتوقيع اتفاقات مصالحة جديدة ومتجددة بإعلانات واحتفالات رسمية، ولكن في نهاية اليوم، بقيت تلك الاتفاقات على الورق فقط ولم يتم تنفيذها عمليا. 

لكن هذه المرة، فإن فتح وحماس تقولان: إن هناك رغبة (لتحقيق المصالحة) في ظل وجود ظرف لم تشهده الساحة الفلسطينية من قبل.

ويزعم الخبير الإسرائيلي في مقاله بالصحيفة العبرية أن حماس ما زالت تشك في نوايا أبو مازن في ظل إخفاقات جولات المصالحة الأخيرة وتخشى أن كل ما يحاول فعله هو استعادة الشرعية المتجددة للجلوس على كرسي الرئيس الفلسطيني دون إعطاء الحركة أي شيء. 

خشية وحذر

من ناحية أخرى، "تخشى فتح من أن حماس لن تسلم حقا الوزارات الحكومية في غزة إلى السلطة الفلسطينية كما فعلت في المرة السابقة، وأنه في حالة إجراء انتخابات، يمكن لحماس تزوير النتائج في غزة في ظل سيطرة عناصرها وجناحها العسكري على نقاط القوة هناك"، وفق تعبيره.

ويرى ليفي إن إجراء هذه المحادثات بين فتح وحماس له أهمية إضافية ويرتبط بالتأثير الإقليمي على الفلسطينيين.

فبعد فترة طويلة من الهيمنة شبه الكاملة لمصر على جهود المصالحة، قرر الفلسطينيون إجراء المحادثات في إسطنبول، في وقت تمر العلاقات بين تركيا ومصر بحالة من التدهور والتوتر.

وبحسب تقرير في صحيفة الأخبار اللبنانية فإن مصر غاضبة من حماس وفتح على السواء، بسبب هذا الاختيار وإخراج القاهرة من عملية المصالحة.

بالإضافة إلى ذلك، وعشية المحادثات في تركيا، اتصل أبو مازن بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان وطلب منه المساعدة قدر الإمكان في نجاحها وطالبه بإرسال مراقبين أتراك لمراقبة نزاهة الانتخابات عند إجرائها.

ولفت الكاتب إلى أن خطوة أخرى أعلنتها رام الله، هي قرارها إنهاء دور السلطة الفلسطينية كرئيسة دورية لجامعة الدول العربية احتجاجا على رفض الجامعة إدانة اتفاق السلام بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين الذين وقعا رسميا في واشنطن في 15 سبتمبر/أيلول.

وأنهي الخبير ليفي مقاله بالقول: "للوهلة الأولى، يمكن للمرء أن يرى اتجاها قرر فيه أبو مازن، الذي هو في وضع ضعف سياسي، تعزيز علاقاته مع محور الإخوان المسلمين على حساب علاقاته مع الحلفاء الكلاسيكيين للفلسطينيين، وذلك لإحساسه بأن المحور المعتدل قرر أن يدير ظهره له"، وفق تعبيره.