المخابرات التركية.. تعاظم التأثير بين الماضي والحاضر

12

طباعة

مشاركة

في 26 يوليو/تموز، افتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مقرا جديدا للمخابرات التركية في إسطنبول، مؤكدا خلال مراسم الافتتاح أن الدعم المعلوماتي والعملياتي الذي وفره الجهاز في ليبيا، غيّر قواعد اللعبة.

وتدعم أنقرة حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا، وقد ساعدتها خلال الأشهر الأخيرة على استعادة السيطرة على كامل حدود العاصمة طرابلس، وطرد قوات اللواء الانقلابي خليفة حفتر المدعوم من مصر والإمارات وروسيا وفرنسا.

ورأى الرئيس التركي أنه بفضل تعاظم تأثير المخابرات الخارجية، بدأت بلاده تحتل مكانتها في كافة المحافل كقوة إقليمية وعالمية.

وأضاف: أن "المكاسب التي حققناها في مناطق الصراعات، تعزز قوتنا على طاولة المفاوضات وتمنحنا قوة الدفاع عن مصالح شعبنا".

وسبق لأردوغان أن افتتح في 6 يناير/كانون الثاني 2020، مبنى جديدا لوكالة الاستخبارات التركية في العاصمة أنقرة، والذي يعرف بالقلعة.

جهاز الاستخبارات

وجهاز الاستخبارات Millî İstihbarat Teşkilatı، اختصارا MİT‏، أسس عام 1965 وحل محل جهاز "خدمة الأمن الوطني" برئاسة عوني كنتان وتعاقب عليه 16 رئيسا ويرأسه منذ العام 2010 هاكان فيدان وحتى اليوم. وفي عام 2017، عدل القانون الأخير ليربط “جهاز الاستخبارات الوطنية” برئيس الجمهورية التركية.

صحيفة ستار التركية، عقبت على تصريحات أردوغان بالقول: "هناك العديد من الأمثلة المؤلمة على ضعف الاستخبارات والمعلومات السريعة في تاريخنا التي أدت في النهاية لخسارة تركيا الكثير من حروبها، وأبرزها بلا شك حروب البلقان".

وقال الكاتب يعقوب كوسيه في مقال بالصحيفة: "عانينا من أكثر الهزائم المحرجة في تاريخنا خلال تلك الفترة على الرغم من أن بعض المجتمعات في البلقان كانت مستعدة للحرب، بينما لم يتمكن حكام تلك الفترة من رؤية ذلك بالمعرفة والفهم الصحيحين جراء غياب هذه المعلومات أو عدم اطلاعهم عليها".

وتابع الرئيس في تصريحاته قائلا: "بفضل شبكة المخابرات القوية والعبقرية الدبلوماسية التي أسسها عبد الحميد خان، قيل في كتب التاريخ لفترة طويلة إنه أنقذ البلاد من العديد من الأشياء السيئة دون أن يرمي رصاصة واحدة".

وأوضح الكاتب أن "الساسة ابتعدوا في كثير من المراحل عن تاريخ تركيا وثقافتها العريقة ومنها انقلاب 28 فبراير/شباط (1997) وعلى وجه الخصوص التوصيات التي أعلن عنها خلال تلك الفترة تضمنت زيادة التعليم الأساسي إلى 8 سنوات، وعدم توظيف المطرودين من الخدمة العسكرية بسبب تورطهم في أنشطة رجعية داخل البلديات".

هذه الزلات لا تزال صالحة في الذاكرة العميقة للدولة، يستدرك الكاتب: "لكن بعد 15 يوليو/تموز (محاولة الانقلاب في 2016) تم التأكد أن هذه الزلات لا يمكن استخدامها واللجوء إليها ثانية وهذا كله بفضل التحقيقات والمتابعات الأمنية".

من أجل طي تلك الصفحة السوداء في تاريخنا، يقول الكاتب: "يجب التخلص من الذاكرة المهيأة ضد شعب الأناضول المسلم".

ومن تلك الصفحات السوداء أنه قبل 23 عاما، عقد مجلس الأمن القومي التركي اجتماعا أفضى إلى قرارات تعد نقطة البداية لانقلاب 1997، الذي عجل بإسقاط رئيس الوزراء السابق نجم الدين أربكان، زعيم حزب الرفاه، وإنهاء حكومته الائتلافية.

وواجهت الحكومة الائتلافية التي تأسست في 28 يونيو/ حزيران 1996، والمكونة من حزبي "الرفاه" و"الطريق القويم"، برئاسة الراحل أربكان، اتهامات بـ "تشكيل خطر على النظام" و"دعم الرجعية"، عقب فترة وجيزة من تسلمها مهام عملها قبل أن يتم إسقاط الحكومة في 16 يناير/كانون الثاني 1998.

وقضت المحكمة الدستورية بإغلاق حزب "الرفاه"، وفرض حظر سياسي لمدة 5 سنوات على أربكان، وعدد من قيادات الحزب على رأسهم شوكت قازان، وأحمد تكدال، وشوقي يلماز، وحسن حسين جيلان، وإبراهيم خليل جليك.