دعوات للمقاطعة.. لماذا تشن قنوات إماراتية هجوما على المغرب؟

12

طباعة

مشاركة

دعا ناشطون مغاربة عبر موقع "تويتر" إلى مقاطعة قناتي "العربية" السعودية، و"سكاي نيوز عربية" النسخة الإماراتية، واتهموهما ببث الفتنة في بلادهم وشن حرب انتقامية غير أخلاقية وشيطنة الحكومة المغربية برئاسة سعد الدين العثماني.

واستنكر ناشطون عبر حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #مقاطعون_سكاي_نيوز_عربية عبث الإعلام الإماراتي والسعودي بالشأن الداخلي المغربي ومحاولتهم فرض سياسات بلادهم الخارجية على المغرب من خلال تقارير إعلامية مغلوطة واستفزازية.

وأكد رواد "تويتر" أن مقاطعة القنوات التابعة للسعودية والإمارات رسالة ردع لأنظمة البلدين، وإعلان رفض الشعب المغربي للتدخلات في شؤونهم الداخلية، مطالبين سلطات بلادهم وباقي الدول بغلق مكاتب تلك القنوات.

إعلام الشر

وأطلق ناشطون توصيفات مختلفة على الإعلام السعودي والإماراتي منها أنه "إعلام شر" وغيرها من التوصيفات الأخرى، وحث المغرد علي ردة على "قطع رؤوس الأفاعي"، بحسب تعبيره.

وأكد المغرد إلياس العامري على حسابه في "تويتر" أن "قنوات الفتن والفساد يجب طردها من كل ربوع الوطن".

واعتبر الناشط علي رامي، قنوات "سكاي نيوز عربية" التي تديرها الإمارات بأنها: "قناة الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق وأخواتها".

"قنوات صهيونية"

وذكّر ناشطون بدور تلك القنوات التابعة للرياض وأبوظبي في التماهي مع سياسات الاحتلال الإسرائيلي وتلميع صورته وفرص التطبيع معه، مؤكدين أنهما "قنوات عبرية يدعمها الكيان الصهيوني لتثبيط المسلمين وتصوير فلسطين هي العدو بينما ‏اليهود رجال سلام".

ووصفها المغرد أحمد بأنها "قناة المكر والدجل والتطبيع مع الكيان المحتل للأراضي الفلسطينية"، مؤكدا وجوب مقاطعتها فورا.

وحث ناشط آخر على مقاطعة وحذف من أسماها بقنوات إسرائيل "العربية، الحدث، سكاي نيوز وجميع القنوات الرسمية والتابعة للنظام السعودي والإماراتي والمصري"، جازما بأن ذلك "واجب وطني وقومي وإسلامي".

ورأى سمير الكابتن أن العالم العربي والإسلامي من المفترض أن يقاطع الإمارات العبرية والمملكة العربية السعودية وكل ما يدور في فلك هاتين الدولتين، مستطردا: "عفوا نسينا بلحة" في إشارة إلى رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي.

مبررات المقاطعة

واختلفت مبررات الناشطين بشأن دعواتهم لمقاطعة تلك القنوات، داعين الدول العربية والإسلامية إلى مقاطعة الدول نفسها الممولة لها ومقاطعة القنوات لأنها أدوات ناعمة بيدهم للتحريض وتضليل الرأي العام.

وكتب الناشط عبده الهويدي على حسابه في "تويتر" قائلا: "قاطعوا دولة العهر وأدواتها لله دركم يا مغربيون".

وطالب المغرد حسن أحمد بابوا، بالمقاطعة، وحث المخابرات المغربية على تتبع التحويلات المالية الإماراتية والتدقيق في أهدافها و مراقبة القائمين عليها.

وناشد عبد الله بومازق: "الدول العربية وخاصة المغاربية لإغلاق تلك القنوات لتحريضهم على الخراب والفوضى وتضليل الرأي العام".

وجزم محمد جميل البخيتي بأن "سكاي نيوز" هي من تحرض الناس عل فعل المنكرات وتحرضهم عل القبول بالأمر الوقع أي بالانقلابات وتلمع المفسدين والقتلة، مضيفا: "لهذا يرجى من الجميع مقاطعتها بكافه الوسائل سواء في السوشيال ميديا أو عبر الأقمار الصناعية التي تبث عنصريتها عبرها".

يشار إلى أن الإمارات استخدمت أدواتها المختلفة من وسائل إعلام وتوجيه الذباب الإلكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي وتجنيد كتاب وإعلاميين، وغيرها، في شن حملات تحريض ممنهجة لتشويه صورة المغرب والانتقام من حكومته التابعة لحزب العدالة والتنمية، بحسب ناشطين.

وذلك ضمن أجندتها المشبوهة والعدائية لكل ما هو إسلامي، التي بدأت تنفيذها منذ بداية الربيع العربي في 2011، إذ تفيد الأوساط المغربية بأن الحملات الإعلامية زادت حدتها مؤخرا لرفض المغرب الانسياق وراء السياسات الإماراتية السعودية تجاه قطر وليبيا واليمن، وصفقة القرن.

وبدأت بوادر الأزمة غير المعلنة بين الرباط وأبوظبي مطلع العام الجاري 2020  عقب إعلان المغرب على لسان وزير خارجيتها ناصر بوريطة، في لقاء مع قناة "الجزيرة" لأول مرة رسميا أن الرباط انسحبت من التحالف السعودي الإماراتي في اليمن.

وبدأت من حينها الأخبار من الجانبين تطفو على السطح، إذ أفادت مواقع مغربية بسحب الرباط سفيرها وقنصليها في الإمارات وإفراغ سفارتها في أبوظبي من جميع المستشارين والقائمين بالأعمال، بسبب عدم تعيين سفير إماراتي بالرباط بعد عام من شغور المنصب.

وتعدت الأزمة الدبلوماسية بين البلدين لتشمل قطاعات حساسة أخرى كقطاع الاقتصاد والاستثمارات والتعاون العسكري والأمني، ومراكز الدراسات والأبحاث، حيث جمدت مؤسسة "مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث" الإماراتية، في مايو/أيار الماضي، جميع أنشطتها في المغرب.

وتعمدت القنوات التابعة للسعودية والإمارات على نشر معطيات مغلوطة حول أعداد الوفيات والإصابات بفيروس كورونا المستجد في المغرب، وقالت: إن الفيروس تسبب بمئات الوفيات وآلاف الإصابات، في حين تفيد الحصيلة الرسمية لوزارة الصحة المغربية بأعداد مخالفة للأعداد التي تذكرها تلك القنوات.

واعتبر مراقبون مغاربة تقارير تلك القنوات استفزازية واستمرار لسياسة التهويل والتضخيم، مشيرن إلى أنها تؤكد التوجه الرسمي الإماراتي لاستهداف المغرب.