صناع الطاقة.. هل يدعمون ترامب أم بايدن في الانتخابات؟

12

طباعة

مشاركة

قالت صحيفة أميركية، إن صناعة النفط والغاز، التي كانت لفترة طويلة واحدة من أكثر المصادر المعتمد عليها لأموال الحملة الانتخابية للمرشحين الجمهوريين على جميع المستويات، بدأت بإدارة ظهرها إلى حد ما للرئيس دونالد ترامب.

وأوضحت صحيفة بلومبرج أنه "بسبب أسوأ انهيار في أسعار النفط (بعد تفشي فيروس كورونا)، وحذرًا من ترامب في أفضل الأوقات، فإن شركات الطاقة وموظفيها يتبرعون أقل بكثير لحملة إعادة انتخابه مما فعلوا في أول جولة له، وأيضا أقل بكثير مما فعلوا للمرشحين الجمهوريين السابقين للرئاسة".

وبينما يواجه ترامب انتقادات واسعة النطاق لطريقة معالجته تفشي كورونا، ولتعامله مع الاحتجاجات على وحشية الشرطة (بعد مقتل الأميركي الأسود جورج فلويد نهاية مايو/أيار 2020 على يد الشرطة)، فإن تراجع التبرعات من حليف كان يمكن الاعتماد عليه، هو دليل إضافي على اضطراب حملته الانتخابية، وفق تقرير الصحيفة.

ومن المقرر أن تجرى الانتخابات الرئاسية القادمة في الولايات المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، حيث ينافس ترامب، الديمقراطي جو بايدن.

وتابع التقرير: "جمع ترامب 1.1 مليون دولار من موظفي شركة النفط والغاز بين مايو/أيار ونوفمبر/تشرين الثاني في عام 2016، وهي الفترة الوحيدة التي جمع فيها التبرعات بنشاط خلال أول انتخابات رئاسية". 

وبعد 40 شهرا منذ ذلك الحين، جمع فقط ما يزيد قليلا عن 650 ألف دولار، من نفس المانحين، وفق التقرير. ويوضح السبب في ذلك، بالقول: "تختلف الأسباب، ومن أهمها تراجع حجم المحافظ المالية بعد انهيار أسعار النفط".

الاستياء من التدخل الضعيف لترامب خلال حرب أسعار النفط بين السعودية وروسيا، والتي عجلت بالانهيار الشديد في أسعار النفط، سبب آخر لا يمكن إغفاله، بالإضافة إلى خفض أسعار الوقود كأحد إجراءات التخفيف من الآثار الاقتصادية للإغلاق بسبب فيروس كورونا.

معاملة "تيلرسون"

كما أثار فرض تعريفة جمركية على الفولاذ الأجنبي، والتي تؤثر على تكاليف البنية التحتية للمصافي النفطية، استياء العديدين في هذه الصناعة، مثلما فعلت المعاملة السيئة لـ "ريكس تيلرسون"، الرئيس التنفيذي السابق لشركة "Exxon Mobil Corp."، وأول وزير خارجية له.

ويقول التقرير: لم يتعرض أحد كبار المسؤولين لمثل هذه الإهانة على الملأ، فقد تم فصله في تغريدة، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل سخر منه الرئيس، في وقت لاحق، واصفا إياه بـ "غبي كصخرة".

وقال ريان سيتون، عضو لجنة السكك الحديدية في تكساس، الوكالة المنظمة للصناعات النفطية: "إن الثقافة في قطاع النفط تقليدية للغاية، أريد أن أصافحك، وأريد أن ألتقي وجها لوجه". ولم تتح للرئيس فرصة قط لإجراء مثل هذه الاتصالات، للجلوس حقا وقول: "أنا دونالد ترامب، وهذا ما أنا عليه"، وفق التقرير.

ويشير التقرير إلى أنه رغم كل التراجع في الدعم المقدم لترامب إلا أنه ما زال الخيار الأفضل لأصحاب هذه الصناعة.

فكثيرا ما يشير التنفيذيون في صناعة الطاقة إلى أن ترامب، أو أي جمهوري، أفضل لمصالحهم من جو بايدن نائب الرئيس السابق باراك أوباما، أو أي من الديمقراطيين الآخرين. 

ويقولون: إن جهودهم، أي الديمقراطيين،  للحد من تغير المناخ من خلال الحد من استهلاك الوقود الأحفوري، أو ما يعرف بـ "الصفقة الخضراء الجديدة"، ستكون كارثية، وفق التقرير.

تكاليف الامتثال

وقال كيفين بوك، المدير الإداري في ClearView Energy Partner، وهي شركة أبحاث مقرها واشنطن: إنهم يحبون أيضا سياسات ترامب لإلغاء القيود، والتي خفضت تكاليف الامتثال لهذه الصناعة، وكذلك قانون الضرائب الجمهوري لعام 2017.

ويستدرك القرير، بالقول: ولكن هذا قد لا يكون كافيا، حيث يرى البعض في الصناعة أن ترامب فشل في الاستجابة بشكل كاف لوباء الفيروس التاجي.

وتسبب الإغلاق في انخفاض أسعار البنزين، بسبب أوامر البقاء في المنزل، التي أبقت الناس بعيدا عن الطرق، حسبما قال دان إبرهارت، الرئيس التنفيذي لشركة Canary Drilling Services ومقرها دنفر، وأحد أهم جامعي التبرعات لترامب والجمهوريين الآخرين.

ونقل التقرير أيضا عن إبرهارت، قوله: "مع أزمة الوباء المستجد، قالت إدارة ترامب كل الأشياء الصحيحة، ولكنها لم تفعل أي شيء". 

وقال إبرهارت: إنه من بين الخطوات التي كان يمكن للرئيس أن يفكر فيها، فرض رسوم جمركية مؤقتة على النفط المستورد، والتي كان من الممكن فرضها بواسطة سلطة ترامب، دون الحاجة إلى إجراء من الكونجرس، بعكس خطوة مثل زيادة مشتريات احتياطي البترول الإستراتيجي، والإقراض الطارئ لشركات النفط والغاز.

النجاح السعودي

قال أحد المطلعين على الصناعة من كبار جامعي التبرعات الانتخابية للحملات الرئاسية، وطلب عدم الكشف عن اسمه: إن ترامب حصل على استحسانه لنجاحه في إقناع السعودية الموافقة على تخفيض الإنتاج، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار.

ويستدرك: "مع ذلك، هناك الكثير من القضايا الأخرى التي يختلف فيها مع ترامب، على حد قول المطلع، وهو ما دعاه لرفض طلبات الجمهوريين للمشاركة في جمع التبرعات لصالح حملته الانتخابية".

ويتمتع المرشحون الجمهوريون السابقون للرئاسة بسخاء صناعة الطاقة. ويوضح التقرير ذلك، بالقول: "في عام 2012، جمع مرشح الحزب الجمهوري ميت رومني 6.9 مليون دولار من الصناعة". 

وبحلول نهاية أبريل/نيسان عام 2008، كان المرشح "جون ماكين" قد جمع مليون دولار، كما حصل الرئيس جورج دبليو بوش، وهو رجل نفط سابق في تكساس، على 2.5 مليون دولار لإعادة انتخابه.

ويتابع التقرير: "كان أولئك الذين دعموا منافسي ترامب في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين لعام 2016 بطيئين في دعم ترامب أو (Super-PACs) التي تدعمه، وفقا لسجلات لجنة الانتخابات الفيدرالية حتى أبريل/نيسان 2020.

(Super-PACs) تعرف أيضا باسم "لجان العمل السياسي المستقلة للإنفاق فقط"، ويمكنها جمع الأموال الانتخابية دون أي حد قانوني على حجم التبرع.

كيلسي وارن، الرئيس التنفيذي لشركة خطوط الأنابيب (Energy Transfer Partners)، الذي قدم 5 ملايين دولار لصالح الحملة الانتخابية لحاكم تكساس السابق "ريك بيري"، ساهم فقط بمبلغ 360,600 دولارا لصالح حملة ترامب لإعادة الانتخاب في عام 2019.

وفي عام 2015، أعطى كل من "ريتشارد كيندر" الرئيس التنفيذي لشركة (Kinder Morgan Inc.) وزوجته نانسي، مليوني دولار لـ Super-PACs الداعم لـ "جيب بوش"، حاكم فلوريدا الأسبق، لكنهم لم يتبرعوا لترامب، وفق التقرير. 

التركيز على الاقتراع

البعض الآخر يدعم ترامب بشكل متواضع نسبيا بينما يقدم المزيد للجان التي تركز على سباقات الاقتراع. 

ويوضح التقرير بالقول: "في حين أعطى ستيفين تشازن، رئيس شركة "أوكسيدنتال بتروليوم"، 1.6 مليون دولار لدعم الحزب الجمهوري في سباق الكونجرس في منتصف المدة لعام 2018، و700 ألف دولار لدعم انتخابات الكونجرس للدورة الحالية، فقد أعطى فقط 175 ألف دولار لدعم فوز ترامب، في 2019".

ورفض "تشازن" التعليق من خلال المتحدثة باسم الشركة "ميليسا شويب"، عن سبب ذلك.

وتابع التقرير: "تكرر الأمر كذلك مع فاريس ودان ويلكس، الإخوة والمؤسسون لشركة (Texas fracking)، والتي باعوها في عام 2011 مقابل 3.5 مليار دولار، فقد منحوا 15 مليون دولار لصالح دعم تيد كروز في عام 2016".

بينما أعطت العائلة 300 ألف دولار فقط لصالح حملة إعادة انتخاب ترامب، ولم يتم الرد على أي من الرسائل التي تطلب التعليق، وفق التقرير.

وقت سيء

يقول جامعو التبرعات الجمهوريون: إنهم يعتمدون على الملياردير "هارولد هام"، رئيس شركة (Continental Resources Inc) ومقرها أوكلاهوما سيتي، والذي يقدم المشورة لترامب بشأن سياسة الطاقة، لتقديم أكثر من مليون دولار تقريبا كما فعل عام 2012. 

ولكن خلال شهر أبريل/نيسان 2020، أعطى "هام" الذي تضررت قيمة ثروته الصافية بسبب انهيار أسعار النفط الخام، فقط 50 ألف دولار لدعم فوز ترامب.

لم تستجب المتحدثة كريستين توماس لطلب لمقابلة "هام"، وفق التقرير.

وتابع: "قال مات ماكوفياك، مستشار سياسي جمهوري مقيم في تكساس: "في حين كانت الأمور جيدة للغاية حتى شهرين أو ثلاثة أشهر سابقة، إلا أنها سيئة للغاية الآن. قد يكون من الصعب كتابة شيك كبير الآن".

وفي نفس السياق يقول "كريستي كرادك"، عضو لجنة سكك حديد تكساس: إن البعض يرى أن العلاقة تتحسن، بفضل تدخل ترامب مع العائلة الملكية السعودية، وكذلك بفضل تخفيف الكثير من اللوائح المنظمة.

وقال كرادك: "كنا، بصفتنا وكالة مسؤولة عن الصناعات النفطية، نراقب 147 لائحة وقاعدة تم تمريرها في ظل الإدارة السابقة". وتابع: "من منظور الأعمال، إذا أضفت قاعدة أو لائحة، فإن هذا يكلف الكثير من الناس الكثير من المال، وقد ذهب كل هذا عندما تسلمت هذه الإدارة".

ويوضح التقرير أنه مع ذلك، "فإن المعاناة المستمرة لقادة الصناعة، الذين أجبروا على وقف عملياتهم في حوض بيرميان الغني بالطاقة في تكساس، وتسريح آلاف الموظفين، قد تقلل من استعدادهم لكتابة شيكات كبيرة".

ويؤكد ذلك قول "جيف موزلي"، الرئيس والمدير التنفيذي لجمعية تكساس للأعمال: "إن هذا وقت صعب للغاية بالنسبة لكل تكساس، ولكن بشكل خاص لأولئك الذين يجدون عيشهم في حوض بيرميان".  وتابع: "من الصعب العثور على أموال إضافية لوضعها في الحملات"، وفق التقرير.