"شيخ الأقصى".. لماذا سارع الاحتلال الإسرائيلي لإصدار حكم بحبسه؟

12

طباعة

مشاركة

محمولا على الأكتاف وسط هتافات "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، واجه الشيخ رائد صلاح زعيم الحركة الإسلامية، في فلسطين المحتلة، الحكم الصادر بحقه، اليوم الاثنين، من محكمة إسرائيلية، بالسجن 28 شهرا بزعم اتهامه بالتحريض على العنف والإرهاب.

في مشهد اعتبره رواد موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ردا كافيا وصفعة على وجه الاحتلال، وذلك عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في هاشتاجات تضامن عدة مع الشيخ صلاح، برزت عقب إعلان الحكم ومنها: #رائد صلاح، #كلنا_رائد_صلاح، #شيخ_الأقصى وغيرها.

وأشار الناشطون إلى أن "الاحتلال وقف عاجزا أمام الشيخ رائد صلاح، الذي اعتلته الهيبة، ويتحرك بعفوية من دون أن يستخدم السلاح ومع ذلك يُجيّش الأمة خلف الأقصى، ويقاتل الاحتلال بتمسكه بأرضه وأقصاه دون قطرة دم".

ولفتوا إلى أن "مدرسة الشيخ صلاح وجه آخر للجهاد والمجاهدة ونتيجته على المستوى الإستراتيجي لا تقل عن دك الاحتلال بالصواريخ"، مؤكدين أنه لم يتنازل ولم يضعف أمام تهديداتهم وإغراءاتهم كذلك، وكان الحكم نصيبه من ضريبة الثبات على طريق الحق.

وأكد روّاد "تويتر" أن الحكم مجرد جزء يسير من مسلسل سياسات المحتل القذرة، القائمة على تكميم الأفواه، وإخفاء الحقيقة بعد قتلها، وتجريم كل من يدافع عن حقوقه، جازمين بأن إبعاد صلاح وأمثاله من المؤمنين بالقضية الفلسطينية ضرورة بالنسبة لإسرائيل وعملائهم العرب لإنجاح صفقة القرن.

تهيئة الصفقة

وتداول الناشطون تصريحا لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، قال فيه: إن "تغييب الشيخ رائد صلاح منذ سنتين، ثم إصدار هذا الحكم الجائر هو جزء من التمهيد لتطبيق صفقة القرن في القدس والمثلث"، داعيا إلى "أوسع حركة تضامن معه ومع المسجد الأقصى".

وأضاف هنية: أن الحكم محاولة لكتم الصوت الحر الصادح بالحق المؤكد على إسلامية الأقصى وعروبة القدس، والرافض للتهويد المتواصلة.

وفي تصريح سابق نشره الناشطون، أكد محامي الشيخ صلاح أن محاولة إزاحة موكله عن المشهد، هي محاولة لمنع تأثيره على المشهد العام، وجزء من التهيئة التي قامت بها إسرائيل لإطلاق صفقة القرن، لافتا إلى أن كل الاعتقالات التي يشهدها العالم العربي والإسلامي ضد الشرفاء والأحرار هي للتهيئة لتطبيق الصفقة.

وغرّد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة: "لا يمكن الفصل بين الحكم القاسي على (حارس الأقصى) الشيخ رائد صلاح، وبين صفقة القرن ووضعها موضع التطبيق، بخاصة فيما يخصّ القدس"، مؤكدا أن هذه الصفقة ينبغي أن توحّد الفلسطينيين في كل أماكن وجودهم، ضد الصفقة الذين يحاولون التفريق بين فلسطينيي الأراضي المحتلة 48، وبين 67 لا يريدون خيرا بشعبنا.

وقال صاحب حساب "باحث عن الحق أينما كان": إن "سجن شيخ الأقصى يأتي ضمن سلسلة إجراءات قام بها الاحتلال، لتهيئة الإعلان عن صفقة القرن المشؤمة"، داعيا: "اللهم نجي الشيخ رائد صلاح واحفظ الأقصى من كل سوء ورده إلى حوزة المسلمين".

خذلان عربي

واستنكر الناشطون حالة الصمت العربي والاستجابة للتطبيع والتماهي مع قرارات الاحتلال الإسرائيلي وعدم إدانتها، لافتين إلى المساعي الأمريكية والإسرائيلية لتركيع العرب من خلال السيطرة على أنظمتها الحاكمة.

وأكد الناشطون أن الشيخ صلاح، تعرض لكافة أشكال التنكيل في الداخل من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي من توجيه تهم ضده بالتحريض وغيرها، وذلك بسبب خطاباته الدينية من أجل القدس المحتلة في ظل سكوت الحكام العرب.

وجزم يوسف جبرين نائب في الكنيست عن "القائمة المشتركة"، بأن القرار الجائر بحق الشيخ رائد صلاح يندرج ضمن سياسات نزع الشرعية عن عن نضال الجماهير العربية وتضييق الخناق على حرية التعبير والعمل السياسي. بينما يواصل نتنياهو ووزراؤه التحريض على المواطنين العرب، تتصاعد ملاحقة القيادات العربية سعيا لخلق كيان عربي ممسوخ بروح حقبة الحكم العسكري.

وحذرت الأكاديمية التربوية الدكتورة فاطمة الوحش، من أن "الأحكام العربية القادمة ستكون تيمنا بالصهيونية لأنك تقرأ القرآن الكريم، قائلة: "انتظروا الأهوال".

وقالت رقية الناشري في تغريدتها: "القدس هي هبة السماء وجوهرة الأرض حكمها سليمان وفتحها عمر وحررها صلاح الدين وتقاعس عنها حكام العرب! لكن في السجن أم في الإقامة الجبرية ستبقى شوكة في حلوقهم يا زينة الرجال".

ولفت الناشطون إلى قطار التطبيع العربي الذي يسير عليه حكام العرب غير مبالين بالقضية الفلسطينية، ولا حال الفلسطينيين وما يتعرضون له من قمع وتنكيل على أيدي الاحتلال الإسرائيلي".

وقال الدكتور ابوبكر العيساوي استاذ العقيدة والفكر الإسلامي: إن "شيخ الأقصى الشيخ رائد صلاح سيعتقل 24 شهراً في سجون الإحتلال الصهيوني فقط لأنه واقف بوجه مخططاتهم، وبعض العرب يطبع وينسق ويتعامل معهم؛ بل ومنهم من يحاول الطعن في الظهر للفلسطينيين.

وكتب أبو عبدالله المهاجر، قائلا: "الصهاينة اليهود يحكمون على شيخ الأقصر رائد صلاح بالسجن ٢٨ شهرا .جعلها الله في ميزان حسناته ولا نامت أعين الصهاينة العرب".

وغرّد أبو بلال عبر حسابه "تويتر"، قائلا: "الشيخ رائد صلاح خذولك حكام العرب #الشيخ_رائد_صلاح".

تغيب متعمد

وأعلن الناشطون عن وعيهم بمخططات الاحتلال الإسرائيلي التي تستهدف تغيب الأصوات المناهضة له والمقاومة بسلمية لأطماعهم، إذ قال الإعلامي والناشط الفلسطيني إبراهيم المدهون إن الاحتلال مستمر في عملية التغييب الممنهج للشيخ رائد، مرة بالسحن وأخرى بالاقامة الجبرية...وربما تُجهز التهمة القادمة قبل انتهاء هذه المحكومية!.

وتحدث الناشطون عن رعب الاحتلال من هيبة الشيخ صلاح، إذ قال الدكتور عبدالله معروف استاذ دراسات بيت المقدس: "مجانين إذ يسجنون رجلاً لا لشيء إلا خوفَ هيبته...!!!".

وتحدث الناشطون أن أفكار الشيخ صلاح راسخة في عقولهم حتى، وأن غيبته سلطات الاحتلال في سجونها، إذ قال خالد أبو مصطفى: "لا ضير يا شيخ الأقصى، إن سجنوا جسدك، ففكرتك حرة طليقة، تحلق في سماء بيت المقدس، تصرخ في المسلمين الأقصى في خطر، غرست فينا يا شيخنا معاني الرجولة  والحرية وحب الوطن، وحب الأقصى، لن تسقط الراية، ولن تنطفئ جذوة الحق، حتى يدمغ باطلهم ويزهقه، ويتبر علوهم تتبيرا".

وقال الإعلامي القطري جابر الحرمي: "إن سجنوا الجسد.. فإن الروح تسري في شعب بكامله وأجيال قادمة ..".

اليمين المتطرف

الشيخ رائد صلاح تعرض لحملة شرسة من اليمين الإسرائيلي المتطرف وصلت حد تهديده من الوزير يسرائيل كاتس، بإبعاده خارج البلاد، وتنظيم العشرات منهم لتظاهرة احتجاجية أمام منزله في مدينة ام الفحم.

ولاقت تلك الحملات تأييد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في محاولته كسب ورد اليمين المتطرف خاصة أثناء فترة الانتخابات، الأمر الذي اعتبره مراقبون تهيئة للظروف لاستهداف صلاح جسديا من المتطرفين اليهود.

واعتبر الناشط الفلسطيني أدهم أبو سلمية، محاكمة شيخ الأقصى #رائد_صلاح، محاولة صهيونية لإخماد الأصوات المدافعة عن الأقصى والمقدسات، وهي تأتي في سياق إرضاء الصهاينة المتطرفين من أقصى اليمين.

صمود صلاح

وعدد ناشطون مواقف صامدة للشيخ صلاح وسماته الشخصية ومقتطفات من مسيرته السياسية، موضحين أن الشيخ رائد صلاح يلقب بشيخ الأقصى هو رئيس الجناح الشمالي للحركة الإسلامية في الداخل المحتل منذ عام 1996، وولد في 10 نوفمبر 1958 في أم الفحم وحاصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية.

وقال الصحفي الفلسطيني محمد الداية إن الشيخ #رائد_صلاح رجل الأقصى الأبرز، جاهد بنفسه ماله وقته صوته، ومنح دعوته كيانه فأثمر جبلا لا يهتز.

وأضاف: "هذا الرجل غير مسار الصراع ووقف في وجه الاحتلال ومنح المقاومة بعدا آخر بطريقة سلسة غير عنفية تعتمد فقط على المبدأ وصوت المنطق وقوة الانتماء وتجييش الفلسطينيين للتمسك بالأقصى".

ودعا حامد العلي للشيخ صلاح قائلا: "الصهاينة يحكمون على أسد الأقصى الشيخ رائد صلاح بالسجن ٢٨ شهرا بارك الله في الشيخ #رائد_صلاح على نهجٍ رشيدٍ في جهادٍ عن الأقصى ينافح في ثباتِ ولا يخشى من الأعداء سجناً صَبورا في الجهادِ إلى المماتِ".

وأعلن ناشطون تضامنهم مع الشيخ صلاح، إذ قالت الإعلامية إيمان عياد "كل التضامن مع الشيخ #رائد_صلاح الذي حُكم عليه صباح اليوم بالسجن لـ 28 شهرا من محكمة #إسرائيلية.. عندما يُحاكم #الفلسطيني في أرضه لحبه ودفاعه عنها".