صحيفة عبرية: الفلسطينيون ضحايا طموحات ترامب ونتنياهو السياسية

12

طباعة

مشاركة

وصفت صحيفة معاريف العبرية، الفلسطينيين بأنهم ضحايا لخطة السلام المعروفة بصفقة القرن، في ضوء استغلالها من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الحكومة الإسرائيلية المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، لخدمة مصالحهما السياسية.

وقال إيلي كارمون أستاذ العلوم السياسية في مقال له على موقع صحيفة معاريف ذائعة الصيت: إن مقترح ترامب ولد بالخطيئة، حيث أن تاريخ نشرها قبل شهر من الانتخابات الإسرائيلية، بينما يناضل نتنياهو من أجل بقائه السياسي والقانوني، وخلال فترة مساءلة ترامب، من المفترض أن يخدم مصالح كلا الزعيمين.

وأضاف كارمون وهو أحد كبار الباحثين في المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب: أن "الجانب الفلسطيني هو الضحية الرئيسية لهذه الخطة، مع تفضيل واضح لاحتياجات إسرائيل الإقليمية والأمنية والسياسية".

ولفت إلى أن "مهرجان البيت الأبيض أقيم دون تنسيق أو استشارة أو مشاركة السلطة الفلسطينية، حيث حضر الحفل أعضاء الوفد الإسرائيلي، والعديد من الداعمين (المانحين) الأمريكيين لترامب ونتنياهو، وحتى ثلاثة سفراء عرب سيثبت قريبا أن وجودهم غير ضروري".

وأردف: "يبدو أن إسرائيل انتصرت، لقد حصل نتنياهو بالفعل على هدية عظيمة لحملة الليكود الانتخابية، بينما تعارض بعض الأحزاب اليمينية بقوة إقامة دولة فلسطينية، على الرغم من أن هناك طريقا طويلا يجب قطعه قبل أن يتحقق ثماره".

يكمل بالقول: "تأثر عرب إسرائيل (فلسطينيون يسكنون الأراضي المحتلة عام 1948) بشدة، بالجزء من الخطة الذي يثير احتمال إعادة تعريف الحدود الإسرائيلية، وفقا لاتفاق الطرفين، وإمكانية أن يصبح سكان منطقة المثلث جزءا من الدولة الفلسطينية المستقبلية".

وعبّر بعض قادة المجتمع العربي عن ما أسماها "مواقف متطرفة لا تحبذ العلاقات بين الشعبين". ورفع الأعلام الفلسطينية أثناء الاحتجاجات لفلسطينيي الداخل، ستقنع المواطنين اليهود بأن تبادل المناطق أمر مرغوب فيه بالفعل. 

التهديد العربي

أما عن ضم غور الأردن فيقول: إنه لا يشكل جزءا من اتفاق وتفاهم شاملين مع الأردن، وذلك من شأنه أن يعرض اتفاق السلام مع المملكة الهاشمية واستقراره للخطر، وسيهدد حزام الأمن الحالي على الجبهة الشرقية.

كما هو متوقع، رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الخطة بالكامل، وهدد بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، وأقنع أعضاء الجامعة العربية الـ 22 برفض الخطة تماما، وبالتالي العودة إلى مبادئ المبادرة العربية لعام 2002.

عن تهديد العالم العربي يقول كارمون: إن "القيادة الإسرائيلية التي كانت على اتصال وتعاون وثيقين مع مصر والدول العربية الأخرى في السنوات الأخيرة، على خلفية التهديد الإيراني، قد نسيت قوة الشارع العربي، الذي يمكن أن يكون تهديدا وجوديا للأنظمة العربية".

وأشار إلى أن الأشخاص الذين يقفون من وراء خطة السلام الأمريكية، وهم جاريد كوشنر (صهر ترامب)، والسفير ديفيد فريدمان، وممثل الرئيس جيسون غرينبلات، ليسوا خبراء في الشرق الأوسط، بل قريبون جدا من دوائر المستوطنين الإسرائيليين وهذا يجعلهم غير حذرين وغير مبدعين.

وذكر كارمون أنه "لن يكون مستغربا أن يتصاعد إظهار وجود معاداة للسامية في الولايات المتحدة في الحملة الانتخابية وفي أوساط معينة في الشارع الأمريكي".

مشكلة غزة

خطة ترامب التي تحدثت عن ضرورة نزع سلاح قطاع غزة، لم تتطرق إلى إمكانية تنفيذ ذلك. في الواقع، يقول كارمون: "لا يمكن التوصل لاتفاق حقيقي بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل طالما استمرت حركة حماس في السيطرة على غزة وتهديد إسرائيل عسكريا".

ومع ذلك، في هذه الأيام تسعى الحكومة الإسرائيلية جاهدة من أجل عقد تفاهمات مع حماس وإدامة حكمها في الواقع.

ويرى الكاتب أن الفاعلين الوحيدين الذين فازوا على المستوى الإقليمي هم النظام في طهران، الذي سيشجع بالتأكيد أي طرف فلسطيني على معارضة البرنامج من خلال العنف، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي هاجم الخطة بشدة ويمتلك بالفعل حصة في غزة والقدس من خلال وكلائه.

ينهي كارمون مقالته بالقول: "من المأمول أن تتغلب الحكومتين الإسرائيلية والأمريكية على إغراء تنفيذ خطوات الضم قبل الانتخابات، لأن ذلك سيزيد من احتمال تجدد العنف".

ويعتقد أنه "يجب إعطاء فرصة لحكومة تتشكل بعد الانتخابات للنظر بجدية في النقاط الإيجابية لبرنامج ترامب، مع الانخراط في حوار مع السلطة الفلسطينية والدول العربية المعتدلة. يجب على الحكومة القادمة أيضا أن تقرر وبشكل نهائي حل مشكلة غزة، من غير إدامة حكم حماس وتضمن السلام والهدوء لسكان القطاع والجنوب".

فلسطينيو 48

أما الكاتب إفرايم غنور، فخصص مقالة كاملة لانتقاد سلوك فلسطينيي الـ 48 بالقول: "الواقع يثبت أن العرب الإسرائيليين لا يفوتون أي فرصة للوقوف في وجه حتى الإسرائيليين الذين يدعمون حججهم العادلة ويقفون إلى جانبهم في المظاهرات وفي النضال".

ففي تجمع حاشد مساء 1 يناير/كانون الثاني الجاري في تل أبيب ضد خطة الضم، التي أطلقتها وحضرتها منظمات يسارية ومئات من "عرب إسرائيل"، كانت الأعلام الفلسطينية تحلق بينما كانت الهتافات تنطق بلا توقف: "فلسطين 100 بالمائة من البحر إلى النهر". يقول الكاتب: "الرسالة معروفة وهي جزء لا يتجزأ من نظرية الكفاح الإرهابي لحماس"، وفق تعبيره.

ويضيف: "هناك الكثير من الحقيقة والعدالة في مزاعم العرب الإسرائيليين ضد البند في خطة ترامب الذي يتحدث عن نقل بعض بلدات وادي عارة (ما يعرف بالمثلث) إلى الدولة الفلسطينية المستقبلية".

ثم يكمل: "ما هو واضح، ومن أجل التعامل مع الخطة، لا يحتاج عرب إسرائيل إلى دولة فلسطينية من البحر إلى النهر، وإذا كان هذا هو حلمهم، فعلى العكس من ذلك، فإن هذا الجزء من صفقة القرن ترامب سيساعدهم على تحقيق حلمهم من خلال الانضمام لدولتهم".

إلى جانب ذلك، يجب على قيادة فلسطينيي 48، بكل مكوناتها، وخاصة لجنة المتابعة العليا وأعضاء الكنيست، استيعاب أن المسؤولية تنطبق عليهم، بحسب رأيه.

ويقول غنور: "كل من يطالب المؤسسة اليهودية بالمساواة الكاملة للعرب الإسرائيليين، يجب عليه أولا وقبل كل شيء أن يكون مخلصا وملتزما بالدولة التي يطلبون منها مطالبهم وحقوقهم".