إعلان ترامب عن "صفقة القرن".. هكذا قرأته صحف إسرائيلية

12

طباعة

مشاركة

خطة القرن التي عرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في الثامن والعشرين من يناير/كانون الثاني 2020، والتي أتت في 80 صفحة، تقول صحيفة معاريف إن أهم ما جاء فيها هو الاعتراف الأمريكي بالمستوطنات في "يهودا والسامرة" (أي الضفة الغربية) وبغور الأردن. بالإضافة إلى منح هبة بقيمة 50 مليار دولار للدولة الفلسطينية الجديدة. 

بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعضو الكنيست بيني غانتس، قدم ترامب خطة القرن للسلام بالقول إن: "إسرائيل تتخذ خطوة كبيرة نحو السلام. لقد كانت عملية طويلة ومملة حتى وصلنا إلى هذه اللحظة".

وتابع: "قدمت لرئيس الوزراء نتنياهو رؤيتي للسلام، ومن أجل مستقبل أفضل للإسرائيليين والفلسطينيين. هذه الرؤية مختلفة تماما عن المقترحات السابقة في المسألة. هذا هو الاقتراح الأكثر تفصيلا على الإطلاق".

هذه هي أهم الأسس في خطة القرن – بحسب تقرير صحيفة معاريف:

  • الاعتراف الأمريكي بالاستيطان في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وغور الأردن.
  • مضاعفة مسطحات النفوذ الفلسطينية وإنشاء سفارة أمريكية في "الدولة المستقبلية".
  • موافقة إسرائيل على تجميد الاستيطان لمدة أربع سنوات، مع بدء المفاوضات حول الدولة الفلسطينية.
  • ربط قطاع غزة والضفة الغربية.
  • الحفاظ على الوضع الراهن (الستاتوس-كفو) في مدينة القدس القديمة (البلدة القديمة). 
  • منحة بقيمة 50 مليار دولار لـ "الدولة الفلسطينية الجديدة".
  • عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى "دولة المستقبل" + "صندوق تعويض سخي".

ما الذي سيعود على إسرائيل (في مناطق الضفة الغربية)؟

  • سيتم إلغاء الحكم العسكري على المستوطنين.
  • سيتم إزالة جميع قيود البناء.
  • خلال أسابيع فقط: فوز ثانٍ بالسيادة في يهودا والسامرة.
  • مجموع السيادة سيكون: 30٪.

ما الذي تمنحه الولايات المتحدة؟

  • الموافقة على تطبيق السيادة الإسرائيلية.
  • استعمال حق النقض (الفيتو) لأي قرار ضد إسرائيل في مجلس الأمن (بند غير صريح ولكنه ضمني).
  • الاعتراف بالقدس المتحدة عاصمة لإسرائيل.
  • معارضة حق العودة.

شروط حصول الفلسطينيين على الدولة:

  • نزع سلاح حماس وإزالة الطابع العسكري لغزة.
  • تنازل عن حق العودة.
  • الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.
  • الاعتراف بحدود إسرائيل الجديدة.
  • الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
  • الموافقة على السيطرة العسكرية في منطقة غرب الأردن.
  • توقف عن تحويل الرواتب إلى الإرهابيين (يقصد الأسرى).
  • وقف التحريض في نظام التعليم.

ردة فعل

من جهتها تطرقت صحيفة هآرتس إلى جزء آخر من خطة ترامب للسلام، عن اقتطاع جزء من أراضي النقب وضمها للدولة الفلسطينية المستقبلية.

ونقل الصحفي ألموغ بن زكري تصريحات عن المجلس الإقليمي "رمات هَنيغف"، الذي عبّر عن غضبه من نتنياهو.

فقد قال المستشار عيران دورون لصحيفة هآرتس عقب نشر الخطة: "من المؤسف أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي مستعدا للتخلي عن أراضي إسرائيلية مقابل الحفاظ على المستوطنات اليهودية في يهودا والسامرة، يأتي هذا من قِبل من يدعي أنه خليفة بن غوريون".

الخريطة التي نشرها البيت الأبيض مرسومة بخطوط عامة، لذلك من الصعب تحديد بدقة مناطق النقب التي تتوقع واشنطن من إسرائيليين أن تمررها للفلسطينيين. ومع ذلك، فإن الحديث يدور عن مناطق واسعة النطاق على الأقل بجوار الكتل الاستيطانية على الحدود المصرية. 

تكمل صحيفة هآرتس بالقول، ليست هذه هي المرة الأولى التي تتفاوض فيها الدولة على تسليم أراضي في تلك المنطقة. في عام 2001، تحدث رئيس الوزراء آنذاك إيهود باراك مع الفلسطينيين حول هذا الاحتمال، مما أثار موجة من الاحتجاجات من قبل سكان المنطقة الذين عارضوا ذلك بشدة. 

مواقف دولية

أما صحيفة يديعوت أحرونوت فقد نشرت تقريرا عن المواقف المحيطة بالإعلان الأمريكي لخطة القرن للسلام. تنقل الصحيفة موقف الاتحاد الأوروبي، الذي قال إنه ملتزم بحل الدولتين.

وقال وزير خارجية الاتحاد جوزيف بوريل إن الدول الأعضاء ستراجع تفاصيل الصفقة، لكنه أضاف أنها ستفعل ذلك "على أساس الموقف الثابت والحازم للاتحاد الأوروبي، والتزامها بمفاوضات دائمة وحل الدولتين تأخذ في الاعتبار التطلعات المشروعة للفلسطينيين والإسرائيليين. ويحترمون جميع قرارات الأمم المتحدة التي عليها اتفاق دولي.

وتذكر الصحيفة موقف فرنسا بشكل خاص من صفقة القرن، حيث رحبت وزارة الخارجية الفرنسية ببرنامج السلام الأمريكي المعروف باسم "صفقة القرن"، قائلة إنه سيواصل "العمل مع الشراكة الأوروبية" لتعزيز هذه القضية. ينص بيان الوزارة أيضا على أن "حل الدولتين للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني ضروري لتحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط".

كما أعربت فرنسا عن ترحيبها بجهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة لإحلال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، مضيفة أن باريس ستدرس عن كثب الخطة التي اقترحتها. وذكر أيضا أن "أي اتفاق سلام يجب أن يتوافق مع القانون الدولي والمعايير الدولية".

بهذا تنضم فرنسا إلى المملكة المتحدة، التي قالت إن الاتفاقية التي اقترحها ترامب قد تكون خطوة إيجابية. وقال المتحدث باسم بوريس جونسون إن رئيس الوزراء البريطاني ناقش تفاصيل الاتفاقية مع دونالد ترامب، ورحب بالخطة، قائلاً إنها "اقتراح جاد".

تنتقل الصحيفة لموقف الدول العربية، فقد قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن القراءة الأولى لخطة السلام الأمريكية تظهر أنها "خرق كبير" للحقوق المشروعة للفلسطينيين، لكنه أشار إلى أن الجامعة "تدرس بعناية الرؤية الأمريكية" وأنها منفتحة على أي جهود جادة تبذل لتحقيق السلام.

من جهته، حذر الأردن من أن التدابير أحادية الجانب، مثل قرار "ضم أراضي فلسطينية"، قد تكون لها عواقب وخيمة. وقال إنه لا يزال ملتزما بإقامة دولة فلسطينية على حدود ما يعرف بـ 67، قائلا إنه الحل الوحيد للسلام.

من ناحية أخرى، علقت وزارة الخارجية المصرية بشكل أكثر اعتدالا على مقترح ترامب، بقولها: إننا ننظر إلى المبادرة الأمريكية من منظور أهمية التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية بطريقة تمنح الشعب الفلسطيني حقوقا قانونية كاملة من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة. ندعو كلا الجانبين إلى دراسة الاقتراح الأمريكي وتفهمه عواقبه.

كما عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتريتش عن دعمه لفكرة الدولتين. وقال المتحدث باسمه إن موقفهم من حل الدولتين تم تحديده على مر السنين من خلال قرارات مجلس الأمن. 

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إنه لا يمكن إحلال السلام إلا من خلال حل مقبول من الجانبين، إسرائيل وفلسطين. 

أما موسكو فقد دعت الإسرائيليين والفلسطينيين إلى إجراء مفاوضات مباشرة، بهدف إيجاد حل وسط يكون مقبولا للطرفين. وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف: "لا نعرف ما إذا كان الاقتراح الأمريكي مقبولا لكلا الطرفين أم لا؟، يجب أن ننتظر". 

وأضاف أن موسكو ستنظر لتفاصيل الصفقة وأنها أعربت في الماضي مرارا وتكرارا عن استعدادها للتوسط بين إسرائيل والفلسطينيين.

أما صحيفة يسرائيل هيوم، المقربة من الليكود، نشرت أن مكتب رئيس الوزراء أوضح أنه على الرغم من التقارير المختلفة المنشورة حول مخطط الصفقة، سيتم طرح قرار السيادة للتصويت في الاجتماع الحكومي القريب، كما وعد نتنياهو.