تثير مخاوف مسلمي أوروبا.. هذه دوافع الهجمات الأخيرة في القارة العجوز

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على عمليات طعن وقعت مؤخرا في لندن وهولندا، ووصفتها بالأعمال "الإرهابية" بعدما أوقعت عددا من الضحايا، مشيرة في الوقت ذاته إلى تخوف المسلمين من تبعات تلك الهجمات على عيشهم واستقرارهم في الدول الأوروبية.

وقالت الصحيفة في تقريرها: إن "بعض العواصم الأوربية شهدت ليلة دامية مساء الجمعة، حين طعن مهاجم 3 من الشباب في أحد شوارع لاهاي، المدينة الهولندية المزدحمة، وقبلها طعن رجل 3 فوق أحد جسور العاصمة البريطانية لندن".

تدخّل المارّة

ونقلت عن السلطات البريطانية قولها: إن عدة أشخاص تعرضوا للطعن، قُتل اثنان منهم، وأن الشرطة أطلقت النار على رجل يبدو أنه كان يرتدي "عبوة ناسفة مزيفة".

وقتلت الشرطة رجلا كان يرتدي قنبلة مزيفة على جسر لندن يوم الجمعة، بعد أن طعن شخصان في حادث ما وصفته الشرطة بأنه "حادث إرهابي" هز العاصمة البريطانية قبل أسبوعين من الانتخابات العامة وقبل ثلاثة أيام من اجتماع زعماء العالم لحضور قمة الناتو.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحادث وقع على جسر نهر التايمز، حيث فر المدنيون مطلقين صيحات الرعب والخوف، فيما كانت الشرطة في حالة مواجهة مع الجاني، واستعاد البريطانيون ذكريات مؤلمة عندما وقع "حادث إرهابي" على الجسر نفسه في عام 2017 أسفر عن مقتل 8 أشخاص.

وعاد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إلى مقر مجلس الوزراء في 10 داوننج ستريت، بعدما أوقف حملته الانتخابية، وقال لوسائل الإعلام: "لن تخيف هذه الحوادث البريطانيين وهذا البلد أو تتسبب في انقسام المجتمع"، كما أشاد بشجاعة المارة الذين تصادف وجودهم في نفس مكان الحادث. ووصف تدخل المارة بالسبب الرئيسي في منع إراقة المزيد من الاهتمام.

وكان فيديو تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر مجموعة من المارة تحيط بالجاني وتساعد الشرطة في السيطرة عليه وإطلاق النار عليه. وأبعدت الشرطة المدنيين عن الرجل، ثم أطلق ضابط رصاصة واحدة على الأقل، حيث أصاب الرجل وأثار صرخات من المارة. وقالت الشرطة: إن الرجل توفي في مكان الحادث.

وبحسب الصحيفة، فإن مسؤولين حكوميين قالوا: إن الرجل أدين في السابق بارتكاب جريمة إسلامية مرتبطة بالإرهاب، حيث كان في السجن وأفرج عنه بشرط أن يرتدي بطاقة إلكترونية، وفقا لتقارير عدة، السبت، حددت الشرطة المشتبه فيه بأنه عثمان خان، 28 عاما، وقالت: إنه لم يتم البحث عن أي مشتبه به آخر.

ونقلت عن نيل باسو، مساعد المفوض في شرطة العاصمة قوله: "أؤكد أن الحادث إرهابي، مع ذلك، أننا نحتفظ بعقل مفتوح لأي دافع". وأضاف أنه كانت هناك تقارير تفيد بأن الرجل كان يرتدي عبوة ناسفة، لكن الشرطة حددت أنها "عبوة ناسفة غير حقيقية" مربوطة بجسده.

وأفادت "نيويورك تايمز" بأن رئيس بلدية لندن صادق خان، قال: "إن ما يلفت النظر في الصور التي شاهدناها هو البطولة الرائعة لأفراد الجمهور الذين هرعوا حرفيا نحو الخطر، ولم يعرفوا ما يواجهوه"، لم يكن واضحا ما إذا كان المارة قد رأوا جهازا زائفا وقرروا التعامل مع  الرجل على أي حال.

وأشارت إلى أن الشرطة ذكرت أن شخصين لقيا حتفهما بعد طعنه، وأن ثلاثة آخرين أصيبوا. وقالت شرطة العاصمة: إن حوالي الساعة 2 مساء وردت تقارير عن هجوم بسكين في قاعة "فشمونجر"، وهو مبنى يوناني كبير يقع عند الطرف الشمالي لجسر لندن وغالبا ما يستخدم في الأحداث، حيث  كانت مجموعة العدالة الجنائية التي كان أعضاؤها من الأكاديميين السابقين بجامعة كامبريدج يجتمعون هناك.

وبحسب باسو، مساعد مفوض الشرطة، في بيان له السبت، "إن المهاجم حضر حدثا في وقت مبكر من بعد ظهر الجمعة في قاعة فيشمونجر، ونعتقد أن الهجوم بدأ في الداخل قبل أن يغادر المبنى وتوجه إلى جسر لندن ، حيث تم اعتقاله وواجهه بعد ذلك برصاص ضباط مسلحون".

ونقلت الصحيفة عن امرأة قالت: إنه "بعد بدء الهجوم، أمسك رجل آخر بأوراق ناروال طولها خمسة أقدام من الجدار واستخدمها لمواجهة المهاجم".

وتابعت "نيويورك تايمز" أن مركبات الشرطة أغلقت جانبي الطريق على جسر لندن، وهو أحد أكثر شرايين المدينة ازدحاما ومعبر مشهور للسياح وغيرهم من المشاة.

ومن العاصمة البريطانية لندن انتقلت الهجمات إلى العاصمة الهولندية لاهاي، حيث قالت الشرطة: إن ثلاثة شبان أصيبوا في "حادث طعن" مساء يوم الجمعة في شارع غروت ماركت، وهو شارع مركزي يعج به متسوقوا"الجمعة السوداء".

مخاوف المسلمين

وبحسب تقرير آخر للصحيفة الأمريكية، فإن نائب رئيس البلدية، بودوين ريفيس، وصف الضحايا بأنهم أطفال، كما وصف الحادث  بأنه "شيء فظيع أن يحدث في ليلة يتسوق فيها الكثير من الناس في أحد أكثر شوارعنا ازدحاما"، وقد عولج الضحايا في المستشفيات ثم غادروها.

وقالت الشرطة في وقت متأخر يوم الجمعة: إنهم ما زالوا يبحثون عن مشتبه فيه ويحققون في دافع محتمل، بينما ذكرت صحيفة "أل دي الهولندية" أن المحققين عثروا على سكين في المنطقة.

وأظهرت الصور المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، قوات طوقت الحي ليل الجمعة مع تحليق المروحيات فوقها ومركبات الطوارئ المتمركزة.

وأفادت الصحيفة، بأن "استجابة الشرطة الدراماتيكية عكست المخاوف المتزايدة على القارة بعدما أعلنت الشرطة البريطانية عن وقوع حادث إرهابي في وقت سابق من يوم الجمعة، في مشاجرة فوضوية على جسر لندن، تعامل العديد من الأشخاص مع رجل يرتدي قنبلة مزيفة، والتي أطلقت الشرطة النار عليها في الموقع. طعن شخصان حتى الموت".

وبحسب "نيويورك تايمز" فقد يكون موسم العطلات المزدحم - كان الدافع وراء الهجمات في جميع أنحاء أوروبا في السنوات الأخيرة - قد وضع السلطات الهولندية على أهبة الاستعداد.

يُذكر أنه في الشهر الماضي، أصيب مطار أمستردام الدولي بالشلل لفترة وجيزة، حيث ردت قوات الأمن على إنذار خاطئ من عملية اختطاف، كما ألقت الشرطة الهولندية، الأسبوع الماضي، القبض على رجلين متهمين بالتخطيط لـ"هجوم إرهابي".

ولكن على عكس فرنسا وبلجيكا وألمانيا، لم تقع "هجمات إرهابية" منظمة كبيرة على الأراضي الهولندية في السنوات الأخيرة، بحسب الصحيفة.

وأكدت أنه في معظم أنحاء البلاد، يميل وجود الشرطة إلى الهدوء، ونادرا ما تُرى بنادق أوتوماتيكية ثقيلة في أيدي أجهزة إنفاذ القانون. مع وجود استثناءات للشرطة أن تحمل بنادق آلي في مقرات مثل المطار الدولي و البرلمان الذي يقع على بعد 400 متر من موقع حادث الطعن الذي جرى مساء الجمعة.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول: "تثير هذه الهجمات خوف العرب والمسلمين الذين يعيشون في أوربا من أن ينتج عنها تضييق عليهم أو الانتقام منهم وهم أبرياء ويندمجون في مجتمعاتهم بسرعة كبيرة".